دراسة: استعادة الأراضي الرطبة حل مستدام ضد تغير المناخ
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
أشارت دراسة جديدة إلى أن الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة تلعب دورا إيجابيا وحاسما في دورة الكربون العالمية، كما توفر وظائف بيئية حيوية أخرى، بما في ذلك دورة المغذيات وإصلاحها، وتوفير الموائل للأنواع الأصلية والمهددة بالانقراض.
وكشفت هذه الدراسة أن إعادة الحياة إلى الأراضي الرطبة في السهول الفيضية قللت انبعاثات الكربون بنسبة كبيرة، كما استعادت الأراضي عافيتها بسرعة، محققة فوائد بيئية متعددة.
كما ركزت على الأراضي الرطبة النهرية، أو ما يُعرف بالأراضي الرطبة الواقعة بجوار الأنهار والجداول. وقد قارن الباحثون بين 3 أراض رطبة مُستعادة و3 أراضٍ متدهورة على امتداد نهر لودون في ولاية فيكتوريا الأسترالية.
وأسفرت عمليات إعادة الري والتشجير في المواقع المستعادة عن خفض انبعاثات الكربون بنسبة 39% خلال عام، في حين ارتفعت الانبعاثات في المواقع المتدهورة بنسبة 169%.
كما زادت نسبة الكربون في التربة المحفوظة بالجذور والمادة العضوية بنسبة 12%، بينما انخفضت بنسبة 10% في المواقع المتدهورة. وظلت نسبة الرطوبة في التربة بالمواقع المستعادة حتى بعد جفافها أعلى بنسبة 55%، مما يُشير إلى قدرة كبيرة على الاحتفاظ بالمياه ومقاومة الجفاف.
وقال الدكتور لوكاس شوستر من مركز الحلول الطبيعية الإيجابية بجامعة "رميت" الأسترالية وأحد مؤلفي الدراسة "لاحظنا ارتباطا وثيقا بين ديناميكيات الكربون ووظائف النظام البيئي. فالأراضي الرطبة تُعد نظام تنقية طبيعيا، تُزيل النيتروجين من المياه والكربون من الغلاف الجوي".
وتغطي الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة، مثل مستنقعات المياه العذبة والمستنقعات والأراضي الخثية أقل من 10% من سطح الأرض، ويصدر منها ما بين 20 و25% من انبعاثات الميثان العالمية.
ورغم ذلك، فإن الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة لديها القدرة على أن تكون بمثابة مصارف مهمة للكربون على المدى الطويل، ويشكل الكربون المخزن في تربتها ثلث إجمالي مخزونات الكربون في التربة بالعالم.
إعلانوحسب الدراسة، فإن أحد المواقع التي خضعت للاستعادة والمراقبة -طوال 6 سنوات بعد إعادة تدفق المياه إليه- سجلت زيادة بنسبة 53% في مخزون الكربون على سطح التربة، مما يدل على فوائد مستدامة طويلة الأجل.
بالإضافة إلى قدرتها على عزل الكربون وتخزينه، تلعب الأراضي الرطبة دورا محوريا في التخفيف من آثار تغير المناخ، مثل الجفاف والفيضانات، كما توفر وظائف بيئية حيوية أخرى، بما في ذلك الحفاظ على دورة المغذيات وإصلاحها، وتوفير الموائل للأنواع الأصلية والمهددة بالانقراض.
وفي القرون الأخيرة، فُقد جزء كبير من الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة في العالم بسبب الاستغلال من أجل زراعة الأرز والمحاصيل الأخرى، وتدهور التربة.
وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن المساحة العالمية للأراضي الرطبة الطبيعية قد انخفضت بمقدار 3.4 مليونات كيلومتر مربع منذ عام 1700، وهو ما يعادل 21% منها.
ويمكن أن يؤدي فقدان الأراضي الرطبة الطبيعية إلى إطلاق كميات كبيرة من الكربون المخزن سابقا في تربتها على شكل ثاني أكسيد الكربون، وبدرجة أقل الميثان، مما يحولها فعليا من أحواض للكربون إلى مصادر له.
وتشير الدراسة إلى أنه نظرا لأن الكتلة الحيوية النباتية وبقايا الأوراق عنصران أساسيان في استعادة قدرة امتصاص الكربون وتخزينه، بالإضافة إلى تجديد المغذيات، فإن الاستعادة من خلال إعادة الترطيب (ضخ المياه) قد تكون أكثر فعالية عند دمجها مع إعادة التشجير النشط، والذي يتضمن زراعة بذور أو أنابيب من أنواع نباتية محلية.
والأهم من ذلك -حسب الدراسة- أن وظائف النظام البيئي يرجح أن تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بديناميكيات الكربون داخل الأراضي الرطبة، حيث تزداد قدرة التربة على امتصاص وتخزين المياه (أي قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه) بشكل عام مع زيادة محتويات الكربون العضوي في التربة.
وبالتالي، فإن إدارة الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة المتدهورة لتعظيم فوائد الكربون، وخاصة عزل الكربون وتخزينه في التربة، قد لا تخفف فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ولكن أيضا تسرع عملية إعادة إنشاء وظائف بيئية حيوية أخرى.
وتشير الدراسة إلى أنه مع تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري، بات استصلاح الأراضي الرطبة المتدهورة شديد الأهمية في التخفيف من تغير المناخ وآثاره، إذ يقدم حلا بيئيا ومناخيا متكاملا، يشمل حجز الكربون وخفض الانبعاثات، وعادة إنشاء وظائف بيئية حيوية أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات طبيعة وتنوع تغیر المناخ فی التربة إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة: الجمهور يرغب في عناوين بسيطة ومباشرة على عكس الصحفيين
ذكرت دراسة نشرت مؤخرا في مجلة "ساينس أدفانسز" (Science Advances) أن المحررين والصحفيين يمكنهم جذب المزيد من الجمهور للنقر على الأخبار باستخدام إستراتيجية قائمة على كتابة عناوين بسيطة.
وبحسب الدراسة، فإن الصحفيين لا يفضلون العناوين البسيطة على عكس مستهلكي المحتوى الرقمي، مشيرة إلى أنه حتى إذا كانت القصة معقدة، فقد يتمكن المراسلون والمحررون من زيادة عدد الزوار باستخدام عناوين سهلة القراءة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الذكاء الاصطناعي يفضّل الاستشهاد بالمحتوى الصحفيlist 2 of 2شبكة الجزيرة تحذر من استهداف صحفييها في غزة بتحريض من الاحتلالend of listوبحسب الدراسة أيضا، فإنه واستنادا إلى أكثر من 30 ألف تجربة أجرتها صحيفة واشنطن بوست ومنصة "أب وورثي" (Upworthy) التي تركز على القصص الإيجابية، تعد هذه النتيجة تذكيرا مهما للمؤسسات الإخبارية.
وتشير الأبحاث السابقة إلى أن وسائل الإعلام الرئيسية تميل إلى استخدام صياغة أكثر تعقيدا من وسائل الإعلام الحزبية، التي تستخدم جملا أقصر ولغة أقل رسمية.
لكن تفضيل العناوين قد يكون أمرا نسبيا، فقد وجدت استطلاعات أخرى أن الصحفيين المحترفين لا يفضلون العناوين البسيطة، مما يشير إلى أن من يكتبون الأخبار قد يقرؤونها بشكل مختلف عمن يستهلكونها". وهذا يتناقض مع دراسات سابقة تشير إلى أن المهنيين الآخرين، مثل المحامين، يفضلون الكتابة البسيطة.
ولا تقدم الدراسة المذكورة قواعد لتحرير العناوين، مثل الكتابة بمستوى قراءة معين أو البقاء دون عدد معين من الأحرف. لكن نتائجها تشير إلى قاعدة عامة يجب على الصحفيين أخذها في الاعتبار: إذا كنت توازن بين عنوانين، وكلاهما منطقي ودقيق ومتساويان في جميع النواحي الأخرى، فاختر الأقل تعقيدا.
وبحسب الدراسة فإن تقييم البساطة في غرف الأخبار قد يكون ذاتيا، ويوصي البروفيسور تود روجرز الأستاذ بجامعة هارفارد وأحد مؤلفي الدراسة الصحفيين باختيار كلمات أقصر وأكثر شيوعا، والسعي إلى استخدام تراكيب نحوية بسيطة عند كتابة العناوين.
إعلانوتذكر نتائج هذه الدراسة بشعار (KISS) الذي يستخدم أثناء تدريب الصحفيين، ويعني "اكتب باختصار وببساطة" (Keep It Short and Simple)، و"اكتب ببساطة أيها الغبي!" (Keep It Short, Stupid).
اختبارات العناوينوقد لا يدرك القرّاء أن العناوين التي يرونها على موقع إخباري ما قد تختلف عما يراه قارئ آخر لنفس الموقع. وغالبا ما تختبر وسائل الإعلام العناوين لتقييم أيها يفضلها الجمهور، وتسمى هذه الاختبارات "إيه/ بي" (A/B)، حيث يحصل جزء من زوار الموقع على العنوان (A)، ويحصل الآخرون على العنوان (B).
وقد حصل مؤلفو الدراسة على جميع اختبارات العناوين التي أجرتها صحيفة واشنطن بوست في الفترة من 3 مارس/آذار 2021 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022. وحللوا ما يقرب من 20 ألف عنوان، وتم تحديد شعبيتها من خلال معدل النقرات، أو النسبة المئوية للأشخاص الذين نقروا على ذلك العنوان.
آلاف التجارب الميدانية على مواقع إخبارية تقليدية مثل واشتطن بوست وغير تقليدية مثل أب وورثي أوضحت أن قراء الأخبار أكثر ميلا للنقر على العناوين البسيطة والتفاعل معها مقارنة بالعناوين المعقدة.
بواسطة ساينس أدفانسز
وقد تضمنت بعض اختبارات العناوين في صحيفة واشنطن بوست 3 أو 4 عناوين لخبر واحد، وبغض النظر عن محتوى العنوان، يربط تحليل المؤلفين بين العناوين الأبسط ومعدلات النقر الأعلى.
ويشير مؤلفو الدراسة إلى أنه نظرا للعدد الكبير من قرّاء واشنطن بوست، فإن حتى زيادة طفيفة في معدلات النقرات قد تعني عشرات الآلاف من القراء الإضافيين.
ووجدت الدراسة أن العناوين البسيطة ليست بالضرورة أقصر. وفي حين أن استخدام الكلمات الشائعة والأسلوب غير الرسمي وسهولة القراءة ارتبطت بمعدلات نقر أعلى، لم يكن عدد الأحرف كذلك.
فعلى سبيل المثال، يتكون عنوان واشنطن بوست حول مقابلة أوبرا وينفري في مارس/آذار 2021 مع دوق ودوقة ساسكس، من 14 كلمة: "ميغان وهاري يتحدثان إلى أوبرا.. إليكم الأسباب التي تجعلهما لا ينبغي أن يتحدثا كثيرا". وقد وجدت تحليلات مؤلفي الدراسة أن هذا العنوان أقل تعقيدا من النسخة المكونة من 13 كلمة: "هل يكشف ميغان وهاري أسرار العائلة المالكة لأوبرا؟ لا تراهنوا على ذلك".
وأجرى مؤلفو الدراسة نفس التحليل على عناوين من موقع "أب وورثي" تم جمعها بين يناير/كانون الثاني 2013 وأبريل/نيسان 2015، وشملت أكثر من 105 آلاف عنوان، وكانت النتيجة واحدة.
وأوضح مؤلفو الدراسة أن آلاف التجارب الميدانية على مواقع إخبارية تقليدية مثل واشنطن بوست وغير تقليدية مثل "أب وورثي"، أظهرت أن قراء الأخبار أكثر ميلا للنقر على العناوين البسيطة والتفاعل معها مقارنة بالعناوين المعقدة.
وخلصوا إلى أن "اكتشاف أن القراء يتفاعلون بشكل أقل مع الكتابة المعقدة له آثار عملية مهمة على وجه التحديد، يمكن أن تساعد الكتابة البسيطة منتجي الأخبار على زيادة تفاعل الجمهور حتى مع القصص المعقدة في حد ذاتها".
ويختتم البروفيسور روجر بأن هذا هو الدرس الرئيسي الذي يجب أن يستخلصه الصحفيون "كن على دراية بأن تجربتك وتجربة جمهورك في تفسير العناوين قد تكون متباينة للغاية، واعتمد على البساطة".
إعلان