مساندة اليمن لفلسطين واجب شرعي ومسؤولية دينية
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
اليمن قيادة وشعبا وجيشاً بمساندته ودعمه ومناصرته للشعب الفلسطيني ومقاومته هو في المقدمة يؤدي واجباً دينياً عليه أمام الله تعالى، وهو يملك شرعية دينية وإنسانية وأخلاقية وبكل الاعتبارات، بل إن العمليات العسكرية الصاروخية والبحرية التي ينفذها الجيش اليمني ضد الكيان الصهيوني المحتل هي ممارسة لعمل جهادي شرعي وواجب ديني أمر به الله تعالى في القرآن الكريم.
إن الموقف اليمني المساند والداعم للشعب الفلسطيني كسر وحطم كل تلك القيود التي تفرضها دول الاستكبار على الشعوب والأنظمة والتي ساهمت بشكل كبير في إذلال الأمة وسهلت الطريق للطواغيت للهيمنة عليها ولكن اليمن وشعبه وجيشه وقيادته بمواقفه القوية وضرباته الموجعة ضد الكيان الصهيوني مناصرة لفلسطين وشعبها اثبت انه لا شرعية للقوانين البشرية التي تحكمها أمريكا وتوظفها بما يخدم أهدافها ومصالحها وأن الشرعية الحقيقية هي للقوانين والتشريعات الإلهية، فالله هو ملك السماوات والأرض وقوانينه العادلة هي التي يجب أن تحكم عباده.
دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدولة المتحالفة معها ترى أن لها شرعية في دعم الكيان الصهيوني المحتل عسكريا وماديا وسياسيا وفي كل المجالات، وفي نفس الوقت لا ترى انه للعرب والمسلمين شرعية في دعم ومساندة شعب فلسطين ضد الكيان الصهيوني بل تنكر عليهم ذلك وتعتبره جريمة وكأنها هي من توزع الشرعيات ومن تحكم الأرض ومن يحق لها التصرف في البشرية وفق ما يتناسب مع أهدافها السياسية وأطماعها الاستعمارية، ولكن مساندة اليمن لشعب فلسطين في غزة عسكرياً وفي مختلف المجالات بهذا المستوى العالي من المساندة هو بمثابة أداء مسؤولية من منطلق إيماني وإنساني وأخلاقي استجابة لله تعالى الذي أمر بمواجهة الظالمين والمفسدين في الأرض وليس هناك اليوم في العالم فساد أكبر من الطغيان الصهيوني والأمريكي ولا ظلم أكبر من الظلم الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، فإذا كانت أمريكا ترى أن لها شرعية من منطلقات سياسية واقتصادية في دعم إسرائيل، فإن الشعب اليمني وقيادته وجيشه يملك شرعية دينية في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني.
من أبرز الأمثلة الراهنة التي كشفت سياسية الكيل بمكيالين التي يمارسها المجتمع الدولي هو مساندة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا لإسرائيل في عدوانها على غزة وكذلك تكاتف أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وعدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي ضد روسيا لمساندة أوكرانيا ودعمها بالمال والسلاح ودعمها سياسيا وإعلاميا وبكل ما يستطيعون، ليس هذا فحسب بل إن بعض الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية دعمت أوكرانيا بـ 400 مليون دولار واستضافت الرئيس الأوكراني في إحدى القمم العربية، وعندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية يكتفي النظام السعودي بالإدانات والبيانات الركيكة والهزيلة ولم يقدم النظام السعودي للشعب الفلسطيني في غزة والضفة أي شيء، وهذه من العجائب التي تتنافى مع الدين والإنسانية الحقيقية أن يقوم نظام عربي (النظام السعودي) الذي يعتبر نفسه ممثلا للإسلام والمسلمين وخادماً للحرمين الشريفين بدعم دولة ليست إسلامية وحين يتعلق الأمر بالمسلمين في فلسطين يمسك يده ولسانه وكأن الله لم يأمر بنصرة المسلم المظلوم ولا بجهاد المفسدين في الأرض، ولكن صدق الله القائل (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) وهذا ما ينطبق تماماً على الأنظمة العربية المطبِّعة مع إسرائيل.
إن الموقف اليمني الإيماني المساند للشعب الفلسطيني منح الأمة الأمل في الحرية والخلاص وأثبت بالأفعال انه لا يزال هناك في أوساط هذه الأمة من يتحرك على أساس كتاب الله تعالى وهذا شرف عظيم وفضل كبير من الله تعالى أن اليمن يملك قائدا عربيا مسلما شجاعا لا يخشى إلا الله تعالى وهو السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يثق بالله ويتوكل عليه ويتحرك على أساس هديه ويجاهد في سبيله ومعه الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية التي توجه الضربات القوية والموجعة للكيان الصهيوني المحتل سواء من خلال العمليات الصاروخية والطيران المسيّر التي تدك المستوطنات الإسرائيلية أو على مستوى المعركة البحرية من خلال إغلاق باب المندب والبحرين الأحمر والعربي أمام السفن الإسرائيلية، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل وصل إلى قصف سفينتين صهيونيتين وأخرى نرويجية كانت في طريقها إلى إسرائيل، وكان قد سبق ذلك الاستيلاء على سفينة صهيونية أخرى ومنع أي سفينة تذهب إلى الموانئ الصهيونية، وهذا أقوى موقف عربي وإسلامي مساند لفلسطين وشعبها ومقاومتها ولليمن الحق الكامل في ذلك استنادا إلى قول الله تعالى (قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة).
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: للشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی الله تعالى فی دعم
إقرأ أيضاً:
مكانة البطل في وجدان الشعب اليمني
يتميّز الشعب اليمني بتقديسه للبطولة وتعلّقه العاطفي العميق بالأبطال، فهو لا يكترث كثيراً باتجاهات البطل أو التزاماته الفكرية، بقدر ما يهمه أن يكون بطلاً حقيقياً، يتجلى فيه معنى الشجاعة والإتقاد والإقدام والقدرة على التغيير.
في الذاكرة الشعبية الريفية، كان أول ما يقرأه اليمني بعد أن يتعلّم القراءة والكتابة هو قصص بعض البطولات الخيالية المتاحة حينها: الزير سالم، عنترة بن شداد، والمياسة والمقداد؛ فهذه الحكايات أول نوافذ الفرد اليمني نحو تصور الذات البطولية، ورؤية نفسه من خلال أبطال خياليين صاغوا وجدانه المبكر، ومنذ تلك اللحظة، تبدأ رحلة البحث والارتباط بكل ما يمت للبطولة بصلة.
وعلى هذا الأساس، احتضن اليمنيون رموزاً متعددة للبطل المنقذ: فمجدوا عبد الناصر، ورفعوا من شأن السلال، وأحبوا الحمدي، وهتفوا لفتاح، وانبهروا بصدام، واعلو من مكانة فيصل، وحتى أُعجب الكثير منهم بأسامة كرمز للمغامرة، وغيرهم كثير.
لم يكن الارتباط بهذه الشخصيات قائماً على تقييم دقيق لمبادئ البطولة الحقيقية دائماً، بل على ما أثارته في وجدانهم من مشاعر التفاؤل والكرامة والقدرة على المواجهة.
في الوعي الجمعي اليمني، هناك عقد غير مكتوب بين الشعب والبطل؛ عقد ولاء وإسناد ودعم، يتجلى في الساحة السياسية والاجتماعية فور أن يقدّم شخص ما نفسه كمنقذ أو قائد استثنائي، ورغم أن هذه الظاهرة موجودة في مجتمعات عربية أخرى، فإنها في اليمن أكثر وضوحاً وتجذّراً، إذ تلامس أعماق الشخصية اليمنية ذات الميل الفطري للبطولة والشجاعة والتحفز المستدام.
لكن، حين يغيب “البطل الحقيقي” عن المشهد السياسي، وتتبعثر الدولة، ويتصدّر المشهد من لا يملك مقومات البطولة، يجد اليمني نفسه مضطراً إلى توزيع ولاءاته بشكل مؤقت؛ يمنحها لهذه الأطراف المتصدرة، لا حباً بها، بل اتقاءً للشرور، ومراعاة للحال وانتظاراً للبطل المنتظر، لذلك، نراه يلوذ برمزية “عفاش” احيانا، ويتماشى البعض مع الحوثي على مضض، ويهز البعض الآخر رأسه للانتقالي في ظروف مماثلة، ويصافح مكونات الشرعية بتردد، وكل ذلك ضمن إطار من الولاءات المؤقتة، التي لا ترقى لمستوى القناعة أو التسليم الكامل.
تتوزع القوة الاستراتيجية الشعبية، وفق هذا المنظور، بنسبة 80% في هذه الولاءات المؤقتة القابلة للاسترداد بمجرد ظهور البطل الحقيقي، بينما 20% فقط هي ولاءات راسخة نسبياً للجهات المتصدرة، لكنها تظل قابلة للمراجعة والتراجع.
وفي الختام، سيظل الشعب اليمني بطلا في ذاته، ومصنعا للأبطال، وسيبقى اليمني في انتظاره الأزلي للقائد البطل، حاملاً في قلبه عهدا مع الحرية والكرامة، مؤمناً أن الخلاص لا يأتي إلا على يد قائد شجاع، يرفع السيف في وجه الظلم، ويعيد للوطن هيبته ومكانته.
وما الخيرُ إلا في السيوفِ وهزِّها
وإلقائها في الهامِ أو في الحواجبِ
وحملُ الفتى للسيفِ في اللهِ ساعةً
كستينَ عاماً من عبادةِ راهبِ
فماليَ إلا السيفُ حصنٌ ومفزعٌ
إلى أن أُلاقيَ السيفَ والسيفُ صاحبي
– إبراهيم بن قيس الحضرمي
نقلاً عن صفحة الكاتب على فيسبوك