“كتاب جدة” يختتم برنامجه الثقافي بـ”الذكاء الاصطناعي ودوره في حياتنا”
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
في ختام فعاليات معرض جدة للكتاب 2023، أقيمت امس (السبت)، ندوة بعنوان “الذكاء الاصطناعي ودوره في حياتنا” تحدث فيها كل من المستشار في مجال الذكاء الاصطناعي الدكتور مجدل القحطاني، والمستشار الإعلامي للمنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي مبارك الدجين، وصانع محتوى في الذكاء الاصطناعي عبدالله آل مرزوق، فيما أدارها المهندس معتز خياط.
وأوضح القحطاني أن مصطلح الذكاء الاصطناعي جاء من قدرة الآلة على التعلم عبر تزويدها بالبيانات التي تجعل منها قادرةً على اتخاذ القرارات وتحليل البيانات وإصدار الأحكام وتوليد النصوص وكشف العلل والأمراض وغيره، مشددًا على ضرورة التأكد من المعلومات والبيانات الصادرة من الذكاء الاصطناعي، كون لديه القدرة على ابتكار عناوين ومراجع ليس لها وجود، مقدمًا نصحه على وجوب إدراك التغير الذي يعيشه السوق “والسعي إلى اكتساب المهارات التي يطلبها الذكاء الاصطناعي”.
من جهته بيّن مبارك الدجين أن الذكاء الاصطناعي يدخل في جميع التخصصات والمجالات، وليس هناك من مجال محدد يحتكره “فهو عبارة عن وعاء امتلأ بالبيانات ذات الصلة بكافة المجالات”.
وتطرق الدجين إلى نشرته الإلكترونية “الوطن في أسبوع” والتي اعتمد فيها بالكامل على الذكاء الاصطناعي، وكيف استطاع كفرد واحد إصدارها واتخاذها وسيلة تتحدث عن منجزات الوطن.
وقدم الدجين سردًا مختصرًا عن آخر ما توصلت إليه الدراسات والبحوث حول قدرات الذكاء الاصطناعي المستقبلية وكيف استطاع أن يصل إلى وظائف ومهام متعددة، موصًيا الحضور بتنمية قدراتهم في كل ما له علاقة بالذكاء الاصطناعي.
بدوره أورد عبدالله آل مرزوق أمثلة عدة أثبت من خلالها أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات عدة، شخصية وعامة وأكاديمية، وتحديدًا في اقتراح العناوين البحثية والبناء البحثي، منبهًا: “ليس كل ما يدلي به الذكاء الاصطناعي صحيح ودقيق”.
وقال آل مرزوق: “الذكاء الاصطناعي سيقضي على وظائف وسيخلق وظائف، واعتمادًا على دراسات وتقارير فهناك أمور إيجابية عدة يحملها الذكاء الاصطناعي، والمسألة التي نغفل عنها أن هذه التقنيات تسهم في الكفاءة البشرية وتطويرها، فمع كل ثورة صناعية تُخلق وظائف لا يسعنا أن نتخيلها، والمحصلة أن حياتنا تصبح أفضل”.
واتفق المشاركون في ختام الندوة، على مدى ما سيصل إليه الذكاء الاصطناعي وأقصى ما ستكون عليه حياتنا في ظله، في كافة المجالات، بينما انقسم الحضور حيال هذا الرأي بين متخوف ومطمئن.
ويختتم معرض جدة للكتاب 2023 فعالياته، اليوم (السبت)، بعد عشرة أيام عاشها زواره من محبي القراءة والمهتمين بالكتب، تخللها برنامج ثقافي منوع تضمن ندوات حوارية وأمسيات شعرية وورش عمل أحيتها نخبة من الأسماء السعودية والعربية والعالمية، التي كانت محل حفاوة زوار المعرض، الذي اختار “مرافئ الثقافة” شعارًا لنسخته الحالية ٢٠٢٣.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟
قُدّمت تقنيات الذكاء الاصطناعي هذا العام كعنصر رئيسي في إدارة موسم الحج في السعودية، لا سيما في مراقبة حركة الحجاج.
وقالت وكالة "فرانس برس"، إن المسؤولين السعوديين وظفوا تقنيات الذكاء الاصطناع لمراقبة حركة الحجاج على مدار الساعة، باستخدام بيانات ضخمة وصور حية من آلاف الكاميرات المنتشرة في مكة والمشاعر المقدسة.
وتقوم أكثر من 15 ألف كاميرا بمراقبة حية للحشود، فيما تعمل برمجيات ذكية على تحليل المشاهد المرصودة، للتنبؤ بنقاط الازدحام ورصد أي خلل في حركة السير. وتشمل هذه المنظومة أيضًا تتبّع أكثر من 20 ألف حافلة تنقل الحجاج بين المواقع المقدسة.
ويُعد هذا النظام جزءًا من منظومة تقنية شاملة تعتمدها السعودية لإدارة واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم، حيث استقبلت مكة نحو 1.4 مليون حاج هذا الأسبوع من مختلف الدول.
وأوضح محمد نذير، المدير التنفيذي للمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة، أن "غرفة التحكم المروري" تستخدم كاميرات متخصصة مدعومة بطبقات من الذكاء الاصطناعي لتحليل الحركة، تحديد المناطق المزدحمة، والتنبؤ بأنماط المرور. وتعمل الغرفة على مدار الساعة، وتستعين بشاشات وخرائط وأنظمة رصد متقدمة.
وأضاف نذير أن الهدف من هذه الإجراءات هو تقليل الحوادث، خاصة وأن الحجاج يتنقلون في الغالب سيرًا على الأقدام، بالإضافة إلى تخفيف المشقة الناتجة عن التنقل لمسافات طويلة في ظل درجات حرارة مرتفعة. وذكر أن نحو 17 ألف حافلة تتحرك في وقت واحد خلال ذروة الحج.
من جانبه، قال محمد القرني، مدير عام الحج والعمرة في المركز ذاته، إن غرفة العمليات تُعد "العين الرقيبة" على كافة الخطط التشغيلية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكّن من تتبّع الأعداد ومراقبة الطرق والمسارات، إلى جانب استشعار الحالات الطارئة قبل وقوعها.
وأضاف أن النظام يسمح برصد الطاقة الاستيعابية للمواقع المقدسة، مما يُمكّن الجهات المعنية من توجيه الحشود عند الضرورة. وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان الماضي، ساعدت هذه التقنية في وقف دخول المصلين عند بلوغ المسجد الحرام طاقته القصوى.
ولا يقتصر استخدام التكنولوجيا المتقدمة على الجوانب التنظيمية فقط، بل يشمل أيضًا الرقابة الأمنية.
فبعد وفاة 1301 حاج في العام الماضي – معظمهم دون تصاريح رسمية – شددت السلطات هذا العام على تطبيق القوانين، خاصة مع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية.
وأوضحت السلطات أن 83% من الوفيات المسجّلة العام الماضي كانت لأشخاص لا يحملون تصاريح حج. وأكّد وزير الحج، توفيق الربيعة، في تصريحات سابقة أن الأجهزة المختصة تستخدم مستشعرات لرصد حركة الحجاج، مما يتيح التدخل السريع عند وجود مخاطر.
كما أُعلن عن استخدام طائرات مسيّرة لرصد مداخل مكة، والكشف عن الحجاج غير النظاميين. وقال الفريق محمد بن عبدالله البسامي، مدير الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية للحج، إن "التقنية أصبحت أداة يومية"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، والكاميرات الحرارية أسهمت في ضبط المخالفين عبر مركز عمليات متقدّم.
وفي مقاطع نشرتها القوات الخاصة لأمن الطرق، تم توثيق استخدام هذه التقنيات الحديثة، بما في ذلك الكاميرات الذكية والحرارية، لمراقبة المحيط الخارجي لمكة والمشاعر.
???? باستخدام طائرة "الدرون" .. قوات أمن الحج تضبط (38) وافدًا من حاملي تأشيرات الزيارة لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج.#لا_حج_بلا_تصريح pic.twitter.com/o8WVJnpo7m — أمن الطرق (@SA_HWY_SECURITY) June 4, 2025
وتُوزع تصاريح الحج وفق نظام حصص للدول، وتُمنح للأفراد غالبًا عبر قرعة. إلا أن ارتفاع تكاليف الحج النظامي يدفع البعض إلى اللجوء إلى طرق غير نظامية منخفضة التكلفة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر.