كيف يتعامل الطب الشرعي الفلسطيني مع جثث الشهداء والأشلاء في غزة؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
تجاوزت الحرب الطاحنة في غزة يومها الـ70 يوما على التوالي، وارتفع عدد الشهداء حتى كسر حاجز الـ19 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال بحسب الإحصائيات الرسمية للصحة الفلسطينية، من بينهم أكثر من سبعة آلاف شهيد مفقود تحت الأنقاض بعد أن تحولت أجسادهم إلى أشلاء لم تتمكن قوات الإنقاذ من انتشالهم لصعوبة الوصول إليهم.
تواصلت «الوطن» مع المصادر المعنية بهذا الأمر في قطاع غزة لمعرفة كيفية توثيق شهادات وفاة الشهداء، خاصة الأشلاء المفقودة تحت الأنقاض.
كيف يتم التعامل مع أشلاء الشهداءيقول الدكتور أحمد الضهير، استشاري الطب الشرعي بالمستشفى الأوروبي في غزة، لـ«الوطن» إنه يتم انتظار 48 ساعة على الأشلاء التي تصلهم إلى المستشفى، أملاً في أن يأتي ذويهم للتعرف عليهم، وفي حال عدم الوصول إلى أهاليهم بعد انتهاء تلك الفترة يتم دفنهم في مقابر جماعية مرقمة بأرقام محددة.
وتابع استشاري الطب الشرعي بالمستشفى الأوروبي في غزة، قائلا إن بعض الأشلاء يتم انتشالها بعد يومين أو ثلاثة من الموت وبالتالي تكون قد تحللت ولا يمكن الاحتفاظ بها ويتم دفنها سريعا دون انتظار تعرف ذويهم عليهم، حيث توقفت ثلاجات حفظ الموتى عن العمل بسبب نفاد مخزون الوقود.
وعن توثيق حالات الوفاة لتلك الأشلاء، أكد «الضهير» أن ذلك يتم من خلال الطبي الشرعي الذي يتبع وزارة العدل، عبر شهادة وفاة يكتب في خانة الاسم بها «مجهول»، بحسب قوله.
تحتوي شهادة الوفاة الصادرة عن وزارة الداخلية الفلسطينية والمعتمدة من وزارة العدل، على خانات مختلفة «بيانات المتوفى، وسبب الوفاة واسم الطبيب»، وبحسب استشاري الطب الشرعي، في حالة الأشلاء غير المعروف صاحبها تترك خانة الاسم فارغة وتحمل الشهادة اسم «مجهول».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة شهداء غزة فلسطين الطب الشرعی فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل صوت المرأة عورة؟.. يسري جبر يوضح الرأي الشرعي
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن واقعة سؤال امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، والتي جاء فيها أنها قالت: "يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟"، فأجابها النبي: "نعم"، تُعد دليلًا واضحًا على أن صوت المرأة ليس عورة بشكل مطلق.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن هذه الحادثة وقعت أمام الصحابة، وكان بجوار النبي عبد الله بن عباس رضي الله عنه، الذي نقل إلينا تفاصيل هذا الحوار، مما يدل على أن المرأة رفعت صوتها بالسؤال، وكان مسموعًا لمن حول النبي، ولم يمنعها النبي من الكلام، بل أجابها مباشرة.
يسري جبر: زيارة المريض مستحبة شرعًا.. لا يثقل عليه ولا يحرجه أو يزعجه
يسري جبر: اتباع الجنازات مندوب شرعًا وواجب في هذه الحالة
هل يصح لأي إنسان أن يستفتي قلبه؟.. يسري جبر يجيب
الدكتور يسري جبر: الصلاة الواحدة في المسجد النبوي بـ مائتي ألف
وأضاف الدكتور يسري جبر أن "هذه الواقعة تعطينا لمحة مهمة، وهي أن المرأة يجوز لها أن ترفع صوتها بالسؤال إذا كان الحديث بوقار، وكان في حاجة مشروعة، فصوتها في هذه الحالة لا يُعد عورة، كما يشاع عند البعض".
وتابع: "لو كان النبي يرى أن سؤالها فيه تجاوز، أو أن صوتها غير جائز سماعه، لقال لها مثلًا: أرسلي رجلًا من أهلك يسألني، لكنه لم يفعل، بل قبل منها السؤال وأجابها أمام الجميع".
وأكد أن مسألة "صوت المرأة عورة" ليست حكمًا مطلقًا، بل هي مسألة نسبية، تتعلق بالسياق وطريقة الحديث، مشيرًا إلى أن صوت المرأة يصبح غير مقبول إذا كان فيه خضوع بالقول، أو خُلاعة، أو تجاوز للحياء، أو نية في التوسع بالاختلاط، أما إذا كان بوقار، وفي حاجة ضرورية، فلا حرج فيه.
حكم حضور الأفراح وأعياد الميلادوكان الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، قال إن الدعوة لحضور وليمة العرس واجبة شرعًا، لأنها تُعين على إشهار الزواج، الذي يُعد أحد أركان صحة عقد النكاح، إلى جانب الشهود.
وأضاف الدكتور يسري جبر، خلال تصريح اليوم السبت، أن إشهار الزواج مهم جدًا لأنه يثبت النسب، ويمنع الشكوك، فحين يُعلن أن فلانًا تزوج فلانة، ويعلم الناس بأمر زواجهما، فإن الحمل الذي يظهر لاحقًا يُنسب لزوجها بلا لبس، وهذا يحفظ كرامة المرأة والطفل والأسرة، ويُسهم في استقرار المجتمع.
وتابع: "أما باقي الولائم والدعوات فهي مستحبة، زي لما تعزم الناس على عيد ميلادك، أو حفلة ختم قرآن لابنك، أو حفلة تخرج، أو حتى عزومة عشاء من باب المحبة.. كل دي مستحبات بتجبر الخاطر، وبتدخل السرور على الناس، وما ينفعش نقول عليها بدع وضلالة".
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفرح بيوم مولده، وكان يصوم يوم الإثنين، وهو ما يدل على مشروعية الفرح بالمناسبات الشخصية والدينية، مضيفًا: "سيبك من المتشنجين اللي بيقولوا كل حاجة بدعة.. الناس محتاجة رحمة ومحبة وفرح، مش تشدد".
وأكد أن المقصود من الولائم والمآدب هو إدخال السرور على القلوب، وتعزيز صلة الرحم، ونشر المحبة، مشددًا على أن وليمة العرس وحدها هي التي يجب إجابتها شرعًا، أما غيرها فهي على سبيل الاستحباب والتقدير.