بوابة الوفد:
2025-07-05@10:57:30 GMT

التهجير القسرى لأهالى غزة ابتكار صهيونى

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

عندما اتخذت حكومة الحرب للدولة الاستعمارية الكبرى «بريطانيا» قرارها المشؤوم بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، والذى تمخض عن تصريح آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا، فى الثانى من نوفمبر (تشرين ثان) عام 1917 والذى عرف باسم «وعد بلفور» وكان الدافع من هذا التصريح الذى أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، هو أطماع بريطانيا فى توسيع نفوذها الاستعمارى فى منطقة الشرق الأوسط، وحماية مصالحها فى مصر وخاصة مركز نفوذها الإقليمى على قناة السويس، وكسب الصهيونية العالمية فى صفها كحليف قوى يدعمها ويساندها فى وضع دولة فلسطين تحت الحماية البريطانية من أجل تسهيل إقامة دولة اليهود، وإذا تمعنا فى السياسة الاستعمارية لهذا الغرض، نجد أن حكومة المملكة المتحدة قد أبرمت صفقة مع هذا الكيان الصهيونى بمنحه وطناً على أرض فلسطين العربية.

ومن الصفقة المشبوهة بين بريطانيا والصهيونية العالمية، إلى أهداف الأخيرة الشيطانية فى إيجاد وطن مؤقت لسكان قطاع غزة، تكون أرض سيناء نواة هذا المخطط والذى عرف باسم متداول له «صفقة القرن»، وبالضبط التاريخ يعيد نفسه من جديد رغم أن صفقة «وعد بلفور» الأولى قد قامت فى خضم أحداث الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وفى ظل المعاهدة السرية المعروفة باتفاقية «سايكس بيكو» بتاريخ 23 نوفمبر 1915- 1916، والتى أدى الاتفاق الأول لها بين الدول الموقعة عليها، على توسيع النفوذ على بلاد الشام وأرض الهلال الخصيب (سوريا والعراق) بزعامة القوتين العظميين فى ذلك الوقت بريطانيا وفرنسا، إلا أن التوارث الدولى آل لحماية إسرائيل من بريطانيا أم الكوارث وسبب نكبة العرب الكبرى بضياع أرض فلسطين، إلى القوة الأولى الذى تنفرد بالعالم الآن ألا وهى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أخذ الحديث الفج والقبيح ينتشر ويتداول على خرق السيادة المصرية على أراضيها، لإيجاد وطن مؤقت أو بديل لأهالى قطاع غزة وتهجيرهم قسريا إلى سيناء، بعد مجازر الكيان الصهيونى الأشرس والأشد وحشية وقسوة على السكان المدنيين الأبرياء، ورغم هذا الوضع المتدهور لهذا الشعب المقهور، إلا أن الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا لم تتحرك ساكنا فى إنقاذه، وأصبح الخزى والعار والعزلة الدولية تطارد هذه القوة العظمى، والتى تتشدق دائما باحترام حقوق الإنسان والتعايش فى سلام بين الشعوب، ولا حل إلا بإقامة الدولتين، كلها ذرائع تتذرع بها من أجل إصباغ أطماعها فى السيطرة على شعوب دول العالم الصغيرة بصبغة مبادئ إنسانية وقيم أخلاقية، ولكن هذا الوصف المهذب من المبادئ والقيم هو فى حقيقة الأمر من قبيل التظاهر والخدعة.

ولم يكن مشروع الشرق الأوسط الكبير وليد فكر إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن، بل هو إرث اتفاقية سايكس بيكو المذكورة آنفا، ولكن تطور الأحداث السياسية والدولية، هى التى كشفت خداع الدول الكبرى فى إحياء هذا المشروع الخطير، وهو إعادة رسم خريطة الحدود السياسية والجغرافية لمنطقة الشرق الأوسط، وقد حركته أحداث فوضى الخريف العربى، والذى سمى تحت اسم مهذب لها ثورات الربيع العربى، والذى عصفت رياح خرابة دول مهد الخلافة والحضارة ولنا أن نعتبر على ما يحدث فى سوريا وليبيا واليمن، بعد أن انزلقت شعوبهم إلى الهاوية، وانقيادهم لجماعات الإسلام السياسى التى قامت بتأليب الرأى العام ضد حكومات هذه الدول، من أجل تأجيج الصراعات بين أبناء الوطن الواحد وإشعال نار الفتن والمؤامرات، تكون ثمرة إنتاجه الشيطانية هو تشريد الشعوب وتفكيك الجيوش وسرقة الثروات المادية والتاريخية وإعادة تقسيم المنطقة من جديد.

هذا هو الابتكار الصهيونى فى المكر والخداع فى أن يصل بهذا المخطط الشيطانى إلى أرض سيناء المباركة، فى أن يجعل من هذه البقعة الطاهرة وطن مؤقت للفلسطينيين، على غرار وعد بلفور الشهير أو جعل أرض سيناء أفغانستان أخرى، تتجمع فيها كل فصائل المقاومة وتصنيفها على أنها أرض لإيواء العناصر الإرهابية المسلحة، والتى تهدد مصالح دول الجوار، مما يستدعى تدخل المجتمع الدولى فى سيناء للقضاء على الإرهاب، وتصبح سيناء أرضاً خصبة للجماعات المسلحة والإرهاب وامتدادا لمعارك عسكرية لا يعلم مداها إلا الله، ولكن يستحيل تحقيق هذا المخطط من أصحاب النوايا الخبيثة والنفوس الشريرة، لأنه يصطدم بإيمان مطلق لرجل وهب حياته فى خدمة وطنه وشعبه واستطاع أن يتحمل المسئولية فى أخطر الأزمات، وأن ينجو بمصر من المهالك والكوارث بعد أن سقطت فى براثن جماعة الإخوان، إنه الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى قبل التضحية والفداء والتطلع لمستقبل مشرق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بريطانيا فلسطين

إقرأ أيضاً:

هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة

جنوب سيناء- حين كان إسماعيل في الخامسة من عمره، لم تكن أنشطته اليومية تتعدى مساعدة أبيه في سقي الإبل ومعاونة أمه في نقل الحطب والبحث مع رفاقه عن ألعاب بدائية للتسلية، أما الآن وهو على مشارف الأربعين فقد بات مندهشا من التغيرات التي حلت على الحياة البدوية وبخاصة بين الأجيال الجديدة.

يحاول إسماعيل، الذي ينتمي لقبيلة الجبالية ويعيش بمنطقة سانت كاترين في جنوب سيناء، أن يقنع ابنتيه -اللتين لم تتجاوزا العشر سنوات- بخطورة استخدام الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة، "لا تفعلان شيئا طيلة اليوم سوى التحديق في الهاتف المحمول"، هكذا يقول بينما يتذكر طفولته التي وصفها بالمتواضعة.

مخاوف من أن يتحول التراث البدوي لطقس فلكلوري (الجزيرة)

يتراجع الرجل البدوي عن وصف طفولته بالمتواضعة ليقول إنها كانت مناسبة للبيئة المحيطة به، فمن الطبيعي -وفق رأيه- أن ترتبط أنشطة الأطفال الذين يسكنون الصحراء بتراثهم. أما غير الطبيعي هو أن يكونوا منساقين وراء ثقافات أخرى، وبسبب ما يتابعه من تغيرات على محيطه لا يخفي إسماعيل مخاوفه من اندثار التراث البدوي بعد عقود قليلة على يد الأجيال الجديدة.

مخاوف الرجل البدوي تبدو متفهمة، ثمة مظاهر تطور أثرت على معيشة أبناء قبائل سيناء، جعلت الخيمة البدوية، التي دُقت أوتادها على مدى مئات السنين، في مهب رياح مجاراة العصر، لتمسي الخيمة بما تطويه من تراث مجرد فلكلور لقضاء وقت ممتع بالصحراء واسترجاع أجواء الماضي لا مسكن يشهد حياة.

بدوي ينتظر فوجا سياحيا لنقله بسيارة دفع رباعي إلى قلب الصحراء (الجزيرة) المرعى ولى

مظاهر التطور التي حلت على الحياة البدوية بسيناء عديدة، وربما أكثرها وضوحا هي نزوح أبناء القبائل للعيش بالتجمعات السكنية -سواء كانت مدنا أو قرى- بعيدا عن الترحال بالخيام في نواحي متفرقة بحثا عن المراعي كحال الأسلاف.

إعلان

في جنوب سيناء، صار البدوي، الذي يسكن خيمة ويمتهن الرعي، رجلا متمسكا بالندرة، ذلك يبدو مبررا بالنظر إلى الطبيعة السياحية للمنطقة، فالمدن السياحية، مثل شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا، التي تجذب السائحين للزيارة جذبت أيضا أعدادا كبيرة من البدو على مدى العقود الثلاثة الماضية للانخراط بالعمل في قطاع السياحة.

البدو يسكنون حاليا في تجمعات سكنية بمدن أو قرى (الجزيرة)

يقول صالح، وهو من قبيلة المزينة ويعيش بمدينة دهب، إن أعدادا قليلة من أبناء قبيلته ما زالوا متمسكين بالصورة القديمة لحياة البادية وتتركز مناطق رعيهم في وسط سيناء لا الجنوب، أما شمال سيناء فيتجه إلى الطبيعة المتمدنة بسبب الأجيال الشابة التي تخرجت من الجامعات.

وهناك سبب آخر يجعل بدو الشمال يميلون إلى الاستقرار بعيدا عن الترحال وهو امتهان أعداد منهم للزراعة خاصة زراعة الزيتون والخوخ والنباتات العطرية والطبية.

فمنذ أكثر من 10 سنوات، يعمل صالح في قطاع السياحة حيث يتولى قيادة سيارة دفع رباعي لنقل الزوار إلى قلب الصحراء، حيث الوديان والجبال التي تعد مقصدا سياحيا، وهو لا يسكن الخيام كأجداده بل شقة بإحدى البنايات التي طرحتها الحكومة في إطار مشروعات للإسكان الاجتماعي بتسهيلات في السداد.

الزي التراثي لم يعد له رواج بين النساء البدويات (الجزيرة) ثوب في طور الاندثار

قديما كان رداء المرأة البدوية يتميز بخصوصية ثقافية، أما الآن فنساء القبائل يرتدين ملابس عادية تشبه نساء محافظات وادي النيل (الدلتا والصعيد)، فقط تتمسك الجدات بالزي التقليدي الذي يتسم بالألوان الزاهية والتطريزات اليدوية.

وتقول سعيدة، وهي سيدة خمسينية تعيش في وادي غزالة القريب من مدينة نويبع، إن كثيرا من نساء سيناء أصبحن يرتدين الملابس العادية بينما الزي التقليدي بات مقتصرا على كبار السن وأيضا يظهر في المناسبات الاجتماعية.

وتحتاج الحياكة اليدوية للثوب البدوي الواحد مدة طويلة تصل لنحو شهرين، كما تؤكد سعيدة، إذ تستغرق التطريزات المتنوعة وقتا، كما أن هناك ملحقات أو لوازم عديدة للثوب مثل "القنعة" وهي غطاء للرأس، و"البرقع" وهو قناع للوجه مصنوع من القطع المعدنية، و"المقوط" وهو حزام حول الخصر، و"المريرة" وهو شريط يوضع فوق الحزام يصنع من شعر الماعز، مما يجعل الرداء بمشتملاته مرتفع الثمن ويقلل أيضا من الإقبال عليه مقابل المصنوع آليا.

ما زال الرجل البدوي متمسكا بزيه التراثي (الجزيرة)

في المقابل، يبدو الرجل البدوي أكثر محافظة على زيه التقليدي من امرأته، إذ يرتدي الجلباب والسروال الفضفاض وينتعل حذاء خفيفا ولا يتحرر من هذا الزي إلا في أوقات العمل إذا كان يشتغل لدى جهة حكومية أو أثناء الدراسة.

وتقول سعيدة إن الملابس الرجالية بسيطة في تفاصيلها ومريحة في الحركة وليست مرتفعة الثمن بالتالي لا يسعى الرجل لاستبدالها بأخرى مثلما حدث مع المرأة.

ولم يتغير الملبس فقط في حياة المرأة البدوية، بل تغيرت نظرتها لعدد الأسرة، فمثلا سعيدة هي أم لـ9 أبناء وجدة للعدد نفسه، أما أولادها المتزوجون فأكثرهم عددا من أنجب 4 أطفال، وتلخص السيدة الخمسينية ما جرى "الدنيا تغيرت.. كنا ننجب كثيرا لأن الموت كان يأخذ كثيرا، والأب كان محتاجا لمن يساعده في العمل".

دراسات تحذر من تغير القيم البدوية بسبب التحديث (الجزيرة) ما فعله الإنترنت بالبادية

يقول إسماعيل إنه اشترى لطفلته جنة هاتفا محمولا حين بلغت الثلاث سنوات وكذلك فعل مع ابنته الثانية، وغيره الكثير من أبناء القبائل يفعل ذلك مع أبنائه، صحيح هو نادم على ذلك لأن الهاتف صار بديلا للحياة الحقيقية بالنسبة لابنتيه لكنه لم يعد في إمكانه التراجع عن ذلك.

إعلان

هو نفسه لا يمكنه الاستغناء عن الهاتف أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لأن الأخيرة تحديدا تفيده في الترويج لعمله كدليل لزوار الصحراء خلال رحلات السفاري.

لكنه يحاول أن يكون متوازنا في استخدام التكنولوجيا بعكس بعض أصدقائه، ويقول "نلتقي كل فترة ونخرج للصحراء فيما يفترض أنه خلوة ولكن يكون المشهد غريبا جدا، نرتدي جميعنا الزي البدوي ونجلس داخل خيمة ولكن الكل منشغل بالتحديق في هاتفه المحمول طيلة الجلسة"، ويضيف ساخرا "يشترط الأصدقاء أن يكون التخييم في مكان قريب داخل نطاق تغطية شركات الاتصالات حتى لا ينقطع عن هواتفهم الإنترنت".

ورغم ذلك فأكثر ما يمثل خطورة بالنسبة لإسماعيل هو تأثير الإنترنت على طبائع الشخصية البدوية، ويوضح "قديما إذا حدثت مشكلة بين طرفين يكون هناك احترام للعادات واحتكام تام للمجلس العرفي. أما الآن فصحيح ما زال المجلس العرفي هو الحاكم لكن أيضا يلجأ الطرفان للفيسبوك كساحة لإفشاء الأسرار بل والمعايرة".

غالبية البدو يمتلكون هواتف محمولة وحسابات اجتماعية (الجزيرة) تحديث المجتمعات البدوية

بدأ اهتمام جامعة عين شمس بدراسة المتغيرات على المجتمع البدوي عبر إعداد دراستين، أولهما حملت عنوان "تحديث المجتمعات البدوية وعلاقته بالثوابت والمتغيرات في الموروث الثقافي الشعبي لبدو سيناء".

وأظهرت الدراسة، التي أشرف عليها معهد بحوث الصحراء، وجود علاقة ما بين التغير في النشاط الاقتصادي والتطور التكنولوجي، وبين حدوث تغيرات اجتماعية وثقافية سواء مادية وغير مادية.

بناء على ذلك فإن محافظة شمال سيناء ذات مستويات التعليم المرتفعة والانفتاح على العالم الخارجي هي أكثر تحديثا من محافظة جنوب سيناء، وفق النتائج البحثية.

وأوضحت الدراسة التي أعدها 3 باحثين أن التحديث قد يعمل على إحداث تغير في النظام الاجتماعي القائم عبر إضعاف القيم المتوارثة واستبدالها بطائفة من مظاهر السلوك الجديدة.

دراسات تحذر من تغير القيم البدوية بسبب التحديث (الجزيرة)

وحذرت من كون مظاهر السلوك الجديدة بتعارضها مع القيم المتوارثة قد تؤدي إلى فقدان وضوح الرؤية أمام مسيرة المجتمع وخلق حالة من التخبط المجتمعي.

أما الدراسة الثانية التي أعهدها معهد الدراسات والبحوث البيئية، فقد ركزت على أثر التكنولوجيا الحديثة في تحديث المجتمعات البدوية، كاشفة أن نحو 80% من البدو لديهم هواتف محمولة وحسابات على صفحات التواصل الاجتماعي.

وبيّنت أن البدو يقضون وقتا طويلا في استخدام الإنترنت مما أدى إلى تغيرات -وصفتها الدراسة بالجذرية- في طباع وعادات تلك المجتمعات، ومنها ضعف العلاقات الاجتماعية التي كان المجتمع البدوي يمتاز بمتانتها.

مقالات مشابهة

  • الأونروا تحذر من تصاعد العنف وخطر التهجير القسري
  • ماكرون يُكثِّف ضغوطه على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطين خلال زيارته المرتقبة إلى بريطانيا
  • متحور كورونا الجديد يدق ناقوس الخطر في بريطانيا
  • ما تداعيات حظر حركة فلسطين ووصمها بـالإرهاب في بريطانيا؟
  • بريطانيا: اتهام توماس بارتي بالاغتصاب
  • هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة
  • الأمم المتحدة: أوامر التهجير أجبرت في يوم واحد نحو 30 ألف شخص بغزة على النزوح دون وجود مكان آمن
  • بحظر حركة فلسطين أكشن.. هل أعادت بريطانيا تعريف مكافحة الإرهاب؟
  • بريطانيا تحظر حركة فلسطين أكشن وتصنفها منظمة إرهابية
  • الأمم المتحدة : مؤسسة غزة الإنسانية فخ موت مصمم للقتـ ل أو التهجير