الجزيرة:
2025-05-10@16:55:13 GMT

1 من كل 4 في العالم معرّض لموجات جفاف حادة

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

1 من كل 4 في العالم معرّض لموجات جفاف حادة

أفاد تقرير جديد صادر من الأمم المتحدة أنه استنادا إلى البيانات الصادرة من 101 دولة تعد طرفا في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإن 1.84 مليار شخص حول العالم معرضون للجفاف، وجزء منهم معرض للجفاف الشديد أو الشديد جدا. ويعني ذلك تقريبا أن واحدا من كل أربعة أشخاص من سكان الكوكب معرض للجفاف.

وبحسب التقرير الذي صدر خلال الأسبوع الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري بعنوان "لمحات عن الجفاف 2023″، فإن عبء الجفاف العالمي يقع على أشد الناس فقرا بشكل أساسي، حيث يعيش 85% من المتضررين من الجفاف في بلدان ذات دخل متوسط ومنخفض.

الجفاف وتغير المناخ

ويعرف الجفاف بأنه فترة زمنية تشهد فيها منطقة ما هطولا أقل من المعتاد للأمطار، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض رطوبة التربة والمياه الجوفية وانخفاض تدفق المجاري المائية، وبالتالي نقص عام في المياه وتلف المحاصيل.

ويرتبط الجفاف بالتغير المناخي بشكل مباشر، حيث تعزز درجات الحرارة المرتفعة عملية التبخر، مما يقلل من المياه السطحية ويجفف التربة والنباتات.

وإلى جانب ذلك، تتسبب درجات الحرارة الأكثر دفئا في فصل الشتاء بهطول كميات أقل من الأمطار على البحيرات التي تعد موارد رئيسية للأنهار، الأمر الذي يخفض كمية المياه التي تتدفق إلى المناطق التي تواجه الجفاف.

وإلى جانب ذلك وجدت بعض الأبحاث أن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من تقلبات هطول الأمطار، مما يعني أنه سيكون هناك فترات أكثر جفافا، وحتى حينما تأتي فترات الأمطار فإن المياه الساقطة ستجري على الأرض الجافة ولا تُمتص بسهولة، مما يرفع من احتمالات حصول الفيضانات.

وفي دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة "ساينس"، أشار الباحثون إلى أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يمثل 46% من الأسباب في حدوث الجفاف الضخم الذي ضرب مناطق مثل غرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك خلال العقدين الماضيين.

الجفاف يرتبط بالتغير المناخي بشكل مباشر ويؤثر ذلك على الثروة الحيوانية في العالم (شترستوك) العالم يتغير

وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن الجفاف العالمي يؤدي إلى الهجرة القسرية، حيث إن 98% من حالات النزوح الجديدة الناجمة عن الكوارث والبالغ عددها 32.6 مليونا في عام 2022 كانت نتيجة المخاطر المرتبطة بالطقس مثل العواصف والفيضانات والجفاف.

ويعبر اصطلاح الهجرة المناخية عن هؤلاء الذين تركوا بيوتهم نتيجة لتغيرات المناخ، وبشكل عام أدت موجات الحر والجفاف الناجمة عن تغير المناخ إلى خفض النمو الاقتصادي العالمي بما يصل إلى 29.3 تريليون دولار أميركي بين عامي 1992 و2013، وتظهر تلك المشكلات بشكل خاص في المناطق الهشة مثل أفريقيا جنوبي الصحراء.

وبشكل عالمي، تتوقع منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن يكون هناك مليار مهاجر نتيجة للظروف المناخية بحلول نصف القرن، ويعد هذا التقدير متفائلا حيث ترى نماذج أخرى أن العدد سيصل إلى ما بين 1.2 و1.4 مليار مهاجر.

الجفاف يتصاعد

ويوضح تقرير "لمحات عن الجفاف 2023" أن آثار الجفاف آخذة في الارتفاع، وأكبر دليل على ذلك هو ما حصل في عام 2022 حين شهدت أوروبا أشد صيف لها وثاني أدفأ عام على الإطلاق، وبالتالي أكبر منطقة متأثرة بالجفاف بشكل عام مقارنة بالمتوسط السنوي خلال أكثر من عقدين من الزمن.

ويتوقع التقرير أنه بحلول نهاية القرن، ستتضاعف مدة الجفاف المعتدل والشديد والاستثنائي في العديد من مناطق الصين، وستزداد شدة الجفاف بأكثر من 80%.

غلاف تقرير الأمم المتحدة الصادر بعنوان "لمحة عن الجفاف العالمي 2023" (الجزيرة)

والأسوأ من ذلك بحسب التقرير أن الجفاف يؤثر بشكل متنوع في البيئة الأرضية، فمثلا يؤثر الجفاف بشدة على النظم الإيكولوجية المتجانسة، فيؤدي إلى هجرة أو حتى انقراض كائن حي بكامل أفراده.

ويمكن للجفاف كذلك أن يعرض مصادر الطاقة الأولية للخطر. فعلى سبيل المثال، عند انخفاض مستويات المياه تنخفض قدرات التبريد لمحطات توليد الطاقة، ويمكن كذلك أن تتأثر منشآت الطاقة الكهرومائية عند نقص المياه.

وعلى سبيل المثال، انخفض توليد الطاقة الكهرومائية بنسبة 44% بشكل عام في إسبانيا بسبب موجة الجفاف الأخيرة. وبالنسبة للنرويج التي تعتمد على الطاقة الكهرومائية بنحو 90% من توليد الكهرباء، فإن المستويات المنخفضة بشكل غير عادي لخزاناتها المائية ألزمتها بالحد من صادرات الطاقة.

وإلى جانب ذلك، يتعرض الاقتصاد المبني على الزراعة لمشكلات كبرى، ففي الأرجنتين مثلا، من المتوقع أن يكون إنتاج فول الصويا بحلول نهاية العام الحالي أقل بنسبة 44% من متوسط السنوات الخمس السابقة، ومن المتوقع أن يكون محصول الصويا هو الأدنى منذ عام 1988.

ويمتد الأمر إلى الأثر الاقتصادي المباشر، حيث يتطلب التخطيط لموجات الجفاف الشديدة القصيرة نحو أربعة أضعاف كلفة التخطيط لموجات الجفاف الخفيفة الطويلة.

الاقتصاد المبني على الزراعة يتعرض لمشكلات كبرى بسبب الجفاف (شترستوك) العمل على المستقبل

وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإنه مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة خلال هذا القرن، من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم المعرضين للجفاف الشديد إلى الجفاف الاستثنائي من 3% إلى 8%

ويوضح التقرير أن الحرارة الشديدة والجفاف سيضربان 90% من سكان العالم في مرحلة ما، وهذا بدوره سيضعف من قدرة البشر على اتخاذ تدابير مناسبة لمواجهة التغير المناخي المتفاقم.

ولهذه الأسباب، فإن العمل على تطوير نماذج التنمية المستدامة عالميا بات ضرورة وليس مجرد اختيار، حيث يمكن للتنمية المستدامة أن تقلل من تعرض السكان للجفاف بنسبة 70% مقارنة بالتنمية المعتمدة على الوقود الأحفوري، بحسب التقرير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

“الحديد والصلب” توقع مذكرة تفاهم للحد من الانبعاثات داخل ليبيا

وقّعت الشركة الليبية للحديد والصلب صباح الخميس بمقرها بمدينة طرابلس مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز جهودهما المشتركة لتحسين كفاءة الطاقة والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الصناعي داخل ليبيا.

وتهدف الشراكة الجديدة إلى تحسين أداء الطاقة، ودمج الطاقة المتجددة حيثما أمكن، ودعم جهود الشركة للتوافق مع معايير المناخ الدولية، بما في ذلك آلية الاتحاد الأوروبي لتعديل حدود الكربون (CBAM).

ومن خلال هذه المبادرة، سيعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الشركة لتحديد فرص التعاون الفني وبناء القدرات المؤسسية، ودعم التحول الأوسع نحو استخدام الطاقة المستدامة في قطاع الصناعة في ليبيا.

كما تهدف مذكرة التفاهم إلى المساهمة في تحقيق الأهداف المناخية الوطنية وتعزيز قدرة احدى أكبر الجهات الصناعية الرئيسية في ليبيا على الصمود، خاصة في ضوء تحديات الطاقة وضغوط السوق العالمية.

ومثّل الشركة في توقيع هذه المذكرة رئيس مجلس إدارتها “د.محمد عبدالملك الفقيه” و “د.صوفي كيمخدزة” الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا و بحضور عدد من مسؤولي الجهتين.

من جهته أكد “الفقيه” على أن الشركة تتطلع دائماً للتعاون المثمر والمستمر مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة وهي خطوة هامة نحو تحقيق الأهداف البيئية الصناعية ويسهم بشكل مباشر في استدامة صناعة الحديد والصلب.

مقالات مشابهة

  • وزير الري يبحث مع مدير معهد البحر المتوسط التعاون في الاستمطار وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية
  • اليونيسف: الحرب دمرت 70% من نظام المياه في غزة والناس تصارع من أجل قطرة ماء
  • «الأغذية العالمي»: الصراع والطقس المتطرف يفاقمان الجوع في أفريقيا
  • الغرفة الأميركية تشارك رسميًا في قمة طرابلس للطاقة 2026
  • اليونيسف: الحرب دمرت 65 إلى 70% من نظام المياه في غزة والناس تصارع من أجل قطرة ماء
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الجوع في غزة بشكل متسارع
  • الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الجوع في غزة بشكل متسارع
  • سفير روسيا الاتحادية بمصر: ندعم بشكل كامل جهود القاهرة لوقف الصراع في غزة
  • “الحديد والصلب” توقع مذكرة تفاهم للحد من الانبعاثات داخل ليبيا
  • عبد السلام فاروق يكتب: الفيزياء.. لغة المستقبل وجسر الحضارات