بعد إصراري عليه صارت علاقتنا على المحك ولا أجد السند
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
بعد إصراري عليه صارت علاقتنا على المحك ولا أجد السند
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهن سيدتي قراء الصفحة الكرام، أنا سيدة متزوجة. ارتباطي جاء بعد قصة جميلة للغاية، حملت بين ثناياها أسمى المشاعر. جمعتني بشاب حارب لأجلي، وأنا بدوري ضحيت لأجله، فلا أهلي ولا أهله تقبلوا هذه الزيجة. خاصة أنني من وسط البلاد وهو من غربها، لكن كلانا تمسك بالآخر حتى وجدنا أنفسنا تحت سقف واحد، لا أنكر أن الحياة بعيد عن أهلا لم تكن بالسهلة.
أمام هذا الوضع اشتكيت لأمي ما يحصل معي، لكن عوض أن تواسيني بدأت في لومي. وأنه عليّ أن أدفع ثمن إصراري على هذا الزواج، وأن أتحمل عواقبه بمفردي. فوجدت نفسي وحيدة تارة أولم نفسي، وتارة أثير المشاكل مع زوجي، وتارة أخرى أضعف وأستسلم للبكاء. فهل أطلب الطلاق وأعود إلى عائلتي وأتحمل ذلهم، أم أصبر فقط لأربي أولادي لأن لا أحد سيدعمني ويحنو عليّ، أفيدوني من فضلكم.
شاهيناز من الوسط الـــرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختاه، دعيني في الأول أرحب بك في موقعنا. ونتمنى أن نكون بفضل الله نبراسا لك لشق حياة هنية، مستقرة بعيدة عن التوقعات التي قد تدمر بيتك. وسأبدأ من حيث انتهيت، إذ طرحت سؤالين، ووضعت معهما احتمالين، هما إما العودة وتحمل ذل اهلك. أو الصبر من أجل أولادك، لكن الأجدر بك حبيبتي وبعد الحب الكبير الذي تحدثت عنه هو أن تواصلي حربك من أجل نفسك وحبك. وثانيا من أجل تخليص زوجك من معصية العلاقات غير الشرعية، فأن نحب شخصا لا يعني أن يضعنا على أكف الراحة. وأن يطربنا كلمات معسولة، بل الحب هو أن نساعد من نحب على السير في طريق الله، فأنا أرى حبيبتي. أن تنعشي حبكما من جديد، وأن تعيدي زوجك إلى عشه الأصلي، لا أن تستسلمي وتعودي أدراجك. فلو أن كل امرأة اكتشفت أن زوجها يتحدث مع غيرها عبر الانترنت طلب الطلاق لما بقيت واحدة في بيتها -فهذه حقيقة أغلبيتهم للأسف-. لهذا أقولها لك: نعم أصبري من أجل أولادك واستقرار عائلتك، لكن في نفس الوقت حاربي من أجل ذاتك. لتعيشي أجمل أيام عمرك، إلى جانب من اختاره قلبك، في البداية حبيبتي حاولي أن تفهمي ما سبب هذا التغيير المفاجئ. ذكريه بعلاقة الحب التي كانت تجمعكما وكل هذا من خلال حوار هادئ فلابد أن تكون هناك طريقة للتفاهم، تجنبي إثارة المشاكل. فهي لن تزيده إلا نفورا منك، بل على العكس استعيدي حضوره بتلطيف الجو والتقرب منه، وتحضير مفاجآت من الحين إلى الآخر. فمن المستحيل أن تكون جمرة حبه انطفأت بالكامل، فلربما هو بحاجة إلى أن مبادرة منك لتوقد فتيل شغفه من جديد.
حبيتي تخلصي من كل التخمينات السلبية، ومن تلك الاحتمالات غير المجدية. وزوجك يعيش نزوة عابرة فكوني عونا له حتى يتخلص منها. وتذكري أنت أيضا تضحياته من أجلك في الماضي، واجتهاده ليوفر لك ولأولادكما حياة كريمة مثلما ذكرت، استعيدي حيويتك. وكون الزوجة العاشقة التي لا تقدم محبوبها لغيرها على طبق من ذهب، تسلحي بالإيمان وأخلصي في الدعاء، واسألي الله أن يؤلف بينكما، ويزرع بينكما المودة والرحمة، ويصلح لك زوجك وأولادك بحوله وقوته يا رب.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
فلنغير العيون التي ترى الواقع
كل مرة تخرج أحاديثنا مأزومة وقلقة وموتورة، مشحونة عن سبق إصرار وترصد بالسخط والتذمر، نرفض أن نخلع عنا عباءة التشاؤم، أينما نُولي نتقصّى أثر الحكايات شديدة السُمية، تلك الغارقة في البؤس والسوداوية.
في الأماكن التي ننشُد لقاءت متخففة من صداع الحياة، نُصر على تصفح سجل النكبات من «الجِلدة للجِلدة»، فلا نترك هنّة ولا زلة ولا انتهاكًا لمسؤول إلا استعرضناه، ولا معاناة لمريض نعرفه أو سمعنا عنه إلا تذكرنا تفاصيلها، ولا هالِكِ تحت الأرض اندرس أثره ونُسي اسمه إلا بعثناه من مرقده، ولا مصيبة لم تحلُ بأحد بعد إلا وتنبأنا بكارثيتها.
ولأننا اعتدنا افتتاح صباحاتنا باجترار المآسي، بات حتى من لا يعرف معنىً للمعاناة، يستمتع بالخوض في هذا الاتجاه فيتحدث عما يسميه بـ«الوضع العام» -ماذا يقصد مثله بالوضع العام؟- يتباكى على حال أبناء الفقراء الباحثين عن عمل، وتأثير أوضاعهم المادية على سلوكهم الاجتماعي، وصعوبة امتلاك فئة الشباب للسكن، وأثره على استقرارهم الأُسري، وما يكابده قاطني الجبال والصحراء وأعالي البحار!
نتعمد أن نُسقط عن حواراتنا، ونحن نلوك هذه القصص الرتيبة، جزئية أنه كما يعيش وسط أي مجتمع فقراء ومعوزون، هناك أيضًا أثرياء وميسورون، وكما توجد قضايا حقيقية تستعصي على الحلول الجذرية، نُصِبت جهات وأشخاص، مهمتهم البحث عن مخارج مستدامة لهذه القضايا، والمساعدة على طي سجلاتها للأبد.
يغيب عن أذهاننا أنه لا مُتسع من الوقت للمُضي أكثر في هذا المسار الزلِق، وأن سُنة الحياة هي «التفاوت» ومفهوم السعادة لا يشير قطعًا إلى الغِنى أو السُلطة أو الوجاهة، إنما يمكن أن يُفهم منه أيضًا «العيش بقناعة» و«الرضى بما نملك».
السعادة مساحة نحن من يصنعها «كيفما تأتى ذلك»، عندما نستوعب أننا نعيش لمرة واحدة فقط، والحياة بكل مُنغصاتها جميلة، تستحق أن نحيا تفاصيلها بمحبة وهي لن تتوقف عند تذمر أحد.
أليس من باب الشفقة بأنفسنا وعجزنا عن تغيير الواقع، أن نرى بقلوبنا وبصائرنا وليس بعيوننا فقط؟ أن خارج الصندوق توجد عوالم جميلة ومضيئة؟ ، أنه وبرغم التجارب الفاشلة والأزمات ما زلنا نحتكم على أحبة جميلين يحبوننا ولم يغيرهم الزمن؟ يعيش بين ظهرانينا شرفاء، يعملون بإخلاص ليل نهار، أقوياء إذا ضعُف غيرهم أمام بريق السلطة وقوة النفوذ؟
النقطة الأخيرة
يقول الروائي والفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتزاكس: «طالما أننا لا نستطيع أن نغير الواقع، فلنغير العيون التي ترى الواقع».
عُمر العبري كاتب عُماني