الديمقراطية الليبرالية فى الجمهورية الجديدة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
للمصريين أن يفخروا بانتهاج الدولة المصرية، المسار الديمقراطى الجديد، الذى يضمن الاستمرار فى الاستقرار الأمنى والسياسى وتحقيق الخير للوطن والمواطن، وقد عانى المصريون على مدار عدة عقود من الزمن الويلات من غياب هذا المسار الديمقراطى، وتعرضت مصر للعديد من الأزمات الواحدة تلو الأخرى بسبب هذا الأمر، ونحمد الله الآن أن مطالب المصريين قد تحققت فى الدخول للمسار الديمقراطى الجديد، الذى طالبوا به كثيراً، وكما قلت أمس، إن تحقيق الديمقراطية لم يأت من فراغ، وإنما استند إلى الكثير من الأمور من ثورة 30 يونيو 2013 وحتى إجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى أكدت تفعيلاً سياسيًا وتنشيطاً للأحزاب والقوى السياسية لم تشهده البلاد منذ ثورة 23 يوليو 1952.
منذ قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بحل الأحزاب السياسية، والشعب المصرى يكافح من أجل الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، والتى باتت لها مادة خاصة بالدستور، وهى المادة الخامسة التى تم تفعيلها على الأرض من خلال ما تم فى الانتخابات الرئاسية وقد وجدنا فى هذا الشأن أربعة مرشحين خاضوا السباق الرئاسى. فقد تبين بعد هذه السنوات الطويلة أن أكبر خطأ ارتكبته ثورة 23 يوليو هو ارتكاب جريمة سياسية بحل الأحزاب، وأن أكبر ضرر هو الاعتماد على حزب واحد، لأن ذلك يفصل الناس عن واقع الحكم، وقد تسبب ذلك فى وقوع الكثير من الكوارث، ما جعل أى إنجاز حققته ثورة 23 يوليو محل ريبة وشك.
وبسبب الانتكاسات الكثيرة التى تعرضت لها البلاد أدرك الرئيس جمال عبدالناصر فى عام 1968 أهمية التعددية الحزبية بديلاً للحزب الواحد، ورغم ذلك لم يتحقق على الأرض ما كان ينتوى عبدالناصر القيام به. ورغم أن عبدالناصر باتت لديه القناعة الكاملة بأهمية تحقيق الحياة الديمقراطية السليمة، إلا أنه لم ينفذ ذلك، حتى لقى ربه فى عام 1970.
منذ هذا التاريخ والحياة السياسية والحزبية تتعرض للكثير من النكبات، بسبب غياب الرأى والرأى الآخر الذى يجعل صاحب القرار أمام رؤية شاملة وواضحة ويعفيه من اتخاذ القرار منفرداً.. وعندما قرر الرئيس الراحل أنور السادات بعد نصر أكتوبر العظيم تبنى فكر المنابر والأحزاب الثلاثة المعروفة باليمين والوسط واليسار، كان يفكر جدياً فى التعددية الحزبية لكنها كانت على نطاق محدود جداً، ولم تحقق المسار الديمقراطى المطلوب، وجاء أخطر وأسوأ ما فيه هو تبنى الرئيس السادات أو رئاسته حزبًا بعينه، والذى يعد النواة للحزب الوطنى المنحل.. واستمر كفاح المصريين من أجل الديمقراطية فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك بعدما سيطر الحزب الوطنى على مقاليد كل شىء، وبدأت الحرب الضروس على جميع الأحزاب الأخرى، بل سعى النظام إلى تشويه الأحزاب، وباتت فكرة الديمقراطية شكلية فقط لا غير، ولا دور فيها للأحزاب السياسية، وبات المتفرد الوحيد بالحياة السياسية هو الحزب الوطنى. وقد تعرضت كل الأحزاب إلى حملات تنكيل واسعة بشكل يندى له الجبين، وجالت الأقلام وصالت فى التسبيح بحمد الحزب الوطنى وتشويه ما عداه من أحزاب. وبلغ الاستخفاف بالمواطنين مداه، وسيطرت همينة الحزب الحكومى على كل شىء. وكانت تلك القشة التى قصمت ظهر البعير عندما فشل النظام بأكمله فى 25 يناير 2011، ولو كانت هناك أحزاب قوية بعد سقوط الحزب الوطنى لملأت الفراغ السياسى وتجنبت مصر الفوضى والاضطراب الذى ساد البلاد وكل الكوارث التى شهدها المصريون بسبب حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
وبالتالى فإن كل النكبات التى تعرضت لها مصر سببها الرئيسى هو سيطرة الحزب الواحد وغياب التعددية الحزبية، سواء كانت غير موجودة على الأرض أو موجودة ومهمشة كما كانت فى عهد «مبارك». أما الآن فمصر تؤسس لمرحلة جديدة فى دولة ديمقراطية ليبرالية عصرية حديثة قوامها الرئيسى هو الأحزاب السياسية، الفاعلة، وهذا ما شهدناه خلال المرحلة الماضية من خلال الانتخابات الرئاسية وتفعيل المواد الدستورية القائمة على التعددية السياسية والحزبية وانتهت بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى برؤساء الأحزاب الثلاثة الذين خاضوا الانتخابات الرئاسية، وهم الدكتور عبدالسند يمامة، وفريد زهران، وحازم عمر، ما يؤكد أن مصر بدأت خطوات التفعيل الديمقراطي الحقيقى، وقد تأكد ذلك من خلال تصريحات الرئيس السيسى التى أشاد فيها بالمشهد الديمقراطى الرائع الذى شهدته البلاد.
«وللحديث بقية»
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وجدى زين الدين الانتخابات الرئاسیة الحزب الوطنى
إقرأ أيضاً:
رامى عياش يعلن التعاون مجددا مع "مزيكا" في ألبوم جديد
أجرى البوب ستار رامي عياش، مقابلة خاصة مع منصة "بيلبورد عربية" وأعلن فى مقابلته مفاجآت كثيرة لجمهوره فى مصر والوطن العربى، من بينها أنه أوشك على الإنتهاء من ألبومه الغنائى الجديد، الذى يتعاون فيه مجددا مع شركة "مزيكا" والمنتج محمد جابر، وسيتم طرحه فى موسم الصيف الحالى، ويقدم من خلاله مجموعة متنوعة من الأغنيات، ويشارك فيها عياش من كلماته وألحانه بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار الشعراء والملحنين والموزعين الموسيقين فى مصر ولبنان.
ومن المعروف أن رامى تعاون من قبل مع "مزيكا" فى ألبوم "قصة حب" والذى تم طرحه فى 2019، وحقق الألبوم نجاحا كبيرا، وتصدرت أغنياته تريند مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب، وضم الألبوم مجموعة متنوعة من الأغنيات، من بينها "وصفولى عنيك"، "أم الدنيا"، و"سكاكر السكر".
تركزت مقابلة رامى عياش مع بيلبورد عربية بأكملها على استعراض محطات مسيرته، منذ الإطلالة الأولى في "استديو الفن"، والهيت الأول "بغنيلا وبدقلا". يتأمل رامي عياش لقطات له وهو في سن السادسة عشر ويقول: "مشيت ع الطريق الصح. ما خبصت. بقيت متمسك بكلشي تعلمته… الحمد لله ما تغيرت. مافي شي غيرني". وعند سؤاله إن كان قد شعر بالندم على أي من قراراته منذ ذلك الحين يجيب بحسم: "نهائيًا! وحتى الأخطاء اللي مرقت بعتبرها مكتوبة".
وحول سؤال عن اللحظة التى شعر فيها أنه أصبح سوبر ستار؟.. قال رامى: ولا مرة حسيت إنى أنجزت كل شئ، إلا فى مرة واحدة، وقت أمى الله يرحمها كانت موجودة فى حفل بدار الأوبرا المصرية، وكان حلمها أن ترى الأوبرا التى غنت على مسرحها السيدة أم كلثوم، وتحقق حلمها، كما تحقق حلمها أيضا بعدما رأتنى أغنى على نفس المسرح، فتحقق حلمين بليلة واحدة، ثم ذهبت بها إلى مشاهدة الأهرامات، فهذا كان حلم ثالث، ثم شاهدت الزعيم عادل إمام فكان هذا أيضا حلمها الرابع، وتحقق تكل هذه الأحلام فى أسبوع واحد، وكان هذا من أهم إنجازاتى لأمى.
ورد رامى على سؤال هل مصر هى حلم فنانى بلاد الشام ؟.. فقال: لاشك فى ذلك فمصر بها 100 مليون مواطن، ولها فضل كبير على، ودائما أقولها فى كل وقت ودائما فخور بها، مصر فتحت لى ذراعيها واهتمامها بى كان كبير، ووصلت لمرحلة أعامل فى مصر كمصرى وليس كلبنانى.