رئيس صندوق النقد الدولي يدعو الحلفاء لتقديم مساعدات لإنعاش الاقتصاد في أوكرانيا
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
دعت كريستالينا جورجييفا، رئيسة صندوق النقد الدولي، حلفاء أوكرانيا، إلى الإسراع بالإفراج عن عشرات المليارات من الدولارات من التمويل، محذرة من أن التأخير في تقديم الدعم المالي الإضافي قد يعرض الانتعاش الاقتصادي الهش في كييف للخطر.
وفي مقابلة أجريت معها مؤخرا، مع “فاينانشال تايمز”، اعترفت جورجييفا بجهود كييف الجديرة بالثناء في تنشيط الاقتصاد والسيطرة على التضخم وتحصين القاعدة الضريبية، مشددة على أهمية المساعدة المالية السريعة لمعالجة فجوة التمويل المحتملة على المدى القصير.
وأعربت رئيسة صندوق النقد الدولي عن تفاؤلها بشأن المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن حزم التمويل لكنه حذر من التأخير لفترات طويلة.
وفي حين أن كييف قادرة على إدارة فجوة التمويل قصيرة الأجل لبضعة أشهر، شددت جورجيفا على أن المزيد من التأخير قد يجبر أوكرانيا على اللجوء إلى سياسات مزعزعة للاستقرار، مثل طباعة النقود، كما لوحظ في أعقاب الغزو الروسي العام الماضي.
قالت جورجييفا خلال زيارتها لكوريا الجنوبية: "المهم هو عدم إطالة هذه الفترة، لأن ذلك سيضع المزيد من الضغط على أوكرانيا للتكيف... في الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو آفاق أفضل للاقتصاد"..
يتزامن فشل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تأمين دعم مالي إضافي طويل الأمد لأوكرانيا مع الهجوم المضاد الذي تشنه البلاد ضد روسيا وزيادة الهجمات الجوية التي تشنها موسكو على البنية التحتية. وتسعى أوكرانيا إلى الحصول على 41 مليار دولار لدعم الميزانية من حلفائها للعام المقبل، مع مساهمات محددة متوقعة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي وبنوك التنمية الأخرى والمملكة المتحدة.
تشمل النكسات الأخيرة فشل الكونجرس الأميركي في الموافقة على حزمة تمويل بقيمة 60 مليار دولار، وفشل زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل في التوصل إلى اتفاق بشأن خطة تمويل مخططة بقيمة 50 مليار يورو على مدى أربع سنوات لأوكرانيا بعد استخدام المجر حق النقض.
وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن التمويل الإضافي، فقد تضطر وزارة المالية الأوكرانية إلى اتخاذ تدابير جذرية لسد فجوة التمويل.
وفي حين تتمتع البلاد ببعض المرونة في التعامل حتى يناير وفبراير مع مدفوعات من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فإن نقص التمويل المطول قد يجبر كييف إما على خفض الإنفاق أو اللجوء إلى التمويل النقدي، مما يهدد بالتضخم المفرط وزعزعة الاستقرار.
سلطت جورجيفا الضوء على الخطوات الإيجابية التي حققتها أوكرانيا، مؤكدة أن البلاد اتخذت إجراءات صارمة للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلي والمالي.
ودعت شركاء أوكرانيا، في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، إلى القيام بدورهم في دعم تعافي البلاد.
وكان صندوق النقد الدولي قد وافق في مارس على اتفاق دعم مدته 48 شهرا لأوكرانيا، مما يتيح الوصول إلى نحو 15.6 مليار دولار من التمويل.
وأظهرت مؤشرات الاقتصاد الكلي في أوكرانيا قوتها، مع توقعات نمو بنسبة 4.5% لعام 2023 وتوقعات إيجابية لعام 2024.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كريستالينا جورجييفا رئيسة صندوق النقد الدولي الانتعاش الاقتصادي صندوق النقد الدولی
إقرأ أيضاً:
رئيس الناتو يحذر الحلفاء من خطر روسيا خلال 5 سنوات.. ماذا قال؟
(CNN)-- وجه الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، الخميس، تحذيرا من أن أعضاء الحلف قد يكونون "الهدف التالي لروسيا"، داعياً إلى زيادة سريعة في الإنفاق الدفاعي لمنع حرب مماثلة لتلك التي شهدتها الأجيال السابقة.
وجاءت تصريحات روته، في كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن في برلين، في وقت ناقش فيه القادة الأوروبيون مقترح سلام يهدف إلى إنهاء الحرب الروسية المستمرة منذ سنوات في أوكرانيا، في ظل ضغوط أمريكية متزايدة.
وقال: "علينا أن نكون مستعدين لأن الصراعات... لم تعد تُخاض من بعيد.. الصراع بات على أبوابنا"، مضيفا: "لقد أعادت روسيا الحرب إلى أوروبا، وعلينا أن نكون مستعدين لحجم الحرب التي عانى منها أجدادنا وأجداد أجدادنا"، لافتا إلى أنه مع ذلك، أنه إذا أوفت الناتو بالتزاماتها، فهذه مأساة يمكننا منعها.
وحذر روتّه من أن "روسيا قد تكون مستعدة لاستخدام القوة العسكرية ضد الناتو في غضون خمس سنوات"، وأن "كثيرون يتهاونون في صمت... كثيرون يعتقدون أن الوقت في صالحنا. لكنه ليس كذلك. لقد حان وقت العمل. يجب أن يرتفع الإنفاق والإنتاج الدفاعي للحلفاء بسرعة".
وفي يونيو/حزيران، اتفق أعضاء الناتو على رفع أهداف إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، أي أكثر من ضعف الهدف الحالي البالغ 2%، وهو ما يتماشى مع نوع الزيادة التي طالب بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسنوات.
وبينما أقرّ روتّه بأنه "إلى حدٍّ ما، سيتعين علينا في أوروبا إيلاء المزيد من الاهتمام لدفاعنا"، سعى أيضًا إلى تسليط الضوء على التزام الولايات المتحدة تجاه حلف الناتو، وجاءت تصريحاته هذه عقب إصدار إدارة ترامب، الجمعة، استراتيجيتها للأمن القومي، والتي تبنّت موقفًا تصادميًا غير مسبوق تجاه أوروبا.
ومضى روته بالقول: "من الأهمية بمكان الحفاظ على الرابطة عبر الأطلسي كما هي اليوم"، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن الدفاع عن الولايات المتحدة دون أطلس آمن، ونحن بحاجة إلى حلف الناتو للحفاظ على أمن الأطلسي".
وأشاد روتّه بترامب لإطلاقه محادثات بشأن روسيا وأوكرانيا، مصرحًا لفريد بليتجن من شبكة CNN بأن الرئيس الأمريكي "هو الوحيد القادر على كسر الجمود مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
وأبدى ترامب في الأسابيع الأخيرة نفاد صبره للتوصل إلى اتفاق، بينما بدا الأوروبيون أكثر حذرًا، ساعين إلى ضمانات أمنية ومواصلة النقاش حول أي تنازلات إقليمية.
وأكد روتّه: "لا بد من وجود ضمانات أمنية (لأوكرانيا) على نحوٍ يضمن لبوتين أن أي محاولة أخرى ستكون ردة فعل مدمرة.. نعلم جميعًا أن النقاش حول الأراضي سيكون حساسًا وشاقًا، وهو أمر لا يملك القرار النهائي بشأنه إلا الأوكرانيون".
وفي غضون ذلك، دعت روسيا المملكة المتحدة إلى "الاعتراف" بمهمة الجندي البريطاني الذي قُتل في أوكرانيا، مُلمّحةً دون دليل إلى أن القوات البريطانية كانت تقوم بمهام تتجاوز ما أُعلن عنها رسميًا في البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الأربعاء، أن الجندي توفي "في حادث مأساوي أثناء مراقبته للقوات الأوكرانية وهي تختبر قدرة دفاعية جديدة، بعيداً عن خطوط المواجهة".