محمد صلاح يوزع هدايا الكريسماس على أطفال انجلترا ويثير غضبا: ماذا عن غزة؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أثار النجم المصري وجناح ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح جدلا بعد أن ظهر، الثلاثاء، وهو يوزع هدايا بمناسبة الكريسماس على أطفال داخل إحدى المستشفيات في إنجلترا، حيث قارن ناشطون موقفه برد فعله، الذي وصوفه بالباهت ودون المستوى إزاء قتل أطفال غزة.
واحتفل صلاح، رفقة عدد من زملائه في ليفربول بالعام الجديد داخل إحدى مستشفيات الأطفال الإنجليزية.
وظهر صلاح في صورتين ضمن ألبوم نشرته الصفحة الرسمية للفريق عبر "فيسبوك"، وكان يقدم هدية إلى الطفل وفي الصورة الثانية واقفًا بجوار سرير لصغيرة وينظر إلى عدسة الكاميرة مُبتسمًا.
ابتسامة تلقائية تُرسم الآن على وجهك بعد هذه الصورة❤️ pic.twitter.com/cyjCswG76E
— نادي ليفربول (@LFC_Arabic) December 19, 2023اقرأ أيضاً
لم يذكر فلسطين.. رسالة صلاح تصنع تباينًا حول موقفه من الحرب في غزة
فيما اختار باقي الفريق ارتداء قبعة سانتا كلوز الاحتفال بالكريسماس، ذات اللونين الأحمر والأبيض اللون، أثناء تقديم الهدايا إلى الأطفال لرسم الابتسامة على وجوههم.
ونشر موقع ليفربول الرسمي تفاصيل الزيارة حيث قام فريق ليفربول بزيارة عيد الميلاد السنوية إلى مستشفى ألدر هاي للأطفال بعد ظهر أمس الاثنين لنشر القليل من البهجة الاحتفالية.
وزار يورجن كلوب ولاعبي الريدز مستشفى الأطفال المتخصص، ومقره في ويست ديربي، والذي يعالج مئات الآلاف من الشباب كل عام، و أمضوا بعض الوقت مع المرضى وعائلاتهم في الأجنحة، واستمعوا إلى قصصهم، والتقطوا الصور الفوتوغرافية وقاموا بتوزيع بعض هدايا نادي ليفربول للاحتفال بفترة الأعياد، بالإضافة إلى مقابلة الموظفين.
وعبر مواقع التواصل، استنكر متابعون ما فعله صلاح، قياسا إلى رد فعله الذي قالوا إنه كان باهتا ودون المستوى إزاء مجازر غزة، والتي ارتكبها جيش الاحتلال ولا يزال منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد ما يقرب من 20 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
فخر العرب محمد صلاح يتضامن مع أطفال غزة....عفوا أطفال لندن pic.twitter.com/wWCUWsAu82
— ألسنا على الحق (@AlasnaHaq) December 19, 2023محمد صلاح أسوأ شخصية عربية مؤثرة لاعب منسلخ عن دينه وأخوانه ومجتمعه وقضاياهم pic.twitter.com/OsXjLaid63
— Qasem (@Qasemqt) December 19, 2023”أذلَّ الحرصُ أعناق الرجالِ.. أليس مصير ذاك إلى الزوال؟“#محمد_صلاح يطل علينا بتيشيرت عليه علامة شركة تأمين اوروبية AXA المتورطة في دعم وتمويل المستوطنات، بيوزع هدايا الكريسماس في مستشفيات بريطانيا
على جانب اخر من العالم هناك اكثر من 20 الف شهيد..
5000 طفل شهيد
50,000 مصاب… pic.twitter.com/7By7fRyQrI
زيارة محمد صلاح @MoSalah لمستشفى الأطفال البريطاني ألدر هاي في ليفربول مع بعض لاعبي فريقه للتخفيف عن الصغار بمناسبةً أعياد الكريسماس، تقليد سنوي يُحمد عليه. لكن الانتقاد للاعب المصري العالمي انه لم يحاول تقديم أي لفتة إنسانية مشابهة ولو بالفيديو تظهر التعاطف مع مقتل ثمانية آلاف… https://t.co/TingMVZcIG pic.twitter.com/GznqrJOioc
— حافظ المرازي (@HafezMirazi) December 19, 2023لكن آخرون اعتبروا أن ما فعله صلاح مع أطفال انجلترا لا يستدعي ذلك الهجوم، فما فعله أمر إنساني في النهاية لا يجب أن يخضع للمقارنات.
- لو صور محمد صلاح بتضايقك في زيارته "لمستشفى ألدر هاي للأطفال لدعم الأطفال وتوزيع هدايا الكريسماس". وشايف انه مش صح ينشر البهجة للأطفال المرضى وازاي يعمل كده فأنت صدقني "كائن ناقص ومنعدم الدم والإنسانية".
- ربنا يشفي كل الأطفال المرضى يارب ????❤️ pic.twitter.com/vDipkCGjW5
اقرأ أيضاً
بعد فترة صمت.. صلاح يطالب العالم بوقف "مجازر" الأبرياء (فيديو)
يذكر أن صلاح خرج يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ليقول إنه "يستنكر وتيرة العنف المتصاعدة منذ أسابيع" وأن "جميع الأرواح مقدسة ويجب توفير سبل الحماية لها".
وواصل: "يجب أن تتوقف المجازر، فالعائلات تتقطع أواصرها، يجب السماح بتقديم الدعم الإنساني لغزة فورا، ويمر سكان غزة بأوضاع مزرية. بالأمس، شاهدنا مشاهد مروعة في المستشفى".
وأكد صلاح، حينها: "يحتاج سكان غزة إلى الغذاء والماء والدواء فورا، أناشد جميع قادة العالم للتكاتف معا لمنع وقوع مزيد من المجازر للأبرياء. والإنسانية يجب أن تسود".
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: محمد صلاح الكريسماس ليفربول أطفال انجلترا أطفال غزة مجازر غزة محمد صلاح pic twitter com
إقرأ أيضاً:
يحدث في غزة فقط!
محمد بن رامس الرواس
في غزة فقط تحدث مثل هذه القصة المؤلمة، بينما الطبيبة آلاء النجار تمارس مهنتها النبيلة، في صباح يوم الجمعة، لتنقذ ما يمكن إنقاذه من أجسادِ الأطفال الذين مزّقتها آلة الحرب الإسرائيلية، وفي مستشفى ناصر بخان يونس، بقسم الأطفال الذي كان مليئًا بالآهات وبنقص الأدوية وندرة الأطباء، كانت الدكتورة آلاء تؤدي عملها المهني بكل صدق، وبسعة صدرٍ يُنبئ عمّا تحمله بداخلها من صدق الانتماء لوطنها وأهلها ومجتمعها.
في نفس تلك اللحظات التي تعمل فيها أيدي آلاء لتعالج جرحى الأطفال وتداويهم، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الدكتورة آلاء بصاروخ غادر، بعد أن أوصلها زوجها إلى مقر عملها، ثم عاد إلى المنزل وجلس مع أبنائه العشرة، فتم تدمير المنزل بمن فيه؛ ليتحوّل سكانه إلى جثث مُتفحِّمة.
وبعد وقت قصير من هذه الحادثة، دخلت سيارات الإسعاف مستشفى ناصر، قسم الطوارئ، تحمل عشرة أطفال مع أبيهم، تسعة منهم متفحّمة جثثهم ومقطّعة، بينما واحد منهم اسمه آدم مع أبيه فقط لا يزالان يصارعان الموت.
وقد دخل الأطفال العشرة على أمهم الطبيبة لا كمرضى؛ بل كشهداء، عشرة وجوه تحفظها الدكتورة آلاء في تفاصيلها، وفي همساتهم، وفي ضحكاتهم، تعرفُ معاناتهم وجوعهم ونومهم.. جاءوا إليها موتى في أكياس بيضاء لا ينطقون، أكبرهم يحيى ذو الاثني عشر عامًا، وأصغرهم الرضيعة سيدار، التي لم تُكمل عامها الأول؛ فانفطر قلب آلاء الأبيض الحنون تحت السترة البيضاء التي ترتديها كطبيبة، على أطفالها الذين ودّعتهم واحدًا واحدًا في ذلك الصباح؛ لتتفاجأ أنهم جاءوها إلى مقر عملها شهداء.
هذه ليست رواية درامية، ولا مشهدًا سينمائيًا، هذه أحداث من غزة؛ حيث تختلط المهنة بالأمومة، والبطولة بالحزن، والحياة بالموت. هذه الحكاية تلخّص مأساة شعب بأكمله؛ فبينما يُقاوم الأطباء القصف بالأمل، تُقصف بيوتهم بالأشلاء، وبينما تنشغل الأمهات برعاية أطفال الآخرين، يُنتزع أطفالهنّ من بين أحضان الحياة بصواريخ الكيان الإسرائيلي الغاصب.
فما أصعب أن تُخدَّر الأم كي لا ترى أبناءها موتى، وما أوجع أن تفيق لتدرك أنها أصبحت أمًّا بلا أطفال، هذا الأمر يحدث في غزة فقط.. في غزة فقط الأمهات بطلات في النهار، مكلومات في الليل.. في غزة فقط تقتل آلة الحرب كل شيء، لكنها لا تقتل الكرامة، ولا تُطفئ نور الشهادة.
رابط مختصر