دراسة ترجح وجود ثقوب سوداء صغيرة من الكون المبكر داخل بعض النجوم من بينها شمسنا!
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
كشفت دراسة رائدة أجراها باحثون في معهد ماكس بلانك للفيزياء الفلكية عن نظرية جديدة مذهلة في ما يتعلق بتكوين الثقوب السوداء الدقيقة.
وعلى عكس المعتقدات السابقة بأن هذه الثقوب السوداء البدائية تشكلت في بداية الكون، تشير هذه الدراسة الجديدة إلى أن الثقوب السوداء الدقيقة، وتُعرف أيضا باسم ثقوب ميكانيكا الكم السوداء أو الثقوب السوداء الصغيرة، يمكن أن تنشأ بالفعل من خلال الموت الانفجاري للنجوم.
وتم اقتراح مفهوم الثقوب السوداء البدائية في البداية من قبل الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ، الذي افترض أن هذه الثقوب السوداء الدقيقة ستكون أصغر من أن يتم اكتشافها بسبب انبعاث جسيماتها بمعدل بطيء. ومع ذلك، فإن الدراسة الحديثة تتحدى هذه الفكرة وتشير إلى أن الثقوب السوداء الصغيرة يمكن أن تتشكل في أعقاب الانفجارات النجمية.
ولهذا الاكتشاف آثار مهمة على فهمنا للكون. وهذا يعني أن الثقوب السوداء قد لا تكون موجودة في المناطق البعيدة من الكون فحسب، بل أيضا داخل نظامنا الشمسي.
ويقترح الباحثون أن هذه الثقوب السوداء الصغيرة المتكونة حديثا يمكن التقاطها بواسطة النجوم المتشكلة حديثا، بما في ذلك شمسنا.
والفكرة هي أن هذه الثقوب السوداء الصغيرة قد نشأت خلال الثانية الأولى بعد الانفجار الكبير ويمكن أن تساهم في لمعان الشمس من خلال التراكم داخل قلب نجمنا. وسيؤدي هذا التراكم إلى إطلاق تيار مستمر من الطاقة، ما يؤدي إلى سطوع الشمس وحرارتها.
وتشير هذه النماذج إلى أن الشمس، وبالتالي النجوم الأخرى، يمكن أن تحتوي على ثقوب سوداء بدائية في مراكزها، وهذا لن يتعارض حقا مع تطورها.
ووجدت الدراسة أن تطور الشمس سيشمل التعتيم إلى نصف لمعانها على مدى ما يقرب من 100 مليون سنة بسبب تراكم الطاقة المولدة التي تقمع التفاعلات النووية.
إقرأ المزيدويمكن للشمس، التي تحتوي على ثقب أسود افتراضي في قلبها، أن تخفت في البداية بشكل كبير، ثم تتوسع بعد ذلك لتصبح نجما كامل الحمل الحراري مع وفرة من الهيليوم المخصب، ومن المحتمل أن تسطع لعدة مليارات من السنين كنجم شبه عملاق، ولاحقا كنجم شارد أحمر قبل أن تصبح في النهاية ثقبا أسودا ذا كتلة تحت الشمس.
وفي حين أن وجود الثقوب السوداء الصغيرة داخل الشمس لم يتم تأكيده بعد، فإن هذه الدراسة تفتح آفاقا جديدة ومثيرة للاستكشاف. وقد توفر المزيد من الدراسة والمراقبة رؤى مهمة حول الطبيعة الحقيقية للثقوب السوداء ودورها في تشكيل الكون كما نعرفه.
وتتحدى هذه الدراسة الرائدة النظريات الموجودة حول تكوين الثقوب السوداء الصغيرة وتقدم فكرة جديدة "مقنعة"، وهي أن هذه الكيانات الغامضة قد تنشأ من الموت الانفجاري للنجوم. وتمثل الدراسة التي أجراه معهد ماكس بلانك للفيزياء الفلكية خطوة مهمة إلى الأمام في فهمنا لتكوين الثقب الأسود ويمكن أن يكون لها آثار عميقة على معرفتنا بالكون.
نُشرت الدراسة في 13 ديسمبر في مجلة The Astrophysical Journal.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الثقب الاسود الشمس الفضاء النظام الشمسي بحوث ثقوب سوداء دراسات علمية فيزياء معلومات عامة معلومات علمية یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أثر الذكاء الاصطناعي على إنتاجية المبرمجين: نتائج متباينة تكشفها دراسة حديثة
أبوظبي( وكالات)
كشفت دراسة حديثة نتائج غير متوقعة حول تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على إنتاجية المبرمجين، حيث أظهرت أن استخدام هذه الأدوات لا يؤدي بالضرورة إلى تسريع العمل، بل قد يتسبب أحيانًا في بطء الأداء.
أكد باحثون يدرسون دور الذكاء الاصطناعي في تطوير البرمجيات، أن إنتاجية وكفاءة مطوري البرمجيات مفتوحة المصدر الذين يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم أقل من الذين لا يستخدمون هذه الأدوات التي يتم الترويج لها بكثافة.
وبحسب فريق الباحثين التابع لمركز أبحاث تقييم ومخاطر النماذج "إم.إي.تي.آر"، فإنه بعد تجربة عشوائية محكمة شملت 16 مطورا قاموا بسلسلة من المهام النموذجية التي تتطلبها وظائفهم، مثل تصحيح الأخطاء اكتشفوا أن استخدام الذكاء الاصطناعي جعل المطور يستغرق وقتا أطول بنسبة 16% لإنجاز المهمة التي ينجزها زميله الذي لا يعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي.
يأتي ذلك في حين يعتمد المبرمجون على أدوات الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة بهدف زيادة إنتاجيتهم.
وفي مايو الماضي أصدرت شركة أوبن أيه.آي المطورة لمنصة الذكاء الاصطناعي شات جي.بي.تي وكيل ذكاء اصطناعي لهندسة البرجمة يسمى "كود إكس" لمساعدة مطوري البرمجيات في عملهم. لكن مركز أبحاث إم.إي.تي.آر غير الهادف للربح والموجود مقره في كاليفورنيا قال إن وكيل الذكاء الاصطناعي كود إكس أدى إلى انخفاض سرعة عمل المبرمجين ولم يزيدها، في حين كان المطورون يتوقعون زيادة سرعة الإنجاز بنسبة 25% عند استخدام هذه الأداة.
ولم يكن "البطء الكبير" نتيجة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في البرمجة مخالفا لمعتقدات المطورين وتوقعات الخبراء فحسب، بل كانت "الفجوة بين التصور والواقع" "لافتة للنظر"، وفقا للباحثين.
نتائج الدراسة
ومن أبرز نتائج الدراسة اكتشاف أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي كان يعوق عملهم، فإن المطورين الذين استخدموه في عملهم اعتقدوا أنه "زاد من سرعتهم بنسبة 20%"، وفقا لفريق الدراسة.
وقال فريق معهد إم.إي.تي.آر الذي أعد الدراسة إن المطورين الذين شملتهم الدراسة "أخطأوا في تقدير تأثير الذكاء الاصطناعي على إنتاجيتهم".
في الوقت نفسه لم ينف الباحثون أن أدوات الذكاء الاصطناعي مفيدة للمبرمجين، بل قالوا إنه قد يكون مفيدا للمطورين الأقل خبرة أو أولئك الذين "يعملون في قاعدة بيانات غير مألوفة".
وتؤكد نتائج هذه الدراسة، بحثا آخر نشرته جامعة ستانفورد في وقت سابق من العام الحالي، وأظهر أن الذكاء الاصطناعي يعوق بشكل كبير العمال ذوي الخبرة، بينما يعزز من هم أقل مهارة.
وقال الباحثون إن آثار الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية "تختلف اختلافا كبيرا" بناء على مستوى مهارة وكفاءة المستخدم، فيضر بكفاءة ذوي الخبرة والمهارة ويحسن كفاءة المبتدئين والأقل مهارة وخبرة.
بالرغم من الإمكانات الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في دعم عمليات البرمجة، تشير الدراسات إلى أن تأثيره على إنتاجية المبرمجين ليس دائمًا إيجابيًا أو مباشرًا. فبينما يساهم في تسريع بعض المهام الروتينية، قد يؤدي في حالات أخرى إلى بطء في الأداء نتيجة الاعتماد الزائد أو الحاجة لتصحيح المخرجات. عليه، فإن الفائدة الحقيقية من أدوات الذكاء الاصطناعي تتوقف على طريقة استخدامها، وخبرة المبرمج، ومدى ملاءمة الأداة للسياق البرمجي. ومن هنا، تظل الحاجة قائمة لمزيد من الدراسات والتقييمات الدقيقة لفهم الأثر الكامل لهذه التقنية المتقدمة.