الخليج الجديد:
2025-10-26@10:47:23 GMT

هكذا تنبّأ مهندس الجدار العازل

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

هكذا تنبّأ مهندس الجدار العازل

هكذا تنبّأ "مهندس الجدار العازل"

جدّية احتمال تفكيك إسرائيل في الأجل المنظور من أسباب الإجرام الإسرائيلي وصفاقة الموقف الغربي.

في حوار مع مارتن فان كريفلد، استشرافات أثبتت الأيام صحّتها، بل تبدو بعض عباراته وصفًا دقيقًا لما حدث منذ بدأت عملية طوفان الأقصى!

فان كريفلد: "الأميركيون أنزلوا ستة ملايين قنبلة على فيتنام ولا أذكر أن هذا ساعدهم"، و"إسرائيل دخلت في مواجهة خاسرة ضمنًا، وهذه المواجهة ستُنهينا".

تبقى نبوءة مارتن فان كريفلد الأكثر أهمية، وهو خبير عسكري إسرائيلي (أستاذ الدراسات العسكرية بالجامعة العبرية)، وتُرجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات.

كريفلد: "إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه فسنصل إلى تفكيك إسرائيل"، وعن الحل مع الفلسطينيين، قال: "لا بد من فصل تام ... فصل مطلق على مدار جيل أو جيلين، أو وفقًا لما يحتاجه الأمر".

إحدى نتائج ما يحدث بغزّة (استبسالًا ومعاناةً) هجرةً عكسيةً واسعةً لن يوقفها السفك الجنوني للدم الفلسطيني، وكثيرٌ مما تقوّضه المقاومة لا تستطيع أن ترمّمه قوة نيران جيش نظامي والسطوة السياسية لتحالف غربي.

* * *

قام المشروع الصهيوني على نبوءات متعدّدة المصادر، وشكّل سحر النبوءات والوعود جانبًا مهمًا من وقود حشد الجماهير، لكن الدولة سرعان ما أصبحت موضوع نبوءات عديدة بزوالها المحتوم، وأصبح الحديث عن إسرائيل "مقبرة حتميّة" أحد التعبيرات المتكرّرة في الخطاب الذي يتناول مستقبلها، وثمّة اختلاف بين النبوءات وطبيعتها، التي تكون غالبًا غيبية، وبين الاستشراف المستقبلي المتسلح بشيءٍ من المنهجية.

وعندما أُبعِدَت مجموعة مقاومين فلسطينيين (مرج الزهور اللبنانية، 1993)، سجّل أحدهم، هو الشيخ بسام جرار، فيديو حقّق شهرة كبيرة، تنبّأ فيه بموعد لزوال إسرائيل. وبناء على تفسير معين لقصة موت نبي الله سليمان عليه السلام في القرآن، حدّد جرار موعد نهايتها (يونيو/ حزيران 2022)، أما مؤسس حركة حماس، الشيخ الشهيد أحمد ياسين، فيُنسَب إليه أنه تنبأ بنهايتها في 2027.

وبين كل هذه التنبؤات، تبقى نبوءة البروفيسور مارتن فان كريفلد الأكثر أهمية، وهو خبير عسكري إسرائيلي (أستاذ الدراسات العسكرية في الجامعة العبرية)، وتُرجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات. وفي حوار ذي أهمية استثنائية أجرته معـه صحيفة أمستاع خضيرة الإسرائيلية (8 مارس/ آذار 2002)، وضع علامـات استفهام كبيرة بشأن مستقبل إسرائيل.

ومن عباراته التي أنقلها حرفيًا: "الأميركيون أنزلوا ستة ملايين قنبلة على فيتنام ولا أذكر أن هذا ساعدهم"، و"إسرائيل دخلت في مواجهة خاسرة ضمنًا، وهذه المواجهة ستُنهينا"،

و"الألمان في يوغسلافيا لم يكونوا رقيقين، ولم يكن لديهم يسار، ولم يكونوا ديمقراطيين، ... ... وكان عندهم أكبر منظمّة إجرامية شهدها التاريخ الإنساني، ... ... وفي أثناء الحرب قُتل 800 ألف يوغسلافي"، و"حدث مع جيشهم النظامي ما يحدُث اليوم مع جيشنا"،

"أنا أعطيك مثلًا... أنت رجل كبير وقوي، ولنفترض أن طفلًا هاجمك... حتى ولو كان خطرًا جدًا، أو مسلحًا بسكين، وقتلتَه من باب الدفاع عن النفس، عندها ستحاكم"، و"القاضي سيقول لك، وبحقّ، إن ما قمت به لم يكن في إطار الدفاع عن النفس، بل هذا قتل"، و"الشيء نفسه يحدث في العلاقات بين الأمم"،

و"الطرف الآخر منتبه لهذا الوضع ... ... فأمين عام حزب الله حسن نصر الله قال إن الإسرائيليين يحبّون الحياة حبّا جمّا، كذلك قال ياسر عرفات إن اليهود أقوياء في الخارج ضعفاء في الداخل. وكلاهما صادق 100%".

وعندما قال له محاوره: "إذًا نحن في طريقنا إلى البحر؟"، قال كريفلد: "إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه فإننا سنصل إلى تفكيك دولة إسرائيل"، وعن الحل مع الفلسطينيين، قال: "لا بد من فصل تام ... ... فصل مطلق على مدار جيل أو جيلين، أو وفقًا لما يحتاجه الأمر". وعندما سأله محاوره في ما يشبه الحدس: "سيقتحمون الجدار؟"، قال كريفلد: "نتحدّث عن سور كسور برلين"، و"ليكن عاليًا جدًا، حتى أن الطيور لا يمكنها أن تطير من فوقه".

وفي إجابة عن سؤال بشأن الاحتفاظ بالقدس، قال كريفلد: "الحياة أكثر قداسة من الأماكن المقدّسة"، و"ثمّة ضرورة لإعادة ميزان الردع"، و"نحتاج الفرصة المناسبة، ... ... فعل إرهابي مثير ضدنا ... ... حتى نشكّل مصداقية لرد فعلنا"، ويجب أن "تبرهن بأعمالك أنك يمكن أن تعمل كل شيء"، و"الذي لا يريد أن يمارس الجريمة لإنقاذ دولته عليه ألا يمارس السياسة".

وعندما قال له محاوره: "إن الذي سيرتكب جريمة بشعة سيصل إلى المحكمة الدولية في لاهاي؟"، قال: "الناس يمكنهم أن يسامحوا على جريمة كبيرة واحدة شريطة أن تنتهي (ولا تتكرّر)"، و"الجرائم البشعة والضخمة جزء من التاريخ".

والحوار مليء بالاستشرافات التي أثبتت الأيام صحتها، بل إن بعض عباراته تبدو كما لو كانت وصفًا دقيقًا لما حدث منذ بدأت عملية طوفان الأقصى. ومن دون أي قدرٍ من التفكير بالتمنّي، فإن إحدى النتائج المرجّحة ما يحدث في غزّة (استبسالًا ومعاناةً) سيكون هجرةً عكسيةً واسعةً لن يوقفها السفك الجنوني للدم الفلسطيني، وكثيرٌ مما تقوّضه المقاومة لا تستطيع أن ترمّمه (مهما بالغت في الثقة في النفس) القوة النيرانية لجيش نظامي والسطوة السياسية لتحالف غربي. وجدّية احتمال تَفَكُّك إسرائيل في الأجل المنظور من أسباب الإجرام الإسرائيلي وصفاقة الموقف الغربي.

أما نبوءة البروفيسور، الصهيوني حتى النخاع، فمحاولةٌ لا تخلو من عدمية، لمنع "دابّة الأرض" من أن تأكل المنسأة (العصا الغليظة).

*ممدوح الشيخ كاتب وباحث مصري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل الجدار غزة هجرة عكسية تفكيك إسرائيل فلسطين

إقرأ أيضاً:

مقاومة الجدار والاستيطان: 158 اعتداء على قاطفي الزيتون في الضفة منذ مطلع أكتوبر الجاري

قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن جيش الاحتلال والمستوطنين نفّذوا 158 اعتداءً ضد قاطفي الزيتون في الضفة منذ مطلع أكتوبر 2025.

إصابة 6 أشخاص بنيران جيش الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم جيش الاحتلال يعلن مقتل عباس كركي بغارة جنوب لبنان

وأضافت في بيان، اليوم السبت، أنَّ المستوطنين صعّدوا هجماتهم واعتداءاتهم تحت حماية جيش الاحتلال، بحق الفلسطينيين ومنعهم من قطف ثمار الزيتون في عدة مناطق بالضفة.

 

وشهدت صباح اليوم عدة مناطق بالضفة عنف المستوطنين على الأهالي، حيث هاجموا مزارعين فلسطينيين أثناء قطفهم ثمار الزيتون في بلدة قبلان جنوب نابلس، ما أدّى لإصابة 3 مزارعين ومصادرة معدات زراعية.

 

وفي قرية بيت عوا جنوب غرب الخليل، منع جيش الاحتلال مزارعين فلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم لقطف ثمار الزيتون وأطلق عليهم قنابل الغاز.

 

كما هاجم المستوطنون مزارعين فلسطينيين ومنعوهم من الوصول لأراضيهم في قرية كفر مالك شرق رام الله، وكذلك في بلدة عقربا جنوب نابلس، ووادي سعير شمال الخليل.

 

وأفاد مجلس قروي دوما جنوب نابلس أن الاحتلال والمستوطنين يواصلون منع السكان من الوصول لأراضيهم، واعتداءاتهم تشمل سرقة الزيتون، تخريب المزارع، تكسير الأشجار، رعي الأغنام، وإتلاف خطوط المياه.

 

وتأتي هذه الهجمات العنيفة بوتيرة متسارعة ضد الفلسطينيين في الضفة، بعد إعلان وقف إطلاق النار بغزة قبل نحو أسبوعين.

 

شرطة غزة: إصابة أطفال إثر انفجارات لأجسام مشبوهة خلّفها الاحتلال

 

قالت المديرية العامة للشرطة الفلسطينية في غزة، إنّ الطواقم المختصة بشرطة هندسة المتفجرات، ومنذ سريان وقف إطلاق النار، تؤدي واجبها في التعامل مع المخلفات الحربية والأجسام المشبوهة التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي في محافظات قطاع غزة كافة.

 

وأضافت في بيان، أنه خلال الأيام الماضية وقعت عدة حوادث انفجارات لأجسام مشبوهة، أدت لإصابات بينها أطفال نتيجة عبثهم بتلك الأجسام.

 

وتابعت: «ننوه للمواطنين بضرورة الحذر والانتباه لأبنائهم، وفي حال العثور على أية مخلفات أو أجسام غريبة بين الركام وأنقاض المباني المدمرة، ضرورة عدم الاقتراب منها أو العبث بها حفاظاً على حياتهم».

 

ودعت للمسارعة بالإبلاغ عنها من خلال الاتصال بعمليات الشرطة على الرقم المجاني (100) أو العمليات المركزية بوزارة الداخلية على الرقم (109)، واتباع التعليمات التي يتلقونها لحين وصول الفرق المختصة للتعامل معها.

 

 

صحة غزة: 93 شهيدا منذ بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار

 

 

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن مستشفيات القطاع استقبلت 19 شهيدًا (منهم 4 شهداء نتيجة استهداف مباشر من الاحتلال و15 شهيد انتشال)، و7 إصابات خلال الـ 48 ساعة الماضية.

 

وأضافت في بيان، أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

 

وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 68,519 شهيدًا و170,382 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

 

ولفتت إلى أنه منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الجاري، بلغ إجمالي الشهداء 93، وإجمالي الإصابات 324، وإجمالي الانتشال 464.

 

وأفادت بإضافة 220 شهيدًا للإحصائية التراكمية للشهداء، ممن تم اكتمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية المتابعة لملف التبليغات والمفقودين.

 

وأكدت التعرف حتى الآن على 64 جثمانًا من أصل 195 جثمانًا، من الجثامين المفرج عنها و التي تم استلامها من قبل الاحتلال.

 

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقطعون عشرات أشجار الزيتون في بيت لحم
  • بقلم الفريق مهندس كامل الوزير: المتحف المصري الكبير.. جسر يربط الماضي بالمستقبل
  • مستوطنون يقطعون عشرات أشجار الزيتون بالمنيا جنوب بيت لحم
  • جامعة كفر الشيخ تحصد المركز الثاني وجائزة التميز في مبادرة مصر تصنع.. صور
  • مدرب مانشستر يونايتد يتحدث عن «أوقات حرجة»!
  • مقاومة الجدار والاستيطان: 158 اعتداء على قاطفي الزيتون في الضفة منذ مطلع أكتوبر الجاري
  • مهندس في مايكروسوفت يستقيل احتجاجا على “تورط” الشركة في حرب غزة
  • تصدير 3500 طن حديد تسليح إلى جدة عبر موانئ البحر الأحمر
  • وخرج القطار من الجدار!
  • من «مهندس التغيير» إلى الإدانة: تساؤلات حول تداخل المال والسياسة في ملف ليبيا