أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

تشويه وتحريف وتلاعب ذلك الذي طال تصريحات "جوشوا هاريس"، مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، خلال حلوله بالجزائر يوم 6 دجنبر الجاري. 

ووفق ما أورده موقع "أتالايار"، فإن "زيارة "هاريس" قوبلت بالتجاهل التام والصمت من قبل المسؤولين ووسائل الإعلام الجزائرية على حد سواء".

أكثر من ذلك، يضيف المصدر نفسه، "تفاجأ المسؤول الأمريكي بكون تصريحاته لإحدى وسائل الإعلام الإلكترونية الجزائرية المغمورة وغير المعروفة مشوهة إلى حد كبير"، وكأن محاوره كان ينوب عن جبهة البوليساريو الانفصالية.

وتأتي زيارة "هاريس" قصد "إجراء سلسلة من المشاورات مع الجزائر والمغرب، الغاية منها حل النزاع القديم بين البلدين، المتعلق أساسا بملف الصحراء المغربية، المستمر لما يقرب من نصف قرن".

وفي هذا الصدد؛ لم يسلط الإعلام الجزائري المعروف لدى عموم الجزائريين الضوء على هذه الزيارة، نظرا إلى التقارب الحاصل بين الرباط وواشنطن، إلى "درجة أنه حتى البوابة الإلكترونية لوزارة الخارجية تجاهلت لقاء الوزير بالمبعوث الأمريكي الخاص".

وللتغطية على الصمت الإعلامي المطبق، يشرح الموقع عينه، "قدمت السلطات الجزائرية إلى "جوشوا هاريس" مدير موقع إلكتروني يسمى "الجزائر الآن"؛ وهو منبر غير معروف للرأي العام، على اعتبار أنه موقع ينشر باللغة العربية ويعمل بسرية تامة؛ إذ ليس لديه عنوان للمقر الرئيسي، ولا سجلا تجاريا، ولا توقيعات الصحفيين المعروفين".

وفي الوقت الذي حرّف فيه هذا المنبر الإعلامي تصريحات المسؤول الأمريكي، محاولا تسليط الضوء على أسطوانة تقرير النصير المشروخة ودعم الشعب الصحراوي؛ "نشرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر العاصمة النسخة الأصلية للمقابلة؛ وهي نسخة لا وجود فيها لأي أثر لـ(الاستفتاء) أو لـ(الشعب الصحراوي) أو لـ(تقرير المصير)".

وجاء في النسخة الأصلية، حسب "أتالايار" دوما، أن "الولايات المتحدة تريد حلا سياسيا في الصحراء" المغربية، مضيفة: "تعتبر واشنطن أن مقترح المغرب للحكم الذاتي يعد جديا وذا مصداقية وواقعيا، فضلا عن كونه نهجًا محتملا لتلبية تطلعات شعب الصحراء المغربية".

وفي سياق متصل؛ فإن المقطع الأقوى في المقابلة التي أجراها "جوشوا هاريس" مع هذا الموقع الإعلامي الغامض، يتعلق بـ"التحذير الذي وجهته الولايات المتحدة للجزائر، بشأن هجمات البوليساريو الأخيرة ضد أهداف مدنية في المغرب، ولا سيما في مدينة السمارة".

وفي هذا الصدد، أعلن المسؤول الأمريكي بصراحة أن "أي استهداف للمدنيين أمر غير مقبول على الإطلاق. ولذلك، أصبح من الملح، أكثر من أي وقت مضى، إطلاق عملية سياسية لمنع المزيد من التصعيد. إن الولايات المتحدة تركز بشكل كبير على تهيئة الظروف الملائمة"، لحل هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

والملاحظ أنه في تصريحات "هاريس" أنه لم يذكر قط جبهة البوليساريو الانفصالية؛ وهو ما يعني، بالنسبة للبيت الأبيض، أن طرفي التوتر الذي يهدد الأمن الإقليمي هما المغرب والجزائر، ولا مجال لطرف آخر في الصراع".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الصحراء المغربیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

لقاء زيلينسكي وميلوني.. ما الدور الذي يمكن أن تلعبه إيطاليا في محادثات السلام؟

يتمحور النقاش حول مراجعة خطة السلام، فيما تسعى إيطاليا إلى لعب دور الوسيط بين واشنطن والاتحاد الأوروبي. ويتحدث كالوفيني عن "الدور الإيطالي الأكثر براغماتية" مقارنة بمواقف بعض الحلفاء الأوروبيين.

بعد ساعات من اجتماعاته في لندن وبروكسل، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى روما حيث التقى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني يوم الثلاثاء، في لحظة بالغة الحساسية لمسار السلام في أوكرانيا وللدعم الأوروبي المقدم لكييف.

وكانت المحادثات تتمحور حول مراجعة خطة السلام عقب المواجهات التي شهدتها العاصمة البريطانية.

وكان الحلفاء الأوروبيون قد دعوا في لندن إلى مزيد من التقارب بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للغزو الروسي.

وهي نقطة يلتقي عندها زيلينسكي وميلوني في مرحلة تبدو فيها الولايات المتحدة أنها تميل إلى تسريع المفاوضات، مقابل إظهار قدر أكبر من البرود تجاه المواقف الأوروبية، في ظل الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي توجّه فيها واشنطن انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي على أكثر من جبهة.

وقال زيلينسكي للصحافيين الإيطاليين قبل انعقاد القمة الثنائية: "أنا أثق بجورجيا ميلوني، فهي ستساعدنا"، في إشارة تعكس الدور المتصاعد الذي يمكن أن تضطلع به روما.

وبذلك، تبقى إيطاليا ملتزمة بقوة في دعم كييف حتى بلوغ السلام، فيما تظل العلاقة مع البيت الأبيض، وفق ما شدد عليه رئيس المجلس مرارًا، عنصرًا ثابتًا في مسار عمل الحكومة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني Gregorio Borgia/ AP دور إيطاليا بين واشنطن وبروكسل

وبحسب جيانجياكومو كالوفيني، رئيس الأمانة العامة في حزب Fratelli d'Italia، يمكن لروما أن تؤدي دورًا حاسمًا في هذه المرحلة من المفاوضات الدولية.

ويقول كالوفيني: "لقد أدّت حكومة ميلوني دورًا مهمًا حتى الآن، وهي مرشحة للقيام بدور أكبر في المرحلة المقبلة. وقد تكون الدولة الوحيدة القادرة على تنسيق العلاقة بين واشنطن وبروكسل بعد تصريحات ترامب".

وهو دور، يوضح كالوفيني، أصبح ممكنًا بفضل المصداقية التي بنتها رئيسة الوزراء في الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة.

ويُضيف كالوفيني: "أعتقد أن ميلوني سبق أن أدّت دور الوسيط: في ملفات الحلف الأطلسي، وداخل الناتو، وحتى في قضية الرسوم التجارية رغم أنها شأن أوروبي. ومن المعروف أنها تتمتع بمصداقية لافتة في واشنطن وفي البيت الأبيض. وفي لحظة معقدة كهذه، قد تتحول هذه المصداقية إلى عامل حاسم".

Related خبير قانوني: "من الصعب تقديم ميلوني للمحاكمة بعد شكوى تتهمها بالتواطؤ في الإبادة بغزة"ميلوني في مرمى الاتهام: دعوى أمام الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في "الإبادة الجماعية" بغزةخلال لقاء تبون وميلوني.. اتفاق بين إيطاليا والجزائر لمكافحة الإرهاب والهجرة الانتقادات الموجهة للاتحاد الأوروبي والموقف الإيطالي

يتردد صدى الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة، التي تقدّم أوروبا بوصفها ضعيفة وغير مؤثرة، في ما يقوله كالوفيني عن المشهد السياسي القاري: "استطلاعات الرأي تشير إلى أن أوروبا لا تعيش أفضل مراحلها، يكفي النظر إلى ما يجري في باريس ولندن وبرلين".

ومع ذلك، يصرّ كالوفيني على دفاعه عن الخط الإيطالي الأكثر براغماتية مقارنة ببعض الشركاء الأوروبيين الذين اتخذوا مواقف أكثر تشددًا لصالح كييف من دون تحقيق نتائج ملموسة: "موقفنا الداعم لكييف، كما يؤكد، هو الأكثر واقعية. لا يمكننا التضحية بتحالفنا مع واشنطن، لكننا في الوقت نفسه لا نريد إدارة ظهرنا لأوكرانيا".

الجبهة الداخلية والانقسامات

مع إقراره بوجود تباينات داخل التحالف، خصوصًا في ما يتعلق بتوقيت الدعم العسكري – مع بروز تشكيك ماتيو سالفيني حيال إطالة أمد إرسال الأسلحة – ينفي كالوفيني وجود انقسامات جوهرية، مؤكدًا أن "الأغلبية لطالما صوّتت بشكل منسجم وستواصل ذلك".

وعلى مستوى العلاقات الخارجية، يشير إلى أن إيطاليا تتمتع بمصداقية يعزّزها وصول زيلينسكي إلى روما: "زيلينسكي نفسه يقرّ بمصداقية إيطاليا باختياره زيارتها اليوم بعد لندن وبروكسل".

ويرى كالوفيني أن السلام يبقى الهدف النهائي، لكنه لا يتحقق من دون الردع: "نحن نؤمن بأن السلام يمكن بلوغه أيضًا عبر إرسال الأسلحة، وهو خيار دافعنا عنه باستمرار في السنوات الأخيرة".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني يؤدّيان التحية في قصر شيغي في 20 نوفمبر 2025. Gregorio Borgia/ AP إيطاليا والرغبة بالانفصال عن الحلفاء الأوروبيين

حول دور إيطاليا وأهمية اللقاء بين زيلينسكي وميلوني في روما في هذه المرحلة الدقيقة من محادثات السلام، استمعنا أيضًا إلى رافاييلي ماركيتي، مدير مركز لويس لدراسات الشؤون الدولية والاستراتيجية في روما.

يقول ماركيتي: "أرادت إيطاليا أن تُظهر أنها لاعب مهم، لكنها غير منخرطة بالكامل في الخط الأوروبي، بما يتيح لها استعادة الدور الذي رسمته لنفسها سابقًا كجسر بين الأوروبيين والولايات المتحدة. ولو كانت ميلوني ذهبت إلى لندن، لكان حضورها أقل بروزًا، وكأنها أرادت القول إن الأوروبيين التقوا، وأن الوقت حان لتساعدهم في فتح قناة حوار مع ترامب".

ويضيف ماركيتي أنها "تسعى إلى تقديم محور بديل في العلاقة مع واشنطن".

ووفقًا له، فإن ميلوني لا ترغب في ربط نفسها بشكل كامل بمواقف الحلفاء الأوروبيين: "حتى قراءة استراتيجية الأمن القومي قبل أيام توضح أن صورة الأوروبيين ليست إيجابية، وهذه الصورة ترتبط بكيفية إدارتهم لملف أوكرانيا".

Related فيديو: زيلنسكي يزور جدة لمناقشة صيغة السلام مع ولي العهد السعوديماكرون: حضور زيلنسكي قمة مجموعة السبع يمكن أن يغير قواعد اللعبةالرئيس الأوكراني زيلنسكي: "قد يرتفع عدد القوات الكورية الشمالية إلى 100 ألف عند الحدود مع أوكرانيا" الدعوة إلى قصر شيغي

يشير ماركيتي إلى نقطة أخرى تستحق التوقف عندها، وهي أن الاجتماع الثنائي مع ميلوني جاء متزامنًا مع زيارة الرئيس الأوكراني للفاتيكان.

في هذا السياق، يُشير إلى أن "ميلوني استفادت من زيارة البابا لدفع زيلينسكي إلى القدوم. لا أعرف ما إذا كان سيزور روما لوحدها لو لم تكن زيارة البابا قائمة. من خلال ذلك، أرادت أن تؤكد أنها ما زالت جزءًا من اللعبة. العلاقة بينهما جيدة".

ومع ذلك، يميّز ماركيتي بين الصورة التي تسعى رئيسة الوزراء إلى تقديمها وبين الواقع الفعلي لقدرتها على التأثير: "ما يمكن أن تحققه ميلوني محدود للغاية. والأمر نفسه ينطبق على الأوروبيين".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
  • إجلاء عشرات آلاف السكان جراء فيضانات في الولايات المتحدة وكندا
  • “الإعلام الحكومي”: تصريحات السفير الأمريكي بدخول 600 شاحنة يوميا إلى غزة كاذبة
  • مسؤول أمريكي ينفي تقرير أكسيوس حول غزة.. لا قرارات نهائية
  • وكيل «الخارجية» يستعرض مع مسؤول أمريكي سبل تطوير العلاقات بين البلدين
  • تصريحات نارية من سيناتور أمريكي لدعم قرار «ترامب» بمُصادرة ناقلة نفط
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان
  • تصريحات مشعل.. وواقعية حماس!
  • لقاء زيلينسكي وميلوني.. ما الدور الذي يمكن أن تلعبه إيطاليا في محادثات السلام؟
  • كم تأشيرة دخول إلى أمريكا ألغتها إدارة ترامب؟.. مسؤول أمريكي يكشف الأرقام