دولة جديدة تتفوق على أفغانستان لتصبح أكبر منتج للأفيون في العالم
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
(CNN)-- أصبحت ميانمار أكبر منتج للأفيون في العالم، متجاوزة أفغانستان بعد أن فرضت حركة طالبان الحاكمة حظرا على زراعة الخشخاش، وفقا لتقرير جديد للأمم المتحدة.
وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقريره إن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا أنتجت ما يقدر بنحو 1080 طنا متريا من الأفيون في عام 2023، وهو أعلى مستوى منذ عام 2001.
وكان الحظر الصارم الذي فرضته حركة طالبان على زراعة الخشخاش في إبريل/ نيسان الماضي في أفغانستان، سبباً في خفض إنتاج الأفيون في البلاد بنسبة 95%.
ونظرًا لدور أفغانستان المهيمن تاريخيًا في إنتاج الأفيون غير القانوني، قالت الأمم المتحدة إنه إذا استمر الحظر على التجارة، فقد يؤدي ذلك إلى نقص عالمي في المواد الأفيونية، بما في ذلك الهيروين، مما يشجع على الأرجح على زيادة الإنتاج من جنوب شرق آسيا.
وكانت منطقة المثلث الذهبي، وهي منطقة نائية حيث تلتقي حدود تايلاند ولاوس وميانمار، منذ فترة طويلة واحدة من مراكز المخدرات الرئيسية في العالم، وتشتهر بانعدام القانون وتحكمها في بعض الأجزاء ميليشيات محلية وأمراء حرب.
وفي عام 2023، توسعت تجارة الأفيون في ميانمار للعام الثالث على التوالي، بزيادة 36% مقارنة بإنتاج عام 2022. ووفقاً للتقرير، تبلغ قيمة "اقتصاد الأفيون بأكمله" في ميانمار الآن ما بين مليار دولار و2.5 مليار دولار، أو ما بين 2% و4% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.
لعقود من الزمن، كانت ميانمار دولة رئيسية منتجة للمخدرات خلال عقود من الحكم العسكري في الغالب.
لكن الكثير من زيادة إنتاج الأفيون تفاقمت بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم الاستقرار الذي ابتليت به البلاد منذ عودة الجيش إلى السلطة في انقلاب دموي عام 2021، منهيا تجربة قصيرة مع الديمقراطية.
وقال جيريمي دوغلاس، الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في بيان إن "الاضطرابات الاقتصادية والأمنية والإدارية التي أعقبت الانقلاب العسكري في فبراير 2021 لا تزال تدفع المزارعين في المناطق النائية نحو الأفيون لكسب لقمة العيش".
عملية أكثر تطوراً
في حين أن زراعة الخشخاش في جنوب شرق آسيا تستخدم بشكل عام كمحصول نقدي، وتتخذ شكل قطع أراضي تقليدية صغيرة الحجم، فقد وجد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن الإنتاج في ميانمار "أصبح متطورًا وأكثر إنتاجية بشكل متزايد".
وقال التقرير إن "زراعة الخشخاش في قطع أراضي كثيفة التنظيم" واستخدام "أنظمة الري، وأحيانا الأسمدة، أدى في الآونة الأخيرة إلى زيادة غلة قطع الأراضي وتقديرات الإنتاج الإجمالي إلى مستويات تاريخية".
كانت ولاية شان الشاسعة والتلال، في شمال غرب ميانمار، لفترة طويلة مركزاً لتجارة المخدرات في البلاد ــ في ظل ظروف ومناخ مثاليين لزراعة نبات الخشخاش وندرة في تطبيق القانون. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ارتفع إنتاج الأفيون في شان بنسبة 20% هذا العام.
وتسيطر المنظمات العرقية المسلحة وجماعات الميليشيات على مجموعة من الأراضي في الولاية، وقد استخدمت تاريخياً المخدرات وغيرها من التجارة غير المشروعة لتمويل عملياتها.
منذ أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، تصاعد القتال في ولاية شان بعد أن انضمت ثلاث ميليشيات عرقية مسلحة إلى قوات المقاومة لشن هجوم كبير جديد ضد المجلس العسكري.
وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن زراعة الأفيون زادت أيضا في ولاية تشين إلى الشرق، وولاية كاشين إلى الشمال، وفي ساغاينغ، على طول حدود ميانمار مع الهند، وهي المناطق التي شهدت قتالا متزايدا منذ الانقلاب.
المخدرات الاصطناعية تتزايد أيضا
ويأتي التوسع في زراعة خشخاش الأفيون في ميانمار مع ارتفاع إنتاج المخدرات الاصطناعية، مثل الميثامفيتامين.
وفي السنوات الأخيرة، اجتمعت الميليشيات العرقية القوية وعصابات الجريمة المنظمة الكبرى العابرة للحدود الوطنية معًا لإنتاج المخدرات الاصطناعية والاتجار بها "على نطاق غير مسبوق" في ولاية شان، وفقًا لدوغلاس من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
ورسمت النتائج الأخرى التي توصل إليها مكتب الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة صورة لازدهار صناعة المخدرات في آسيا، حيث أنشأت جماعات الجريمة طرق تهريب جديدة لتجنب حملات القمع وأسعار الميثامفيتامين التي وصلت إلى مستويات مرتفعة للغاية.
أفغانستانميانمارالمخدراتنشر السبت، 16 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المخدرات إنتاج الأفیون زراعة الخشخاش فی میانمار الأفیون فی
إقرأ أيضاً:
«بي جي أي إم»: تطورات التكنولوجيا العميقة تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في الإمارات
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
تتيح التطورات التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العميقة، آفاقاً جديدة لفرص استثمارية واعدة في دولة الإمارات، حسب محمد عبدالملك، رئيس «بي جي أي إم» «PGIM» في الشرق الأوسط، شركة إدارة الاستثمارات العالمية، التابعة لشركة «Prudential Financial »، التي تدير أصولاً استثمارية تبلغ قيمتها 1.4 تريليون دولار.
وأكد عبدالملك لـ«الاتحاد» أنه منذ تأسيس الشركة حضورها الرسمي في أبوظبي والحصول على ترخيص من أبوظبي العالمي للعمل في أغسطس 2024، التزمت الشركة بالفعل بتنفيذ استثمارات رئيسية في دولة الإمارات، مع وجود مزيد من الخطط المستقبلية الطموحة.
وكشف عبدالملك، أن الشركة ستطلق في سبتمبر المقبل، مع أكاديمية سوق أبوظبي العالمي، مركز «ريل أسيت إكس» وهو مختبر متطور مخصص لدفع عجلة التكنولوجيا المستدامة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا العميقة، لمهام البحث والتطوير والاستثمار في كل ما يتعلق بالأصول الحقيقية في المشاريع العقارية، وأنظمة البنية التحتية الذكية، والمواد المطورة تقنياً من خلال ما يسمى بالتكنولوجيا العميقة.
وأشار إلى أنه ضمن البرنامج ذاته، تتعاون الشركة مع مكتب أبوظبي للاستثمار لتأسيس منصة استثمارية تركز على احتضان الفرص التي تنتج من هذا البرنامج، وتحقيق الربح من خلال دعم نموها محلياً وعالمياً، منوهاً إلى أنه من المقرر أن يتم تمويل منصة الاستثمار هذه وإدارتها بالاشتراك مع شريك محلي، وستهدف إلى إطلاق صندوق عالمي لرأس المال الجريء بقيمة 250 مليون دولار مسجل في أبوظبي العالمي، ليعمل على نطاق عالمي بالتنسيق مع مبادرة «ريل أسيت إكس» التابعة لـ PGIM، وستُسهم هذه الأنشطة في إحداث تغيير جذري ضمن منظومة الاستثمار في الأصول الحقيقية، وتقديم تحسينات تكنولوجية ملموسة يمكن تطويرها وتبنّيها لاحقاً من قبل مالكي الأصول ومشغليها ومديريها.
دور محوري
وأكد عبدالملك أن الإمارات تمتلك الرؤية والإرادة الكافية لرسم دور محوري جديد لها في الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن التوجه نحو مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقات المتجددة، وأسواق المال، واستقطاب الكفاءات، وصولاً إلى الصناعات المتقدمة، هو أمر بالغ الأهمية، فهذه استراتيجيات أساسية لبناء الدولة وترسيخ مكانتها، معرباً عن تفاؤله للغاية بشأن الإمكانات الاستثمارية المتاحة في أبوظبي، في ضوء التوقعات باستمرار تدفق الاستثمارات الكبيرة إلى الأسواق العالمية.
ويرى عبدالملك، أن اللاعبين العالميين في قطاع الخدمات المالية ينظرون إلى أبوظبي بصورة متزايدة بوصفها مركزاً استراتيجياً ضمن النظام المالي العالمي. وقال: إن تزايد إصدار أبوظبي العالمي (ADGM) للتراخيص بنسبة 67% في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، يعد دليلاً واضحاً على الجاذبية المتنامية لدولة الإمارات لدى شركات الخدمات المالية العالمية، مشيراً إلى أن المستثمرين ومديري الأصول العالميين العاملين في دولة الإمارات، يدركون حجم الزخم الذي يمثله رأس المال، ودوره في دفع عجلة التنمية في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية المحلية.
تنمية طموحة
وذكر عبدالملك، أنه مع بروز أجندات تنمية محلية طموحة، كالتي تجسدها رؤية مئوية الإمارات 2071، تشهد دولة الإمارات تحولاً جوهرياً في منهجية توظيف رأس المال، فبينما يواصل المستثمرون المحليون توجيه حصة كبيرة من استثماراتهم نحو الأسواق العالمية، تتركز الجهود الحالية لصناع القرار على تحقيق الأهداف التحويلية المحلية.
وأضاف أنه إلى جانب التغيّر الملحوظ في احتياجات ومحافظ المستثمرين المحليين، يظهر أن دولة الإمارات سرعان ما أصبحت جزءاً محورياً من المنظومة المالية العالمية، منبهاً أن أبوظبي تتجه لتصبح مركزاً مالياً نشطاً ومتقدماً يتبنى رؤىً مستقبلية، لاسيما في ظل البيئة التنظيمية المستقرة، وما تشهده من إصلاحات اقتصادية جوهرية.
تدفق الثروات
ووفقاً لـ عبدالملك، فإن الإمارات تركز على تطوير البنية التحتية المحلية وتنفيذ مشاريع عملاقة، في إطار سعيها لتحقيق أجندتها الوطنية في بناء الدولة. وقال إنه من جهة أخرى تحدد القيادة الرشيدة أهداف الدولة بوضوح لبناء اقتصاد متنوع ومرن، ويعملون على استكشاف مختلف السبل لتوفير بيئات عمل ومعيشة جاذبة، وهذا بدوره يعزز تدفق الثروات ويحافظ على استدامة النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
وأوضح أن ذلك يتجلى واضحاً في قدرة الدولة على استقطاب الكفاءات العالمية والحفاظ عليها، فقد ازداد متوسط مدة إقامة الوافدين إلى ما يقارب ست سنوات، مع استمرار هذا التوجه بالارتفاع في ضوء تزايد رغبة الوافدين في العيش والتقاعد في دولة الإمارات.
تقنيات متقدمة
تشير التكنولوجيا العميقة إلى تقنيات متقدمة قائمة على ابتكار علمي أو هندسي جوهري، وتعتبر هذه الابتكارات «عميقة» لأنها تُقدم حلولاً متطورة ومتقدمة للغاية لتحديات أو قضايا معقدة ومن أمثلة هذه الاختراقات التكنولوجية العميقة: الروبوتات، وتكنولوجيا النانو، ومبادرات الطاقة النظيفة الصادرة عن مختبرات الأبحاث والأوساط الأكاديمية.