«كتاب جدة» يختتم برنامجه الثقافي بـ«الذكاء الاصطناعي»
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
جدة ـ ياسر خليل
في ختام فعاليات معرض جدة للكتاب 2023، أقيمت أمس ، ندوة بعنوان “الذكاء الاصطناعي ودوره في حياتنا” تحدث فيها كل من المستشار في مجال الذكاء الاصطناعي الدكتور مجدل القحطاني، والمستشار الإعلامي للمنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي مبارك الدجين، وصانع محتوى في الذكاء الاصطناعي عبدالله آل مرزوق وأدارها المهندس معتز خياط.
ورفع الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان الشكر للقيادة الحكيمة -أيدها الله- على ما يحظى به قطاع الثقافة من دعمٍ غير محدود، مثمناً متابعة وتوجيه صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، مبيِّناً أن معرض جدة للكتاب كان رابع معارض الكتب في المملكة، وآخرها لهذا العام ضمن مبادرة “معارض الكتاب”, إحدى مبادرات الهيئة الإستراتيجية، على أن يكون “معرض الشرقية للكتاب” أول معارض الكتاب لعام 2024.
وقدّم معرض جدة للكتاب على مدى 10 أيام متواصلة رحلةً معرفية شاملة ومتكاملة من خلال برنامج ثقافي مكوَّن مما يزيد عن 80 فعالية, اشتملت على ندوات ثقافية، وجلسات حوارية، وأمسيات شعرية ضمت نُخبة من الشعراء، وورشِ عملٍ مُثرية في مجال صناعة النشر والقصص المصورة (الكوميكس والمانجا)، إضافةً إلى فعالية “حديث كتاب” و5 عروضٍ من مسرحية الملاذ الأخير، و4 عروضٍ من مسرحية حكاية شاعر.
وأتاحت هيئة الأدب والنشر والترجمة الفرصة للكتّاب السعوديين المستقلين عبر ركن المؤلف السعودي, الذي يُعطي الفرصة لأكثر من 100 عنوان لمؤلفين سعوديين، من ذوي النشر الذاتي؛ لعرض كُتبِهم للزوار وبيعها لصالحهم، وذلك في إطار تمكين الكُتَّاب السعوديين من بيع كتبهم، ودعم المؤلف السعودي لنشر إنتاجه الأدبي، والفكري. في الوقت الذي لقي جناح الطفل إقبالاً واسعاً من الأطفال وأسرهم، الذين أبدوا تفاعلاً كبيراً مع الفعاليات والأنشطة التي قُدمت على مدى أيام المعرض، ومزجت التعلم بالاستمتاع عبر ورش المسرح، والدمى، والأزياء، والطهي، والموسيقى، وورشة صناعة القصص المصورة وتقنية إيقاف الحركة، إلى جانب منطقة الكتابة، واللعب الحسي.
وسجّلت مبادرة “عام الشعر العربي 2023” حضورها في معرض هذا العام من خلال إقامة مجموعة من الأمسيات الشعرية. كما أفرد المعرض منطقة خاصة للمانجا والأنمي، والتي حفلت بالعديد من الأنشطة التفاعلية في ظل وجود عدد من دور النشر المتخصصة في مجال القصص المصورة اليابانية (المانجا)؛ لبيع الكتب والمقتنيات، والتي لقيت تفاعلاً واسعاً من زوار المعرض ومرتاديه، وجذبت إليها جمهوراً واسعاً من محبي هذا النوع من الفن، على مختلف الأعمار.
وخصّص معرض جدة للكتاب في دورته لهذا العام مبادرة “جدة تقرأ الفرنسية”، والتي تهدف إلى نشر اللغة الفرنسية والتعريف بها وطرق تعلمها، وذلك عبر مشاركة أكثر من 70 داراً موزعة على 22 جناحاً، ضمّت العديد من الكتب، والمواد التعليمية والمعرفية التي راعت جميع الأعمار والاهتمامات.
ويُمثل معرض جدة للكتاب نتاجاً لمبادرة “معارض الكتاب” -إحدى المبادرات الاستراتيجية لهيئة الأدب والنشر والترجمة-، والتي ترمي إلى التوسُّع في إقامة معارض الكتاب بالمملكة؛ لتشجيع المجتمع على القراءة، وتعزيز الوعي، وتوفير بيئة خصبة وإبداعية قائمة على الاقتصاد المعرفي؛ لترسيخ الثقافة كنمط حياة، حيث بدأتها هذا العام بمعرض الشرقية للكتاب في مارس الماضي، ثم أعقبه معرض المدينة المنورة للكتاب في مايو، وجاء معرض الرياض الدولي للكتاب ثالثاً في أواخر شهر سبتمبر، على أن تُعدَّ المبادرة من جديد لمصافحة عُشاق الأدب والقراءة العام المقبل 2024.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: معرض جدة للكتاب الذکاء الاصطناعی معرض جدة للکتاب معارض الکتاب
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يعزز دقة التنبؤ بهياكل الأجسام المضادة
طوّر باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) نموذجًا حسابيًا جديدًا قادرًا على التنبؤ بهياكل الأجسام المضادة بدقة غير مسبوقة، مما قد يُحدث تحولًا كبيرًا في تصميم أدوية فعالة ضد أمراض معدية مثل كوفيد-19 وHIV.
الذكاء الاصطناعي يتجاوز التحديات السابقة
رغم التقدم الكبير الذي حققته نماذج الذكاء الاصطناعي المعتمدة على "نماذج اللغة الكبيرة" (LLMs) في التنبؤ بهياكل البروتينات، إلا أنها واجهت صعوبات عند التعامل مع الأجسام المضادة، خاصة بسبب المناطق شديدة التغير فيها والمعروفة بـ"المناطق مفرطة التغير". للتغلب على هذه العقبة، ابتكر فريق (MIT) تقنية جديدة تحسّن أداء هذه النماذج وتمنحها القدرة على فهم تعقيدات هذه البروتينات المناعية.
تقول بوني بيرغر، أستاذة الرياضيات في (MIT) ورئيسة مجموعة الحوسبة والبيولوجيا في مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي (CSAIL): «طريقتنا تسمح بالوصول إلى نطاق واسع من الاحتمالات، مما يتيح لنا إيجاد إبر حقيقية في كومة قش. وهذا قد يوفر على شركات الأدوية ملايين الدولارات بتجنب التجارب السريرية غير المجدية».
نموذج AbMap: أداة ذكية للتنقيب في بحر الأجسام المضادة
النموذج الجديد، الذي يحمل اسم (AbMap)، يعتمد على وحدتين مدربتين بشكل دقيق: الأولى تتعلم من بنى ثلاثية الأبعاد لحوالي 3000 جسم مضاد موجودة في قاعدة بيانات البروتينات (PDB)، والثانية تعتمد على بيانات تقيس مدى ارتباط أكثر من 3700 جسم مضاد بثلاثة أنواع مختلفة من المستضدات.
باستخدام (AbMap)، يمكن التنبؤ بهيكل الجسم المضاد وقوة ارتباطه بالمستضد، فقط من خلال تسلسل الأحماض الأمينية. وفي تجربة واقعية، استخدم الباحثون النموذج لتوليد ملايين التعديلات على أجسام مضادة تستهدف بروتين «سبايك» لفيروس SARS-CoV-2، وتمكّن النموذج من تحديد أكثرها فعالية.
وقد أظهرت التجارب بالتعاون مع شركة Sanofi أن 82 % من الأجسام المضادة المختارة باستخدام النموذج أظهرت أداءً أفضل من النسخ الأصلية.
اختصار الطريق نحو العلاجات الفعالة
يُعد هذا التقدم فرصة ذهبية لشركات الأدوية لتقليص الوقت والتكاليف اللازمة في مراحل البحث والتطوير. ووفقًا للبروفيسور روهيت سينغ، المؤلف المشارك للدراسة: «الشركات لا تريد المخاطرة بكل شيء في جسم مضاد واحد قد يفشل لاحقًا. النموذج يمنحها مجموعة من الخيارات القوية للمضي قدمًا بثقة».
تحليل الاستجابات المناعية على مستوى الأفراد
بعيدًا عن التطبيقات الدوائية، يُمكن للنموذج أن يُحدث نقلة في فهم التباين في الاستجابات المناعية بين الأفراد. فعلى سبيل المثال، لماذا يُصاب البعض بكوفيد-19 بشكل حاد، بينما ينجو آخرون دون أعراض؟ أو لماذا يبقى بعض الأشخاص غير مصابين بـHIV رغم تعرضهم للفيروس؟
الدراسة أظهرت أنه عند مقارنة البنية الثلاثية للأجسام المضادة بين الأفراد، فإن نسبة التشابه قد تكون أعلى بكثير من النسبة التي تُظهرها المقارنة الجينية التقليدية (10%). وهذا قد يفتح الباب لفهم أعمق لكيفية عمل جهاز المناعة وتفاعله مع مسببات الأمراض المختلفة.
يقول سينغ: «هنا يتجلى دور نماذج اللغة الكبيرة بوضوح، فهي تجمع بين نطاق التحليل الواسع القائم على التسلسل الجيني ودقة التحليل البنيوي».
دعم وتمويل دولي
حظي البحث بدعم من شركة Sanofi وعيادة عبد اللطيف جميل لتعلم الآلة في مجال الصحة، مما يعكس تزايد اهتمام المؤسسات العالمية بالذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية في الطب الحيوي.
بهذا الإنجاز، يُبرهن الذكاء الاصطناعي مجددًا على قدرته في إحداث ثورة صامتة في المختبرات الطبية، حيث لا تقتصر فوائده على التسريع والتحليل، بل تمتد لتوجيه القرارات الحاسمة التي قد تُنقذ أرواح الملايين.
أسامة عثمان (أبوظبي)