الباحثة في قسم إسرائيل والجاليات اليهودية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إليزافيتا ياكيموفا، كتبت في "إزفيستيا" عمن سيقود غزة بعد عملية الجيش الإسرائيلي.
يواصل المجتمع الدولي بذل الجهود من أجل وقف إطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتمارس الإدارة الأمريكية نفوذها على حكومة بنيامين نتنياهو للحد من زمن استمرار عملية الجيش الإسرائيلي "السيوف الحديدية" ووضع تصور لنظام الحكم في قطاع غزة ما بعد الحرب.
قد يبدو تنفيذ عملية نقل القطاع إلى السلطة الوطنية الفلسطينية أمرا سهلا نسبيا. وهذه هي بالضبط النتيجة التي تضغط الولايات المتحدة الآن من أجل تحقيقها. ومع ذلك، فإن مشاعر سكان القطاع ليست واضحة تماما.
وعلى خلفية الأعمال العدائية ضد غزة، تدخل معارضة فتح إلى الساحة، في محاولة لاستغلال الصراع لتفكيك سلطة عباس، وفي الوقت نفسه ضمان بقاء حماس. ويبدو أنه لا توجد في الوقت الراهن ظروف ملائمة لخوض معركة كبيرة على السلطة بين الفصائل وداخلها، لكن الخيار الوسط ممكن على شكل عملية سياسية شاملة، ضمن الحدود الجغرافية لقطاع غزة، لتشكيل حكومة فلسطينية شاملة. أي إقامة إدارة مؤقتة هناك مع احتمال تعميم التجربة على كافة الأراضي الفلسطينية. نجاح هذا السيناريو يعتمد بشكل جدي على موقف الدول العربية.
وتطرح أيضا مسألة استعادة سلطة إسرائيل في غزة. بالنسبة للقيادة الإسرائيلية، لا يبدو مثل هذا السيناريو مناسبًا لأسباب اقتصادية، وبسبب نقص الدعم من الوسطاء الإقليميين والدوليين.
وفي الوقت نفسه، لا تصر إسرائيل فقط على تفكيك قوة حماس ومنع السلطة الوطنية الفلسطينية من الحكم، إنما وتشكيل نظام أمني خاص في القطاع، بما في ذلك منطقة عازلة ومعابر تحت سلطتها.
وبشكل عام، يشكل المستقبل السياسي لقطاع غزة جزءاً من قضية أكثر تعقيداً وربما أكثر خطورة بالنسبة للمنطقة: أزمة السلطة في كافة الأراضي الفلسطينية. لا يوجد حل واضح حتى الآن، ومن المرجح أن يواجه الطريق إليه عقبات على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام
إقرأ أيضاً:
لوموند: العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية يُثير قلق المجتمع الدولي
ذكرت صحيفة (لوموند) الفرنسية، أنه بعد شهرين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "سلام دائم" في الشرق الأوسط، فإن مستوى العنف الذي تفرضه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية يثير قلق المجتمع الدولي، الذي احتشد حول ترامب للمطالبة بإحلال السلام.
وأضافت الصحيفة الفرنسية ـ في افتتاحيتها اليوم السبت ـ أن الجيش الإسرائيلي لايزال يحتل نصف شريط ضيق من الأرض تحول إلى ركام، حيث يكافح أكثر من مليوني فلسطيني من أجل البقاء في ظروف مزرية.. هذا الشريط من الأرض، الذي لا تزال إسرائيل تمنع الصحافة من الوصول إليه بحرية، لا يزال يستحوذ على الاهتمام، لدرجة أنه يطغى على الإرهاب الخبيث الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون وجيش الاحتلال المتخبط في الضفة الغربية.
وأشارت (لوموند) إلى تقييم دقيق أعدته في العاشر من ديسمبر الجاري يدين هذا الوضع، مضيفة أنه لم يسبق أن شهدت أكبر الأراضي الفلسطينية مثل هذا المستوى من العنف على يد إسرائيل، حيث دفن هذا العدد الكبير من القتلى، وسجل هذا العدد الكبير من الجرحى والأسرى - الذين غالبا ما يتعرضون لسوء المعاملة - والدمار ويعكس موقف الجيش، في مواجهة انتهاكات المستوطنين المتزايدة والدموية، النفوذ المتنامي للصهيونيين المتدينين بين الضباط، والذين تلقى بعضهم تدريبا في أكاديميات عسكرية تقع في قلب الضفة الغربية وفي الوقت نفسه، يتقدم التوسع الاستيطاني، الذي يفتت هذه الأراضي بشكل متزايد ويحول كل رحلة إلى جحيم للفلسطينيين، بخطى ثابتة لا هوادة فيها.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذا التحول جاء عقب دخول حزبين يمينيين متطرفين، إلى الائتلاف الذي شكله رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو قبل ثلاث سنوات، حيث كان هدفهم المعلن هو ضم الضفة الغربية، أو حتى "نقل" سكانها.. لكن هذه السياسة الإرهابية يتبناها الائتلاف الحاكم بأكمله ولا تثير هذه السياسة سوى احتجاجات طفيفة من الأحزاب التي تدعي معارضة نتنياهو، بينما يتجاهلها الرأي العام الإسرائيلي، مرة أخرى.
واختتمت (لوموند) افتتاحيتها بالقول "إن الحديث عن السلام، إن كان هو الهدف حقا، يتطلب منا أن نفتح أعيننا، وأن ندين الإرهاب المفروض على أرض لا تملك دولة إسرائيل أي حق فيها، وأن نطالب بوقفه في أسرع وقت ممكن".