غرق خيام النازحين بغزة تحت المنخفض الجوي تثير صدمة المنصات
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
لم يكن المنخفض الجوي مفاجئا، لكن وقوع الكارثة كان مؤكدا، فكل شتاء في مخيمات النازحين يحمل المشهد ذاته، خيام تغرق، وأطفال يبحثون عن بقعة جافة، وعائلات تحاول النجاة من البرد أكثر من المطر.
مع أولى زخات المنخفض، لم تنتظر المياه طويلا قبل أن تقتحم ما تبقى من حياة الناس في قطاع غزة المنهك، تسللت إلى الخيام الهشة، جرفت الأغطية، وأطفأت مواقد التدفئة التي بالكاد تُقاوم برد الشتاء.
في شوارع بلا بنى تحتية، وبين مخيمات نزوح أصبحت أكثر هشاشة من أي وقت مضى، وجد آلاف الغزيين أنفسهم أمام مشهد يتكرر كل شتاء لكن بوجع أكبر، وكأن الشتاء جاء ليكشف حجم الجرح المفتوح.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"يا غزة حنا معاكي للموت".. هتافات الجيش السوري دعما لغزة تلفت الأنظارlist 2 of 2"بيت خالتك" حكاية لا يعرفها إلا أبناء سوريا فما قصتها؟end of listوثقت صور ومقاطع الفيديو عبر منصات التواصل لحظات الانهيار المتكرر للخيام وتطايرها بفعل الرياح القوية، مما أثار موجة واسعة من الغضب والتضامن، وسط مطالبات بتدخل عاجل لتوفير المأوى والدفء للنازحين.
https://t.co/jOQAGbWtS0 pic.twitter.com/CurYOFZebC
— Meqdad Jameel (@Almeqdad) December 10, 2025
وعبّر ناشطون عن غضبهم من تكرار المشهد ذاته كل منخفض شتوي، معتبرين أن غرق الخيام لم يعد "حادثا طارئا" بل فشلا متواصلا في توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة للنازحين.
ووصف كثيرون الوضع بأنه كارثي ومأساوي، متوقعين أن تتفاقم المأساة مع اشتداد المنخفض خلال الساعات القادمة.
لحظات الفجر في غزة،
الجميع مستيقظ، المدينة غرقت والخيام تطايرات
الامطار لا تتوقف والوضع مأساوي للغاية دون تجميل. pic.twitter.com/lxvlVwIdNz
— MO (@Abu_Salah9) December 10, 2025
وقال أحد النازحين، في شهادة مؤثرة، إن "ليلة في الخيمة كانت من أسوأ ليالي الشتاء التي عشتها، فالخيمة تتحول ليلا إلى ثلاجة بسبب البرد، ونحتاج أكثر من غطاء واحد فقط لنشعر ببعض الدفء".
ليلة في الخيمة
من أسوأ ليالي الشتاء التي عشتها في حياتي ،،
بدايةً وعند تجهيز الخيمة للنوم يحتاج الواحد منا إلى عدد من الأغطية حتى يشعر ببعض الدفء فالخيمة ليلاً تتحول إلى ثلاجة بكل ما تحمل من معنى ،،
ثم تتقلب يمنةً ويسرةً للـ تستطيع أن تخرج يدك من تحت الغطاء ،،
— إسراء إبراهيم اليازوري (@israayazouri84) December 9, 2025
إعلانوتداول ناشطون مقطع فيديو لفلسطيني يحمل طفله فجرا، حيث أنقذ الأب طفله ذا الأربعة أشهر من خيمة تحولت إلى بركة ماء بعد أن غمرت مياه الأمطار خيمته، إثر دخول المنخفض القطبي الذي تسبب في غرق الخيام وتشريد العائلات وسط برد قاس ونقص في الإمكانات والمأوى.
فجرًا، انقذ الأب طفله ذا الأربعة أشهر من خيمة تحولت إلى بركة ماء.
منخفض جديد يضرب غزة، هو الأقسى هذا الشتاء، والنازحون في خيام هشّة لا تردّ عنهم بردًا ولا غرقًا…
مأساة تُختصر في لحظات، ونجاةٌ تليق بمعجزة pic.twitter.com/hlXRgruNky
— ابراهيم الوادية – غزة (@ibrahimalwadia) December 10, 2025
وكتب أحد النشطاء: "ليلة صعبة عاشها سكان قطاع غزة مع غرق خيام النازحين جراء الأمطار الغزيرة".
وأضاف آخر: "منخفض جديد يضرب غزة، هو الأقسى هذا الشتاء، والنازحون في خيام هشة لا ترد عنهم بردا ولا غرقا".
In Gaza, rainwater flooded the tents of Civil Defence officers who should be helping other people pic.twitter.com/cA3DmUVYMb
— Motasem A Dalloul (@AbujomaaGaza) December 10, 2025
وأشار مغردون إلى أن ما يمر به النازحون مأساة تُختصر في لحظات، ونجاة تليق بمعجزة، حيث يحاولون كل منخفض رفع فرشهم وملابس أطفالهم فوق صناديق بلاستيكية وقطع خشب في محاولة لإنقاذها من الغرق.
كما رصدت مشاهد لأمهات يحاولن إشعال نار مبللة، في حين يحاول أطفال يرتجفون الاحتماء بقطع نايلون متطايرة مع الرياح.
خطر كبير يهدد حياة آلاف العائلات التي تعيش داخل الخيام في قطاع غزة – مع اقتراب منخفض جوي شديد محمل بالأمطار الغزيرة – وقد تتشكل بسببه سيول جارفة – ما ينذر بكارثة بيئية وإنسانية وشيكة – ستكون آثارها مدمرة في ظل هذا الدمار الهائل وانهيار المباني والبنية التحتية – ومع انعدام أدنى… pic.twitter.com/Ntze9s4Vt4
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) December 9, 2025
وحذر المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل من أن "الساعات القادمة خطيرة، وسنشهد الكارثة من جديد في غرق النازحين واقتلاع خيامهم جراء المنخفض الجويّ القادم. نحن أمام واقع صعب، ولا بد من تحرك عالمي لإنقاذ غزة من الغرق".
ولا تزال المخيمات بغزة تواجه واقعا مأساويا، حيث تتكرر معاناة النازحين كل شتاء وسط هشاشة الخيام وافتقارها لأبسط مقومات الحياة.
وبينما تستمر الأمطار الغزيرة والرياح العاتية في تهديد حياتهم، يبقى النازحون معرضين للبرد والغرق، في حين تتزايد الحاجة الماسة لتدخلات عاجلة لتوفير مأوى آمن، مواد تدفئة، وأغطية تحميهم من تقلبات الطبيعة، قبل أن تتحول هذه الأزمة الإنسانية الموسمية إلى كارثة أوسع تهدد آلاف الأرواح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات حريات وسم pic twitter com
إقرأ أيضاً:
مأساة النازحين بغزة تتضاعف وسط غياب الدعم ومستلزمات الإيواء
غزة - خاص صفا تتفاقم معاناة النازحين في قطاع غزة مع كل منخفض جوي يضرب فلسطين، في ظل غياب مستلزمات الإيواء، وعدم وجود جدران تقيهم البرد القارس ولا أسقف تحميهم من المطر، بسبب العيش داخل خيام مهترئة تفتقد لأبسط مقومات الحياة. ومع هطول الأمطار الغزيرة، يتسلل البرد إلى عظام الأطفال، فتراهم يلوذون ببطانيات رطبة وملابس لا تقي جسدًا ولا تحفظ حرارة، مما يُهدد حياتهم وصحتهم. وتسبّبت الأمطار الغزيرة يوم الأربعاء، بغرق المئات من خيام النازحين في قطاع غزة، ما فاقم معاناتهم ومأساتهم، في ظل غياب كل مستلزمات الإيواء. ومنذ فجر اليوم، تلقى الدفاع المدني في قطاع غزة، أكثر من ألف مناشدة غرق لخيام نازحين، مغ ارتفاع المياه في مراكز إيواء لأكثر من متر. ويطالب النازحون المؤسسات الدولية والعالم بالتدخل العاجل للضغط على "إسرائيل" لأجل إدخال الخيام ومستلزمات الإيواء بشكل عاجل، لإنهاء معاناتهم، وتجنب حدوث أي كارثة إنسانية. أوضاع لا تحتمل المواطنة أم محمد منون تقول لوكالة "صفا": "أوضاعنا الإنسانية تتفاقم وتزداد خطورة مع كل منخفض جوي، حيث نمنا والماء يقطر فوقنا، استيقظنا وأجسامنا مبللة". وتضيف أن "غياب الصرف الصحي، ونقص الأغطية، وندرة المواد العازلة، كلّها تجعل من كل ليلة شتاء في غزة معركة بقاء". وتتابع "كل ما نملكه الآن هو الدعاء إلى الله أن ينحرف المنخفض ويرد عنا البرد والمطر، فالخيام التي نعيشها لا تقي من الرياح ولا من الأمطار الغزيرة، ونعيش كل يوم على أمل ألا يصيب أطفالنا مكروه". منون التي تعيش وأبنائها في مخيم أنصار غرب مدينة غزة، تعمل يدًا بيد مع زوجها ورجال المخيم، لأجل تثبيت الخيم وتفادي اقتلاعها مع هبوب الرياح القوية التي حذرت منها دائرة الأرصاد الجوية. وتردف "عملنا ما بوسعنا وقمنا بإغلاق الثقوب وتثبيت الخيام لئلا تذهب مع الريح، لكن لن يسعف ذلك بشيء، لأن الخيام مهترئة بعد عامي النزوح، ولا تتحمل موجه هواء واحدة فكيف بعاصفة قوية". وتكمل حديثها "في المنخفضات السابقة غرقنا وابتلت فراشنا وأغطيتنا ولم تكن بالقوة العاصفة القادمة والتي يتحدثون عنها". "نحن لا نملك شيئًا سوى انتظار انحراف المنخفض، وأن يتلطف ربنا بنا وبصغارنا، بعدما يئسنا من مناشدة العالم لإدخال الكرفانات ولوازم الايواء". وفق منون حاجة ماسة للخيام وأما الخمسينية نهى شعبان، فتبكي حالًا وصلت إليه، بعدما كانت تتّنعم في منزل من عدة طبقات وغرف كثيرة، أصبحت تعيش في خيمة بالية من قماش رديء. تقول لوكالة "صفا": "الخيام لا تقي البرد، فالثقوب تملؤها وسقفها مال ظهره ولم يعد يقوى على مقاومة الرياح العاتية، والمطر يزيد معاناتنا سوءًا، والأغطية قليلة جدًا، ولا تدخل مساعدات، كما أننا لا نملك المال للشراء بسبب غلاء الأسعار". وتضيف شعبان "طالما لا يوجد بديل عن الخيام ولا حلول بالأفق لإدخال موارد الإيواء، فنحن بحاجة ماسة إلى شوادر جديدة نضعها فوق سقف الخيمة، علها تمنع تسلل مياه الأمطار إلينا كذلك نحتاج لفافات نايلون لإغلاق الثقوب في محاولة لمنع تسرب هبات الرياح". وتردف "نحن نعيش هنا عقوبة جماعية، وننظر إلى السماء ونترجى بقلوب يعتصرها الألم بأن ينحرف المنخفض ليس كرهًا في المطر، وإنما رأفة بحال وصلنا إليه".