قال مسؤولان إسرائيليان وثالث مطلع على الوضع إن إسرائيل عرضت وقف القتال في قطاع غزة لمدة أسبوع واحد على الأقل، كجزء من صفقة جديدة لحمل حركة "حماس" على إطلاق سراح أكثر من ثلاثين أسيرا، وفقا لباراك رافيد في تقرير بموقع "أكسيوس" الأمريكي (Axios).

وأضاف رافيد، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن هذا الاقتراح تم تقديمه لـ"حماس" عبر الوسطاء القطريين، وهو الأول منذ انتهاء هدنة أدت إلى وقف القتال لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وإطلاق سراح أكثر من 100 أسير إسرائيلي مقابل إطلاق الاحتلال أسرى فلسطينيين من سجونه.

ورأى مسؤولون إسرائيليون، لم يكشف التقرير عن هويتهم، أن الاقتراح يُظهر أن إسرائيل مصممة على استئناف مفاوضات لإطلاق سراح المزيد من الأسرى، حتى مع إعلان "حماس" أنها لن تستأنف المفاوضات ما لم يتوقف القتال.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى مساء أمس الثلاثاء 19 ألفا و667 شهيدا، و52 ألفا و586 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.

وقالت مصادر إن "حماس" لا تزال تحتجز ما لا يقل عن 130 إسرائيليا في غزة. من بينهم ثمانية أمريكيين، بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أمس الثلاثاء.

وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240 لمبادلتهم مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

اقرأ أيضاً

عضو مجلس حرب: نبحث الإفراج عن معتقلين من ذوي الأحكام الطويلة مقابل أسرى إسرائيليين

إنهاء الحرب

وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن رئيس جهاز المخابرات الخارجي (الموساد) ديفيد بارنيا،  قدم اقتراحا بشأن كيفية إعادة إطلاق المفاوضات حول صفقة جديدة لتأمين إطلاق سراح مجموعة من الأسرى تضم أكثر من 30 أسيرا.

وقال رافيد إن هذه المجموعة تضم جميع النساء الأسيرات، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما وغيرهم من الأسرى المرضى أو المصابين بجروح خطيرة ويحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.

وكجزء من الاقتراح، تقترح إسرائيل وقف إطلاق النار لمدة أسبوع على الأقل، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين تم "إدانتهم" بارتكاب هجمات أكثر خطورة على إسرائيل من أولئك الذين تم إطلاق سراحهم في الصفقة السابقة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنه يوجد العشرات من الأسرى الفلسطينيين من كبار السن أو المرضى، ويمكن إطلاق سراحهم كجزء من صفقة جديدة.

وأول أمس الاثنين، التقى كل من مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز مع بارنيا ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في وارسو، لمناقشة الصفقة المحتملة المقبلة بين إسرائيل و"حماس"، بحسب رافيد.

وقال المسؤولون الإسرائيليون والمصدر المطلع على المحادثات إن آل ثاني نقل خلال الاجتماع موقف "حماس" بأنه يتعين على إسرائيل وقف هجماتها قبل بدء أي مفاوضات جديدة بشأن الأسرى.

ورد برنيا بأنه إذا أرادت "حماس" أن تتوقف الحرب، فعليها أن تلقي سلاحها وتسلم قادتها في غزة الذين كانوا مسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر الماضي.

اقرأ أيضاً

حمدان: لا تفاوض على إطلاق سراح الأسرى دون توقف كامل للحرب الإسرائيلية على غزة ( فيديو)

اختبار لقطر

ومنذ عام 2012، تستضيف قطر مكتبا سياسيا لـ"حماس"، قالت إنه تم فتحه بعد طلب أمريكي بتوفير قناة لتواصل غير مباشر مع الحركة.

واعتبر مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات أن الاقتراح الإسرائيلي هو "اختبار حقيقي للوساطة القطرية".

وتابع: "إذا أرادوا أن يُظهروا أن بإمكانهم القيام بدور بناء، فالآن هو الوقت المناسب للقيام بذلك. ونتوقع أن تُستأنف المفاوضات الجادة في أقرب وقت ممكن".

وأضاف أن قطر تحاول إعادة إطلاق المفاوضات، لكن مطالب إسرائيل من "حماس" وما تطالب به لإنهاء الحرب يزيد الوضع تعقيدا.

ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في السلطة بعدها، عبر إنهاء حكم "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال المستمر لفلسطين منذ عقود.

وتتصاعدة توقعات في إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب ستطيح بقادة سياسيين وعسكريين واستخباراتيين، في مقدمتهم نتنياهو؛ جراء الإخفاقات في توقع والتصدي لهجوم مقاتلي "حماس" الذين اخترقوا "السياج الأمني" ذي التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة بين غزة وجنوب دولة الاحتلال.

اقرأ أيضاً

الأسرى الإسرائيليون مناشدين قادتهم: لا تتركونا نشيخ أفرجوا عنا دون شروط

المصدر | باراك رافيد/ أكسيوس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أكسيوس إسرائيل حماس هدنة غزة حرب قطر إطلاق سراح من الأسرى أکثر من

إقرأ أيضاً:

محلل فلسطيني: هدنة غزة قريبة.. وإسرائيل قد تحتل ما تبقّى من القطاع إذا فشلت المفاوضات

أكد المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن الاتفاق الأخير  بين إسرائيل وحركة حماس، تضمّن تعديلات بسيطة، أبرزها الإفراج عن ٨ أسرى في اليوم الأول، مع تأجيل الإفراج عن اثنين آخرين إلى اليوم الخمسين، بالإضافة إلى تسليم نصف عدد الجثث خلال هذه المرحلة، على ثلاث مراحل، تمتد لشهرين كاملين.

إعلام إسرائيلي: الجيش يستعد لتطويق غزة والمحافظة الوسطى واحتلال كامل القطاعصفارات الإنذار تدوي في غلاف غزة الشمالي

وأوضح مطاوع، خلال مداخلة هاتفية له في برنامج "اليوم" المذاع على قناة DMC، أن الشهرين القادمين سيشهدان مفاوضات مكثّفة بهدف التوصل إلى وقف شامل للحرب، معتبرًا أن هذه الفرصة هي الأخيرة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأشار المحلل السياسي إلى أنه في حال فشل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة، فإن إسرائيل قد تقدم على احتلال ما تبقّى من قطاع غزة، والمقدّر بـ٢٠٪، حتى لو اضطرت للتضحية برهائنها، على حدّ قوله.

إعلان التهدئة رسميًا

وأضاف مطاوع أن إسرائيل، و حتى في حال التوصل إلى هدنة، ستواصل تصعيدها العسكري حتى اللحظات الأخيرة قبل إعلان التهدئة رسميًا، مؤكدًا في الوقت ذاته، من وجهة نظره، أن الهدنة ستحدث لا محالة، نظرًا لعدم وجود خيار آخر أمام حركة حماس.

طباعة شارك غزة إسرائيل هدنة غزة حماس فلسطين

مقالات مشابهة

  • نقطة خلاف رئيسية بين حماس وإسرائيل بشأن هدنة غزة.. ما هي؟
  • إسرائيل تحدد الرهائن الذين تعتبرهم أولوية بصفقة غزة المحتملة
  • أكسيوس يكشف تفاصيل رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار بغزة
  • هدنة لـ60 يوماً في غزة .. تفاصيل مقترح اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى
  • فرنسا تشترط إطلاق سراح مواطنيها المعتقلين في إيران مقابل رفع العقوبات
  • انقسام داخل الاحتلال.. وضغوط أمريكية بشأن وقف الحرب على غزة
  • الاحتلال: هكذا سيتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات
  • صحف عالمية: جهود حثيثة لإقرار هدنة في غزة لكن المفاوضات ستكون معقدة
  • مصادر تكشف تفاصيل "الصفقة المرتقبة" بين إسرائيل وحماس
  • محلل فلسطيني: هدنة غزة قريبة.. وإسرائيل قد تحتل ما تبقّى من القطاع إذا فشلت المفاوضات