نظم فرع ثقافة الفيوم مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية واللقاءات التوعوية ضمن البرنامج الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، خلال شهر ديسمبر الجاري. 

  يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية.

 

  خلال ذلك شهدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس بمحافظة الفيوم لقاء بعنوان "لغتنا العربية.. النشأة والتاريخ والمستقبل"، ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، المعد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة الضاد.  

 استهل الأديب أحمد قرني حديثه موضحا أصل اللغة العربية وتاريخها ومدى انتشارها، حيث يتحدث بها أكثر من ٤٠٠ مليون شخص حول العالم، كما تحدث عن علاقة اللغة العربية بالعلوم الأخرى سواء الطبيعية أو الإنسانية، مشيرا إلى دورها في الارتقاء بكافة أنواع الفنون، نظرا لما تتمتع به من مفردات ثرية ومتعددة، وقواعد تتسم بالبلاغة والإتقان.  

 من جانبه أكد الأديب عبد التواب الجارحي، على أهمية لغة الضاد قائلا يكفي أنها لغة القرآن الكريم، كما أن فصاحتها ودقة تعبيرها جعلتها لم تقتصر على العرب فقط بل أصبحت لغة عالمية ووسيلة للتواصل بين شعوب العالم، وعلينا أن نعمل جميعا من أجل الحفاظ عليها وتعزيزها، حفاظا على الانتماء والهوية. 

 حوار مفتوح حول اليوم العالمي لحقوق الإنسان بفرع ثقافة الفيوم    

واستمرارا للأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، أعد فرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مدير عام الفرع، حوارا مفتوحا مع طالبات مدرسة محمود حمزاوي الثانوية التجارية بطامية، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان. 

 تناولت خلاله راضية إدريس المحامية بالنقض، الحقوق التي تكفلها الدولة للفرد داخل الوطن، من أهمها الحق في الحصول على أوراق ثبوتية مثل شهادة الميلاد، والبطاقة الشخصية، وكذلك الحق في الصحة من خلال تلقي العلاج والتطعيمات المناسبة منذ الولادة، وأضافت أن الدولة تكفل للفرد أيضا حق التعليم، وحق السفر للبعثات التعليمية الخارجية، بما يتناسب مع حاجة العمل، ومتغيرات العصر.  واختتمت حديثها بتعريف الطالبات أهمية المشاركة في الحياة السياسية، ودور الدولة في الحفاظ على الحريات، وتقديم الحقوق الدستورية دون تمييز، من أجل حياة كريمة للمواطنين. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ثقافة الفيوم الهيئة العامة لقصور الثقافة اللغة العربية رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي بوابة الوفد جريدة الوفد ثقافة الفیوم

إقرأ أيضاً:

اللغة والسيادة.. العربية مفتاح النهضة وصوت الهوية

 

 

 

أحمد بن محمد العامري

ahmedalameri@live.com

 

 

في التاريخ، ما من أمة نهضت إلا وكانت لغتها هي البوابة الأولى للوعي والتمكين. فاللغة ليست أداة تواصل فحسب، بل هي عقل الأمة المتكلم، وروحها الناطقة، ومرآتها في العالم. وإذا كانت المعرفة قوة، فإن اللغة التي تُنتَج بها المعرفة هي جوهر السيادة.
من هنا، تأتي اللغة العربية ليس بوصفها مجرد لغة قومية أو دينية، بل باعتبارها أساسًا لبناء مشروع حضاري متكامل، يعيد للأمة العربية حضورها الفاعل في عصر التنافس الثقافي والتقني والمعرفي.
إن تمكين اللغة العربية في فضاءات العلم والتعليم والإنتاج والبحث ليس رفاهًا فكريًا، ولا حنينًا تراثيًا، بل هو ضرورة سيادية واستراتيجية. إذ لا يمكن لشعب أن ينهض على أسس مستعارة، ولا لأمة أن تنهض بلغة غيرها. فحين تكون اللغة الأجنبية هي لغة التعليم والبحث والعمل، فإننا نخلق فجوة بين الإنسان وهويته، ونصنع أجيالًا تفكر بلغة الغير، وتحلم بما لا يشبه بيئتها، وتنتج لمن لا يشبهها.
اللغة العربية اليوم تمتلك المقومات التي تؤهلها لأن تكون لغة العصر، فهي لغة ذات جذور فكرية وفلسفية عميقة، وقد أثبتت قدرتها عبر قرون على استيعاب العلوم والفلسفات، من الطب والفلك إلى الرياضيات والمنطق. وقد استطاعت أن تكون لغة العلم في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية، عندما كانت بغداد وقرطبة والقيروان مراكز إشعاع معرفي للعالم أجمع، وما كانت تلك النهضة لتحدث لولا أن كان هناك وعي بأهمية اللغة في إنتاج المعرفة لا مجرد نقلها.
اليوم، نحن في مفترق طرق، إما أن نعيد للعربية دورها المركزي في بناء الإنسان العربي، أو نستمر في التبعية المعرفية التي تحول دون امتلاك زمام المستقبل. إن الحديث عن تعريب التعليم، وتوطين المعرفة، ليس مجرد شعار، بل هو مشروع سيادي عميق يرتبط بالاستقلال الحقيقي، ويحرر العقل من الارتهان الثقافي. فالمعرفة حين تُستورد بلغة أخرى، تأتي محمّلة بثقافة الآخر، بقيمه، وبتصوراته عن الإنسان والعالم. وإذا لم نكن حذرين، فإننا لا نأخذ منها فقط أدوات العلم، بل نأخذ معها ملامح التبعية والتنازل عن الذات.
وتمكين اللغة العربية يتطلب منظومة متكاملة، تبدأ من الطفولة، حيث تُزرع في الطفل محبة لغته لا باعتبارها مادة دراسية؛ بل هوية وكرامة. وتمتد إلى الجامعات، حيث يجب أن تُقدَّم العلوم بالعربية مع دعم البحث والترجمة والتأليف. ولا بُد أن تكون بيئة العمل والمؤسسات الرسمية نموذجًا في اعتماد اللغة العربية، ليس من باب الالتزام الشكلي، بل باعتبارها لغة الكفاءة والاحتراف.
أما في المحافل الدولية، فالتحدث بالعربية، حتى لمن يُجيدون غيرها، هو موقف وطني، ورسالة رمزية تقول: "نحن نحترم أنفسنا كما نحترمكم، ونخاطبكم بلغتنا كما تخاطبوننا بلغاتكم." إن هذا الموقف لا يُقلل من القيمة، بل يرفع من مكانتنا، لأن الأمم القوية لا تتنازل عن لغاتها، بل تُصدّرها، وتربط بها منتجاتها، ومعرفتها، وصورتها في الوعي العالمي.
خلاصة القول.. إن اللغة ليست ترفًا ثقافيًا، بل خيار استراتيجي. والحديث عن التنمية لا يكتمل من دون الحديث عن اللغة. والهوية لا تُبنى بلغة مستعارة. وإذا أردنا أن نكون أمةً حرةً، واثقةً، قادرةً على المشاركة في تشكيل ملامح المستقبل، فعلينا أن نعيد الاعتبار للغتنا، لا بوصفها موروثًا، بل باعتبارها أداة للتمكين، ومفتاحًا للنهضة، وصوتًا نُعبّر به عن رؤيتنا في عالم لا يحترم إلا من يحترم نفسه.
لنرفع قيمة اللغة العربية في مدارسنا، وجامعاتنا، ومؤسساتنا، ومؤتمراتنا، ونحملها معنا إلى كل مكان، لأنها ليست مجرد كلمات؛ بل راية سيادة، ودليل وعي، وطريق كرامة.

مقالات مشابهة

  • في بيان ألقته الإمارات.. المجموعة العربية: دوامة المعاناة في غزة «وصمة عار في تاريخ الإنسانية»
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يختتم برنامج “تأهيل خبراء العربية في العالم” في جدة
  • جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا تنظم مهرجان أفلام احتفاء باليوم العالمي للتوعية بإمكانية الوصول
  • غدًا.. قصور الثقافة تطلق قافلة ثقافية وفنية بالواحات البحرية بالجيزة
  • «المؤتمر العالمي للمرافق» يستضيف في اليوم الثاني نقاشات حول أمن الطاقة والمياه
  • جامعة قطر تحتفي بتخريج دفعة جديدة من طلبة مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها
  • فرقة أحمد بهاء الدين تقدم "تاتانيا" على مسرح قصر ثقافة أسيوط
  • "سترة" لفرقة سوهاج المسرحية.. عرض يجمع الكوميديا والدراما ويكشف تناقضات الواقع
  • اللغة والسيادة.. العربية مفتاح النهضة وصوت الهوية
  • أنشطة تثقيفية وورش فنية متنوعة للأطفال في لقاءات ثقافة الفيوم