مسقط- العُمانية

نجح فريق بحثي عُماني من جامعة الشرقية في تحضير مُستحلب نانوي من زيت اللبان بطريقة سهلة وغير مكلفة اقتصاديًا لعلاج سرطان الثدي وسرطان الرئة ضمن مشروع لاستخلاص زيت اللبان ودراسة تأثيره على خلايا سرطان الثدي والرئة مخبريًا.

المشروع البحثي نُفِّذَ بمشاركة وإشراف الدكتور محمد جنكيز الباحث الرئيس السابق للمشروع (أكاديمي سابق بجامعة الشرقية) والدكتورة ريا بنت أحمد البلوشية أستاذ مشارك في الكيمياء ورئيسة قسم العلوم الأساسية والتطبيقية (الباحث الرئيس الحالي) واستغرق المشروع قرابة 3 سنوات، وجاء بتمويل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ضمن برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة.

وقالت الدكتورة ريا بنت أحمد البلوشية إنّ نتائج هذه الدراسة أظهرت أنّ مستخلص اللبان يحتوي على مواد نباتية كيميائية مختلفة ولها نشاط عالٍ مُضاد للسرطان ويعمل كمضاد طبيعي للسرطان وتعزيز فعاليته من خلال استخدامه كمُستحلب نانوي. وأضافت أنه جرى التعاون مع مجموعة من الباحثين من جامعة البريمي وجامعة حائل بالمملكة العربية السعودية وغيرهما من الجامعات الدولية من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الهند في تنفيذ بعض التجارب والاختبارات المخبرية البيولوجية. وبينت أنه أُجريت مجموعة من الاختبارات الحيوية لقياس مدى فاعليته وكفاءته كمضاد للسرطان مثل اختبار السمية الخلوية (فحص MTT)، والتئام الجروح، وتحليل غشاء الميتوكندريا، وأنواع الأكسجين التفاعلية.

وأوضحت أنه تمّ اختبار قدرة مستخلص اللبان على تثبيط نمو خلايا سرطان الثدي وسرطان الرئة بواسطة اختبار السمية حيث يعمل مستخلص اللبان على تثبيط نمو كل من خلايا سرطان الثدي الحساسة والمقاومة للأدوية، وخلايا سرطان الرئة (بطريقة تعتمد على الجرعة). ولفتت أنّ تقييم النشاط المضاد للسرطان للمستحلب باستخدام اختبار السمية ضد الخلايا السرطانية لمدة 24 ساعة أظهر أنّ مستحلب النانو (13.2 ميكروغرام/مل) يظهر نشاطًا أعلى مقارنةً بمستخلص اللبان وحده (22.5 ميكروغرام/مل). وأفادت الباحثة أنّ من أبرز التحدّيات في علاج السرطان هو السيطرة على الورم الخبيث حيث يمكن للخلايا السرطانية في الأورام الصلبة أن تنتشر إلى أعضاء مختلفة، ومن خلال هذه الدراسة تمّ إجراء اختبار لتقييم قدرة التركيبة النانوية لمستخلص اللبان على التحكم في انتشار الورم الخبيث في خلايا الجسم من خلال اختبارها لفحص التئام الجروح.

وذكرت الدكتورة ريا بنت أحمد البلوشية أنّ الخلايا المعالجة بمستخلص اللبان وحده أظهرت تغطية 20 إلى 30 بالمائة لمنطقة الجرح خلال 24 ساعة، بينما عند معالجتها بالتركيبة النانوية لمستخلص اللبان تمت تغطية المنطقة المصابة بنسبة من 60 إلى 70 بالمائة في نفس المدة الزمنية، مما يُشير إلى وجود قدرة معززة بشكل كبير على التئام الجروح ومقاومة الانتشار.

وأوضحت أنّ الأساليب العلاجية الجديدة للأدوية المضادة للسرطان تعتمد على تكوين أنواع الأكسجين التفاعلية والتي تعمل على تلف الخلايا السرطانية مما يؤدي في النهاية إلى الموت المبرمج لها حيث لوحظ من خلال هذه الدراسة أنّ الخلايا المعالجة بمستحلب النانو تولد أنواع الأكسجين التفاعلية أكثر من الخلايا المعالجة بمستخلص اللبان وحده، مما يؤكد على النشاط الفعال المضاد للسرطان لمستحلب اللبان النانوي.

وحول أهمية هذه الدراسة البحثية أشارت الباحثة إلى أنّ مفهوم الصناعات الدوائية في سلطنة عُمان لا يزال في مراحله الأولى، وقد تُساهم هذه الدراسة في تطوير المنتجات الصيدلانية والدوائية.

وذكرت أنّ من أبرز مخرجات هذا المشروع البحثي نشر نتائج الدراسة والدراسات السابقة حول الموضوع في ورقتين بحثيتين بالإضافة إلى ورقة ثالثة تمّ تسليمها للنشر في مجلة علمية محكمة وعالية التأثير وهي المجلة العلمية المعروفة بمجلة الفيزياء الكيميائية التابعة لدار النشر العالمية - إلسفير وفي انتظار الموافقة النهائية والتي ستساهم بشكل كبير في رفع المستوى العلمي لجامعة الشرقية بشكل خاص وسلطنة عُمان بشكل عام.

وأكّدت الباحثة أنّ هذا المشروع البحثي سيُسهم في إحداث ثورة في عالم الطب وعلاج السرطان تتمثل في علاجه دون حدوث أيّ مضاعفات للمريض المصاب بالسرطان مقارنة بالعلاج الحالي، وقدرته على منع انتشار الخلايا السرطانية في الجسم.

وحول الخطوة المقبلة ما بعد المشروع البحثي، قالت البلوشية إنّ هناك خطوات مقبلة تتمثل في الحصول على براءة اختراع بعد إجراء تجارب على الفئران مبدئيًا، كما يمكن أن تكون هناك علاجات أخرى من المُستحلب النانوي من زيت اللبان تتمثل في علاج أمراض الفشل الكلوي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المشروع البحثی سرطان الثدی خلایا سرطان هذه الدراسة من خلال

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي يوضح أسباب ارتفاع الدين المصري إلى 161 مليار دولار

كشف الخبير الاقتصادي حسام عيد عن أسباب الارتفاع النسبي في حجم الدين الخارجي لمصر، الذي وصل إلى 161 مليار دولار مقارنة بـ 156 مليار دولار خلال الفترة السابقة، مشيرًا إلى أن هذا الصعود يرتبط بعدة عوامل مؤثرة.

خبير اقتصادي يكشف كيف أثر ارتفاع اليورو على زيادة الدين المصري؟

وأوضح عيد، خلال لقائه مع الإعلامي محمد جوهر في برنامج صباح البلد على قناة صدى البلد، أن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يعد العامل الأبرز في زيادة قيمة الديون، إذ أدى إلى تضخم تكلفة الفوائد والأقساط المستحقة على الدولة.

وأشار إلى أن بند خدمة الدين يُعد العائق الأهم أمام الاقتصاد المصري خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث يستهلك نحو 85% من إيرادات الموازنة العامة للدولة، وهو ما يمثل التحدي الأكبر في مسار التعافي الاقتصادي، خاصة في ظل التأثيرات السلبية للأزمات الخارجية.

وأكد عيد أن الاقتصاد المصري نجح في امتصاص صدمات عالمية متعددة، وبدأ في التحرك نحو مسار أكثر استقرارًا يهدف إلى خفض عبء خدمة الدين داخل الموازنة.

كما لفت إلى أنه كانت هناك خطة طموحة لخفض الدين الخارجي بنسبة 50% خلال 3 سنوات، اعتمادًا على دراسة اقتصادية شاملة تضمنت خمسة محاور رئيسية، أبرزها زيادة الإيرادات الدولارية ورفع قيمة الصادرات المصرية إلى نحو 200 مليار دولار سنويًا.

طباعة شارك حجم الدين الدين الخارجي قيمة الديون

مقالات مشابهة

  • فريق طبي بأسيوط ينجح في إنقاذ حياة أم وجنينها بإزالة ورم بالعمود الفقرى
  • فريق البحث والإنقاذ أمام اختبار دولي فارق
  • شحادة يؤكد تحقيق نمو اقتصادي مستدام للأردن
  • اكتشاف علامة جديدة مبكرة لسرطان المبيض
  • خبير اقتصادي يوضح أسباب ارتفاع الدين المصري إلى 161 مليار دولار
  • مرصد اقتصادي يؤشر أكثر من 17 تريليوناً عجزا مالياً بالعراق خلال 9 أشهر
  • تدخين الشيشة يضاعف خطر سرطان الرئة بمقدار 2-5 مرات!
  • اختبار بول بسيط قد يسهّل الكشف المبكر عن سرطان المثانة
  • مركز بحثي: العراق يواجه انهياراً اقتصادياً يتعدى أزمة الرواتب
  • أطباء يحذرون.. فيروس شائع في الطفولة قد يزيد خطر سرطان المثانة