جهود مصرية قطرية لاتفاق شامل بوساطة دولية وضمانات أمريكية| وخبير يكشف المشهد
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
وسط تصاعد المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، تكثف مصر وقطر جهودهما لبلورة اتفاق هدنة شامل، في إطار مفاوضات غير مباشرة تسعى لوقف إطلاق النار وفتح المجال أمام حل طويل الأمد.
تكاتف مصر وقطر لاتفاق هدنة شاملوتشير آخر التطورات إلى انفراجة محتملة، مدعومة بضمانات دولية، وتحركات إقليمية حثيثة لإنهاء التصعيد المتواصل منذ أكتوبر 2023.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن لم تتوقف المساعي المصرية والقطرية في مجال الوساطة منذ بداية الأزمة، حيث واصل الطرفان بذل جهود مكثفة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وأكد أنه تم التوافق بالفعل على عدد من التفاصيل المتعلقة بالتهدئة، وكان الجانب المصري على دراية كاملة بكافة بنود هذا الاتفاق، ما يدل على الدور المحوري الذي لعبته القاهرة في دفع عجلة المفاوضات إلى الأمام.
وأضاف فهمي -خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن شددت حركة حماس على ضرورة وجود ضمانات واضحة من الجانب الأمريكي لضمان التزام إسرائيل بعدم خرق الاتفاق المرتقب، في خطوة تهدف إلى تعزيز الثقة وضمان استمرارية الهدنة.
وأشار فهمي، إلى أن هناك مصادر أكدت أن الاتفاق قد يتضمن بندا يتيح خروج عدد من قيادات حركة حماس إلى دول أخرى خارج قطاع غزة، في إطار تفاهمات سياسية أوسع.
واختتم: "تؤكد مصر مجددا نجاحها بالتنسيق مع الوسطاء في فرض رؤيتها التي تمسكت بها منذ اندلاع الأزمة، حيث تمخضت هذه الجهود عن بلورة اتفاق هدنة بين الطرفين، يعكس ثبات الموقف المصري وفعالية دوره الإقليمي في تحقيق الاستقرار".
ومن جانبها، كشفت مصادر مطلعة عن جهود دبلوماسية مكثفة تقودها القاهرة والدوحة لإنهاء المفاوضات الجارية والتوصل إلى اتفاق شامل بشأن قطاع غزة.
وأكدت المصادر أن حركة حماس قد سلمت ردها الرسمي إلى الوسطاء، بشأن المقترح الأخير الذي طرح عليها، وهو ما اعتبر خطوة إيجابية تمهّد لبدء مرحلة جديدة من التهدئة.
وأوضح المصدر أن رد حماس يتضمن موافقة مبدئية على بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تهدف إلى إقرار هدنة تمتد لـ60 يوما فور اعتماد الاتفاق، مما يمنح الأطراف فترة استراحة من التصعيد العسكري ويفتح الباب أمام حوار أعمق لحل القضايا العالقة.
تحركات مصرية حاسمةوفي السياق نفسه، تواصل مصر تحركاتها السياسية المكثفة، حيث تسعى إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة عبر اتصالات مع مختلف الأطراف المعنية. وتعتزم القاهرة، بحسب المصادر، إطلاق جولة جديدة من الاتصالات خلال الساعات القليلة القادمة مع القوى الفاعلة إقليميا ودوليا، لضمان الوصول إلى صيغة نهائية للاتفاق تحظى بقبول شامل.
وتهدف هذه التحركات إلى التوصل إلى اتفاق متوازن يحقق تهدئة مستدامة، ويضع حدا للحرب المشتعلة في القطاع، التي أودت بحياة آلاف المدنيين وفاقمت الكارثة الإنسانية.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات دولية من الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه سكان غزة.
فقد أعلن برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من نصف مليون شخص في القطاع يواجهون مستويات حادة من الجوع، في ظل القيود المفروضة على دخول المساعدات، والتي جعلت من عمل البرنامج شبه مستحيل.
وأشار البيان إلى أن الناس يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على كيس من الطحين، في وقت تغلق فيه إسرائيل معابر القطاع منذ استئناف هجومها في الثاني من مارس الماضي. وقد أدى استمرار الحصار إلى تفشي المجاعة وارتفاع المخاوف من زيادة أعداد الوفيات بين المرضى والجرحى، لا سيما مع غياب ممرات آمنة لنقل الحالات الحرجة للعلاج خارج غزة.
وقف إطلاق نار وضمانات أمريكيةوفي تقرير خاص، كشفت مجلة "المجلة" عن ملامح النص الجديد لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي تم تطويره بعد مراجعة ملاحظات حماس على الصيغة السابقة. وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، بضمانات مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضمان التزام إسرائيل ببنوده.
وتتضمن بنود الاتفاق عدة مراحل لإطلاق سراح الرهائن، حيث سيتم:- إطلاق سراح 8 رهائن أحياء في اليوم الأول.
- تسليم جثث 5 رهائن في اليوم السابع.
- إطلاق 5 رهائن أحياء في اليوم الثلاثين.
- إطلاق رهينتين أحياء في اليوم الخمسين.
- تسليم جثث 8 رهائن في اليوم الستين.
والجدير بالذكر، أن سيبدأ استئناف دخول المساعدات إلى قطاع غزة فور بدء سريان الاتفاق، عبر قنوات تنسيقية تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
كما سيتم إطلاق سراح 10 رهائن أحياء وتسليم جثث 18 آخرين خلال مدة الاتفاق، وفق ما أفادت به المجلة.
وينتظر أن يعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن الاتفاق الجديد، مع تأكيده على ضرورة استمرار المفاوضات بحسن نية، من أجل التوصل إلى اتفاق دائم ينهي الحرب ويحقق الاستقرار في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر قطر حماس غزة فلسطين الاحتلال قطاع غزة المساعدات الإنسانية وقف إطلاق النار إلى اتفاق فی الیوم قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يخطط لاتفاق شامل في غزة يعيد المختطفين ويتيح تشكيل حكومة بعيدا عن حماس
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال تدعم اتفاقا شاملا في غزة يعيد جميع المختطفين وتشكيل حكومة أخرى بدلا من حكومة حماس الأمر الذي سيتيح لإسرائيل التصرف بحرية أكبر ضد أي محاولات جديدة من الحركة لتعزيز قوتها.
وقالت الصحيفة العبرية، إن الاتفاق الجزئي ترى فيه المؤسسة الأمنية أنه سيتسبب بمفاوضات طويلة وقد تتعثر في بعض الأحيان.
وأضافت: وهذا الأمر سيترك جزء من المختطفين بيد حماس وقد يقتلون وسيقتل جنود في معارك بغزة وسيبدد ذلك زخم الانجازات التي حققت ضد إيران.
ولاحقا؛ أعلنت حركة "حماس"، أنها تجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بشأن مقترح وقف إطلاق النار الذي تلقته من الوسطاء، وتحظى الصيغة بدعم من الإدارة الأمريكية.
وجاء في بيان مقتضب نُشر عبر قناتها على "تلجرام" أن الحركة "تحرص على إنهاء العدوان على شعبنا وضمان دخول المساعدات بحرية"، مؤكدة أنها ستبلّغ الوسطاء بقرارها النهائي عقب انتهاء المشاورات، وستعلن الموقف رسميًا في حينه.
المقترح الذي يجري تداوله حاليًا يتزامن مع تكثيف الجهود الدولية الرامية للوصول إلى تهدئة دائمة في قطاع غزة، الذي يشهد منذ أشهر عمليات عسكرية إسرائيلية عنيفة أودت بحياة آلاف المدنيين، ودمّرت البنية التحتية الأساسية في مختلف مناطق القطاع.
ترامب يدعو لتأمين غزة
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال تصريحات أدلى بها من قاعدة "آندروز" الجوية، أنه يسعى إلى تحقيق الأمان لسكان قطاع غزة، مؤكدًا أن الأولوية الآن هي حماية المدنيين الفلسطينيين.
وقال ترامب: "أريد الأمان للناس في غزة، لقد مرّوا بجحيم"، معربًا عن رغبته في إنهاء معاناتهم الإنسانية المتفاقمة، دون التطرق إلى تفاصيل حول شكل المبادرة التي تدعمها واشنطن.