عربي21:
2025-06-10@21:16:27 GMT

يوم ميلاد ريم روح الروح.. يوم عالمي للأطفال الشهداء

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

على حسابها على منصة "إكس" اقترحت الكاتبة والمترجمة التركية المعروفة آيتشين قانات أوغلو، تخصيص يوم الثالث والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، يوما عالميا للأطفال الشهداء، حيث يوافق ذلك اليوم ذكرى ميلاد الطفلة الغزاوية الشهيدة ريم، التي اشتهرت بلقب "روح الروح" بعد ظهورها في مقطع مصور مؤثر عقب استشهادها في قصف إسرائيلي، يحملها جدها وهو يحتضنها، ويمسح على شعرها، ويصفها بأنها روح الروح.



ثم ظهر الجد لاحقا في مقطع آخر، ليقول إنها كانت الأقرب إليه من بين أحفاده، وأن يوم ميلادها يتوافق مع يوم ميلاده، لذا كانا يحتفلان به سويا، مؤكدا أنه لن يحتفل به بعد رحيل "ريم".

من المفيد أن نذكر هنا، قبل الحديث عن مقترح قانات أوغلو، أن الجماعة اليهودية نجحت في استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2005 باعتماد يوم 27 كانون الثاني/ يناير من كل عام "اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود"، وذلك بعد عشرات السنين من انتهاء الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي مكنهم من تذكير العالم كل عام بضحايا النازية من اليهود، وما حدث لهم في معسكرات الاعتقال، إضافة إلى تعزيز تعليم تاريخ "الهولوكوست" في جميع أنحاء العالم.

"الهولوكوست" الصهيوني بحق الأطفال الفلسطينيين

هذه الأفعال، التي ترقى إلى مرتبة "جرائم حرب" و"الإبادة الجماعية"، تحتاج إلى توثيق، لتذكير شعوب العالم دوما بما حدث خاصة للأطفال. فآلاف الأطفال الشهداء ليسوا مجرد أرقام، فخلف كل طفل منهم قصة وحكاية، وأسرة كانت ترسم له مستقبلا في مخيلتها، وتجتهد على أرض الواقع لتحقيقه
بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة من الأطفال فقط حتى كتابة هذه السطور، نحو تسعة آلاف طفل شهيد!! وهو عدد مرشح للزيادة على مدار اليوم.

فبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال تقتل طفلا وتصيب اثنين آخرين كل عشر دقائق!! فيما قال السيناتور الأمريكي فان هولن "إن غزة شهدت مقتل10 أضعاف عدد الأطفال الذين قتلوا خلال نحو عامين من الحرب في أوكرانيا".

فإسرائيل وسّعت -وفق المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان- منذ انهيار الهدنة الإنسانية المؤقتة "دائرة استهداف المدنيين بشكل صادم، بما في ذلك تصعيد تدمير كلي للمربعات السكنية واستهداف مدارس تؤوي آلاف النازحين بغرض رفع الكلفة البشرية من الضحايا".

ومن هنا، فإن هذه الأفعال، التي ترقى إلى مرتبة "جرائم حرب" و"الإبادة الجماعية"، تحتاج إلى توثيق، لتذكير شعوب العالم دوما بما حدث خاصة للأطفال. فآلاف الأطفال الشهداء ليسوا مجرد أرقام، فخلف كل طفل منهم قصة وحكاية، وأسرة كانت ترسم له مستقبلا في مخيلتها، وتجتهد على أرض الواقع لتحقيقه.

ريم كانت واحدة من هؤلاء، وهناك يوسف "الأبيض أبو شعر كيرلي"، وطفل ثالث يسأل الطبيب: "بضل عايش؟!"، ورابع يتحول إلى أشلاء ممزقة فيضعها شقيقه الطفل في شنطة المدرسة ويهرع بها صوب المستشفى، وخامس راقد بين الحياة والموت وليس على لسانه سوى: "الله أكبر"، وتلك الطفلة "هيا" التي كتبت وصيتها ووزعت فيها نقودها وملابسها على أفراد أسرتها.. إلى آلاف القصص والحكايات بعدد هؤلاء الشهداء.. حكايات لم تتوقف عليهم بل امتدت إلى عوائلهم، وفاجعة من بقى منهم على قيد الحياة، حيث تحولت عبارات قالوها تحت وقع الصدمة إلى رموز إنسانية عالمية بالغة التأثير.

لذا، من الضروري أن تتكاتف الجهود الرسمية والشعبية، لتخليد ذكرى هؤلاء الشهداء صغار السن بشكل دائم ودوري، انطلاقا من التضامن الشعبي الواسع الذي نتابعه على مستوى العالم ومثّل مفاجأة غير سارة للنظام العالمي وخاصة الولايات المتحدة ودول أوروبا. لذا يعمل ذلك النظام من الآن على تبييض صورته وصورة إسرائيل، من خلال إنكار استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين، وتابعنا كيف أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تجد حرجا من الادعاء بأن حماس هي من تستهدف المدنيين وليس إسرائيل!!

هذا الإنكار مؤشر لما قد يحدث عقب انتهاء العدوان، إذ يُتوقع تدشين حملة لتبييض صورة الغرب وإسرائيل، وغسل أيديهم من دماء الأطفال والنساء وآلاف المدنيين في غزة.

مأساة أطفال غزة لا تتوقف عند الشهداء

إن الدعوة إلى تخصيص يوم عالمي للأطفال الشهداء لا تهدف إلى التذكير فقط بالأطفال الفلسطينيين المقتولين على يد الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل دعم الأحياء منهم أيضا.
إن الدعوة إلى تخصيص يوم عالمي للأطفال الشهداء لا تهدف إلى التذكير فقط بالأطفال الفلسطينيين المقتولين على يد الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل دعم الأحياء منهم أيضا
فمن المتوقع أن يخلف العدوان الوحشي، آلاف الأطفال المعاقين، بنسب إعاقة مختلفة، سيحتاجون معها إلى إعادة تأهيل. كما سيحتاج جميع أطفال غزة الباقين على قيد الحياة إلى دعم نفسي مكثف، للخروج من الصدمة الهائلة التي تعرضوا لها، خاصة الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم.

وهناك تحدي "اليُتم" الذي سيلازم آلاف الأطفال، وبعض هؤلاء فقد عائلته بالكامل، ويجب عليه أن يكمل مسيرة حياته بدون الأب والأم والشقيق والجد والجدة والعم والخال.. إلخ.

كما حرم العدوان هؤلاء الأطفال من السكن الآمن بعد التدمير الهائل الذي أصاب معظم بيوت القطاع، أيضا التعليم الجيد بعد استهداف إسرائيل معظم المدارس، ولن يجدوا -ربما لفترة طويلة- رعاية صحية ولو في حدها الأدنى، بعد انهيار القطاع الصحي. فقدر أطفال غزة أن يتقاسم الأموات والأحياء تفاصيل المأساة سواء بسواء.

الطريق إلى "اليوم العالمي للأطفال الشهداء"

إن انتزاع قرار كهذا من الأمم المتحدة ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى مشوار طويل من جهد التوثيق والتدوين بعدة لغات، ثم الحصول على الدعم الشعبي والإعلامي، وصولا إلى طرح فكرة القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

هذا الجهد لن يتم إلا من خلال عمل مؤسسي، محاط برعاية عربية رسمية، ومن الطبيعي أن يناط ذلك العمل برقبة الجامعة العربية، وإن تعذر ذلك كما هو متوقع، فمن خلال الدول العربية المعروفة بدعمها للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها دولة قطر. فهي الدولة العربية الوحيدة التي بادرت بإرسال أحد وزرائها إلى غزة، حيث زارت السيدة لولوة الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، قطاع غزة خلال الهدنة الإنسانية، وهي المسؤول العربي الوحيد الذي وصل القطاع، وتابع الجميع جهودها الإنسانية الرائعة في إدخال المساعدات، وإجلاء بعض الغزاويين إلى الدوحة.

أُدرك تعقيدات المشهد، وتطوراته بالغة الصعوبة، من هنا كان التنسيق بين الدول العربية والإسلامية "المهتمة" ضروريا لإنجاز ملفات إنسانية وحقوقية ملحة. المهم ألا ندع النسيان يطوي تلك الصفحة بكل ما فيها من جرائم ومآس، كما لم يسمح اليهود إلى وقتنا الحالي بطي صفحة "المحرقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشهداء ذكرى الأطفال غزة غزة أطفال ذكرى شهداء حملات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للأطفال الشهداء آلاف الأطفال

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاد زهرة العلا.. الوجه الهادئ الذي أضاء الشاشة وأسر القلوب رغم العزلة والنهاية الحزينة

في كل عام تحل ذكرى ميلاد الفنانة الراقية زهرة العلا، حاملة معها عبق زمن الفن الجميل، حيث الأدوار المخلدة والوجوه التي لم تغب عن ذاكرة الشاشة، ولدت زهرة العلا في العاشر من يونيو عام 1934، لتصبح لاحقًا واحدة من أيقونات السينما المصرية في القرن العشرين، بفضل رقتها، وتنوع أدوارها، وحضورها الهادئ الجذاب. 

وبين محطات النشأة والبدايات، وأعمالها الفنية المتنوعة، وحتى لحظات المرض والوفاة، كانت زهرة العلا تجسد رحلة فنية وإنسانية جديرة بالتأمل والاحتفاء.

النشأة والبدايات الفنية

 

وُلدت زهرة العلا في حي محرم بك بمدينة الإسكندرية، قبل أن تنتقل مع أسرتها إلى مدينة المحلة الكبرى، ومنها إلى القاهرة، بسبب ظروف عمل والدها الذي كان موظفًا حكوميًا. 

 

ظهرت موهبتها الفنية مبكرًا، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت منه عام 1954، وهو ما مهد لها الطريق نحو الاحتراف.

 

انضمت إلى فرقة يوسف وهبي المسرحية، ثم إلى فرقة زكي طليمات، حيث برزت في عروض مسرحية عديدة، من بينها "البخيل"، و"مريض بالوهم"، و"حورية من المريخ"، وهو ما عزز من ثقتها في نفسها كممثلة قادرة على أداء أدوار مركبة أمام جمهور حي.

بزوغ نجمها في السينما

 

دخلت زهرة العلا إلى عالم السينما في منتصف الخمسينيات، وكان أول أفلامها "خدعني أبي" عام 1954. ومنذ تلك اللحظة، بدأ نجمها في الصعود، لتصبح واحدة من أكثر نجمات السينما المصرية حضورًا في ذلك الزمن. تنوعت أدوارها بين الكوميديا والتراجيديا والرومانسية، وشاركت في أكثر من 120 فيلمًا، بالإضافة إلى أكثر من 50 مسلسلًا تلفزيونيًا.

 

من بين أبرز أفلامها التي لا تُنسى: "دعاء الكروان" مع فاتن حمامة، "جميلة بوحريد" الذي جسدت فيه شخصية مؤثرة، و"في بيتنا رجل"، و"الوسادة الخالية" إلى جانب عبد الحليم حافظ، و"سر طاقية الإخفاء" الذي ما زال يبهج الأجيال حتى اليوم.

حياتها الشخصية وزيجاتها

 

لم تكن حياة زهرة العلا الشخصية أقل إثارة من مشوارها الفني، فقد تزوجت أربع مرات، كانت أبرزها من النجم صلاح ذو الفقار، وذلك أثناء تصوير فيلم "جميلة بوحريد" عام 1957، إلا أن هذا الزواج لم يستمر طويلًا وانتهى بالطلاق عام 1958.

 

زواجها الثاني كان من المخرج حسن الصيفي، الذي كان له تأثير كبير في حياتها، وأنجبت منه ابنتها منال الصيفي، التي اقتحمت مجال الإخراج لاحقًا، وابنها عمرو الصيفي.

 

أما الزواج الثالث والرابع فكانا من أقاربها، لكنهما لم يدوما طويلًا، حيث انتهيا بسبب اعتراض الزوجين على استمرارها في العمل بالتمثيل، وهو ما رفضته زهرة العلا التي كانت ترى في الفن رسالتها الأساسية.

سنوات المرض والرحيل الحزين

 

رغم عطائها الطويل في عالم الفن، اختارت زهرة العلا في سنواتها الأخيرة أن تنسحب بهدوء من الأضواء. عانت من مرض الشلل الذي أقعدها عن الحركة، وابتعدت عن الحياة العامة بشكل شبه كامل.

 

توفيت في 18 ديسمبر 2013 عن عمر ناهز 79 عامًا، تاركة خلفها إرثًا فنيًا كبيرًا وحبًا صادقًا في قلوب جمهورها ورغم معاناتها في نهاية حياتها، إلا أن التكريم جاءها في عام 2010، حين زارها الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي في منزلها، ليكرمها بدرع تقديرًا لما قدمته من إبداع فني.

مقالات مشابهة

  • ست الكل.. أفشة يحتفل بعيد ميلاد والدته
  • مستقبل وطن: برنامج رد الأعباء التصديرية شهادة ميلاد لمرحلة دعم غير مسبوقة للصناعة
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • في ذكرى ميلاد زهرة العلا.. الوجه الهادئ الذي أضاء الشاشة وأسر القلوب رغم العزلة والنهاية الحزينة
  • 5 نصائح لضمان روتين صحي للأطفال خلال إجازة الصيف
  • (لمة فرح) … فعالية ترفيهية ومجتمعية للأطفال بحي الزهراء بحمص
  • عيد ميلاد سمو الأمير هاشم بن الحسين يصادف غدا
  • توفير الرعاية الكاملة لـ 3 أطفال ألقتهم أسرتهم بالشارع ببورسعيد
  • معظمهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 54.927 شهيدًا
  • فعاليات ترفيهية للأطفال في المضيبي بمناسبة عيد الأضحى