حكم قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة.. دار الإفتاء ترد
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة؟
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إن قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة تجزئ في حصول السُّنَّة متى كانت الآية طويلة وكان البعض الذي تمت قراءته مفيدًا، والأَولَى أن يُؤتى بالآية كاملة أو بإحدى السور القصار.
. فضله وثواب من قاله قراءة سورة بعد الفاتحة
وأوضحت، أنه من المقرَّر شرعًا أنَّه يستحبُّ قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة في الصلاة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: «فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَمَا أَسْمَعَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَاهُ مِنْكُمْ، وَمَنْ قَرَأَ بِأُمِّ الْكِتَابِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ، وَمَنْ زَادَ فَهُوَ أَفْضَلُ» أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"؛ قال الإمام النَّوويُّ في "شرح مسلم" (4/ 105، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه دليلٌ لوجوب الفاتحة، وأنَّه لا يُجزي غيرها، وفيه استحبابُ السورة بعدها، وهذا مُجمَعٌ عليه في الصبح والجمعة والأُوليَيْنِ مِن كلِّ الصلوات، وهو سنَّةٌ عند جميع العلماء] اهـ.
كما نقل الإمام ابن قدامة الإجماع على ذلك؛ فقال في "المغني" (1/ 354، ط. مكتبة القاهرة): [لا نعلم بين أهل العلم خلافًا في أنَّه يسن قراءة سورة مع الفاتحة في الركعتين الأوليين من كلِّ صلاة] اهـ.
حكم قراءة بعض آية بعد الفاتحةأمَّا قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة؛ فقد اختلف الفقهاء في كفايتها في حصول السنة، وكان خلافهم على النحو التالي:
فذهب جمهور الفقهاء؛ من الحنفية في قول والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة تجزئ في حصول السنة، بشرط أن تبلغ بعض الآية قدر ثلاث آيات قصار عند الحنفية، وأن تفيد معنى عند الشافعية؛ وفي قول عند الحنفية أنَّ قراءة بعض آية لا يجزئ في حصول السنة.
قال الإمام ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (1/ 459، ط. دار الفكر): [لو قرأ آية طويلة كآية الكرسي أو المداينة؛ البعض في ركعةٍ والبعض في ركعةٍ اختلفوا فيه على قول أبي حنيفة، قيل: لا يجوز؛ لأنَّه ما قرأ آية تامة في كل ركعة، وعامَّتهم على أنَّه يجوز؛ لأنَّ بعض هذه الآيات يزيد عن ثلاث قصار أو يعدلها فلا تكون قراءته أقل من ثلاث آيات، وهذا يفيد أنَّ بعض الآية كالآية في أنَّه إذا بلغ قدر ثلاث آيات قصار يكفي] اهـ.
وقال الإمام الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل" (1/ 274، ط. دار الفكر): [وأفاد: أنَّ ما كان أقل من آية لا يكفي إلَّا أن تكون الآية طويلة كآية الدَّين فيكفي بعضها الذي له بال] اهـ.
وقال العلامة شهاب الدين الرملي الشافعي في "نهاية المحتاج" (1/ 491، ط. دار الفكر): [(ويُسن) لإمامٍ ومنفردٍ (سورة) يقرؤها في صلاته (بعد الفاتحة) مكتوبة ولو منذورة خلافًا للإسنوي، أو نافلة: أي: قراءة شيءٍ من القرآن آيةٍ فأكثر، والأكمل ثلاث، والأوجه: حصول أصل السنة بما دون آية إن أفاد] اهـ.
وقال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 120، ط. دار إحياء التراث): [الصحيح من المذهب: أنَّ قراءة السورة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين سنة، وعليه الأصحاب، وعنه: يجب قراءة شيء بعدها، وهي من المفردات، قال في "الفروع": وظاهره ولو بعض آية؛ لظاهر الخبر، فعلى المذهب: يكره الاقتصار على الفاتحة] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الفاتحة الصلاة السور قال الإمام فی حصول
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى يوضح شروط صحة الصلاة وشروط وجوبها
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن للصلاة شروطًا أساسية تنقسم إلى شروط صحة وشروط وجوب، مشيرًا إلى أهمية التفريق بين الشرط والركن في العبادات.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح اليوم الاثنين: "شروط صحة الصلاة تؤثر بشكل مباشر على صحة الصلاة، فإذا لم تتحقق كانت الصلاة باطلة، أما شروط الوجوب فهي التي تحدد متى تصبح الصلاة واجبة على المسلم."
وأضاف: "الركن هو جزء من هيكل العبادة نفسها، مثل القيام والسجود والركوع، فهي جزء لا يتجزأ من الصلاة، أما الشرط فهو عامل خارجي مؤثر لكنه ليس جزءًا من ماهية الصلاة، مثل دخول وقت الصلاة."
وأكد على بعض شروط وجوب الصلاة، منها: "الإسلام، والبلوغ، والعقل، والخلو من الأعذار الشرعية كالحيض والنفاس، وعند تحقق هذه الشروط يصبح على المسلم وجوب أداء الصلوات الخمس المفروضة."
وتطرق إلى السنن في الصلاة قائلاً: "هناك سنن في الصلاة مثل السنن البعيدة التي إذا تركها يجب السجود للسهو، وسنن الهيئات التي لو تركها لا يبطل الصلاة، مثل قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة أو التسبيح في الركوع والسجود."