في صورة نقيضة للمشهد الراهن.. أم كلثوم في تل أبيب بعد طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
في صورة نقيضة للمشهد الراهن، عُرضت مسرحية عن قصة حياة المطربة المصرية، أم كلثوم، على مسرح يافا في "تل أبيب"، جسدت فيها مغنية يهودية شخصية "كوكب الشرق"، بعد توقف مؤقّت عقب عملية "طوفان الأقصى".
ويقف عازف العود علاء أبو عمارة على الخشبة، وسط ديكور مَسكَن أم كلثوم (1898-1975)، محاطا بمجموعة من الشخصيات المسرحية، التي تتولى فيها الممثلة، غاليت غيات، دور المطربة المصرية.
ويوفر العمل رحلة عبر المحطات الرئيسية في حياة "سيدة الغناء العربي"، واللقاءات التي حددت اتجاه مسيرتها الفنية وأغنياتها. فيما تؤدى أغنيات أم كلثوم الطويلة بالعربية، في حين تدور الحوارات بين الممثلين بالعبرية.
ويجلس جمهور متنوع، على مقاعد المسرح العربي العبري، في منطقة يافا المختلطة في "تل أبيب"، متفاعلا مع العمل بالضحك حيناً، والتأثر حيناً آخر، ويردد الأكبر سناً من أفراده كلمات أغنيات أم كلثوم بالعربية ممتزجة بالحنين.
وتتوالى المَشاهِد على الخشبة، منها مثلاً شجارات النجمة بنظارتيها السوداوين وفساتينها الفخمة، مع والدتها التي تؤدي دورها خولة حاج دبسي، فيما يعيد الممثل جورج اسكندر بأدائه الصوتي إلى الحياة المطرب والموسيقار، محمد عبد الوهاب.
ويقول منتج العمل، إيغال عزراتي، إن "ثلاثة يهود وثلاثة عرب يتحدثون العبرية ويغنون باللغة العربية" يشاركون في المسرحية.
بدوره يؤكد مدير المسرح، على أن "العمل يحاول أن يُظهر، أن العربية ليست لغة حركة حماس، بل هي لغة جميلة جداً، وثقافة جميلة، وهي بالنسبة لمعظم الإسرائيليين، لغة آبائهم وطفولتهم".
وكانت توقفت عروض المسرحية مؤقتا خلال الشهر الذي بدءت فيه عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والذي أسفرت عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين أسفر هجوم الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وقبله الغارات الجوية على القطاع، عن استشهاد 18787 شخصا، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، وفقاً لأحدث حصيلة من وزارة الصحّة.
وترى المغنية غاليت غيات، التي تتحدر من عائلة ذات أصول جزائرية ويمنية، أن هذه المسرحية بمثابة "نفحة أكسيجين" للفنانين والجمهور.
وتقول"أم كلثوم هي بالنسبة لي مرادف لبيتنا. أتذكر أني كنت في طفولتي أستمع إلى الموسيقى المصرية الكلاسيكية في منزل جدي وكنت أسأل نفسي في كل مرة (لماذا لا تجيدين التحدث بالعربية)".
واليوم، بعد سنوات، تتولى الفنانة الإسرائيلية، بنفسها غناء النصوص التي كانت تستمع إليها. فيما تصف دور أم كلثوم الذي تؤديه بأنه "هدية جميلة جداً من الحياة. نحن نمثّل معاً، مسيحيين ومسلمين ويهوداً، ونعيش معاً، ومعاً يحب بعضنا بعضاً، ويكره بعضنا بعضاً؛ نحن جيران وآمل في أن يعود لنا السلام مجدداً وألاّ نتقاتل بعد اليوم".
لكنّ "رسائل السلام" التي يعبّر عنها هؤلاء الفنانون اليهود وجزء من الجمهور تلقى آذاناً صمّاء، ولا تعدو كونها ضمادة لا تدوم أكثر من ساعتين لجرح لا يزال نازفاً، أما الطريق إلى الشفاء منه فلا يزال طويلاً. بينما لم يشأ أي من الفنانين الثلاثة من عرب إسرائيل الإدلاء بأي تصريح لوكالة فرانس برس.
ويلاحظ إيغال عزراتي، أن "الأمر صعب بالنسبة للفلسطينيين، فهم جميعاً ولدوا هنا، وبمجرد أن يفتحوا أفواههم يشعرون وكأنهم يرتكبون سوءاً. محكوم عليه بالتزام الصمت"، إلى حد أنهم "يخافون من التحدث باللغة العربية".
ويشير عزراتي، الذي يتولى إدارة مسرح يافا منذ 20 عاماً إلى أن "البعض نشروا على شبكات التواصل الاجتماعي تعليقات في شأن الضحايا وفي شأن الحرب، وجاء الجيش، وأوقِف البعض".
وتُعرض مسرحية عزراتي مرتين في الشهر، وهو يطمح إلى أن تتواصل وتبقى على الخشبة سنةً عاشرةً.
وقبل إسدال الستارة، تُعرَض على شاشة مشاهد من جنازة أم كلثوم. ومع أن القاهرة هي التي شهدت مدّاً بشرياً من المشيّعين رافق نعش المطربة الكبيرة، امتد بحر الدموع عليها من بغداد إلى الدار البيضاء، مروراً بيافا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تل أبيب حماس الاحتلال تل أبيب حماس الاحتلال ام كلثوم سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مناورة ومسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في باجل بالحديدة
الثورة نت/..
نظّمت السلطة المحلية والتعبئة العامة بمديرية باجل في محافظة الحديدة، اليوم، مناورة وتطبيق قتالي ومسيرا راجلا لخريجي دورات “طوفان الأقصى” ضمن برامج التأهيل والتدريب التي تنفذها التعبئة في إطار تعزيز القدرات العسكرية للمنخرطين في الدورات التعبوية.
وقدّم خريجو الدورات عرضا رمزيا تضمن تنفيذ عدد من التشكيلات والتكتيكات القتالية ومهارات القنص، عكس المستوى العالي من الانضباط واللياقة والجاهزية التي اكتسبوها خلال فترة التدريب المكثف في الدورات العسكرية المفتوحة.
وعبر المشاركون في المسير والمناورة عن فخرهم بالانضمام لدورات “طوفان الأقصى”.. مؤكدين استعدادهم الكامل لأداء واجبهم في ميادين الشرف والعزة، دفاعا عن الوطن وأمنه واستقلاله ونصرة فلسطين.
وأكد الخريجون أن ما تلقوه من مهارات وتدريبات خلال فترة الدورة زادهم إيمانا وثقة بالنصر.. مشيرين إلى أن هذه البرامج عززت لديهم الروح القتالية والانضباط العالي والجهوزية الدائمة.
وأشار مدير مديرية باجل عبد المنعم الرفاعي، إلى أهمية هذه الأنشطة في تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز الاستعداد الشعبي.. مشيدا بجهود القائمين على تنظيم الدورات والمستوى المشرف الذي ظهر به المشاركون في المناورة والمسير.
من جانبه، أوضح مسؤول التعبئة العامة بالمديرية ياسر الحسني، أن الدورات تمثل رافدا حقيقيا من خلال تدريب وتأهيل المقاتلين.. لافتا إلى أن الخريجين يمثلون نموذجا مشرفا للشباب المستعد للدفاع عن الوطن.
شارك في المناورة والمسير نائب مسؤول التعبئة العامة بالمديريات الشرقية مراد الشريف، ورئيس محكمة باجل القاضي أحمد الحاشدي.