كتب داوود رمال في" الانباء الكويتية": في منتصف عام 2017، أطلقت إسرائيل مشروع بناء جدار إسمنتي على حدودها مع لبنان وبدأت العمل به، ويبلغ ارتفاع الجدار سبعة أمتار يضاف إلى السياج الإلكتروني والأسلاك الشائكة الموجودة فعليا بين البلدين. ويمتد هذا الجدار حسب المشروع من رأس الناقورة في أقصى جنوب لبنان إلى المنطقة الفاصلة بين مستعمرة المطلة وقرية كفركلا اللبنانية «بوابة فاطمة» ومن هناك صعودا نحو جبل الشيخ ومزارع شبعا.

ولقد هددت إسرائيل بأنها ستستمر في تنفيذ مشروعها.نتيجة لذلك تحركت الدولة اللبنانية وفي السادس من فبراير 2018، عقد اجتماع في القصر الجمهوري ـ بعبدا، ضم رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء لبحث موضوع مشروع إسرائيل لبناء الجدار الإسمنتي وخاصة في النقاط موضوع الخلاف. وتعترض الدولة اللبنانية على خط مسار الجدار ذلك بسبب وجود 13 نقطة خلافية بين الطرفين على هذا الخط الذي رسمته الأمم المتحدة والذي يعرف بالخط الأزرق.وقرر المجتمعون المباشرة بإجراء اتصالات إقليمية ودولية امنع إسرائيل من بناء هذا الجدار والذي ينتهك السيادة اللبنانية في نقاط مختلفة منه.في السابع من شباط 2018، اجتمع المجلس الأعلى للدفاع، واعتبر أن هذا الجدار هو في حال تشييده اعتداء على الأراضي اللبنانية، وأعطى كل التوجيهات للتصدي لهذا التعدي. وبالتالي فإن هذا العمل، أي تشييد الجدار، أدى إلى زيادة في التوتر.في الواقع العملي، إن بناء الجدار فوق بعض النقاط والتي تعتبرها إسرائيل تقع ضمن أراضيها هو تعد إضافي ومخالف للقانون الدولي مما يدعو الدولة اللبنانية إلى تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن ضد أية أعمال عدائية وقضم أراض لبنانية. وتفعيل العمل الديبلوماسي بإجراء جميع الاتصالات الإقليمية والدولية وخاصة لدى الدول الصديقة المؤثرة لمجابهة هذا العمل العدائي. لقد سعت إسرائيل وعمدت إلى التملص من ذكر كلمتي «الحدود الدولية» و«اتفاقية الهدنة»، رغم أن القرار الدولي رقم 1701 ينص على ذلك بوضوح وقد جاء في الفقرة الخامسة منه: «يعيد أيضا مجلس الأمن تأييده الشديد، كما أشار في جميع قراراته السابقة ذات الصلة، للسلامة الإقليمية للبنان وسيادته واستقلاله السياسي في نطاق حدوده المعترف بها دوليا، كما كرسها اتفاق الهدنة العامة الإسرائيلي ـ اللبناني في 23 مارس 1949». وحسب ما ورد أعلاه، حاولت إسرائيل مرات عديدة إلغاء اتفاق الهدنة والقفز فوقه دون جدوى. وعلى سبيل التذكير أنه نتج عن هذه الاتفاقية لجنة سميت «لجنة الهدنة»، مازالت قائمة لغاية تاريخه وتمارس عملها بواسطة مراقبين دائمين، وهي تختلف شكلا وعملا وصلاحية عن عمل القوات الدولية الموجودة في جنوب لبنان (اليونيفل). ان المزاعم الاسرائيلية حول بناء الجدار هي منع تسلل أي عنصر من لبنان إلى داخل الأراضي الإسرائيلية وبالتالي هو جدار لحفظ أمن شمال إسرائيل كما تدعي. أما من النواحي الأخرى غير المعلنة حاليا، والتي ظهرت إلى العلن، هي موضوع حقول النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط والعائدة للدولة اللبنانية، بعدما صرح وزير الدفاع الاسرائيلي السابق «ليبرمان» أن البلوك رقم 9 يخص المياه الاسرائيلية، وهذه وقاحة وتعدّ صارخ يستخف بعقول الجميع. بقى السؤال: ما علاقة ذلك بالجدار؟ المعلوم أن أي تغيير يجري باتجاه زاوية بدء بناء الجدار عند رأس الناقورة بما يعرف بالنقطة B1 (موضوع خلاف) يبدأ بخسارة متر في بدايتها وينتهي بخسارة ما مساحته مئات الكيلومترات في البحر، أي بمعنى آخر، ضرب البلوك رقم 9. لذلك جاء الترسيم البحري من عمق 5 كيلومترات خلافا لكل قواعد الترسيم التي يجب ان تبدأ من النقطة البرية، وهذا يسجل ربحا خالصا لإسرائيل. وبالتالي السؤال المطروح هو: هل الوفود الأجنبية التي تحضر الى لبنان بعنوان عدم تمدد حرب غزة اليه تعرض وساطتها لحل هذه المسألة المفبركة؟ وللعلم إن اللجنة العسكرية اللبنانية ومن خلال دراستها للخط الأزرق ووضع النقاط عليه مع الأخذ بعين الاعتبار كافة الزوايا المرتبطة لقياس المسافة. والمساحات التي استردتها هذه اللجنة ما يقارب مئات آلاف الأمتار خلال عملها ومازالت هناك 13 نقطة موضع خلاف تم الاتفاق الشفهي على 7 منها من دون تثبيت الأمر خطيا.في وقت تصر إسرائيل على تنفيذ مشروعها رغم حجم الاعتراضات فهي تبرر بناء الجدار بالضرورة الأمنية كونه يمنع دخول أي عنصر إلى أراضيها في حال اندلعت حرب جديدة. ويزعم العدو أن الجدار يقع بالكامل داخل أراضيه. بالمقابل تشدد الحكومة اللبنانية على أنه اعتداء على سيادة الدولة اللبنانية خاصة وأن الجدار يقع على الخط الأزرق الذي تتحفظ لبنان على 13 نقطة فيه، دون أي تصحيح، مما أوصل الموضوع إلى هذا الحد، ولذلك يعتبر لبنان أن بناء هذا الجدار الفاصل عند هذه النقاط الخلافية هو خرق فاضح للقرار 1701 ويجب على المجتمع الدولي التدخل للمساعدة في إيجاد الحل منعا لتطور الأوضاع إلى الأسوأ وتوتير الوضع الإقليمي. إن دخول العنصر الأميركي على خط موضوع الخلاف عارضا وساطته في موضوع الحدود البرية امر جيد، ولكن يبدو انه أكثر تعقيدا من موضوع الخلاف البحري حول ترسيم الحدود والبلوكات النفطية. فهل تبادر واشنطن مجددا الى التسريع في ايجاد حل للحدود البرية التي هي اصل الأزمة؟، الجواب ينتظر عودة جديدة لكبير مستشاري الطاقة في البيت الأبيض عاموس هوكشتاين الضليع في ملف الحدود الجنوبية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الدولة اللبنانیة بناء الجدار هذا الجدار

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيلي عنيف في غزة.. أونروا تعلن مقتل 300 من موظفيها منذ بدء الحرب

تواصل القوات الإسرائيلية قصفها المكثف لمناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الاثنين، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط تدهور الوضع الإنساني في المستشفيات ومخيمات النزوح.

وقال الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة، إن نحو 500 شهيد سقطوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، بمعدل قتيل واحد كل 15 دقيقة.

وشهدت المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع غارات جوية إسرائيلية استهدفت منازل وخيام نازحين، كان من بينها قصف منزل شمال غرب خان يونس أسفر عن 5 قتلى وعدد من الجرحى، وقصف منزل في بلدة عبسان الكبيرة خلف شهيداً و9 جرحى، إضافة إلى استهداف خيام في بني سهيلا والنصيرات ودير البلح واليرموك وسط غزة أسفر عن سقوط قتلى وإصابات عديدة.

وفي تطور ميداني خطير، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي القطاع، وقامت بهدم السور الشمالي له، ما زاد من مخاوف العاملين والمرضى الذين يبلغ عددهم 55 شخصاً بينهم أطباء وجرحى، في ظل شدة القصف والعشوائية التي تعيق التنقل داخل المستشفى.

كما استهدف القصف مجدداً خيام النازحين في المواصي غرب خان يونس ومناطق أخرى، وسط تحذيرات من ازدياد أعداد المفقودين تحت الأنقاض، حيث أفاد الدفاع المدني بغزة بأن أكثر من 200 شخص لا يزالون في عداد المفقودين، مع صعوبة وصول فرق الإنقاذ إليهم.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 53,339 شهيداً و121,034 مصاباً، وسط نزوح عشرات الآلاف من منازلهم، عقب استئناف إسرائيل للعمليات العسكرية في 18 مارس الماضي بعد الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تكشف مقتل أكثر من 300 من موظفيها خلال الحرب على غزة

أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، عن مقتل أكثر من 300 من موظفي الوكالة في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى منهم قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي مع أطفالهم وأحبائهم، بينما سقط عدد منهم أثناء تأديتهم واجبهم في خدمة مجتمعاتهم.

وأوضح لازاريني أن معظم القتلى كانوا من العاملين في قطاعي الصحة والتعليم التابعين للأمم المتحدة، والذين يقدمون الدعم الحيوي للمجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وشدد على أن “لا شيء يبرر الجرائم في غزة، وأن الإفلات من العقاب سيؤدي إلى مزيد من القتل”.

وفي وقت سابق، كشف المفوض العام أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أكثر من 50 من موظفي الأونروا منذ بدء الحرب، بينهم معلمون وأطباء، تعرضوا للتعذيب واستخدامهم كدروع بشرية. كما أعلنت الخارجية الإسرائيلية في نوفمبر الماضي إلغاء الاتفاقية التي تسمح للأونروا بالعمل في فلسطين.

إسرائيل تسمح بدخول مساعدات إنسانية مؤقتة إلى غزة تحت ضغط أميركي

أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار السماح بدخول مساعدات إنسانية مؤقتة إلى قطاع غزة لمدة أسبوع، بناءً على توصية الجيش الإسرائيلي ضمن خطة توسيع العملية العسكرية في القطاع. ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين نقلتهم صحيفة “جيروزاليم بوست”، ستكون مراكز توزيع المساعدات الجديدة معظمها في جنوب غزة وتحت إدارة الجيش الإسرائيلي وشركات أميركية.

وأفادت مصادر في الجيش الإسرائيلي بأن أول قافلة مساعدات ستدخل غزة اليوم الاثنين محملة بمواد غذائية وأدوية، على أن يتم نقلها عبر منظمات دولية مثل برنامج الغذاء العالمي ومنظمة المطبخ المركزي العالمي، وذلك حتى بدء تشغيل آلية المساعدات الجديدة في 24 مايو الجاري.

وجاء هذا القرار وسط جدل واسع في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، حيث عارض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير القرار معتبراً أن أي مساعدة إنسانية تغذي حركة حماس، فيما عارض وزير المالية وعدد من الوزراء الآخرين القرار، لكن تم اتخاذه دون تصويت رسمي.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن القرار جاء نتيجة ضغوط أميركية، بعد تحذيرات مبعوث الرئيس دونالد ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي وصف الأوضاع في غزة بأنها خطيرة للغاية، مؤكداً أن الإدارة الأميركية لن تسمح بحدوث أزمة إنسانية في القطاع.

في السياق، حذر برنامج الأغذية العالمي من خطر المجاعة في غزة، داعياً المجتمع الدولي للتحرك السريع لاستئناف تدفق المساعدات، مع التأكيد على أن الانتظار حتى وقوع المجاعة سيكون فادحاً.

إسرائيل تصادق على بناء سياج أمني على الحدود مع الأردن لتعزيز السيطرة وتأمين الحدود

صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل على خطة لإنشاء سياج أمني متطور على الحدود الشرقية مع الأردن، وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي. وتأتي هذه الخطة ضمن جهود وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي لإنشاء نظام دفاعي متعدد الطبقات يمتد على طول 425 كيلومتراً من جنوب مرتفعات الجولان المحتل حتى شمال مدينة إيلات.

وتشمل الخطة تعزيز السيطرة على منطقة غور الأردن عبر إقامة بؤر استيطانية، مزارع، ومعسكرات تدريب عسكرية. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خطوة بناء السياج بأنها “خطوة إستراتيجية ضد محاولات إيران لتحويل الحدود الشرقية إلى جبهة إرهابية”.

يأتي قرار بناء السياج الأمني بعد تصاعد الهجمات والعمليات الأمنية على الحدود، لا سيما بعد عمليتي معبر اللنبي في سبتمبر 2024 والبحر الميت في أكتوبر 2024، اللتين شهدتا سقوط قتلى في الجانب الإسرائيلي واستشهاد منفذي العمليات من الأردن.

من جهتها، أدانت حماس خطة بناء السياج، معتبرة أنها لن توفر الحماية للاحتلال من تبعات جرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين، مؤكدة أن المشاريع الأمنية السابقة فشلت في مواجهة المقاومة، وأن الجدار الجديد لن يكون استثناءً.

مقالات مشابهة

  • خبير: موسكو ترفض الهدنة.. وزيلينسكي يتهم واشنطن بعدم الجدية في وقف القتـ.ـال|فيديو
  • عون يدعو لإلزام إسرائيل بالانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية
  • الجدار العازل بين الأردن وإسرائيل.. تعزيز للأمن أم تصعيد للتوتر؟
  • السيسي يستقبل نظيره اللبناني: نطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية فورًا
  • تصعيد إسرائيلي عنيف في غزة.. أونروا تعلن مقتل 300 من موظفيها منذ بدء الحرب
  • الاحتلال يعلن خطة لبناء جدار أمني على طول الحدود مع الأردن
  • إعلام عبري: إسرائيل تقر بناء جدار أمني على الحدود مع الأردن
  • الرئيس السيسي: نرفض بشكل قاطع انتهاكات إسرائيل المتكررة للأراضي اللبنانية
  • إسرائيل توافق على بناء سياج أمني على الحدود الأردنية
  • “حماس”: بناء العدو الصهيوني جدار أمني عند الحدود مع الأردن لن يحميه من جرائمه