سودانايل:
2025-10-12@15:25:59 GMT

الاستنفار أرقى أدوات الوعي الشعبي

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

انتظمت عملية الاستنفار الشعبي في العديد من ولايات السودان، بهدف أن يتحمل المواطن الدفاع عن منزله و ممتلكاته و عرضه من عناصر الميليشيا التي روعت الناس في العديد من الإقاليم ،و أخرها دخولها أقليم الجزيرة، حيث انتشرت هذه العناصر في القرى و نجوع الجزيرة بهدف النهب و السرقة و الاغتصابات. و عدم قدرة الجيش أن يغطي مساحات واسعة كان لابد للناس أن يستنفروا انفسهم في مواجهة هجمات المليليشيا.

و الاستنفار الشعبي لحماية النفس و العرض و الممتلكات يعتبر أرقى ادوات الوعي الثوري في مواجهة عدو واحد مدعوم من مرتزقة في العديد من دول الجوار، و تمويل لوجستي و تشوين كبير من قبل دولة الأمارات. هذه الأعداد التي تتزايد يوميا للبحث عن غنائم كما تقول تقتضي هذا الاستنفار الشعبي.
كل دول العالم توجد فيها خدمة إلزامية للمواطن يتدرب فيها على عدد من أنواع الإسلحة، بهدف إذا احتاجة إليه الدولة لمساعدة الجيش، و التجنيد الإجباري لا يخضع لدواعي أيديولوجية حزبية أو غيرها، أنما هي قضية وطنية خالصة. و الآن أوكرانيا استدعت كل الاحتياطي من المجندين حتى أسرائيل في حرب مع قطاع غزة استدعن مئات الآلاف من المجندين، و في زمن الإنقاذ تم تجنيد العديد من الطلاب في التجنيد الإجباري، و أيضا دعوة القائد العام للجيش للاستنفار الشعبي، و كل هؤلاء بعيدا عن الانحيازات الحزبية يجب أن يستنفروا انفسهم دفاعا عن ممتلكاتهم و اسره. هناك البعض الذين يعتقدون أن الاستنفار سوف يقود إلي حرب أهلية. هذه مقولة غير صحيحة لأن الاستنفار غير موجه إلي قبيلة أو مناطقية موجهة إلي عناصر جاءت من دول أخرى تريد أن تستوطن في البلاد و أخرى جاءت من أجل النهب و السرقة تحت راية " البحث عن الغنائم" هؤلاء لا يمثلون عشائرهم بل هؤلاء خارجين عن القانون، و يجب التصدي لهم بقوة و رباط الخيل.
و أيضا هناك الذين ينتقدون الاستنفار باعتباره دعوة من قبل " الفلول" الهدف منها محاولة لتغيب وعي الجماهير، و أيضا تعتبر لوي لعنق الحقيقة، كان الأجدرعلى هؤلاء أن يدينوا ما تفعله الميليشيا بدل البحث عن مبررات لمواقف سالبة. أن الاستنفار ليس مرتبط فقط أن يدافع المواطن عن منطقته، بل هو الزحف إلي أي منطقة من مناطق السودان يحتاج مواطنيها للمساعدة في مواجهة هذه العناصر، أن الحرب الدائرة الآن في السودان معركة وطن يكون أو لا يكون، و هذه قضية مرتبطة ليست بمؤسسة واحدة، و لكنها قضية كل الوطن و المواطنين. ليس هناك من يرغب في استمرار الحرب من أجل الحرب، و لكن مادامت قد اندلعت يجب العمل من قبل الكل على أن تبرز عوامل إندلاعها مرة أخرى، و لابد من معرفة الأسباب التي أدت إليها. فالحرب يجب أن تكون علامة فاصلة بين عهدين ما قبل الحرب و ما بعد الحرب.
أن الاستنفار الشعبي يعتبر أرقى درجات الوعي الوطني الي يجعل كل المواطنين السودانيين أن يقاتلوا صفا واحدا عدوا واحدا يهدد حياتهم و استقرارهم و ممتلكاتهم، أن التلاحم الوطني في ساحات المعركة هي أقوى أعمدة الوطنية التي سوف يشيدها الدفع الشعبي في كل ولايات السودان، هي فترة تتراجع فيها المصالح الحزبية و الشخصية الضيقة من أجل تحقيق مصالح وطنية ينعم بها كل السودان في كل مناطقه، و الاستنفار يمثل مرحلة تخلق جديدة للوطن، لنبذ الفرقة و الجهوية و العنصرية، أن السودان على مفترق الطرق بين أن يكون موحدا أو تقسمه الدول التي وراء دعم الميليشيا حسب مصالحها. و الجيش وحده لا يستطيع أن يقف في وجه هذه المؤامرة لابد من استنفار الجماهير.
هناك أيضا البعض الذين يعتقدون أن البلاد سوف تخضع إلي التدخل الدولي، و هذا أيضا نوع من التخويف المضلل، في ظل صراع الإستراتيجيات العالمية للدول الكبرى، علمنا التاريخ لا يمكن أن يجاز قرار في المنظمة الدولية إلا إذا انقسم آهل البلد الواحد، و لكن الأغلبية سوف تهزم مثل هذه المخططات، فإذا كانت الحرب و أفرازاتها تدفع لذلك كانت أوقفت حرب أوكرانيا و روسيا أو حرب الفلسطينيين و إسرائيل. أن الاستنفار الذي بدأ في السودان سوف يرفع راية الانتباه لأي دولة تحاول أن تعبث بمصالحه، أن الدول لا تحتل أو تضيع مصالحها إلا إذا كانت هناك أيادي من ابناء الوطن تستخدم من أجل ذلك. أن الاستنفارة حالة وعي شعبي انتظمت البلاد كلها، و هي لا تشكل خطورة إلا على الميليشيا، و الذين يتعاونون معها. و نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العدید من من أجل

إقرأ أيضاً:

غرف الطوارئ السودانية شبكة شبابية رُشحت مرتين لجائزة نوبل للسلام

غرف الطوارئ السودانية شبكة شبابية تطوعية نشأت بعد اندلاع الحرب في السودان عام 2023، بهدف تقديم الإغاثة والدعم للمدنيين المتضررين من النزاع.

تضم الشبكة أكثر من 700 غرفة تنشط في مجالات الصحة والإجلاء والدعم النفسي وحماية النساء والأطفال، ونالت إشادة دولية واسعة، كما رُشّحت مرتين لجائزة نوبل للسلام تقديرا لجهودها الإنسانية في ظل ظروف الحرب الطاحنة.

ما غرف الطوارئ السودانية؟

هي مبادرة مجتمعية تطوعية شبابية نشأت بعد اندلاع الحرب في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023، وتهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية للمدنيين المتضررين من النزاع، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والدعم النفسي والإجلاء.

وتتكون غرف الطوارئ من مجموعات من المتطوعين الشباب من مختلف التخصصات، بينهم أطباء ومهندسون ومعلمون وناشطون في مجالات الإغاثة والعمل المجتمعي.

وتستند هذه المبادرة إلى مفهوم "النفير"، وهو تقليد سوداني قديم يرتكز على التعاون والتكافل الاجتماعي، إذ يتكاتف أفراد المجتمع طوعا لمساعدة من يواجه ضائقة أو يحتاج لإنجاز مهمة جماعية مثل البناء أو الحصاد أو الإغاثة في أوقات الأزمات.

مجالات العمل

بحسب هند الطائف العضو في غرف الطوارئ بولاية الخرطوم، فإن الغرف تضطلع بمهام حيوية عدة، تشمل:

دعم التكايا المجتمعية والمراكز الصحية، وتوفير منظومات الطاقة الشمسية لتيسير عملها. تقديم المساعدة في عمليات الإجلاء للأشخاص الراغبين في الانتقال من منطقة إلى أخرى. تقديم الدعم للنساء والفتيات المعنّفات أو اللواتي تعرضن لانتهاكات، سواء عبر توفير البروتوكولات الخاصة بحالات الاغتصاب والتحرش الجنسي، أو بتقديم الدعم النفسي والطبي لهن. إنشاء مساحات آمنة للنساء وأخرى صديقة للأطفال تُقدم فيها أنشطة توعوية وترفيهية. تنظيم حملات مناصرة إعلامية تسلّط الضوء على القضايا الإنسانية والمجتمعية. إعادة تأهيل المدارس وتوفير الوجبات الغذائية للأطفال والمعلمين. تنفيذ حملات للإصحاح البيئي، وتوفير الأدوية في الصيدليات ومياه الشرب النظيفة للمجتمعات المحلية.

وتضم غرف الطوارئ، البالغ عددها أكثر من 700 غرفة، مكاتب متخصصة من بينها مكتب الحماية والمكتب الطبي والمكتب النسوي ومكتب التمويل وغيرها.

إعلان

ويتميز الهيكل التنسيقي للغرف بكونه أفقيا ومجتمعيا، إذ تنقسم غرف الأحياء إلى لجان محلية، وتُشكل مجموعة غرف الأحياء وحدة إدارية مستقلة ثم تُنظم غرف المحليات، التي تتجمع لاحقا لتكوّن غرفة ولاية.

ويُشكل بعد ذلك مجلس تنسيق العمل القاعدي، الذي يضم ممثلين من جميع ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية، ويهدف إلى التنسيق بين الغرف والمنظمات التي تُقدم الدعم.

وتُمول غرف الطوارئ عبر دعم من منظمات دولية ووطنية، إضافة إلى تبرعات يقدمها الخيرون والأفراد ورجال الأعمال.

غرف الطوارئ في السودان تُقدم المساعدة في عمليات إجلاء الفارين من الحرب (موقع الأمم المتحدة)تحديات تعيق طريقها

منذ بدء عملها، واجهت غرف الطوارئ السودانية جملة من التحديات التي أعاقت أداءها الميداني، ومن أبرزها نقص التمويل مقارنة بحجم احتياجات المجتمع، إذ لا تكفي الموارد المتاحة لتغطية احتياجات المتضررين، بحسب مصادر.

كما تعاني أيضا من وجود منظمات وسيطة بينها وبين الجهات المانحة نتيجة عدم تسجيلها بصورة رسمية، وهو ما يؤدي إلى تقليص قيمة المنح المقدمة ويحد من فاعلية إيصال الدعم في الوقت المناسب.

إلى جانب ذلك، تشكل البيروقراطية الإدارية -إجراءات إدارية رسمية معقدة- إحدى العقبات التي تسبب في تأخر وصول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى غياب الحماية الكافية للمتطوعين، مما يجعلهم عرضة لمخاطر جسيمة تشمل الاستهداف والاعتقال والتعذيب.

وبحسب هند الطائف، فقد تجاوز عدد المتطوعين الذين فقدوا حياتهم حتى عام 2025 أثناء أداء مهامهم الإنسانية مئة متطوع.

ويضاف إلى ذلك تصنيف بعض المتطوعين بشكل خاطئ على أنهم يتبعون لأحد أطراف الحرب، الأمر الذي عرضهم لمزيد من المخاطر.

ترشيحها لجائزة نوبل للسلام

في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلن معهد أبحاث السلام في أوسلو عن ترشيح غرف الطوارئ السودانية لنيل جائزة نوبل للسلام، واصفا إياها بأنها "رمز للأمل والصمود في وقت تمر فيه البلاد بأزمة إنسانية حادة".

وأشار بيان المعهد إلى أن هذه الغرف أدت دورا رئيسيا في تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية لملايين السودانيين، بما في ذلك الرعاية الطبية للنازحين والفئات الأكثر ضعفا.

وبحسب بيان المعهد، تعمل هذه الغرف بشكل لا مركزي وتواجه تحديات أمنية ونقصا في الموارد، ورغم ذلك تستمر في تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية للأشخاص المتضررين من النزاع.

غرف الطوارئ في السودان رشحها معهد أبحاث السلام في أوسلو مرتين لنيل جائزة نوبل للسلام (شترستوك)

وفي يناير/كانون الثاني 2025، ظهرت غرف الطوارئ ضمن قائمة مرشحي معهد أبحاث السلام لنيل جائزة نوبل للسلام.

وقال هنريك أوردال، مدير المعهد إن "غرف الطوارئ تمثل دليلا دامغا على قوة الصمود المحلي والعمل الجماعي في مواجهة الحرب الوحشية"، مضيفا أن عمل أفرادها يسلط الضوء على الجهود المترابطة اللازمة لتعزيز العدالة والسلام في العالم.

وأوضح المعهد أن "منح جائزة نوبل للسلام لمبادرة إنسانية مثل غرفة الطوارئ السودانية من شأنه أن يبرز الأهمية الحاسمة للوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة في أوقات النزاع".

فوزها بجوائز أخرى

في أواخر أبريل/نيسان 2025، أعلن الاتحاد الأوروبي منح جائزته لحقوق الإنسان لشبكة غرف الطوارئ في السودان، تكريما لدورها الإنساني في مواجهة تداعيات الحرب في البلاد.

إعلان

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن غرف الطوارئ أظهرت شجاعة استثنائية والتزاما راسخا بتقديم المساعدات أثناء الحرب.

وفي 17 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، أعلنت لجنة جائزة رافتو النرويجية لحقوق الإنسان منح جائزتها للعام 2025 إلى غرف الطوارئ السودانية، تقديرا لجهودها في حماية الحق في الحياة.

وتُمنح جائزة البروفيسور ثورولف رافتو التذكارية لحقوق الإنسان سنويا للأفراد أو المنظمات الذين تميزوا في عملهم من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية.

وبعد أسبوعين من حصولها على جائزة رافتو، حصدت غرف الطوارئ السودانية جائزة مؤسسة "رايت ليفليهود" في ستوكهولم، التي تُعرف أيضا بـ"نوبل البديلة".

وفازت غرف الطوارئ بالجائزة "لبنائها نموذجا مرنا للتكافل وسط الحرب وانهيار الدولة، يتيح دعم ملايين الأشخاص بكرامة"، وفقا للمؤسسة المانحة للجائزة.

مقالات مشابهة

  • بعد وقف إطلاق النار بغزة.. الاحتلال يواجه طوفان الوعي العالمي
  • غرف الطوارئ السودانية شبكة شبابية رُشحت مرتين لجائزة نوبل للسلام
  • أوقفوا حربنا أيضا.. زيلينسكي يهنئ ترامب على وقف إطلاق النار في غزة
  • ما تحت الحرب.. أو الوعي المأساوي المستحكم
  • سكاف: هناك شيء ما يُحضر من خلال كثافة المسيّرات التي تجول في سماء لبنان
  • داخلية غزة: سنبدأ الانتشار بالمناطق التي انسحب منها الاحتلال
  • داخلية غزة ستبدأ الانتشار بالمناطق التي انسحب منها الاحتلال
  • أجهزة التنفس التي جعلت إسرائيل حيّة إلى اليوم
  • دعوات إسرائيلية للاعتناء بالمجموعات التي قاتلت بالقطاع
  • ترامب: أنهينا الحرب في غزة وأعتقد أنه سيكون هناك سلام دائم