خالد البلشي: نقابة الصحفيين المصريين لها تحربتين في إعداد تقارير حرية الصحافة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
قال نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، إن مصر كان لها تجربتين في إعداد تقرير الحريات الصحفية، والتي ما دام اعتبرتها جزءًا من تطوير الأوضاع المالية للصحفيين والمهنة بشكل عام.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظّمتها النقابة، اليوم، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، حول منهجية تقارير حرية الصحافة.
وأضاف: "لتصبح الصحافة قادرة على التعبير عن جمهورها، يجب أن تنظر أولًا لملف الحريات، وهو الذي يساعدنا في الأساس على تنوّع السوق الصحفية، هذا جزءٌ من تفاوضنا من أجل تطوير المهنة".
وتابع: "كان لها تجربتين في كتابة تقارير حرية الصحافة، وكان من الممكن تطويرهم، لتصبح قادرة على تغيير بيئة العمل الصحفي للأفضل، والتي تحتاج إلى الكثير من التعديل، خاصة قانون النقابة الذي يحتاج إلى بعض التعديلات، والتي يجب أن تُجرى من خلال الجمعية العمومية للنقابة، وتخرج من خلالها".
وأوضح "البلشي" أن قانون النقابة نتيجة صدوره في ظرف سياسي مُعيّن، حافظت عليه النقابة، وكان هذا كفيل أن تواجه الكثير من المحاولات لتقييدها، والذي يحتاج إلى تعديل بعض النصوص، أبرزها طبيعة القيد في النقابة، وطبيعة الانتخاب، وعدد أعضاء المجلس.
ولفت إلى منع الحبس الاحتياطي في قضايا النشر، وهو المنصوص عليه في قانون إنشاء النقابة، وهي المواد التي تحافظ عليها الجمعية العمومية، كجزء من معركة ما دام خاضتها".
وأشار إلى محاولة النقابة الحفاظ على مكتسبات القانون، التي تتعلّق بحرية الصحافة، ومحاولة توسيع هذا الهامش، والتفاوض حول حقوق أكبر للأعضاء.
وشدد على عدم ممارسة العمل الحزبي داخل النقابة، وخلع الرداء الحزبي على أبواب النقابة، حتى تظلّ النقابة مستقلّة، تدافع عن حقوق أعضائها.
وأكد "البلشي" أن قانون النقابة كفل عدم جواز إجبار الصحفي على كتابة أي شئ خارج السياسة التحريرية للمؤسسة أو الجريدة، وتغيير السياسة التحريرية لها، ينطبق شرط الضمير الذي كفله قانون النقابة أو قانون العمل، ويُعتبر ذلك فصلًا تعسفيًا وفقًا للعقد الثلاثي الذي يوقّعه الزميل خلال التعيين.
وكانت قد نظّمت اليوم، لجنة الحريات في نقابة الصحفيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، ورشة عمل خاصة بإعداد منهجية تقارير حرية الصحافة.
وتضمّنت الورشة عدة جلسات، بدأت بشرح لعمل لجنة الحريات في نقابة الصحفيين المصريين، وأهدافها وأنشطتها.
وتضمنت الجلسات عرضًا عن لجان الحريات في نقابات الصحفيين بالمنطقة، وتقاريرها، وعرضًا عن منهجيات تقييم وتقارير حرية الصحافة للهيئات الدولية، والمنظمات غير الحكومية، وكذلك مقترح الاتحاد الدولي للصحفيين لمنهجية تقرير حرية الصحافة لنقابات الصحفيين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قانون النقابة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. أحمد خالد توفيق العرّاب الذي غيّر وجه الأدب العربي
"نحن نكتب لأن هناك من يُصغي، حتى وإن لم نرَه... نكتب لأن الكلمات تخلق العالم، وتنقذنا من قسوته"، بهذه الروح، عاش الدكتور أحمد خالد توفيق، وبهذه الروح كتب، فصار للعربية جسرٌ جديد إلى قلوب الشباب، وصار هو العرّاب الذي قاد أجيالًا كاملة في رحلات بين السطور، بين الرعب والفانتازيا، بين الطب والحياة، بين الموت ومعناه الحقيقي.
وُلد أحمد خالد توفيق في 10 يونيو 1962 بمدينة طنطا، محافظة الغربية، نشأ في أسرة مصرية عادية، ودرس الطب في جامعة طنطا حتى حصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة، لم يكن الطب نهاية الطريق، بل كان بداية موازية لمسارٍ آخر، سلكه بشغف أكبر: الكتابة.
دخل عالم الأدب من أوسع أبوابه في التسعينيات، حين كتب أولى سلاسله الشهيرة "ما وراء الطبيعة" عام 1992، بعد أن رفضت المؤسسة العربية الحديثة روايته الأولى، لتعود وتطبعها بعد إصراره ومثابرته، كانت تلك البداية فقط، سرعان ما تبعتها سلاسل مثل "فانتازيا" و"سفاري"، التي أسرت القلوب وأطلقت الخيال من قيوده.
في زمنٍ كانت فيه المكتبات تمتلئ بالكتب المترجمة ويفتقر الشباب العربي لأدب يعبر عنهم، جاء أحمد خالد توفيق ليمنحهم بطلاً يشبههم، بأسلوب سهل عذب، يحمل عمقًا خلف بساطته، وروحًا ساخرة خلف وقاره، لم يتعالَ على القارئ، ولم يتكلف الفلسفة، بل خاطب القلوب قبل العقول، فتعلّق به القرّاء كأنهم وجدوا صوتهم في كلماته.
كتب أكثر من 500 كتاب بين سلاسل، وروايات، ومقالات، وترجمات، لكن روايته "يوتوبيا" التي صدرت عام 2008 كانت علامة فارقة، إذ خرج بها من إطار أدب الشباب إلى ساحة الرواية العربية الجادة، وتُرجمت إلى أكثر من لغة، لتُعرف كواحدة من أجرأ الروايات في نقد الواقع المصري.
ومع الوقت، تحوّل "العرّاب"- كما أطلق عليه قراؤه- إلى ظاهرة ثقافية، لم يكن فقط كاتبًا يروي قصصًا، بل كان أبًا روحيًا لجيلٍ بأكمله، منحهم الأمل حين ضاق الواقع، وفتح لهم أبواب الخيال حين أُغلقت النوافذـ، كان صوتًا حنونًا في زمنٍ صاخب، وخفيف الظل في عتمةٍ ثقيلة.
ولم تكن حياته تخلو من مواقف إنسانية، فقد عُرف بتواضعه الشديد، وحرصه على التواصل الدائم مع قرائه، لا سيما على الإنترنت، حيث كان يجيب على أسئلتهم، ويشاركهم مخاوفهم وطموحاتهم، حتى باتوا يشعرون بأنه صديق حقيقي لا مجرد مؤلف.
روى أحدهم مرة أنه التقاه مصادفةً في معرض الكتاب، وكان يرتدي ملابس بسيطة ويحمل حقيبة ظهر، كأي زائر عادي، لم يكن يحيط نفسه بهالة نجومية، بل بتواضع العلماء ودفء المعلمين، حكى له الشاب عن تأثره بسلسلة "ما وراء الطبيعة"، فابتسم العرّاب وقال: "الحمد لله إن الكلام ده نفعك.. أنا كنت بكتبه لنفسي في الأول."
رحل أحمد خالد توفيق في 2 أبريل 2018، عن عمر ناهز 55 عامًا، لكن وفاته لم تكن نهاية، بل بداية فصل جديد من الحب والوفاء، شيّعه الآلاف، وذرف القرّاء الدموع، وكأنهم فقدوا قريبًا لا كاتبًا، ومنذ ذلك اليوم، تحوّلت صفحاته ومؤلفاته إلى مزارات أدبية، يعود إليها الناس بحثًا عن الدفء، والفهم، والحنين.