الحل في عسكرة وفد التفاوض مع إثيوبيا!
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
ولأن مصر لا يصلح لها سوى عسكري، يضبط الأمن داخلها، ويحمي حدودها، ويخيف أعداءها ويلقي في قلوبهم الرعب، فإن اقتراحي لحل أزمة المفاوضات حول سد النهضة يتلخص في بدء جولة جديدة من المفاوضات بتشكيل عسكري، بدلا من الخيبة الثقيلة التي بدا عليها الوفد المصري المدني على مدى السنوات الماضية، فلا يفل الحديد إلا الحديد!
فما ذكره عضو الوفد المصري في المفاوضات علاء الظاهري مفزع ومهين، ويكشف رعونة المدنيين وجبنهم، فمن الواضح أن الوفد الإثيوبي يحاسبهم "حساب الملكين"، إلى حد أن يستنكر تشييد مصر للعاصمة الإدارية الجديدة بشكل أحادي، وكأن المطلوب من مصر إذا همّت بفعل شيء أن تستأذن الجانب الإثيوبي.
ما ذكره عضو الوفد المصري في المفاوضات علاء الظاهري مفزع ومهين، ويكشف رعونة المدنيين وجبنهم، فمن الواضح أن الوفد الإثيوبي يحاسبهم "حساب الملكين"، إلى حد أن يستنكر تشييد مصر للعاصمة الإدارية الجديدة بشكل أحادي، وكأن المطلوب من مصر إذا همّت بفعل شيء أن تستأذن الجانب الإثيوبي
المدني "خرع" بطبعه، وقديما قال حاكم مصر العسكري البكباشي جمال عبد الناصر في خطاب جماهيري حاشد إنه ليس خرعا مثل مستر إيدن، يقصد أنطوني إيدن رئيس وزراء بريطانيا (العظمى حينذاك)، ولا أعرف المبرر للحرص على أن يسبق اسمه بـ "المستر" في سياق اتهامه بأنه خرع!.. ولولا شهادة الشهود بأن إنجليزية عبد الناصر سليمة، لقلت إنه تصور أن "مستر" اسمه و"إيدن" هو اسم الوالد، تماما عندما اعتقدنا في السنة الأولى لدراستنا للغة الإنجليزية أن الرد على "صباح الخير" بجملة مكتملة هي "جود مورننج آند سير"، فلما رددنا بها على معلمة في أول لقاء وقفت تتأمل تبديد أنوثتها من أول طلعة لها، وبدا أنها تعتقد وهي ابنة البندر أن هؤلاء التلاميذ الصعايدة يتعمدون إهانتها احتجاجا على عمل المرأة!
ما علينا، فعليه فلا بد من أن يُستبعد المدنيون من وفد المفاوضات ويعاد تشكيل الوفد من العسكريين الكبار، فلا يفزعهم الإثيوبيون ولا يتدخلون في عمل من أعمال السيادة في الداخل المصري مثل بناء العاصمة الإدارية، فلا يصد الوفد ولا يرد!
قلة حيلة المدنيين:
لقد أعلن وزير الري المصري هاني سويلم فشل المفاوضات مع الجانب الإثيوبي، وقال الرجل كلاما يسيء للكرامة الوطنية، ويكشف جبن المدنيين، وقلة حيلتهم، بالإعلان أنه على مدى عشر سنوات من المفاوضات مع الجانب الإثيوبي حدث الملء الأول، والثاني، والثالث، والرابع. واعتقدت في بداية الأمر أن ما أقرأه مزور ومنسوب له ظلما، وحملقت في صورته وتصريحه، فقد يكون "محمد ناصر" مذيع قناة "مكملين" وهو قريب الشبه منه، فإذا بي أكتشف أنه ليس ناصر ولكنه هاني، وأن ما قاله لم يقله عبر برنامجه "مصر النهاردة" ولكن في برنامج على إحدى القنوات المصرية، فهالني هذا الضعف والهوان!
مع كل جولة مفاوضات أعلن من مكاني هذا فشلها، ومع كل إجراء يتحدون به الملل، مثل اللجوء للاتحاد الأفريقي، أو مجلس الأمن، أو للوسيط الأمريكي، أُعلن الفشل بمجرد الإعلان، ولم يحدث في مرة واحدة أن خابت توقعاتي، الأمر نفسه حدث قبل جولة المفاوضات التي انتهت قبل أيام، حتى والجنرال يهدد بأن "العفي لا يأكل أحد لقمته". ومع كل فشل كان يوجد لدى القوم بديل، فيخرجون من جولة فاشلة لجولة فاشلة، ومن جولة مفاوضات إلى مجلس الأمن، وبعد إقرار المجلس بعدم اختصاصه يكون البديل هو الاتحاد الأفريقي، وعندما يتم الإعلان عن عدم قدرته للتوفيق، يكون اللجوء لمجلس الأمن مرة أخرى، أو لجولة أخرى من المفاوضات تنتهي بالفشل أيضا.
تقريبا تم اللجوء للاتحاد الأفريقي مرتين وربما ثلاثا، وتم اللجوء لمجلس الأمن مرتين وربما ثلاثا، لكن وبعد عشر سنوات يبدو لي من تصريحات الوزير المختص أن الجانب المصري "استنفد مرات الرسوب" وليس أمامه من خيار آخر، وقد كان دأبه معنا على مدى عشر سنوات من الفشل أن يتحدى الملل بخلق فرصة جديدة، في مسار التفاوض والحل!
وقد أشفقت على أولي الأمر منهم بعد هذه النتيجة، وقد مرت عدة أيام على إعلان الفشل، ولا يجوز أن يكون الحل هو أن يقفوا مكتوفي الأيدي، فإما قصف السد في عملية عسكرية، وإما الإعلان عن إلغاء الاتفاق المقيد لحق مصر في التصرف، وهو اتفاق المبادئ!
ولأن الحرب ليست مطروحة على جدول أعمال القوم، وكذلك إلغاء الاتفاق المقيد، فقد كنت أنتظر ماذا هم فاعلون، لكن بعد تصريحات علاء الظاهري، أيقنت أنه لا بد من جولة جديدة يمثل مصر فيها العسكريون بعد أن شاهدنا الأداء المرتجف للمدنيين، إلى درجة أن يخضعوا بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، ويتدخل في شؤون مصر الداخلية، فيسأل الوفد الإثيوبي كيف أقدمت القيادة المصرية على بناء العاصمة الإدارية الجديدة بقرار منفرد، ولم يبق إلا أن يطلبوا توثيق عقود زواج المصريين في سفارة الباب العالي الإثيوبي في القاهرة، كشرط من شروط صحة العقد، فلا يتم الزواج إلا بموافقة أولي الأمر في الآستانة.. أقصد إثيوبيا..
فبالقياس على الموقف من بناء العاصمة الإدارية الجديدة، التي تحتاج لمياه كثيرة، فيجوز لإثيوبيا أن تتدخل في زواج المصريين، لأنه سيعقبه إنجاب، ومع زيادة أعداد المصريين يكون الاحتياج لحصة أكبر من مياه نهر النيل!
مفاوضات الحجرة المظلمة:
أكاد أتخيل مائدة المفاوضات، وتبدو لي أنها في حجرة أسفل البناية، نسميها في مصر "البدروم"، وكيف أنها مظلمة، فكان الظلام مضاعفا ومخيفا، إلى حد أن يتحدث الوفد الإثيوبي بهذه القوة، فلا يرد الجانب المصري، الذي جاء ممثله "الظاهري" ليشكو لنا تعنت الإثيوبيين معهم ويقول إن الوفد الإثيوبي يتعالى علينا.. وقالوا لنا: هذا كل ما عندنا.. لكم!
لا نعرف ماذا قدموا ليصفوه بأنه كل ما "عندنا لكم"، ومن المهم أن نعرف لأننا منذ أول جولة مفاوضات ونحن نسأل عمّ يطرحه الجانبان المصري والسوداني وما يعرضه الجانب الإثيوبي في هذه الجولات، لكن من الواضح أنها لم تكن أبدا جولات مقدرة، والوفد الإثيوبي يتعالى عليهم ويعاملهم بازدراء
لا نعرف ماذا قدموا ليصفوه بأنه كل ما "عندنا لكم"، ومن المهم أن نعرف لأننا منذ أول جولة مفاوضات ونحن نسأل عمّ يطرحه الجانبان المصري والسوداني وما يعرضه الجانب الإثيوبي في هذه الجولات، لكن من الواضح أنها لم تكن أبدا جولات مقدرة، والوفد الإثيوبي يتعالى عليهم ويعاملهم بازدراء. ففي أي مفاوضات عبر التاريخ يخرج وفد ما عن اللياقة ويزدري الجانب الآخر؟ ولم يقل العضو لنا هل هذا الازدراء يشمل الوفد السوداني أيضا، فلو كان الازدراء لا يشمل السودانيين لعرفنا مربط الفرس، وطالبنا بتشكيل وفد التفاوض من أعيان النوبة المصريين ليتولوا الجولة المقبلة!
قديما سئل حجا أين أذنك؟ ومعلوم أن إجابته بما يتسق مع شخصيته. وعليه فليس من الحكمة أن نطلب من عضو وفد التفاوض الإجابة على سؤال النظرة للوفد السوداني، فالوقت يداهمنا، والسلطة المصرية ستحجر على الرجل بعد ما أعلنه وهو مهين، وليس أمامهم من سبيل سوى ما لا يرغبون في فعله؛ العمل العسكري أو إلغاء الاتفاق المكبل. ومن هنا فلا بد من جولة مفاوضات جديدة، تكون جميعها من العسكريين، الذين لا يخيفهم التفاوض في القاعات المظلمة، أو أن "يبرق" لهم إثيوبيا بعينيه!
وبالمناسبة، فيوجد في علم المفاوضات مبحث عن استخدام العينين في إرباك الطرف الآخر، بمجرد أن تبرق بها وتكون صالحة لذلك، كما حالة أسامة الباز في التفاوض مع الإسرائيليين لإبرام اتفاقية كامب ديفيد. وقد اشتكى الجانب الإسرائيلي للسادات من هذا الذي يظل ينظر إليهم دون أن يتكلم، وكأنه يرتاب فيهم، أو يضمر في نفسه أمرا، وربما لم يكن بداخله شيء من هذا، ولكنها طبيعته!
والحال كذلك، فالحل في وفد تفاوض من العسكريين، لا يخيفه أن "يبرق" له أحدهم أو يملك الجانب الإثيوبي أن يزدريه ويتعالى عليهم!
قلوبنا مع الوفد المصري المفاوض، وقد قاسى في صمت على مدى عشر سنوات في جولات المفاوضات، من التعالي والتخويف والازدراء، إنهم يستحقون أن يكرمهم الوطن، وفي الوقت ذاته يتم استبدالهم، للدخول في جولة جديدة من المفاوضات يمثل الجانب المصري فيها العسكريون.
صدق من قال إن مصر لا يصلح لها إلا عسكري!
twitter.com/selimazouz1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر المفاوضات مياه النيل مصر مفاوضات أثيوبيا مياه النيل مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإداریة الجدیدة العاصمة الإداریة الجانب الإثیوبی الوفد الإثیوبی جولة مفاوضات الوفد المصری من المفاوضات من الواضح الواضح أن عشر سنوات على مدى من جولة
إقرأ أيضاً:
خرائط ومقترحات وتهديدات.. مفاوضات الفرصة الأخيرة للنووي الإيراني تسابق الزمن
ما تزال الأنظار تتجه لنتائج جولات التفاوض المتعاقبة بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي مع غياب حل آني في الأفق.
بالتوازي مع ذلك يتصاعد الحديث منذ أيام حول استعداد الاحتلال لتوجيه ضربة جوية واسعة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية في حال انهيار المفاوضات.
ولا تزال جولة سادسة من المفاوضات بوساطة عمانية قيد التنسيق، وفق مسؤولين إيرانيين تحدثوا لرويترز.
وتتباين مواقف الطرفين بين وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمحادثات بأنها "جيدة للغاية"، فيما يؤكد الإيرانيون على أن أي اتفاق لا يحترم "حقوق إيران الكاملة" في التخصيب ورفع العقوبات سيكون مرفوضًا بالكامل.
نقاط عالقة
وتتمحور نقاط الخلاف بين الجانبين حول القضية الرئيسة وهي تخصيب اليورانيوم.
الموقف الإيراني
يقول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن بلاده لن تقبل بتجميد التخصيب حتى لو كان لثلاث سنوات، رافضا فكرة اتفاق مرحلي مؤقت مع واشنطن، مبينا أن "إيران تنتظر ردا أكثر وضوحا من الوساطة العمانية".
وأضاف بقائي في مؤتمر صحفي الاثنين، أن طهران تعتبر منع تخصيب اليورانيوم، وهو أمر يدعو إليه بعض المسؤولين الأميركيين، "خطا أحمر" في المفاوضات.
الموقف الأمريكي
في المقابل يؤكد موفد واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يترأس وفد بلاده في المباحثات مع طهران، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لإيران بأن تملك ولو 1 بالمئة.
معضلة "اليورانيوم"
يمثل تخصيب اليورانيوم حجر الأساس في المفاوضات والنقطة المفصلية للخلاف بين الجانبين، إذ تواجه إيران اتهامات برفع مستوى التخصيب بينما تريده الولايات المتحدة صفرا أو معلقا في الوقت الراهن.
في شباط/ فبراير الماضي ذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران زادت بطريقة "مقلقة للغاية" مخزوناتها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة القريبة من عتبة 90 بالمئة اللازمة لصنع سلاح نووي.
وأوضح التقرير أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة زاد بشكل حاد منذ أن أعلنت طهران عن تسريع التخصيب في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وفي ذات الشهر من العام الماضي، أظهر تقرير سري للوكالة أن طهران باشرت تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة داخل منشأة فوردو، مما سيؤدي -حسب قولها- إلى زيادة كبيرة في إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب.
وتجاوزت إيران بشكل كبير حد الـ3.67 بالمئة الذي نص عليه اتفاق 2015 النووي مع القوى الغربية الكبرى، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018، حيث ردت طهرغن على الخطوة، بإعلان عدم التزامها بمضمون الاتفاق.
وبحسب الخبراء أنه ابتداء من 20 بالمئة، قد يكون لليورانيوم استخدامات عسكرية، علما أن التخصيب ينبغي أن يكون بنسبة 90% للتمكن من صنع قنبلة.
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، إن إيران لن تحتاج إلى أحد إذا انتهت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة دون التوصل إلى اتفاق، مشددًا على قدرة بلاده على الصمود وتجاوز العقوبات، في وقت تتواصل فيه المحادثات النووية بين الجانبين وسط مؤشرات متضاربة.
وأضاف بزشكيان في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية رسمية: "ليس الأمر كما لو أننا سنموت جوعًا إذا رفضوا التفاوض أو فرضوا عقوبات.. لدينا مئات الطرق للصمود"، معتبرًا أن بلاده "لن تخضع لابتزاز دبلوماسي".
وعلق الباحث والكاتب العراقي رائد الحامد على تصريحات الرئيس الإيراني قائلا، إن "40 عاما في مواجهة شتى انواع العقوبات ومع هذا ظلت وفية لحلفائها واذرعها".
الرئيس الإيراني:
سنتعايش مع مزيد من العقوبات الأميركية بعيدا عن نتيجة المفاوضات
..
40 عاما في مواجهة شتى انواع العقوبات ومع هذا ظلت وفية لحلفائها واذرعها — رائد الحامد (@RAEDELHAMID) May 26, 2025
توتر الجولة الخامسة
وشابت جولة المفاوضات الأخيرة في روما أجواء من التوتر حيث كشف مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية، عن توتر كبير شاب الجولة الخامسة من المباحثات مع واشنطن في روما حيث كادت أن تكون الأخيرة لولا تدخل وزير الخارجية العماني بدر البو سعيدي لإنقاذها.
وقال المسؤول، إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، هدد الإيرانيين بأنه إذا ما لم يقبلوا بشرط وقف تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، فإن المباحثات ستكون دون جدوى، بحسب صحيفة "الجريدة" الكويتية.
كما لوح مبعوث ترامب بإمكانية أن تنهي واشنطن جدل التخصيب الداخلي واليورانيوم المخصب بنسبة عالية لدى طهران عبر تدمير كل المنشآت التي تتعلق بذلك، مبينا أن عدم التوصل إلى صيغة تفاهم ترضي الإسرائيليين بشأن تلك الملفات سيفتح الباب أمام احتمال لجوء الدولة العبرية لشنّ عمل عسكري، دون الرجوع لواشنطن، ووضع الجميع أمام الأمر الواقع.
وأضاف المصدر الإيراني أن المبعوث الأمريكي كان مصرا على أن يحصل من وزير الخارجية رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي على جواب بلده بشأن ذلك خلال الاجتماع، أو أن يعتبر المفاوضات منتهية.
كما أشار إلى عراقجي أخرج من حقيبته ملفا فيه إحداثيات لأسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية إسرائيلية، إضافة إلى مراكز نووية إسرائيلية كانت الأجهزة الأمنية الإيرانية قد زودته بها، وسلّم إلى ويتكوف هذه الوثائق، مؤكدا أن طهران ستدمرها في حال قامت تل أبيب باستهداف منشآتها النووية.
وشدد على أن طهران لا تريد الحرب وتسعى لتجنب الصدام، لكن على ترامب الذي يسعى لكسب جائزة نوبل للسلام أن يفكر جيداً، وعليه أن يأخذ العبر من جولة المواجهة التي خاضها مع "أنصار الله" الحوثية باليمن، محذرا البيت الأبيض من استمرار دعم "جنون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، لأن طهران سترد على القواعد الأميركية بالمنطقة في حال تعرّضها لأي اعتداء.
وحذر عراقجي وفق المصدر، ويتكوف من أن الحل السلمي سيكون في مصلحة الجميع، لكنّ اللجوء للخيار العسكري أو تشجيع واشنطن للترويكا الأوروبية من أجل إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران "سناب باك" لن يضمن بقاء إيران في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية أو عدم تغيير عقيدتها الذرية.
الكاتب والباحث في الشأن الإيراني عبد القادر الفايز، ذكر في منشور على "إكس" أن هناك مقترحين قدما خلال الجولة الخامسة، يركز الأول على شراكة إقليمية مع دول أخرى تخص تخصيب اليورانيوم أي اتحاد شراكة بين طهران ودول أخرى من بينها دول عربية خليجية خاص بعمليات تخصيب اليورانيوم.
وبحسب الفايز، فإن من المرجح أن تعطي طهران قبولا أوليا للمقترح وتوافق عليه من حيث المبدأ.
أما المقترح الثاني فهو وقف مؤقت لتخصيب اليورانيوم على الأرض الإيرانية لمدة 6 شهور ومن المرجح أن ترفض طهران هكذا مقترح.
???? المقترحان اللذان قدمتهما سلطنة #عُمان خلال الجولة الخامسة للمفاوضات بين #إيران و #أمريكا حول #البرنامج_النووي_الإيراني التي جرت مؤخرا في روما بايطاليا :
شراكة إقليمية مع دول أخرى تخص #تخصيب_اليورانيوم أي ما يُعرف ب Consortium أو كنسرسيوم أي اتحاد شراكة بين طهران ودول أخرى… https://t.co/rGlmH1Xbg1 — Abdalqader fayez عبدالقادر فايز (@abdalkaderfaeez) May 26, 2025
خيار الحرب والترقب الإسرائيلي
يوازي الرئيس الأمريكي دعواته لإيران إلى التوصل لاتفاق، بتهديد بقصفها إذا فشل المسار الدبلوماسي.
كما تترقب دولة الاحتلال أجواء التفاوض باعتبارها إحدى أكبر المعنيين بعدم حصول إيران على سلاح نووي.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة إلى بلوغ اتفاق يحرم في الوقت نفسه إيران من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ.
وذكر تقرير لصحيفة "نيوزويك"، أن الاستخبارات الأمريكية كشفت عن دلائل جديدة، تشير إلى استعداد إسرائيل لتنفيذ هجوم عسكري محتمل على منشآت إيران النووية.
واعتبرت الصحيفة ن هذه الخطوة، في حالة إذا ما أقدم عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تشكل انفصالا حادا عن الجهود الدبلوماسية التي تقودها واشنطن، في إطار محادثات نووية مع إيران، برعاية سلطنة عمان.
وحذرت الصحيفة، في تقريرها، من أن أي ضربة إسرائيلية منفردة سوف تؤدى إلى انهيار المفاوضات، وربما اندلاع نزاع أوسع فى الشرق الأوسط.
بدورها قالت شبكة سي أن أن، أن هذه المعلومات تستند إلى رصد اتصالات داخلية بين مسئولين في الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مراقبة بعض التحركات العسكرية المكثفة، فضلاً عن تصريحات لمسئولين كبار في الجيش الإسرائيلي، تؤكد أن عملية عسكرية ضد منشآت نووية فى إيران أصبحت وشيكة.
في المقابل شدد الحرس الثوري الإيراني أنه على أهبة الاستعداد للرد على أي عمل عدائي، ردا على التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية في إيران.
كما حذر الحرس الثوري في بيان، اليوم السبت من أن "يده على الزناد، ومستعد لتوجيه رد حاسم يتجاوز التصوّر على أي عمل عدائي من قبل العدو".
كما قال، إن "الرد لن يجعل المعتدين الواهمين يندمون بشدة فحسب، بل سيغيّر أيضا معادلات القوة الاستراتيجية لصالح جبهة الحق وضد الوكيل الصهيوني"، بحسب تعبيره.
والجمعة، توعدت هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني أيضا بالرد على ما قالت إنه "أي عمل خاطئ ضد البلاد بحزم وقوة".
كما أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد علي محمد نائيني على أن "أي حماقة من قبل إسرائيل ستُقابل برد مدمر".
والجمعة، حذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري من أن "أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول بها إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان".