غزة – وضعت الشابة الفلسطينية إيمان المصري 4 توائم، وهي النازحة من بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة إلى مدينة دير البلح (وسط)، حيث تعيش برفقة ثلاثة منهم ظروفا غير إنسانية داخل أحد مراكز النزوح.

فبعد أن كانت المصري تحلم بفترة حمل وولادة آمنة كأدنى الحقوق التي يجب أن تحصل عليها أي سيدة في العالم، حولت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ذلك إلى “كابوس”.

هذه الفترة، مرت على الشابة المصري بظروف قاسية بدءا بالغارات الإسرائيلية على المناطق التي تواجدت بها خلال الحمل؛ وما رافقها من استنشاق للأدخنة ومواد كيماوية فضلا عن “الفوسفور الأبيض” الذي ألقاه الجيش على مناطق متفرقة من القطاع.

كما مرت المصري خلال تلك الفترة، بمرحلة غذائية غير آمنة في ظل نقص المياه الطعام الذي يشمل كافة العناصر الضرورية لنمو الأجنة؛ حيث عانى كافة سكان القطاع من نقص المواد الغذائية فيما بدأ يدخل اليوم مرحلة “المجاعة والجفاف”.

ومنذ بداية الحرب، اعتمد غالبية سكان القطاع في طعامهم على المعلبات المليئة بالمواد الحافظة التي تحذر منها التقارير والأبحاث الصحية.

وبسبب هذه الظروف التي تضاف إليها حجم الضغوط النفسية جراء الحرب، دخلت المصري في حالة ولادة مبكرة حيث وضعت توائمها الأربعة في الشهر الثامن من الحمل.

وبعد خروجها مؤخرا من عملية جراحية “قيصرية” تتطلب في الوضع الطبيعي فترة طويلة من الراحة، تحتضن المصري اليوم ثلاثة من أطفالها التوائم داخل غرفة في مركز النزوح، فيما بقي الرابع داخل المستشفى بسبب أوضاعه الصحية الصعبة.

والاثنين، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان، إن “50 ألف سيدة حامل في مراكز الإيواء بلا غذاء ولا رعاية صحية وإن نحو 180 أخرى تضع مولودها يوميا في ظروف غير آمنة وغير إنسانية”.

وفي 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان، إن “آلاف الحوامل والمرضعات بغزة يواجهن خطر الموت”.

وأضاف آنذاك أن “نقص الغذاء الحاد في غزة يعرض الحوامل والمرضعات لخطر الإصابة بفقر الدم، وتسمم الحمل، والنزيف، وحتى الموت”.

ويصعّد الجيش الإسرائيلي حربه على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مخلفا حتى الاثنين، 20 ألفا و674 قتيلا و54 ألفا و536 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

تقول المصري، في حديث للأناضول، إنها تعرضت للولادة المبكرة في الشهر الثامن من الحمل، حيث قرر الأطباء إخضاعها لعملية قيصرية لوجود خطر حقيقي على حالتها الصحية آنذاك.

وتضيف: “في البداية وضعوني داخل المستشفى لمدة 4 أيام متواصلة تحت المراقبة، وكان أحد الأجنة يعاني من انخفاض في النبض”.

وبعد الولادة، طلب الأطباء من المصري استراق بعض الراحة على فراش مريح وتناول أغذية تشمل عناصر غذائية كاملة.

لكنها تقول، وهي تجلس على الأرض مفترشة غطاء شتويا، إنها تعيش في مركز النزوح بلا “فراش ولا طعام ولا مياه نظيفة”.

وتشير إلى “العجز عن توفير الحليب اللازم لإطعام توائمي الثلاثة في مركز النزوح، وبعض المستلزمات التي تحتاجها لتنظيفهم”.

خلال فترة حملها، مرت المصري برحلة نزوح متعددة الأماكن بدءا بمنزلها الواقع في بلدة بيت حانون شمالي القطاع، إلى معسكر جباليا (شمال)، وصولا إلى مدينة دير البلح.

وقال زوجها (لم يكشف عن هويته): “عشنا حياة النزوح لمدة تزيد على 78 يوما، بلا مقومات سليمة للحياة، وأمضيناها داخل مركز النزوح (مدرسة)”.

وأوضح للأناضول أنه “لم يتوقع، رغم كافة الظروف الصعبة، أن يولد أطفاله الأربعة بأوضاع صحية غير مستقرة”.

وبيّن أن الأوضاع المعيشية مع استمرار الحرب، “تواصل التدهور في ظل عدم وجود الدقيق اللازم لصناعة الخبر، وارتفاع سعر المتوفر منه، ووسط غياب غاز الطهي”.

وفي ختام حديثه، قال إن “ذهابنا إلى المستشفى للاطمئنان على صحة الجنين المتبقي هناك أمر لم يعد متاحا، في ظل القصف العنيف الذي تتعرض له المنطقة الوسطى في الوقت الحالي”.

ولليوم الثاني على التوالي، يكثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية والمدفعية وسط قطاع غزة، التي سبق وأن صنفها ضمن المناطق الآمنة؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، إضافة لاندلاع حرائق في مصانع ومنازل لعدة ساعات ودمار مادي هائل.

ومساء الاثنين، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة خلال الساعات الـ24 الماضية، وصل إلى 250، فضلا عن إصابة 500 آخرين.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

الجوع يفتك بمليون وربع شخص ويهدد 650 ألف طفل بغزة

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنه ومع دخول الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع يومه الـ133 على التوالي، تفيد التقديرات بأن أكثر من 650 ألف طفل مهددون بشكل مباشر بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.

يأتي ذلك وسط تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة مئات الآلاف من سكان القطاع، حيث أكد المكتب الإعلامي أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع دخول الغذاء والدواء والوقود بشكل كامل منذ أكثر من 3 أشهر، مما أدى إلى تفاقم خطر المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات جراء الجوع ونقص المكملات الطبية.

وأوضح أن سياسة الاحتلال شملت منع إدخال الطحين وحليب الأطفال والمواد الطبية في إطار ما وصفه بسياسة "تجويع ممنهجة"، في وقت يعيش فيه نحو 1.25 مليون شخص في مستويات "جوع كارثي"، ويعاني 96% من سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي.

الاحتلال تعمد تجويع أهل غزة وإذلالهم (رويترز) جرائم وإدانة

وأدان مكتب الإعلام الحكومي بأشد العبارات هذه الجرائم المنظمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة، وحمّله المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج.

من جهتها، حذّرت بلدية غزة من آثار بيئية وصحية خطيرة لاستمرار ضخ مياه الصرف الصحي لشاطئ البحر بعد تضرر خطوط الضخ.

وقد دمّر الاحتلال الإسرائيلي شبكات مياه الشرب والصرف الصحي في قطاع غزة، مما أدى إلى تفاقم أزمة المياه والصرف الصحي.

وشمل التدمير المنشآت والمحطات وشبكات الأنابيب والألواح الشمسية، بالإضافة إلى تدمير البيئة المحيطة بالمحطات.

سكان القطاع يفتقرون إلى المياه النظيفة وأبسط مقومات الحياة (الفرنسية) تحذير ومطالبة

كما حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من عواقب صحية وخيمة بسبب عدم توفر المياه النظيفة.

وقالت الأونروا في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك: "لا صابون، لا مياه نظيفة. لا يمكن استحمام الأطفال في غزة بشكل صحيح بسبب الحصار المستمر".

إعلان

وأضافت: "يمكن أن يؤدي هذا، بالإضافة إلى ازدحام الملاجئ وحرارة الصيف، إلى عواقب صحية وخيمة".

وتابعت "يجب رفع الحصار.. يجب السماح للأونروا باستئناف توصيل المساعدات الإنسانية، بما في ذلك مواد النظافة الصحية إلى غزة".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • 145 شهيدًا في يوم دامٍ بغزة.. والاحتلال يوسّع غاراته رغم تعثر مفاوضات التهدئة
  • الجوع يفتك بمليون وربع شخص ويهدد 650 ألف طفل بغزة
  • حكومة غزة: الموت جوعا يهدد 650 ألف طفل دون الخامسة بالقطاع
  • دعوات لانتخابات مبكرة.. أزمة الحريديم تفجّر خلافات داخل حكومة نتنياهو
  • 15 شهيدا بغزة ومشاهد لتكدس حديثي الولادة بالمستشفيات
  • طلبات خاصة وتحفظات مبكرة.. فيريرا يضع أول شروطه داخل الزمالك
  • ولادة نادرة لتوأم ملتصق بمستشفى الفيوم العام
  • تقرير إحصائي: الفلسطينيون في العالم 15 مليونا وانخفاض سكاني بغزة
  • وزارة الصحة بغزة: 82 شهيدًا و247 مصابًا خلال 24 ساعة
  • الفلسطينيون في العالم 15 مليونا وانخفاض سكاني بغزة