بوابة الوفد:
2025-12-01@15:42:27 GMT

غزة مقبرة الغزاة

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

الإخفاقات الاقتصادية الكبيرة التى لحقت بإسرائيل جراء حربها فى غزة التى دخلت يومها الـ68 دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وكبار ضباط الجيش إلى محاولة تعويض الخسائر عن طريق تحقيق الحد الأدنى من الإنجازات الميدانية على أرض الواقع أمام الرأى العام الإسرائيلى قبل الانتقال إلى مرحلة الحساب.

وعلى الرغم من ذلك فإنه قد أشيع خلال الساعات القليلة الماضية عن خضوع كبار ضباط الاحتلال إلى التحقيق فى سرية تامة وعاجلة لتحميلهم نتائج عدم تنفيذ الخطة العسكرية فى الوقت المحدد لها والتى كان مخططاً أنها ستكون بمثابة نزهة فى غزة لولا بسالة رجال المقاومة التى أطالت أمد الحرب.

إسرائيل أعلنت فى بداية الحرب بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، أنها مستمرة فى حربها على غزة ولن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها جميعاً، ومنها القضاء تمام على حركة المقاومة حماس وفرض إدارة أمنية جديدة لقطاع غزة.

الواقع أن جيش الاحتلال بات يعمل الآن فى غزة وفقاً لنظرية الأيدى المرتعشة، وظهرت عمليات النيران الصديقة نتيجة لفقدان جنود الاحتلال لاتزانهم النفسى وإصابتهم بهلاوس بسبب المقاومة الشديدة لعفاريت غزة، الذين يخرجون من تحت الأرض ويقفزون فوقها بصدورهم العارية بقوة وبسالة لم يشهد لها الاحتلال مثيلاً، ولا يتوقف نضالهم إلا بالقفز على جسر الشهداء ارتقاء للسماء.

إسرائيل أيقنت أنها لن تحقق أهدافها إلا بالسيطرة على الأرض فدخلت فى حرب برية شاملة كبدتها خسائر كبيرة مادية وفى الأرواح، بالإضافة إلى إصابات بالغة بين جنودها، ومازالت بقعة السيطرة الإسرائيلية على الأرض داخل القطاع لم تتعد 20% من المساحة الإجمالية وأغلبها من المساحات الفضاء غير المأهولة بالسكان.

ونظراً لصعوبة الاقتحام البرى الكامل رغم عمليات الإبادة الجماعية، فإن العديد من التحديات قد تمنع إسرائيل من استمرار عملياتها البرية لفترات طويلة، خاصة أن العديد من الدول الداعمة بدأت تواجه ضغوطاً شعبية كبيرة رافضة للغزو والدمار، كما أنها بدأت تستشعر المخاطر التى قد تعود عليها سياسيا فى دعم العملية البرية الإسرائيلية والاستمرار فى مذابح غزة وما يشهده العالم أجمع من استنفار لمواجهة هذه الجرائم فى حق الإنسانية.

الحقيقة أنه مع تنامى استياء الرأى العام الغربى من مشاهد القتل والدمار فى غزة، تستنفد إسرائيل رصيدها الدبلوماسى تدريجيا لدى تلك الدول، ولعل الرسائل التى وجهها الرئيس الأمريكى جو بايدن مؤخرا للاحتلال خير دليل على ذلك، ومن قبله استهجن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فكرة استمرار الحرب، كما طالب رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز بالانتقال إلى مرحلة وقف إطلاق النار التام فى غزة، واستنكر رئيس الوزراء البلجيكى ألكنسدر دى كرو، قيام إسرائيل بحجب المساعدات الإنسانية.

باختصار.. أمريكا حذرت إسرائيل مؤخراً من هزيمتها استراتيجياً بسبب ما تفعله فى غزة، وطالبت فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وغيرها من الدول بضرورة وقف الحرب البرية فوراً، الأمر الذى يؤكد أن إسرائيل لن تتمكن من استمرار عملياتها العسكرية، كما أن دخولها إلى الأماكن المأهولة بالسكان سوف يرفع فاتورة الخسائر البشرية الضخمة بين السكان الفلسطينيين ما يزيد الأمور توتراً وتعقيداً.

تبقى كلمة.. يبدو أن دماء أبناء غزة الطاهرة التى روت أرض مهبط الأنبياء سوف تكون وبالاً على اليهود وكبيرهم نتنياهو مصاص الدماء الأعظم، وسوف ينتهى بسببها طموحه السياسى.. كما ستكون وبالاً على بايدن الكفيل الرسمى لجرائم اليهود وستكون سبباً رئيسياً فى مغادرته البيت الأبيض بلا رجعة وسقوطه الذريع فى الانتخابات الرئاسية بعد الانهيار الكبير لشعبيته.

غزة سوف تطيح بالكثير من العروش فى المنطقة والعالم لأنها ببساطة تمثل ورقة التوت التى كشفت عورات الخونة والمناوئين والداعمين لضياع الحق العربى وسوف يسقط الجميع فى بئر الخيانة وتبقى فلسطين عربية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار غزة مقبرة الغزاة ديه إسرائيل غزة دخلت يومها ضباط الجيش فى غزة

إقرأ أيضاً:

«جمعة السلام» فى قلب الأقصى

 

الاحتلال يواصل مجازره فى غزة والضفة المحتلة ويهدم منازل الفلسطينيين

 على الرغم من اللون الاحمر الذى يكسو الأراضى الفلسطينية المحتلة بدماء الشهداء على مدار الساعة ضحايا الإرهاب الصهيونى منذ النكبة الكبرى عام 1948 إلا أنه وفى مشهد نادر رفرف حمام السلام أمس على رؤوس المصلين بالمسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة على الرغم من المجازر الصهيونية المتواصلة ضمن حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض فى قطاع غزة والضفة المحتلة، فقد أدى 60 ألف مصل صلاة الجمعة الأولى من شهر جمادى الآخرة وسط إجراءات أمنية مشددة من قوات الاحتلال. 

وشهد قطاع غزة خلال الساعات الماضية سلسلة من انتهاكات وقف إطلاق النار أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، فيما فجر الاحتلال أحد الأنفاق المتحصن بها رجال المقاومة الفلسطينية جنوب القطاع.

وأعدم الاحتلال الاسرائيلى شابين، بعد إطلاق الجنود النار عليهما من مسافة صفر، فى مدينة جنين شمال الضفة المحتلة. وأوضحت مصادر محلية أن قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى حى جبل أبو ظهير فى مدينة جنين، وحاصرت منزلا، كما احتجزت شابا واعتدت عليه. 

وقال شهود عيان إن عناصر الاحتلال أطلقوا النار على شابين بعد خروجهما، من المنزل لتسليم نفسيهما، على مدخل المنزل المحاصر، حيث أجبرهما الاحتلال على العودة للمنزل، وعندها تم إطلاق النار عليهما بشكل مباشر، ما أدى لاستشهادهما.

ويواصل الاحتلال لليوم الرابع عدوانه فى مخيم جنين ومحافظة طوباس، خاصة فى المدينة، وبلدتى طمون وعقابا، بما يشمل إغلاق الطرق وفرض منع التجوال، وشن حملات دهم واعتقال العشرات والتحقيق معهم ميدانيا بالضفة المحتلة، وكان الاحتلال قد أعلن مشاركة ثلاثة ألوية فى العملية التى قد تمتد لعدة أيام، وهو ما رآه محللون محاولة لإيصال رسائل سياسية، إلى جانب أنه يندرج ضمن عملية تدريبية واضحة لقوات الاحتلال.

وقرر وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير ووزير الحرب يسرائيل كاتس، بعد عمل طاقم مشترك، إضافة معيار جديد يتيح لـ 10 آلاف إسرائيلى إضافى من المدنيين حمل السلاح. ومنذ تولى بن غفير منصبه ارتفع عدد حاملى رخص السلاح الشخصية بمئات الآلاف، وهو يرغب بمواصلة توسيع دائرة المستحقين.

ووفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، تعاملت طواقمها منذ بدء العدوان على طوباس مع عشرات المصابين جراء اعتداء عناصر الاحتلال بالضرب على الفلسطينيين.

وأعلن المتحدث باسم الاحتلال أن قواته تستعد لهدم 24 مبنى داخل مخيم جنين شمال الضفة المحتلة. واكد شهود عيان، وصول تعزيزات عسكرية إسرائيلية ترافقها آليات ثقيلة إلى المنطقة تمهيدًا لعملية الهدم.

ومنذ عدة أشهر، تشهد جنين ومخيمها حملة عسكرية مستمرة من قوات الاحتلال، شملت اقتحامات واسعة، مداهمات لمنازل، عمليات هدم وتخريب فى الأحياء، إضافة إلى اعتقالات جماعية.

ووفق بيانات محلية وتصريحات إعلامية، فقد أدت هذه العمليات إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من منازلهم، وتحويل أجزاء كبيرة من المخيم إلى مناطق شبه مهجورة بفعل الدمار الذى طال البنية التحتية، والمنازل والشوارع، ما صدر عنه وصف المخيم بأنه أصبح «مدينة أشباح» بعد عمليات الهدم.

وشملت الحملة حصاراً على المخيم ومنع وصول الطواقم الطبية الإغاثية، ما فاقم من معاناة الفلسطينيين خاصة الجرحى والمرضى، وسط خوف متواصل من اقتحامات إضافية وتوسيع لنطاق العمليات العسكرية.

واكدت حركة حماس أن إعلان الاحتلال نيّته هدم أربعة وعشرين منزلاً جديداً فى مخيم جنين للاجئين يمثِّل إعلاناً عن تنفيذ جريمة حرب مكتملة الأركان، وتصعيداً خطيراً فى سياسة التطهير العرقى التى ينتهجها الاحتلال. 

وطالبت الحركة الدول العربية والمجتمع الدولى والأمم المتحدة وكافة الأطراف المعنية بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية إزاء ما يتعرض له شعبنا فى الضفة من عدوان شامل، وضرورة التحرك لفرض العقوبات الرادعة على حكومة الاحتلال الفاشية، واتخاذ خطوات عاجلة لحماية شعبنا فى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، الذى يواجه إبادة ممنهجة وشاملة.

وادانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جريمة الإعدام الميدانى التى ارتكبها الاحتلال بحق شابين فلسطينيين قرب جبل أبوظهير فى محيط مخيم جنين، مؤكدة أنها جريمة حرب جديدة مكتملة الأركان وموثقة بالصورة.

وقالت فى بيان لها: «تكشف الجريمة مجدداً الطبيعة الدموية الإجرامية التى ينتهجها الاحتلال، فى سلوك فاشى وعنصرى يتعمّد تحويل الأراضى الفلسطينية إلى ساحة مباحة للقتل والتدمير وارتكاب المجازر». واكدت ان الشعب الفلسطينى سيواصل نضاله وصموده، متمسّكاً بحقه فى الحياة والحرية والدفاع عن نفسه، وأنه سيُفشل بمقاومته وثباته كل مخططات الاحتلال، وأن هذا الاحتلال المجرم سيدفع حتماً ثمن جرائمه.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: بوتن سيلتقي المبعوث الأمريكي ويتكوف الثلاثاء
  • مؤرخ فرنسي يوثق بالأدلة دعم “إسرائيل” لسرقة المساعدات الإنسانية في غزة
  • إيران تعيد بناء ترسانتها العسكرية بعد الحرب الإسرائيلية بدعم روسى
  • إسرائيل ترفع ميزانيتها العسكرية.. ونتنياهو يهدد المنطقة بالانفجار
  • محافظ المهرة: اليمن كان وما يزال مقبرة للغزاة
  • سوريا: "إسرائيل" تخطئ الحسابات إذا اعتقدت أنها قادرة على فرض وقائع على الأرض
  • مفتي تعز: تاريخ اليمن في جهاد الغزاة ناصع.. وقادرون على حماية سيادتنا اليوم
  • درس الاستقلال والخوَنة
  • الخارجية التركية: "إسرائيل أثبتت مجددا أنها تسعى لتحقيق أجندة مدمرة
  • «جمعة السلام» فى قلب الأقصى