خبير عسكري لـعربي21: لهذا السبب تم سحب لواء غولاني من غزة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
رجح خبير عسكري واستراتيجي لـ"عربي21" عدم عودة لواء غولاني الإسرائيلي إلى قطاع غزة مجددا، وذلك بعد سحبه، الخميس، من هناك "مؤقتا" بحسب جيش الاحتلال.
وفي معرض رده على سؤال حول أسباب سحب اللواء الذي يعتبر من قوات النخبة، قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن "الخسائر التي تعرضت لها القوات الإسرائيلية وصلت تقريبا بحسب المؤشرات المعلنة من 2000 إلى 2500 جندي من مجموع القوة الموجودة على مسرح العمليات في قطاع غزة والتي تبلغ 20 ألف جندي، أي أن عدد القوات التي أٌصيبت بخسائر كبيرة؛ إما قتلى أو جرحى أو معاقين، وخرجت من الخدمة بلغت ربع القوة الفاعلة في المعركة".
وبحسب أبو زيد فإنه "ووفقا للأعراف العسكرية فإنه حين تصل الخسائر إلى 35 بالمئة، أي ثلث القوة الفاعلة في المعركة، لا بد من سحب هذه القوة خارج منطقة العمليات وإلا ستنهار بالكامل".
وأوضح أبو زيد: "وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن لواء غولاني تعرض لخسائر كبيرة، ويُعزز هذا التقييم ما صدر على لسان قادة اللواء السابقين بأن اللواء خسر ربع قوته الموجودة في غزة، فكان لا بد للقوات الإسرائيلية من سحب هذه القوة". لافتا إلى أنه "إذا تم ربط هذا الانسحاب بالإعلان عن السيطرة على الشجاعية، يبدو أن القوات الإسرائيلية أرادت مرغمة الخروج بأي نصر ولو كان مُزيفا في سبيل تحقيق انسحاب لا يُعتبر هزيمة لها".
وأضاف: "لذلك لا اعتقد أن السيطرة على الشجاعية كانت حقيقية، وإنما كانت إعلانا إسرائيليا في محاولة للتغطية على انسحاب الكتيبة من لواء غولاني الذي تعرض لخسائر كبيرة، وأعتقد أن هناك قوات أخرى تعرضت لنفس نسبة الخسائر".
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن جيش الاحتلال قرر سحب لواء غولاني من قطاع غزة بعد 60 يوما من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة.
وذكرت "القناة 13" الإسرائيلية أن جنود اللواء غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم.
وقال موقع "واللا" الإخباري والقناة "12": "بعد أكثر من 70 يوما في غزة، وسقوط 44 مقاتلا منه، غادر مقاتلو لواء غولاني قطاع غزة، لالتقاط أنفاسهم، وزيارة أهاليهم لبضعة أيام".
وأشارت "القناة 12" إلى أن "الجنود ينتظرون الأوامر للعودة إلى قطاع غزة، لمعاودة القتال".
ولا يعتقد الخبير العسكري أبو زيد أنه سيتم إرسال قوات بديلة، "لأن عملية إرسال قوات والتي تسمى وفق المصطلح العسكري "طازجة" هو عملية انتحار تعبوي".
وأوضح في تصريحاته لـ"عربي21" أن "القوات الجديدة التي سيتم إرسالها تحتاج إلى إعادة تأهيل ومعرفة جيدة بجغرافية المنطقة وبتكتيكات المقاومة، وأيضا ستكون بحاجة للروح العدوانية التي يكتسبها الجندي من طول فترة بقائه في العمليات، وبالتالي فإن الزج بقوات جديدة يعني أنها ستواجه مقاومة أشد وخسائر أكبر لأنها دخلت في العمليات مباشرة".
ويعتقد أبو زيد أن "هذا الانسحاب قد يكون نهائيا دون التعزيز بقوات أخرى بديلة، وسيتم الاكتفاء بالقوات الموجودة لمسك الأرض الموجودة عليها دون التقدم لأي محاور جديدة، وخاصة في مناطق شمال القطاع أو حتى في جنوبه تحديدا منطقة خان يونس، خاصة أن هناك تصريحات بدأت تصدر من قبل السياسيين تلمح إلى إمكانية قبول الجانب الإسرائيلي بهدنة مدتها أسبوعين، وأنه بدأ يلوح بالخيار الدبلوماسي أكثر من الخيار العسكري".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا بريا وجويا وبحريا واسعا على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أسفر عن استشهاد قرابة الـ 20 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.
ورغم تزايد المطالبات الدولية بوقف إطلاق النار، إلا أن حكومة الاحتلال ترفض ذلك مدعومة من الولايات المتحدة، وتصر على الاستمرار في عدوانها حتى تحقيق أهدافها المتمثلة بالقضاء على حماس واستعادة الأسرى، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
ويعتقد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد أن "وقف إطلاق النار قد اقترب كثيرا، وأن هذا الانسحاب يُعزز ما تم طرحه من قبل الجانب الأمريكي من أنه يجب على القوات الإسرائيلية إنهاء العمليات العسكرية قبل حلول العام القادم، وبالتالي نحن نتحدث عن أيام".
وأوضح أن "الجانب الأمريكي يدرك تماما حجم الخسائر الإسرائيلية، كما أن الجانب الإسرائيلي يدرك حجم هذه الخسائر أيضا، لذلك فإن واشنطن تريد إخراج إسرائيل من هذا المستنقع بأي ثمن، ولكن دون إظهار القوات الإسرائيلية بأنها مهزومة وإنما قد يكون ذلك على معادلة لا غالب ولا مغلوب".
ويطلق على لواء "غولاني" للمشاة لقب "النخبة" بالجيش الإسرائيلي.
وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن كمين نصبه مقاتلو "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، لجنود من لواء "غولاني" في حي الشجاعية ، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الضباط والجنود.
وسمح الجيش الإسرائيلي بنشر أسماء 9 ضباط وجنود من لواء "غولاني" قتلوا في الكمين، وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة.
ويتألف لواء غولاني من 8 كتائب و4 كتائب دبابات وكتيبتا مشاة وكتيبة مظليين وكتيبة مدفعية، وأسلحة الإسناد وعمليات الإمداد والصيانة، وقد تأسس عام 1948 واشتق اسمه من الجليل، وشارك في حرب 1948 قبل تأسيس جيش الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية لواء غولاني غزة المقاومة غزة المقاومة لواء غولاني سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الإسرائیلیة جیش الاحتلال لواء غولانی قطاع غزة أبو زید
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: روسيا تتقدم نحو القلعة الحصينة بدونيتسك عبر بوكروفسك
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الجيش الروسي حقق في شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 تقدما ميدانيا يفوق ما أنجزه خلال عام كامل، مركزا جهوده على مدينة بوكروفسك الإستراتيجية التي تمثل المفتاح للسيطرة على ما يُعرف بالقلعة الحصينة في إقليم دونيتسك.
وأوضح -خلال فقرة التحليل العسكري- أن المعارك الدائرة حاليا تتركز في إقليم دونباس الذي يضم لوغانسك ودونيتسك، حيث يسيطر الجيش الروسي على نحو 20% من مساحة أوكرانيا بما يقارب 120 ألف كيلومتر مربع.
وأضاف الخبير العسكري أن دونيتسك باتت تحت السيطرة الروسية بنسبة تتراوح بين 70% و75%، بينما تبقى مناطق إستراتيجية تحت السيطرة الأوكرانية، في حين لم تكتمل السيطرة الروسية على زاباروجيا وخيرسون بشكل كامل.
ولفت العميد حنا إلى أن بوكروفسك تمثل نقطة محورية في الحرب، مشيرا إلى أن المسافة بينها وبين مدينة أفدييفكا التي سيطرت عليها القوات الروسية تبلغ 40 كيلومترا استغرق قطعها 20 شهرا وكلف أكثر من ألف قتيل.
ورفع الجيش الروسي عَلمه على المدينة قبل أن يعاود الأوكرانيون رفع عَلمهم مرة أخرى، ما يعكس شراسة المعارك الدائرة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن السيطرة على بوكروفسك ستفتح الباب أمام ما يسمى بالقلعة الحصينة في دونيتسك، وهي مدن كراماتورسك وسلوفيانسك.
فيما تدور نقاشات حاليا حول انسحاب الجيش الأوكراني منها ضمن مخطط يضم 22 نقطة، وفق ما يُتداول في الأوساط العسكرية.
ومن جهة أخرى، كشف العميد حنا أن سقوط هذه المناطق سيفتح الطريق أمام الجيش الروسي نحو زاباروجيا ونهر دنيبرو، مشيرا إلى أن الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية لهذه المناطق تسمح بتقدم أسرع مقارنة بالمناطق التي تحتوي على حواجز طبيعية كنهر دنيبرو.
الحرب الاقتصادية
وفي إطار الحرب الاقتصادية الموازية، نوه الخبير العسكري إلى أن المسيّرات الروسية تستهدف بشكل منهجي أي تحرك في الجهة الشمالية من خيرسون، خاصة البنى التحتية المتعلقة بالطاقة من غاز وفحم ونفط.
إعلانواستهدف الجيش الأوكراني بالمقابل نحو 200 مرة البنى التحتية الروسية من أنابيب نفط ومصاف وموانئ تصدير ومخازن، إضافة إلى السفن الناقلة للنفط الروسي في البحر الأسود.
وعلى المستوى السياسي، تناول العميد حنا مسألة الضمانات الأمنية المطلوبة لأوكرانيا، مشيرا إلى أنها كانت تملك في التسعينيات أكبر ضمانة وهي السلاح النووي.
وتخلت أوكرانيا عام 1994 عن ترسانة نووية تتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف رأس نووي مقابل ضمانات من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا لحماية سيادتها.
ويوضح حنا أن روسيا خرقت هذه الضمانات مرتين، الأولى خلال حرب دونباس رغم اتفاقيتي مينسك الأولى والثانية عامي 2014 و2015، والثانية بالسيطرة على شبه جزيرة القرم عام 2014.