حي الشجاعيةبغزة هدف استراتيجي لقوات الاحتلال ..هذه قصته
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
يعد المقر الرئيسي لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، كونه ضم القادة البارزين في المقاومة الفلسطينية القسام أعلن عن تدميرعشرات الدبابات والآليات من عربات النمر وناقلات الجنود والجرافات التابعة للاحتلال
يشهد حي الشجاعية في غزة معارك عنيفة منذ أسابيع بين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي كتائب القسام، خلال الأيام القليلة الماضية، تعرَّض الحي لقصف جوي ومدفعي مكثف وشهد تدميرًا كاملاً لبعض المناطق السكنية، مما أسفر عن خسائر فادحة في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي كان أخرها مقتل عدد من الضباط والجنود من لواء غولاني .
وضمن عملياتها للدفاع عن الحي والتصدي لقوات الاحتلال المتوغلة داخل القطاع، نشرت كتائب القسام لقطات تظهر تصديها بقذائف "الياسين"لعشرات الدبابات والآليات من عربات النمر وناقلات الجنود والجرافات وتم أيضًا نشر مشهد فيديو سابقا يظهر مقاتلا فلسطينيًا من القسام يلتقط صورة مع دبابة مشتعلة ويُظهر اعتزازه بالمقاومة وقائده أبو حسين فرحات، الذي استشهد مؤخرًا.
اقرأ أيضاً : غالانت: جنودنا يواصلون القتال في حي الشجاعية
وأعلن جيش الاحتلال مقتل 10 ضباط وجنود -بينهم قائدا كتيبتين- وإصابة 21 من جنوده في المعارك التي شهدتها غزة خلال الساعات الماضية، مشيرا إلى أن لواء غولاني لا يزال يخوض "قتالا شرسا" في حي الشجاعية.
وكشفت وسائل اعلام عبرية تفاصيل الكمين الذي وقع فيه جنود "غولاني" عند الرابعة والنصف بعد ظهر الثلاثاء، أنه بدأ مع دخول مجموعة من "وحدة 669" التكتيكية للإنقاذ إلى مجمّع من 3 مبانٍ مجاورة في ساحة من اتجاهين، ولما أصبحت داخل واحد منها، تم تفجير قنبلة مضادة للأفراد، مع تعرض جنودها لهجوم ببنادق M-16 وقنابل يدوية أطلقها مقاتلو حماس، فأصيب أفرادها الأربعة مباشرة، وانقطع الاتصال مع أحد الضباط.
وأضافت حدث خلال عملية إنقاذ المصابين أن واصل مقاتلو القسام إطلاق النار وإلقاء المتفجرات، في وقت علمت قوة الإنقاذ بمقتل جنود المجموعة الأولى، فيما تعرضت قوة يقودها المقدم "تومر غرينبيرغ" قائد الكتيبة 13 بلواء غولاني، لتفجير 3 عبوات ناسفة، قتلت وأصابت 15 ضابطا وجنديا آخرين، وسط عدم تمكن الجيش من قصف مقاتلي حماس من الجو، بسبب اختبائهم في الأنفاق.
ووصف رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي الأربعاء ما جرى يوم الثلاثاء في الشجاعية بأنه "حدث صعب" في إشارة إلى مقتل 8 عسكريين بينهم قائد كتيبة في اشتباك وكمين نصبته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في الحي الواقع شمالي قطاع غزة.
يشار إلى تل أبيب حولت الحي إلى هدف عسكري لغاراتها واجتياحها البري المتكرّرة في عدوان 2003 و2004 و2008 و2012 و2014 و2021 و2023 على التوالي على غزة، ويشهد مواجهات عنيفة حاليا مع عناصر "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
المقاومة الفلسطينية والشجاعية
يعد المقر الرئيسي لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، كونه ضم القادة البارزين في المقاومة الفلسطينية منهم
نائب قائد كتائب القسام، عماد قريقع، ومسؤول الصواريخ أسامة ظاظا، وقائد سرية المساعدات الحربية، محمد عجلة.
كما ضم الحي أبرز الشهيد أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام، الذي اغتيل في 2012، والأمين العام السابق لحركة الجهاد الفلسطينية رمضان شلح.
أحد أبنائه هو قائد كتيبة الشجاعية وسام فرحات، وشهرته "أبو حسين فرحات" الذي استشهد قبل أيام، في العدوان الذي تشنه تل أبيب على غزة منذ السابع من أكتوبر، بعد التخطيط وقيادة عمليات ضد كيان الاحتلال منذ عام 2010، وعام 2014، قاد هجوما بالحي أسفر عن مقتل 7 جنود من قوات الاحتلال، من بينهم الجندي أورون شاؤول، حيث تحتفظ "حماس" به حتى الآن.
ومن أبرز الأسماء ايضا في الشجاعية "مريم فرحات"، التي توفّيت عام 2013، بعد أن نالت شهرة واسعة؛ وتلقّب بـ"خنساء فلسطين"، كونها قدّمت 4 من أبنائها شهداء، بينهم "وسام فرحات" قائد كتيبة الشجاعية، ونجلها "محمد" الذي قتل 9 إسرائيليين في 2002.
موقعه الاستراتيجيمساحته 8 ملايين متر مربع، وينقسم إلى قسم جنوبي يُعرف بـ"التركمان"، وآخر شمالي يُعرف بمنطقة "إجديدة"، ويقطنه نحو 150 ألف نسمة.
ويمثّل أعلى تجمّع سكاني بغزة، ويبلغ معدل الأسرة الواحدة ما بين 8- 16 فردا، حسب مركز الإحصاء الفلسطيني.
توجد به تلة "المنطار"، وترتفع بنحو 85 مترا، وتعد مفتاحا لمدينة غزة، إذ عسكرت عليها قوات نابليون بونابرت، وقد قتل فيها آلاف من جنود الحلفاء في أثناء الحرب العالمية الأولى، ودفنوا جميعا في مقبرة بالحي.
في أكتوبر 1987، تحوّل إلى ساحة مواجهات بين المقاومة الفلسطينية والقوات الاحتلال الإسرائيلي في معركة تسمّى بـ"معركة الشجاعية".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الحرب في غزة الأقصى حركة المقاومة الاسلامية حماس كتائب القسام المقاومة الفلسطینیة قوات الاحتلال کتائب القسام حی الشجاعیة
إقرأ أيضاً:
ما هو "مشروع إيستر" الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد مرور عام كامل على الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة بدعم من الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة أكثر من 53.000 فلسطيني، أصدرت مؤسسة "هيريتيج فاونديشن" (Heritage Foundation) ومقرها واشنطن، ورقة سياسية بعنوان "مشروع إستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية".
هذه المؤسّسة الفكرية المحافظة هي الجهة ذاتها التي تقف خلف "مشروع 2025″، وهو خُطة لإحكام السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، ولبناء ما قد يكون أكثر نماذج الديستوبيا اليمينية تطرفًا على الإطلاق.
أما "الإستراتيجية الوطنية" التي يقترحها "مشروع إستير" المسمى نسبةً إلى الملكة التوراتية التي يُنسب إليها إنقاذ اليهود من الإبادة في فارس القديمة، فهي في جوهرها تتلخص في تجريم المعارضة للإبادة الجماعية الحالية التي تنفذها إسرائيل، والقضاء على حرية التعبير والتفكير، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى.
أوّل "خلاصة رئيسية" وردت في التقرير تنصّ على أن "الحركة المؤيدة لفلسطين في أميركا، والتي تتسم بالعداء الشديد لإسرائيل والصهيونية والولايات المتحدة، هي جزء من شبكة دعم عالمية لحماس (HSN)".
ولا يهم أن هذه "الشبكة العالمية لدعم حماس" لا وجود لها فعليًا – تمامًا كما لا وجود لما يُسمى بـ"المنظمات الداعمة لحماس" (HSOs) التي زعمت المؤسسة وجودها. ومن بين تلك "المنظّمات" المزعومة منظمات يهودية أميركية بارزة مثل "صوت اليهود من أجل السلام" (Jewish Voice for Peace).
أما "الخلاصة الرئيسية" الثانية في التقرير فتدّعي أن هذه الشبكة "تتلقى الدعم من نشطاء وممولين ملتزمين بتدمير الرأسمالية والديمقراطية"- وهي مفارقة لغوية لافتة، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة نفسها تسعى في الواقع إلى تقويض ما تبقى من ديمقراطية في الولايات المتحدة.
عبارة "الرأسمالية والديمقراطية"، تتكرر ما لا يقل عن خمس مرات في التقرير، رغم أنه ليس واضحًا تمامًا ما علاقة حركة حماس بالرأسمالية، باستثناء أنها تحكم منطقة فلسطينية خضعت لما يزيد عن 19 شهرًا للتدمير العسكري الممول أميركيًا. ومن منظور صناعة الأسلحة، فإن الإبادة الجماعية تمثل أبهى تجليات الرأسماليّة.
وبحسب منطق "مشروع إستير" القائم على الإبادة، فإنّ الاحتجاج على المذبحة الجماعية للفلسطينيين، يُعد معاداة للسامية، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المقترحة التي تهدف إلى "اقتلاع تأثير شبكة دعم حماس من مجتمعنا".
نُشر تقرير مؤسسة "هيريتيج" في أكتوبر/ تشرين الأول، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، والتي وصفتها المؤسسة بأنها "معادية لإسرائيل بشكل واضح"، رغم تورّطها الكامل والفاضح في الإبادة الجارية في غزة. وقد تضمّن التقرير عددًا كبيرًا من المقترحات لـ"مكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة، عندما تكون الإدارة المتعاونة في البيت الأبيض".
وبعد سبعة أشهر، تُظهر تحليلات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس دونالد ترامب -منذ تنصيبه في يناير/ كانون الثاني- تبنّت سياسات تعكس أكثر من نصف مقترحات "مشروع إستير". من بينها التهديد بحرمان الجامعات الأميركية من تمويل فدرالي ضخم في حال رفضت قمع المقاومة لعمليات الإبادة، بالإضافة إلى مساعٍ لترحيل المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة فقط لأنهم عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
علاوة على اتهام الجامعات الأميركية بأنها مخترقة من قبل "شبكة دعم حماس"، وبترويج "خطابات مناهضة للصهيونية في الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، غالبًا تحت مظلة أو من خلال مفاهيم مثل التنوع والعدالة والشمول (DEI) وأيديولوجيات ماركسية مشابهة"، يدّعي مؤلفو "مشروع إستير" أن هذه الشبكة والمنظمات التابعة لها "أتقنت استخدام البيئة الإعلامية الليبرالية في أميركا، وهي بارعة في لفت الانتباه إلى أي تظاهرة، مهما كانت صغيرة، على مستوى جميع الشبكات الإعلامية في البلاد".
ليس هذا كل شيء: "فشبكة دعم حماس والمنظمات التابعة لها قامت باستخدام واسع وغير خاضع للرقابة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، ضمن البيئة الرقمية الكاملة، لبث دعاية معادية للسامية"، وفقاً لما ورد في التقرير.
وفي هذا السياق، تقدم الورقة السياسية مجموعة كبيرة من التوصيات لكيفية القضاء على الحركة المؤيدة لفلسطين داخل الولايات المتحدة، وكذلك على المواقف الإنسانية والأخلاقية عمومًا: من تطهير المؤسسات التعليمية من الموظفين الداعمين لما يسمى بمنظمات دعم حماس، إلى تخويف المحتجين المحتملين من الانتماء إليها، وصولًا إلى حظر "المحتوى المعادي للسامية" على وسائل التواصل، والذي يعني في قاموس مؤسسة "هيريتيج" ببساطة المحتوى المناهض للإبادة الجماعية.
ومع كل هذه الضجة التي أثارها "مشروع إستير" حول التهديد الوجودي المزعوم الذي تمثله شبكة دعم حماس، تبين – وفقًا لمقال نُشر في ديسمبر/ كانون الأول في صحيفة The Forward- أنَّ "أيَّ منظمات يهودية كبرى لم تُشارك في صياغة المشروع، أو أن أيًّا منها أيدته علنًا منذ صدوره".
وقد ذكرت الصحيفة، التي تستهدف اليهود الأميركيين، أن مؤسسة "هيريتيج" "كافحت للحصول على دعم اليهود لخطة مكافحة معاداة السامية، والتي يبدو أنها صيغت من قبل عدة مجموعات إنجيلية مسيحية"، وأن "مشروع إستير" يركز حصريًا على منتقدي إسرائيل من اليسار، متجاهلًا تمامًا مشكلة معاداة السامية الحقيقية القادمة من جماعات تفوّق البيض والتيارات اليمينية المتطرفة.
وفي الوقت نفسه، حذر قادة يهود أميركيون بارزون -في رسالة مفتوحة نُشرت هذا الشهر- من أن "عددًا من الجهات" في الولايات المتحدة "يستخدمون الادعاء بحماية اليهود ذريعةً لتقويض التعليم العالي، والإجراءات القضائية، والفصل بين السلطات، وحرية التعبير والصحافة".
وإذا كانت إدارة ترامب تبدو اليوم وكأنها تتبنى "مشروع إستير" وتدفعه قدمًا، فإن ذلك ليس بدافع القلق الحقيقي من معاداة السامية، بل في إطار خطة قومية مسيحية بيضاء تستخدم الصهيونية واتهامات معاداة السامية لتحقيق أهداف متطرفة خاصة بها. ولسوء الحظ، فإن هذا المشروع ليس إلا بداية لمخطط أكثر تعقيدًا.