شهيد واعتقالات بأنحاء الضفة وبن غفير يدافع عن عنف المستوطنين
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
استشهد -اليوم الأربعاء- شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال في الخليل جنوبي الضفة الغربية بدعوى محاولته تنفيذ عملية دهس، ليرتفع بذلك عدد الشهداء بالضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 303.
كما أصيب واعتقل عدد من الشبان الفلسطينيين في مواجهات أعقبت اقتحام جيش الاحتلال فجرا مدنا وبلدات بالضفة، حيث قال نادي الأسير الفلسطيني إنه جرى اعتقال 25 شخصا، ليرتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة منذ عملية "طوفان الأقصى" إلى 4630 معتقلا.
يأتي ذلك في حين دافع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليوم عن عنف المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية المحتلة، نافيا أن يكون هناك "أي عنف من جانب المستوطنين" على حد زعمه.
شهيد بالخليل
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية -في بيان- إن "الهيئة العامة للشؤون المدنية (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي) أبلغتها باستشهاد الشاب باسل وجيه المحتسب (28 عاما)، برصاص الاحتلال قرب بلدة سعير شمال الخليل".
كما قال جيش الاحتلال -في تغريدة على منصة إكس- إن "جنود احتياط من الكتيبة 8106 في الجيش الإسرائيلي قاموا بتحييد فلسطيني حاول تنفيذ هجوم بسيارة عند مفترق بيت عنون"، مؤكدا عدم وقوع إصابات في صفوف قواته.
اقتحامات
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد في وقت سابق بوقوع اشتباكات بين شبان وقوات الاحتلال في بلدة اليامون غرب جنين شمالي الضفة الغربية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات دهم وتفتيش طالت العديد من المنازل في البلدة، كما حاصر منزلا للضغط على شاب لتسليم نفسه، وأصيب 3 شبان فلسطينيين خلال المداهمة.
وفي مدينة الخليل، دهمت قوات الاحتلال منزل الشهيد نصر الله القواسمي ومكثت فيه ساعتين وحفرت جدرانه الداخلية وأخذت قياساتها تمهيدا لهدمه، وفقا لمراسل الجزيرة.
كما اقتحمت كلا من بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت وبلدة جيوس شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية.
ونشرت منصات محلية فلسطينية مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة سلواد شمال مدينة رام الله، كما اقتحمت -مصحوبة بجرافة عسكرية- مدينة طوباس وبلدة طمون شمالي الضفة، ورد المقاومون على الاقتحام بإطلاق الرصاص.
وفي نابلس شمالي الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قريوت، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز وسط وغربي البلدة.
وشنت قوات الاحتلال حملة مداهمات وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين واعتدت عليهم، كما اعتقلت عددا من السكان ونقلتهم إلى أحد المنازل الذي داهمته وحولته إلى مركز توقيف وتحقيق، وصادرت عددا من الجرارات الزراعية.
ونشرت منصات محلية مشاهد من اقتحام قوات الاحتلال بلدة اللبن الشرقية ومخيم بلاطة في نابلس.
عنف المستوطنينيأتي هذا التصعيد الميداني، في حين دافع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عن عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية.
وكانت العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، طالبت إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة باتخاذ تدابير لوقف عنف المستوطنين بعد أن ازداد بشكل ملحوظ وسط مخاوف من أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع بالضفة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، قوله خلال جلسة أسبوعية لتقييم الوضع "إن الشرطة قدمت بيانات واضحة، لا يوجد أي عنف من جانب المستوطنين". وأضاف "هذه ظاهرة هامشية وهناك انخفاض حاد في تصرفات اليهود ضد العرب"، على حد قوله.
وأشارت هيئة البث إلى أنه عندئذ تدخل مندوب عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي (لم تسمه) موضحا "نحن على علم ببيانات الشرطة، لكننا تلقينا بيانات أخرى من الجيش ومن جهاز الأمن العام (الشاباك)".
وأضافت الهيئة: "غضب بن غفير وقال: ماذا تقصد؟ منذ متى يقوم الجيش والشاباك بإجراء مثل هذه التحقيقات ونشر الإحصائيات؟ هناك هيئة واحدة تجمع البيانات عن الجرائم، وهي شرطة إسرائيل".
ونقلت عن ممثل الشاباك (لم تسمه) قوله "هناك بالفعل تناقض بين بيانات الشرطة وبيانات الجيش، لكننا نعتقد أن بيانات الشرطة لا تعكس جميع الأحداث".
يشار إلى أنه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فاقم الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا عشرات الضحايا ومئات المعتقلين، كما زادت هجمات المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عنف المستوطنین الضفة الغربیة قوات الاحتلال شمالی الضفة بن غفیر
إقرأ أيضاً:
تايمز: الضفة الغربية في قلب معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية
قال تقرير نشرته صحيفة تايمز إن الضفة الغربية ستشكّل قلب الدولة الفلسطينية في حال الاعتراف بها، ولكن إمكانية ضمها وتصاعد العنف الاستيطاني قد يقضيان على حل الدولتين.
وأكد أن قرار فرنسا وبريطانيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قد يكون سببه المجاعة في غزة، ولكن العامل التاريخي المحفّز لهذه الخطوة هو تصاعد التوترات والعنف بالضفة المحتلة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس وزراء فرنسي سابق: علينا أن نواجه الجنون القاتل في غزةlist 2 of 2أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغةend of listويعود هذا الاهتمام بالضفة إلى أن الغرب يعتبرها نواة الدولة الفلسطينية المستقبلية، وجزءا أساسيا لتحقيق السلام والحفاظ على حل الدولتين -الذي تدعمه أوروبا- في الشرق الأوسط، وفق كاتب التقرير ومراسل شؤون الصين ريتشارد سبنسر.
وأوضح التقرير أن ضم الضفة سيقضي على فكرة الدولة الفلسطينية، إذ إن مساحة غزة وحدها لا تكفي، خصوصا في ظل دعوات بعض الوزراء الإسرائيليين لضمها أيضا.
استيطان وتوسعومع استمرار تهديد الحكومة الإسرائيلية بفرض سيادتها على الضفة المحتلة، ومحاولات تسمية المنطقة ب "يهودا والسامرة" وتصاعد العنف في مناطق مثل الخليل ورام الله ونابلس، اضطر الغرب للتدخل، حسب التقرير.
وأشار التقرير إلى أن الاهتمام العالمي انصب على غزة منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أتاح لحملة الاستيطان في الضفة بالتصاعد في الخفاء.
وتابع أن المستوطنين نفّذوا اعتداءات متكررة على قرى فلسطينية، كان آخرها قتل مستوطن يوم الاثنين الفلسطيني عودة الهذالين أحد المساهمين في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة أوسكار.
وترى صحيفة تايمز -كما جاء في التقرير- أن هذا العنف أدى إلى "تطرف" شباب فلسطينيين وانضمامهم لفصائل مسلحة، مما وفر ذريعة للمزيد من الحملات العسكرية الإسرائيلية في الضفة.
ومن جانبه يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -حسب التقرير- أنه لا فرق بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة، رغم تعاون الأخيرة مع إسرائيل، مما ينذر بتعميم العمليات العسكرية الإسرائيلية على كل الأراضي الفلسطينية.
إعلانولفت التقرير إلى أن فرنسا وبريطانيا، بحكم تاريخهما الاستعماري في رسم حدود المنطقة، تعتبران هذا المسار تهديدا خطيرا يجب وقفه قبل فوات الأوان.
مناورة سياسيةووفق تقرير صحيفة تايمز، يواصل نتنياهو المراوغة بشأن حل الدولتين، فهو يرفضه أمام ناخبيه، بينما يتجنّب رفضه علنا أمام واشنطن للمحافظة على الدعم الأميركي.
وأضاف أن وزراء مثل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن إيتمار بن غفير لا يشاركونه هذه الحذر، بل يعبّرون صراحة عن رغبتهم في ضم الضفة.
وذكر أن الكنيست صوّت بأغلبية ساحقة لصالح قرار غير ملزم -بأغلبية 71 صوتا مقابل 13- يعترف بالضفة جزءا "لا يتجزأ من أرض إسرائيل".
وخلص التقرير إلى أن الدول الغربية لم تبدأ التحرك لأن لديها رؤية واضحة حول ما تريد تحقيقه في فلسطين، بل لأنها ترى أن عليها أن تفعل شيئا ما قبل أن يتفاقم الوضع أكثر.