كاتب إماراتي: ضجة المصلحة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
للمصالح لغة إذا اختلفت أحدثت ضجةً وصحبها صخبٌ يسمع دويه القاصي والداني. المصالح وحدها تمسك بخناق العالم بلا استثناء، لذا تم إسقاط القيم والمبادئ الأخلاقية من وسط عِقْدِها. وتمت الاستعاضة في السياسة بـ «الميكيافيلية»، أي «الغاية تبرر الوسيلة»، وفي التجارة بـ «ميزان الربح والخسارة»، أما في العلاقات الدولية فليست هناك صداقة مستدامة ولا عداوة ممتدة، ولا خصومة دائمة، وإنما مصالح مستمرة.
والواقع أن بعض المعاني الجديدة للسياسة إنما تنطبق على العالم الغربي بشكل خاص، وذلك لاختلاف منظومة القيم التي تحكم السلوك في أروقة حياة المجتمعات. أما الوضع في العالم العربي والإسلامي، فلا أقول بأنه مليء بشحنات المبادئ والمُثل، ولكنه خليط من هذا وذاك. وهو واقع يحكم على مدى قربهم وبعدهم عن الإسلام وقيمه وشرائعه. والإشكالية هنا أنه عندما تسعى بعض الدول في العالمين العربي والإسلامي لتقليد نهج الغرب في إدارة شؤونها وعلاقاتها البينية، فقد تقع في قلب الصراع مع ذاتها، خاصة إذا لم تستطع ترويج قيمها للآخر المختلف.
لقد أدركتُ ذلك على نحو أكثر وضوحاً خلال فترة وجودي في بريطانيا حيث كنت أسافر نحو كثير من الدول الأوروبية، وقد تعرَّفتُ على قيمها المؤسسية وليست الفردية، وذلك من خلال التعامل مع الجامعات والسفارات والبنوك وبقية أوجه الحياة اليومية لهذه الدول.
والواقع أن القيم والمبادئ في عالمنا المعاصر عموماً قيمٌ ومبادئ فردية، وقد لا تعبّر لوائح وقوانين المؤسسات عن ذلك الأمر بدقة، بل قد يحدث التعسف والإذعان أثناء التطبيق إلى درجة قد يبدو فيها الأمرُ مخالفاً لروح القواعد والمبادئ.
بعدما عمّت المصلحة وحلت محل القيم الإنسانية، طغت التناقضات على سلوك الدول وأخذت الازدواجية تطل برأسها، أما الأفراد فقد تُرِكوا لممارسة ما يحلو لهم وفقاً لمبدأ «الحرية» غير المسؤولة. وهنا ضاعت «المسؤولية المجتمعية» وتاهت في صحراء الفوضى التي يراد لها التحكم في سير المجتمعات.
وكذلك الأمر بالنسبة للمصلحة الخالية من القيم الرفيعة، إذ يكون خيطها أرفع من خيط العنكبوت، تترنح يمنة ويسرة طوال الوقت، وقد يحدث فجأة أن ينقطع هذا الخيط الدقيق من دون معرفة السبب، وأحياناً يكون السؤال عن ذلك أمراً محرجاً وصعباً.
وفي بعض الأحيان تنقلب المصالح رأساً على عقب بين الدول، بل من اليمين إلى اليسار، والانتقال من دولة صديقة إلى دولة كانت تعشعش في خانة العداء والخصومة لعقود، لكن سرعان ما تحل المودة (المصالح) مكان الجفوة الصلبة.
هذا الأمر مفهوم على مستوى الدول والحكومات التي حيدت منظومة القيم عن طريق تحقيق مصالحها الوطنية. أما على مستوى الشعوب والأفراد، فإن معظمهم يريدون سماع صوت القيم والأخلاق الراقية لأن صداها يخترق مصالح الدول، أما المصلحة المجردة من أي قيمة مضافة فصوتها خافت ولا يُسمع إلا همساً في وسائل الإعلام التقليدية بالخصوص.
د. عبدالله العوضي – صحيفة الاتحاد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الاطلاع على سير العمل الضريبي والجمركي في إب
الثورة نت /..
ناقش اجتماع بمحافظة إب اليوم، برئاسة القائم بأعمال رئيس مصلحة الضرائب والجمارك الدكتور إبراهيم مهدي، آلية تطوير مستوى الأداء في مكاتب الضرائب والوحدتين التنفيذيتين لضريبتي القات وريع العقارات بالمحافظة وفروعهما في المديريات.
وتطرق الاجتماع، الذي ضم مدير الوحدة التنفيذية لضريبة القات في المصلحة عبدالرحمن الكحلاني، ومدراء مكتب الضرائب معين الشليف، وضريبتي القات بكيل عباد، وريع العقارات إبراهيم مكرم، إلى الصعوبات التي تواجه سير العمل وسبل معالجتها.
واستعرض الاجتماع تقريراً لمدير مكتب الضرائب بالمحافظة، حول الخطط والجهود المبذولة لتطوير الأداء وفقاً للتوجهات الرامية إلى الارتقاء بالعمل الضريبي وتحسين كفاءته.
وخلال الاجتماع شدد القائم بأعمال رئيس مصلحة الضرائب والجمارك على ضرورة مضاعفة الجهود وتنفيذ الإجراءات والتدابير المتعلقة بتحصيل الإيرادات الضريبية وفقاً لتوجيهات القيادة وبرنامج حكومة التغيير والبناء.. مؤكداً حرص قيادة المصلحة على معالجة أي معوقات وتسهيل الإجراءات طبقاً للقوانين الضريبية والجمركية النافذة.
وحث الدكتور مهدي على تفعيل نظام التحصيل الإلكتروني، والالتزام بالإجراءات الإدارية والوظيفية التي تعزز من كفاءة ونزاهة العاملين في القطاع الضريبي.
وأكد أن المصلحة تمضي بخطى ثابتة نحو تحديث بنيتها التقنية والإدارية، من خلال التحول الرقمي وتطوير أنظمة الربط الشبكي بين المكاتب المركزية والفروع في المديريات، بما يضمن دقة البيانات وسرعة إنجاز المعاملات.
ولفت إلى أن تطوير البنية المعلوماتية يعد أولوية خلال الفترة المقبلة، بما يواكب احتياجات العمل ويسهم في تعزيز الشفافية ورفع مستوى التحصيل وتسهيل الخدمات المقدمة للمكلفين.
إلى ذلك، اطلع القائم بأعمال رئيس مصلحة الضرائب والجمارك على سير العمل في مكتب الضرائب والوحدتين التنفيذيتين لضريبتي القات وريع العقارات، واستمع إلى شرح حول الخطط التطويرية والصعوبات القائمة وسبل معالجتها.
كما اطلع على سير الأداء في مكتب الجمارك بالمحافظة، واستمع من نائبي مدير المكتب عايش الملاحي، ومحمد الجنيد، إلى إيضاح حول سير العمل والتحديات التي تواجه المكتب.
وأشاد الدكتور مهدي بالجهود المبذولة في مكاتب الضرائب والجمارك بمحافظة إب، وحرصها على الارتقاء بمستوى العمل وتبسيط الإجراءات أمام المكلفين وتنمية الموارد المالية.. لافتا إلى أن الإيرادات الضريبية والجمركية تسهم بشكل مباشر في دعم وتمويل مشاريع تنموية وخدمية يستفيد منها الموطن.
وأكد حرص قيادة المصلحة على تقديم التسهيلات للجمهور الضريبي من خلال تبسيط الإجراءات الضريبية والجمركية، بما يعزز الشراكة القائمة مع القطاع الخاص.