الخليج الجديد:
2025-12-14@22:23:26 GMT

هكذا تنبّأ مهندس الجدار العازل

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

هكذا تنبّأ مهندس الجدار العازل

هكذا تنبّأ "مهندس الجدار العازل"

جدّية احتمال تفكيك إسرائيل في الأجل المنظور من أسباب الإجرام الإسرائيلي وصفاقة الموقف الغربي.

في حوار مع مارتن فان كريفلد، استشرافات أثبتت الأيام صحّتها، بل تبدو بعض عباراته وصفًا دقيقًا لما حدث منذ بدأت عملية طوفان الأقصى!

فان كريفلد: "الأميركيون أنزلوا ستة ملايين قنبلة على فيتنام ولا أذكر أن هذا ساعدهم"، و"إسرائيل دخلت في مواجهة خاسرة ضمنًا، وهذه المواجهة ستُنهينا".

تبقى نبوءة مارتن فان كريفلد الأكثر أهمية، وهو خبير عسكري إسرائيلي (أستاذ الدراسات العسكرية بالجامعة العبرية)، وتُرجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات.

كريفلد: "إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه فسنصل إلى تفكيك إسرائيل"، وعن الحل مع الفلسطينيين، قال: "لا بد من فصل تام ... فصل مطلق على مدار جيل أو جيلين، أو وفقًا لما يحتاجه الأمر".

إحدى نتائج ما يحدث بغزّة (استبسالًا ومعاناةً) هجرةً عكسيةً واسعةً لن يوقفها السفك الجنوني للدم الفلسطيني، وكثيرٌ مما تقوّضه المقاومة لا تستطيع أن ترمّمه قوة نيران جيش نظامي والسطوة السياسية لتحالف غربي.

* * *

قام المشروع الصهيوني على نبوءات متعدّدة المصادر، وشكّل سحر النبوءات والوعود جانبًا مهمًا من وقود حشد الجماهير، لكن الدولة سرعان ما أصبحت موضوع نبوءات عديدة بزوالها المحتوم، وأصبح الحديث عن إسرائيل "مقبرة حتميّة" أحد التعبيرات المتكرّرة في الخطاب الذي يتناول مستقبلها، وثمّة اختلاف بين النبوءات وطبيعتها، التي تكون غالبًا غيبية، وبين الاستشراف المستقبلي المتسلح بشيءٍ من المنهجية.

وعندما أُبعِدَت مجموعة مقاومين فلسطينيين (مرج الزهور اللبنانية، 1993)، سجّل أحدهم، هو الشيخ بسام جرار، فيديو حقّق شهرة كبيرة، تنبّأ فيه بموعد لزوال إسرائيل. وبناء على تفسير معين لقصة موت نبي الله سليمان عليه السلام في القرآن، حدّد جرار موعد نهايتها (يونيو/ حزيران 2022)، أما مؤسس حركة حماس، الشيخ الشهيد أحمد ياسين، فيُنسَب إليه أنه تنبأ بنهايتها في 2027.

وبين كل هذه التنبؤات، تبقى نبوءة البروفيسور مارتن فان كريفلد الأكثر أهمية، وهو خبير عسكري إسرائيلي (أستاذ الدراسات العسكرية في الجامعة العبرية)، وتُرجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات. وفي حوار ذي أهمية استثنائية أجرته معـه صحيفة أمستاع خضيرة الإسرائيلية (8 مارس/ آذار 2002)، وضع علامـات استفهام كبيرة بشأن مستقبل إسرائيل.

ومن عباراته التي أنقلها حرفيًا: "الأميركيون أنزلوا ستة ملايين قنبلة على فيتنام ولا أذكر أن هذا ساعدهم"، و"إسرائيل دخلت في مواجهة خاسرة ضمنًا، وهذه المواجهة ستُنهينا"،

و"الألمان في يوغسلافيا لم يكونوا رقيقين، ولم يكن لديهم يسار، ولم يكونوا ديمقراطيين، ... ... وكان عندهم أكبر منظمّة إجرامية شهدها التاريخ الإنساني، ... ... وفي أثناء الحرب قُتل 800 ألف يوغسلافي"، و"حدث مع جيشهم النظامي ما يحدُث اليوم مع جيشنا"،

"أنا أعطيك مثلًا... أنت رجل كبير وقوي، ولنفترض أن طفلًا هاجمك... حتى ولو كان خطرًا جدًا، أو مسلحًا بسكين، وقتلتَه من باب الدفاع عن النفس، عندها ستحاكم"، و"القاضي سيقول لك، وبحقّ، إن ما قمت به لم يكن في إطار الدفاع عن النفس، بل هذا قتل"، و"الشيء نفسه يحدث في العلاقات بين الأمم"،

و"الطرف الآخر منتبه لهذا الوضع ... ... فأمين عام حزب الله حسن نصر الله قال إن الإسرائيليين يحبّون الحياة حبّا جمّا، كذلك قال ياسر عرفات إن اليهود أقوياء في الخارج ضعفاء في الداخل. وكلاهما صادق 100%".

وعندما قال له محاوره: "إذًا نحن في طريقنا إلى البحر؟"، قال كريفلد: "إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه فإننا سنصل إلى تفكيك دولة إسرائيل"، وعن الحل مع الفلسطينيين، قال: "لا بد من فصل تام ... ... فصل مطلق على مدار جيل أو جيلين، أو وفقًا لما يحتاجه الأمر". وعندما سأله محاوره في ما يشبه الحدس: "سيقتحمون الجدار؟"، قال كريفلد: "نتحدّث عن سور كسور برلين"، و"ليكن عاليًا جدًا، حتى أن الطيور لا يمكنها أن تطير من فوقه".

وفي إجابة عن سؤال بشأن الاحتفاظ بالقدس، قال كريفلد: "الحياة أكثر قداسة من الأماكن المقدّسة"، و"ثمّة ضرورة لإعادة ميزان الردع"، و"نحتاج الفرصة المناسبة، ... ... فعل إرهابي مثير ضدنا ... ... حتى نشكّل مصداقية لرد فعلنا"، ويجب أن "تبرهن بأعمالك أنك يمكن أن تعمل كل شيء"، و"الذي لا يريد أن يمارس الجريمة لإنقاذ دولته عليه ألا يمارس السياسة".

وعندما قال له محاوره: "إن الذي سيرتكب جريمة بشعة سيصل إلى المحكمة الدولية في لاهاي؟"، قال: "الناس يمكنهم أن يسامحوا على جريمة كبيرة واحدة شريطة أن تنتهي (ولا تتكرّر)"، و"الجرائم البشعة والضخمة جزء من التاريخ".

والحوار مليء بالاستشرافات التي أثبتت الأيام صحتها، بل إن بعض عباراته تبدو كما لو كانت وصفًا دقيقًا لما حدث منذ بدأت عملية طوفان الأقصى. ومن دون أي قدرٍ من التفكير بالتمنّي، فإن إحدى النتائج المرجّحة ما يحدث في غزّة (استبسالًا ومعاناةً) سيكون هجرةً عكسيةً واسعةً لن يوقفها السفك الجنوني للدم الفلسطيني، وكثيرٌ مما تقوّضه المقاومة لا تستطيع أن ترمّمه (مهما بالغت في الثقة في النفس) القوة النيرانية لجيش نظامي والسطوة السياسية لتحالف غربي. وجدّية احتمال تَفَكُّك إسرائيل في الأجل المنظور من أسباب الإجرام الإسرائيلي وصفاقة الموقف الغربي.

أما نبوءة البروفيسور، الصهيوني حتى النخاع، فمحاولةٌ لا تخلو من عدمية، لمنع "دابّة الأرض" من أن تأكل المنسأة (العصا الغليظة).

*ممدوح الشيخ كاتب وباحث مصري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل الجدار غزة هجرة عكسية تفكيك إسرائيل فلسطين

إقرأ أيضاً:

كأس أمم إفريقيا 2025.. «وليد الركراكي» مهندس مشروع «أسود الأطلس» بين المجد العالمي وتحدي اللقب القاري

كأس أمم إفريقيا 2025.. يُعدّ وليد الركراكي أحد أبرز النماذج التدريبية التي عرفتها الكرة المغربية في العقد الأخير، بعدما نجح في شق طريقه بثبات نحو القمة، جامعًا بين الطموح والواقعية، وبين سرعة الإنجاز واستمرارية المشروع، ليصبح الاسم الأبرز المرتبط بالتحول الكبير الذي عرفه منتخب المغرب في السنوات الأخيرة.

بدأ الركراكي مسيرته التدريبية بشكل فعلي سنة 2014 مع نادي الفتح الرباطي، حيث برز منذ خطواته الأولى كمدرب يملك رؤية واضحة وقدرة على بناء فرق منظمة تعتمد على الانضباط التكتيكي والعمل الجماعي. ولم تمضِ سوى موسمين حتى قاد الفتح إلى إنجاز تاريخي، بالتتويج بلقب الدوري المغربي عام 2016، وهو أول لقب في تاريخ النادي، ليضع اسمه بقوة في خريطة المدربين الصاعدين.

هذا النجاح فتح أمامه أبواب التجربة الخارجية، فانتقل إلى قطر لتدريب نادي الدحيل، حيث واصل تأكيد قدراته من خلال التتويج بلقب الدوري القطري، مثبتًا أنه قادر على التأقلم مع بيئات كروية مختلفة وتحقيق النتائج خارج المغرب.

غير أن المحطة الأهم في مسيرته كانت مع نادي الوداد الرياضي، إذ شهد عام 2022 ذروة تألقه عندما قاد الفريق الأحمر لتحقيق ثنائية تاريخية تمثلت في الفوز بالدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا في موسم واحد.هذا الإنجاز غير المسبوق جعله أول مدرب مغربي يحقق هذا الجمع، ورسخ صورته كمدرب قادر على إدارة الضغوط وصناعة الألقاب الكبرى.

هذا الرصيد القاري كان كافيًا ليمنحه الاتحاد المغربي لكرة القدم ثقة قيادة المنتخب الوطني قبل أشهر قليلة من كأس العالم 2022. وفي مونديال قطر، كتب الركراكي اسمه بحروف من ذهب، بعدما قاد “أسود الأطلس” إلى نصف النهائي، كأول مدرب عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور، محولًا المنتخب المغربي إلى قوة عالمية تحظى بالاحترام.

تكمن فلسفة الركراكي في مزيج خاص يجمع بين الانضباط التكتيكي المستوحى من المدرسة الأوروبية، والروح القتالية والمرونة الذهنية التي تميز الكرة المغربية. يعتمد في بنائه الفني على قاعدة دفاعية صلبة، مع قدرة عالية على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، مستفيدًا من سرعة الأجنحة وجودة لاعبي الوسط. كما يولي الجانب النفسي أهمية كبرى، إذ يركز على تعزيز الثقة وكسر عقدة الخوف لدى اللاعبين، وإقناعهم بقدرتهم على مجاراة أقوى المنتخبات.

ورغم النجاحات الكبيرة، لم يسلم الركراكي من الانتقادات في الفترة الأخيرة، حيث يرى بعض المتابعين أن المنتخب يعاني هجوميًا أمام الفرق المتكتلة، وأن الاعتماد المفرط على أسلوب المونديال قد لا يكون كافيًا في البطولات القارية. ومع اقتراب كأس الأمم الإفريقية، تتجه الأنظار إليه لإثبات قدرته على تطوير حلول هجومية أكثر تنوعًا، وتحقيق التوازن بين الأداء والنتيجة، من أجل تتويج هذا الجيل الذهبي بلقب قاري طال انتظاره.

مقالات مشابهة

  • رينارد: نحترم منتخب الأردن.. ولكن طموحنا التأهل للنهائي
  • كأس أمم إفريقيا 2025.. «وليد الركراكي» مهندس مشروع «أسود الأطلس» بين المجد العالمي وتحدي اللقب القاري
  • تفاصيل اعترافات خادمة بسرقة شقة مهندس في حدائق أكتوبر
  • تداول 17 ألف طن بضائع بموانئ البحر الأحمر
  • ضبط خادمة وراء سرقة مشغولات ذهبية من شقة مهندس في حدائق أكتوبر
  • اكتشاف جدار حجري عمره 7 آلاف عام تحت الماء قبالة فرنسا
  • لبنان.. الجدار الإسرائيلي يضع «اليونيفيل» أمام اختبار صعب
  • "مقاومة الجدار": قرار إقامة المستوطنات حرب إبادة للجغرافية الفلسطينية
  • مقاومة الجدار: قرار إقامة المستوطنات حرب إبادة للجغرافية الفلسطينية
  • فرنسا وسوريا تطالبان لبنان باعتقال مهندس قمع السوريين