كنز تاريخي بمليارات الدولارات.. كولومبيا تعتزم استخراج الكأس المقدسة من القاع
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
شفق نيوز/ أعلنت الحكومة الكولومبية، يوم الأحد، العمل على انتشال كنز من حطام سفينة شراعية إسبانية غرقت قبل نحو 315 عاما، قبالة سواحل البلاد.
وتبلغ قيمة الكنز في سفينة "سان خوسيه"، التي غرقت عام 1708، مليارات الدولارات، إذ كانت تحمل 11 مليون قطعة نقدية ذهبية وفضية وزمرد وبضائع ثمينة، بحسب ما أفادت به صحيفة "الغارديان"البريطانية.
وكان الحطام الذي يُطلق عليه "الكأس المقدسة لحطام السفن"، مثيرا للجدل، لأنه يمثل كنزا أثريا تاريخياً واقتصادياً.
كما كانت السفينة محل نزاع قانوني بمحكمة أمريكية بشأن من يملك حقوق الكنز الغارق، بين كولومبيا وإسبانيا وشركة الإنقاذ البحري (سي سيرش ارمادا) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، التي قالت عام 1981 إنها حددت المنطقة التي غرقت بها السفينة.
واتفقت الشركة والحكومة الكولومبية على اقتسام عوائد ما يتم استخراجه من وسط الحطام لكن بوغوتا عادت لاحقا لتقول إن أي كنز سيكون ملكا لكولومبيا، وهي وجهة النظر التي أيدتها محكمة أمريكية في عام 2011.
وقالت كولومبيا إنها عثرت على مدافع من البرونز صنعت خصيصا للسفينة في حالة جيدة، وأسلحة وأوان خزفية وأعمال فنية أخرى وأسلحة شخصية، وقد مات نحو 600 شخص جراء غرق السفينة بالقرن السادس عشر.
وبحسب ما ورد يبلغ طول السفينة "سان خوسيه" المكونة من ثلاثة طوابق 150 قدما (45 مترا)، وعرضها 45 قدما (14 مترًا) ومسلحة بـ64 بندقية.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي كولومبيا سفينة غارقة
إقرأ أيضاً:
نزيفٌ لا يتوقّف.. حين تصبح الطريق مقبرة.. ، ، !
في مصر، لم نعد بحاجة إلى أفلام وثائقية تُدين الواقع، ولا إلى مشاهد روائية تُجسّد المعاناة. نحن نعيش، كلّ يوم، فصلاً من فصول المأساة على أرض الواقع، حيث يتحوّل الطريق إلى مقبرة، والحياة إلى نشرة أخبار سوداء، تتكرّر فيها تفاصيل الفقد كأنها أصبحت عادية لا تهزّ أحدًا.
تودّع مصر هذا الأسبوع تسع عشرة زهرة من بنات الريف، من أبناء الطبقة المُهمّشة في محافظة المنوفية. خرجن في الصباح الباكر، ليعدن بلقمة عيش لا تتجاوز 130 جنيهًا في اليوم، لكنّهن عدن في نعوش بيضاء، بعدما دهسهنّ الإهمال، واللامبالاة، وغياب العدالة. وفي الوقت نفسه، ابتلعت الأمواج على شواطئ رأس البر وجمصة ثمانية شباب آخرين، ذهبوا للاستجمام، فعادوا صامتين إلى أحضان التراب.
ما بين طرقٍ غادرة، وأمواجٍ خائنة، يضيع العمر المصري، وتُزهق الأرواح بلا أدنى حساب. السؤال الذي نطرحه - وقد أصبح مكرّرًا ومملًّا كبيانات النعي - هو: من المسؤول.. .؟
هل هو غياب البنية التحتية.. ؟
أم انعدام الرقابة.. .؟
أم تلك السياسات التي لم تعد تُقيم وزنًا للإنسان، ولا ترى في الفقراء سوى أدوات إنتاج قابلة للكسر والإهمال.. .؟
وحتى نكون منصفين، فإن الحوادث في مصر لا تفرّق بين وزير وغفير، ولا بين نائب وعامل. ففي محافظة الدقهلية، وخلال الشهرين الماضيين، فقدنا النائب ثروت فتح الباب، وابن إبراهيم شكري زعيم حزب العمل السابق، وزوجته، الأستاذ الجامعي.
الموت لا يُفرّق، والطرقات لا تسأل عن هوية الضحايا. إنها مأساة جماعية، تصيب الجميع، وإن كانت الطبقات الأكثر فقرًا تدفع الثمن الأكبر دائمًا.
لكننا لا نستطيع أن نواصل الحديث عن الضحايا دون أن ننظر إلى أنفسنا.
نحن في زمن التكنولوجيا، وعصر السرعة، في عالمٍ أصبح قرية صغيرة مكشوفة.
كل شيء يُرى، وكل صرخة تُسمع، ومع ذلك نختار الإنكار.
نعم، لدينا مشكلة أخلاقية جماعية، ولسنا أبرياء منها.
شوارعنا تعجّ بالفوضى، والطرقات تحولت إلى ساحات سباق، وصخب الموتوسيكلات والتكاتك ومكبرات الصوت يخرق الأذان ويقتل السكينة.
في قرية مجاورة، شيّعنا بالأمس شابًا آخر، ضحية سباق جنوني بالدراجات.
وفي كل أسبوع.. .حادث جديد، ومأساة أخرى، ونعي مكرر.
فلماذا لا ننتفض.. ؟
لماذا لا نُعلن العصيان على هذا الزمن المختل.. .؟
لماذا لا ننتصر للإنسان.. .؟
في قريتي الصغيرة، قبل عامين، وفي ليلة واحدة، ودّعنا خمسة من شبابها. لم تكن مصادفة. كانت علامة.
وما زلنا نصمت.
الطرقات في مصر تمتهن القتل، لا النقل.
إنها ليست حوادث.. .إنها وباء وطني.
نعم، نجحت الدولة في القضاء على فيروس الكبد الوبائي.
لكن: هل نملك الشجاعة لشنّ حرب مماثلة على فيروسات الإهمال، والضوضاء، والتراخي، وغياب الضمير.. .؟
كلنا مذنبون.
نعم، كما قال أحمد زكي في رائعته ضد الحكومة:
"أنا ماجيتش أرفع قضية ضد الحكومة.. .أنا جاي أرفع قضية على كل واحد فينا.. .على نفسنا اللي سكتت وسابت الطريق يبقى ده حاله."
ولسنا، كما قد يظن البعض، في قلب مشهد درامي من فيلم أو في رواية.
لسنا أمام "المعذّبون في الأرض" لطه حسين، ولا في حكايات "الحرام" و"التراحيل" و"الغُرباوية" ليوسف إدريس.. .
نحن أبناء هذا الغروب الحالك، هذا الغروب الذي لم نعد نعرف متى وُلدنا فيه ولا متى سنخرج منه.
نعيش واقعًا حقيقيًا، من لحم ودم، ومن موت وفقد، ومن بؤس وصمت طويل.
لقد تحوّلت شوارعنا إلى مضمار موت، وقرانا إلى مدافن جماعية للأمل، ولا أحد يُحاسب، ولا أحد يعتذر.
يستمر الخطاب الرسمي في تزيين الواجهة، بينما الخراب ينهش الداخل.
نحن أمام انهيار أخلاقي بامتياز.
ما يحدث ليس فقط غيابًا للسلامة، بل غيابٌ للعدالة، وانعدام للرحمة، وموات للإرادة السياسية.
ولأنّنا صرنا لا نبكي كما كنا، واعتدنا صوت النعوش وهي تسير ببطء في الطرقات، فإنّ المأساة لم تعد مرئية إلا لقلوب الأمهات الثكالى، والأطفال اليتامى، والعائلات التي تنكسر كلّ يوم في صمت.
الرحمة لشهيدات لقمة العيش، ولمن ابتلعتهم الأمواج، ولمن دهسهم الإهمال والفوضى.
والصبر لأهاليهم،
أما العار.. .فلمن أدار ظهره، وصمت.. .. !!
--محمد سعد عبد اللطيف
كاتب وباحث في الجغرافيا السياسية والصراعات الدولية.. [email protected]