عائض الأحمد
ضع هدفًا وحلمًا كما تشاء، الواقع يفرض منطقيته حينما تدور العجلة، فلا تسبق الأحداث ولكن أقرأها جيدًا، الفرصة "حدس" وتوقع، فكما تعمل هناك كثيرون، وتفردك قرار تخيلي ينصفه الواقع، حينما تتجرد من فوقية الأنا وتصغي لجسد نحن بكفائه الجمع وجهد الفرد، حتما ستصل.
العشوائية هي ما تراه في طريق أنت من رسم مساره، وليس بالضرورة أن يكون كذلك؛ فالأحكام المسبقة على أعمال الآخرين هي جزء من عشوائية التفكير، وكأن الطريق لم يخلق لغيرك، انتظر النهايات دائمًا قبل إطلاق الأحكام، ومع ذلك أيضًا توخْ الحذر، فإن لم تكن تروقك فهي هدف للآخرين، ربما لم يفصحوا عنه أو هكذا أرادوا.
سُلم الحياة ليس في درجاته فقط، فسقطاته أقوى بكثير من سهولة الصعود، فكم من متشبث يحسن ذلك دون هويه، حتى هوى من عاليه، وهو ينفض عنه تراب الأرض التي حملته ثم أعادته إليها حامدًا شاكرًا إنِّه بلا كسور.
تحدث قليلًا واسمع أكثر، هذا أفضل ما قيل وما سيُقال مستقبلًا، الصمت يعلمك الكلام والثرثرة توقعك في المحظور دون أن تعلم، الفصاحة والأدب والثقافة ليست شيئًا واحدًا لتضعها في سلتك لعرضها في صالونات الأدب لتنال الثناء، فهناك من صمت دهرًا ثم تحدث بإيجاز ولعلها وصلت بلغة الإشارة، انظروا هناك وحسب!
يقال "ادخل حين يهرب الناس واهرب حين يدخلون"، نظرية أو هكذا أراها في أسواق المال والاقتصاد، ولعلها أيضًا تفتح أبوابًا أخرى في صناعة القرار الشخصي حينما يلتف الناس حولك فليس بالضرورة أن تكون على حق دائمًا.
ختامًا.. لو جعلت من نفسك قدوة لكنت أكثر قبولًا من نقد الآخرين، وأنت تقف هنا تعد سنوات الضياع وهدر الوقت بسرد أخطائهم، ستُقال لمن سخر جُل وقته لتتبع هفوات محيطه، قلناه مرارًا إن فلسفة النقد ليست قرآنًا يا سيدي، تجاوزها متى شئت لا تثريب.
شيء من ذاته: تستبح كياني متهللة الوجه راخية اللثام، جل تغريدها، من أنت؟ ولما أنا؟ كلما زاد بها الشوق نعتتني بـ"نشاز" أوصافها، أعلم ما بها وأين تحط رحالها، قديسة، الأرض موطأها، فائقة الحُسن أقرب الى الأنفاس إن سكنت، مرباعها القلب، وعيناي مهجعها.
سمة: العشاق هم أهل للشفقة وليس النصح، فلم يعد يجدي نفعًا، فضرره اكبر من نفعه، من رهن نفسه وجعلها حبيسه هواه فلا تلُمه، ولُمْ قلبًا تصحّر ثم اخضرَّ في محبوبه، وحينما أينعت قطافه، فَقَدَ ذاكرة الزمان والمكان وأخجلته الأفعال؛ فطاف بحيها سبعًا وسبعين مرة، وقد ذاق سُم العشق فتخشبت اطرافه، ولم يبق له غير سعاد رفيقة الطفولة وسند خريفها.
نقد: الاختصار سمة العصر لا أريد أن تقف طويلًا، المساحة تحكم الطرح والأفكار يحكمها المكان والزمان معًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الري: المياه ليست فقط مصدر للحياة بل أساس السلام والازدهار وكرامة الإنسان
ضمن فعاليات "أسبوع القاهرة الثامن للمياه" شارك الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري، فى جلسة "الشراكات الثنائية من أجل الصمود الإقليمي، تعزيز التعاون عبر الحدود فى حوض النيل"، وذلك بحضور هيلين أدوا وزيرة المصايد السمكية الأوغندية، والسفيرة نيرمين الظواهري أمين عام الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، وموسامبى تام
مستشار وزير البيئة بجمهورية الكونغو الديمقراطية .
وفى كلمته بالجلسة أشار الدكتور سويلم إلى أن المياه ليست فقط مصدر الحياة، بل هي أيضًا أساس السلام والازدهار وكرامة الإنسان، وفي حوض النيل، حيث تتوحد دولنا بروابط هذا النهر العريق، تمثل المياه في آنٍ واحد أكبر فرصة لنا، وأعظم تحدى نواجهه .
واليوم، يواجه نهرنا المشترك ضغوطًا غير مسبوقة نتيجة لتغير المناخ، والنمو السكاني، وتزايد الطلبات على الموارد، وهي تحديات عابرة للحدود تتطلب عملاً جماعيًا والتزامًا تامًا بمبادئ القانون الدولي، فهذه التحديات لا تعرف حدودًا، ولا تستطيع دولة بمفردها مواجهتها .
لقد آمنت مصر دائمًا بأن التعاون ليس خيارًا، بل ضرورة، واستنادًا إلى هذا الإيمان، طورت مصر شراكات ثنائية قوية ومبادرات تعاون فني عبر حوض النيل، حيث حققت مصر و دول حوض النيل نتائج ملموسة، مثل حفر آبار جوفية لتوفير مياه شرب آمنة للمجتمعات النائية؛ تنفيذ نظم لحصاد مياه الأمطار لتعزيز الصمود في مواسم الجفاف؛ مكافحة الحشائش المائية لتحسين إدارة الفيضانات وتسهيل الملاحة النهرية؛ إنشاء مراكز متقدمة للتنبؤات الجوية لحماية الأرواح وسبل العيش من الأحداث المناخية المتطرفة؛ تنفيذ مشروعات للحد من آثار الفيضانات لحماية السكان والممتلكات؛ بالإضافة للعديد من المبادرات الثنائية الأخرى التي تحقق منافع ملموسة لشعوب دول حوض النيل .
وبنفس القدر من الأهمية، استثمرت مصر بشكل مستدام في تدريب وبناء قدرات الأشقاء الأفارقة من خلال مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي PACWA، ما أسهم في تمكين جيل جديد من القادة القادرين على تشكيل مستقبل المياه في إفريقيا .
وتؤكد مصر التزامها الكامل بتوسيع شراكاتها مع جميع دول حوض النيل والدول الإفريقية، برؤية تهدف إلى جعل حوض النيل نموذجًا للتعاون الفعّال عبر الحدود، نموذج يعزز الصمود المناخي، ويدعم الأمن المائي والغذائي، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة والسلام في القارة بأكملها .
وتتجسد هذه الرؤية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في دول حوض النيل الجنوبى، حيث تؤكد مصر التزامها الثابت بالاندماج الإقليمي والازدهار المشترك محوّلةً مبادئ التعاون والمنفعة المتبادلة إلى واقع ملموس يخدم جميع دول الحوض .
وفي هذا الإطار، دعمت مصر ٣٧ مشروعًا ضمن برنامج الاستثمار في حوض نهر النيل (NELSAP) في دول البحيرات الاستوائية، مؤكدة التزامها بالتنمية المستدامة والمشروعات التي تحقق المنافع المشتركة بأقل الآثار السلبية على دول المصب .
وفي الوقت ذاته، ترفض مصر بشكل قاطع الإجراءات الأحادية التي تتبعها إحدى دول الحوض الشرقي، إذ تتعارض مع مبادئ التعاون والمنفعة المشتركة واحترام القانون الدولي .
وتؤمن مصر بأن الاستقرار الحقيقي والمستدام في الحوض لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التنمية المشتركة، وتقاسم المنافع بعدالة، والإدارة المستدامة للموارد المائية المشتركة .
وأضاف الدكتور سويلم أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب التحرك العاجل والتضامن والعمل الجماعي وتحويل التحديات إلى فرص، والتنافس إلى تعاون، والطموح إلى تقدم ملموس، وفي هذا السياق، أطلقت مصر آلية تمويلية بمخصصات قدرها ١٠٠ مليون دولار لدراسة وتنفيذ المشروعات التنموية بدول حوض النيل الجنوبى .