تقيم الغرفة التجارية بمنطقة القصيم ملتقى وهاكاثون «التحول الرقمي» الذي يبحث عوالم التحول الرقمي واستكشاف آفاقه، وتأثيره على قطاع الأعمال، ودخوله المباشر في استمرارية الكيانات التجارية، وانعكاس ذلك على تنمية اقتصاديات الدول وخططها ومشاريعها التنموية، وذلك خلال الفترة 17 - 18 ديسمبر الحالي، بمقر فندق "جولدن توليب" بمدينة بريدة.

 

وسيضم الملتقى، الذي يقوم على تنظيمه «مركز سيدات الأعمال» في الغرفة، مجموعة من المختصين والمؤثرين في المجال الرقمي؛ للحديث عن المفاهيم الجديدة والمبتكرة لتفعيل أهم استراتيجيات ومضامين التحول الرقمي، وتأثير ذلك على قطاع الأعمال والمنشآت في المملكة العربية السعودية. 

أمين عام غرفة القصيم، الأستاذ محمد الحنايا، أكد أن الغرفة تسعى جاهدة من خلال هذا الملتقى على استمرارية تفعيل دورها التعريفي والاستشاري في كافة القطاعات التنموية والتجارية، وتنشد بشكل مباشر تحقيق مستهدفاتها التطويرية، التي تساهم في دفع وتحسين قطاع المال والأعمال، ودعمه وتعزيزه بكافة المتطلبات العصرية والمهنية المتاحة، ومن ذلك تفعيل دور التقنية الرقمية، واستشعار الكيانات والمؤسسات التجارية لدور التقنية في تسيير ونشر نشاطها وعملها الربحي.

وأضاف الحنايا، أن مثل تلك الملتقيات، تحرص الغرفة على تفعيلها وتنظيمها وفق درجة عالية من التخصصية والمهنية؛ باعتبارها ملتقيات تمثل دورًا مرجعيًا للعديد من رواد ورائدات الأعمال، وللكثير من الشركات والمؤسسات التجارية التي تسعى نجو المسايرة المستمرة لتطورات العصر، ومستجدات السوق المحلية والإقليمية والدولية.

مدير مركز سيدات الأعمال، في غرفة القصيم، الأستاذة أماني الشامخ، بدورها بينت أن الملتقى يستشعر أن التحول الرقمي أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030، وعلى ذلك فهو يستهدف تنمية الاقتصاد الرقمي، وتسهيل ممارسة الأعمال وإنجازها، وتوضيح أهمية التوجه الإلكتروني للأعمال التجارية، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد، الذي تجعل منه التقنية الرقمية منظومة متشابكة بآثارها وتأثيراتها.

وأضافت الشامخ، أن الملتقى سيقوم بدوره التنشيطي والتحفيزي للمبادرات والمستجدات النوعية لقطاع ريادة الأعمال، من خلال تنظيم ورعاية ودعم مسابقة "هاكاثون بصمة للمبرمجين" التي يجتمع فيها المبرمجون والمهندسون، من ذوي الخبرات التقنية والعلمية المختلفة؛ للقيام بعمل مشروع تقني إبداعي يمس حاجة معينة أو مجالا علميًّا ما، يسعى فيه المتنافسون وممن لديهم الشغف في حقل التكنولوجيا وريادة الأعمال، من ذوي الخبرات التقنية والعلمية والبرمجية المختلفة؛ للقيام بعمل مشروع ريادي معين، ويتم تقديم ورش تدريبية في هذا المجال للمشاركين، وذلك تحت رعاية ونظر لجنة من المختصين، مهمتهم تقييم المشاريع، وإقرارها والعمل على تبنيها واحتضانها لتصبح حقيقة مطبقة. 

 وأشارت الشامخ، أن الهدف العام للهاكاثون، الذي تنظمه غرفة القصيم، من خلال مركز سيدات الأعمال، هو إبراز القدرات والمهارات التقنية وتشجيع الابتكار والتطوير في مجالات ومسارات التقنية والتحول الرقمي، واستكشاف التحديات لإنتاج الحلول العصرية والناجحة لكافة الإشكالات والتحديات، وتحسين ودعم بيئة الأعمال.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: غرفة القصيم التحول الرقمي التحول الرقمی غرفة القصیم من خلال

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيله.. ألبير قصيري حكيم العدم الذي سخر من العالم ومات ضاحكا

في غرفته الصغيرة بفندق "لوروبير" الباريسي، جلس ألبير قصيري، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، يحدّق في العالم من خلف نافذة، لا يخرج إلا نادرًا، وأختار العيش في غرفة فندق لأنه كان يكره التملك حيث كان يقول: "الملكية هي التي تجعل منك عبدا"، لم تكن تلك عزلة مفروضة، بل اختيار صارم، ذلك أن الرجل لم يكن يهوى الحياة كما نعرفها، بل كان يراها مهزلة كبيرة تستحق السخرية لا المشاركة.

من القاهرة إلى باريس: الولادة في قلب الشرق

وُلد ألبير قصيري في حي الفجالة بالقاهرة عام 1913 لأسرة شامية ذات أصول سورية ـ لبنانية، متوسطة الحال، وكانت الفرنسية هي لغته الأولى، تعلّم في المدارس الفرنسية، وتأثر منذ الصغر بأدب فولتير وموليير، وقرأ بشغف روايات دوستويفسكي وبلزاك.

كانت فلسفة ألبير قصيري في حياته هي فلسفة الكسل، لم يعمل في حياته وكان يقول انه لم ير أحدا من أفراد عائلته يعمل الجد والأب والأخوة في مصر كانوا يعيشون على عائدات الأراضى والأملاك، أما هو فقد عاش من عائدات كتبه وكتابة السيناريوهات، وكان يقول: "حين نملك في الشرق ما يكفى لنعيش منه لا نعود نعمل بخلاف أوروبا التي حين نملك ملايين نستمر في العمل لنكسب أكثر".

نشر أولى كتاباته بالعربية، ثم انتقل سريعًا للفرنسية، ليكتب كل أعماله لاحقًا بهذه اللغة، كانت القاهرة التي كتب عنها ليست قاهرة النخبة بل قاهرة الحرافيش، المتسولين، الدجالين، الحواة، الباعة الجوالين، والكسالى الحكماء، ورغم انتقاله إلى باريس في الأربعينيات، ظل العالم المصري الشعبي مسكونًا في أدبه حتى آخر نفس.

الكتابة كسلاح ضد التفاهة

لم يكن قصيري من الكُتّاب الغزيرين، بل نشر فقط ثماني روايات ومجموعة قصصية واحدة طيلة حياته، لكنه كان يؤمن أن الجملة الجيدة تأخذ وقتها مثل كوب نبيذ معتّق، فكان يكتب جملة أو اثنتين في اليوم، يحرّرهما عشرات المرات.

في أعماله، لم تكن شخصياته تبحث عن الخلاص، بل عن الضحك من العالم، كان يخلق أبطاله من قاع المجتمع، يُلبسهم فلسفة ساخرة، ويتركهم يهزأون بالسلطة، والدين، والرأسمالية، وكل مظاهر النظام، بلا عنف، بل بابتسامة لامبالية.

من "شحاذون ونبلاء" إلى "ألوان العار".. قصص عن الحُكماء المُهمّشين

من أبرز أعماله، "شحاذون ونبلاء" (1955): رواية عن شاب ثري يختار أن يعيش كمتسول ليصل للحكمة. الرواية هجاء ساخر للطبقة الوسطى والمثقفين المزيفين، و"ألوان العار": عن امرأة تعمل في الدعارة لتُعيل أسرتها في حي شعبي، يكشف بها عن مجتمع لا أخلاقي يتظاهر بالأخلاق، و"بيت الموت المؤكد": تحفة سوداوية عن شخصيات تنتظر الموت في فندق بائس لا يزوره أحد، و"العنف والسخرية": في هذه الرواية تظهر فلسفته العدمية بوضوح، حيث لا وجود لحلول بل فقط سخرية من كل شيء.

رجل عاش ومات في غرفة واحدة

تزوج ألبير قصيري من ممثلة مسرحية فرنسية ولكن لم يدم هذا الزواج طويلا وعاش بقية حياته أعزب وحين كان يسأل عن السعادة كان يقول أن أكون بمفردى، وكانت حياته كلها غرفة، وكتاب، وسجائر، وأحاديث هامسة مع أصدقاء نادرين، وعندما اشتد عليه المرض في سنواته الأخيرة، ظل يبتسم ويقول: "كل شيء سخيف إلى حد لا يُحتمل.. حتى المرض".

مات في يونيو 2008، ولم يشيّعه سوى قلّة، لكنه ترك إرثًا فريدًا يقول لنا إن الكُتّاب الحقيقيين لا يحتاجون إلى جمهور واسع، بل إلى جملة صادقة، تسخر من العالم وتظل باقية.

طباعة شارك ألبير قصيري فلسفة ألبير قصيري فلسفة الكسل شحاذون ونبلاء ألوان العار

مقالات مشابهة

  • بروتوكول تعاون بين التنمية الصناعية وبنك مصر لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة
  • استعداداً للعام الدراسي الجديد.. جامعة الإسكندرية تناقش خطة التحول الرقمي و تطوير البنية التحتية خلال فصل الصيف
  • بني سويف تبحث اعتماد مركز علوم الحاسب لمنح شهادة التحول الرقمي
  • في ذكرى رحيله.. ألبير قصيري حكيم العدم الذي سخر من العالم ومات ضاحكا
  • مصر تحتفل.. «إعلام الدقهلية و الغرفة التجارية» يحتفلان بذكرى ثورة 30 يونيو
  • غرفة الجيزة التجارية: الأسواق مستقرة والمخزونات الاستراتيجية تكفي 9 أشهر
  • غرفة قطر تختتم مشاركتها في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي
  • ختام مشروع “المطبخ المفتوح” لخدمة 2500 لاجئ بمعسكر أم جرو عبيدة بشمال دارفور
  • الزراعة: تنفيذ خطة التحول الرقمي بمراكز تجميع الألبان
  • الغرفة التجارية بتبوك.. 45 عامًا من الريادة في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز دور قطاع الأعمال