لا حرب في الجنوب ولا انتخاب رئيس!
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
كتبت روزانا بو منصف في" النهار":باستثناء بعض المراجع الرسمية التي تبدو مطمئنة الى الانضباط وكذلك وزراء وسياسيين يدورون كلهم في فلك "حزب الله" وعدم احتمال انجرار الحزب الى الحرب لتشمل لبنان ككل، ربما استنادا الى طمأنة حاسمة من الحزب بالذات، فان مصادر ديبلوماسية اجنبية لا تبدو على هذا القدر من الاطمئنان بل اكثر حذرا في ما يمكن ان تقود اليه المناوشات في الجنوب او عبره وكذلك الاستهداف الاخير لمسؤول الحرس الثوري في سوريا رضي موسوي، على رغم البيان الهادىء وغير التصعيدي للحزب.
النوم الرسمي على حرير ان التصعيد مضبوط في الجنوب وسيبقى كذلك، امر يبقى جيدا للبنان بمقدار ما لا يزيد من مآسيه، ولو في ظل معادلة ان لا حرب شاملة بل تبقى محصورة في الجنوب، ولكن لا انتخابات رئاسية كذلك في الامد القريب. وبمقدار ما يرتبط عدم توسع الحرب على غزة بالضغوط الاميركية على اسرائيل من اجل عدم توسيع الحرب ككل، يعتقد سياسيون قريبون من الحزب ان الرئاسة الاولى تبقى مرتبطة ايضا بالاميركيين وان لكلمتهم الاخيرة وحدها الفاعلية والتأثير وامتلاك القدرة على المساومة، ولو زرع الفرنسيون مرحليا لبنان وبعض دول المنطقة جيئة وذهابا. فالرهان يبقى من جانب الحزب ومعه ايران على غض نظر على غرار ما حصل مع تأمين وصول ميشال عون الى الرئاسة في 2016 بفعل الاستراحة الاميركية بعد الاتفاق النووي بينها وبين ايران في 2015، وهي فرصة قد تتاح في سنة الانتخابات الرئاسية الاميركية كذلك، او ربما مساومة اميركية ما على خلفية انخراط ايران في المسعى لاحراز المكاسب من وراء العملية العسكرية لـ"حماس" في 7 تشرين الاول. ولذلك لم يبدل الحزب من موقفه الداخلي ولا يظهر استعجالا لبته على رغم اشارة الموفد الفرنسي في زيارتيه الاخيرتين لبيروت الى حتمية الانتقال الى خيار ثالث يقول العارفون انه ليس واردا في حسابات الحزب حتى الان على غير الانطباع الفرنسي، ولا استعدادا لتعديل موقفه من دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه المتمسك بترشيحه والمنخرط بفاعلية في اللعبة الداخلية على نحو معزز لوضعه ولادراكه اهمية المرحلة وحساسيتها كما حصل في موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وكما سيحصل في استكمال التعيينات العسكرية على الارجح. وهذه النقطة بالذات تعزز الاقتناع بان لا رئاسة للجمهورية في المدى المنظور والمطلوب المحافظة على استقرار الحد الادنى امنيا في لبنان ليس اكثر ولا اقل حتى اشعار اخر ليس واضحا ما هي طبيعته، ولو ان البعض يربطه بانتهاء الحرب على غزة . في حين ان الرئاسة كانت مؤجلة حتى اشعار مجهول التوقيت حتى قبل الحرب على غزة ما يدحض التمسك بهذا الاعتبار وحده او التذرع به .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب
إقرأ أيضاً:
انتخاب الموريتاني ولد التاه رئيسا للبنك الإفريقي للتنمية
انتخب وزير الاقتصاد الموريتاني السابق سيدي ولد التاه اليوم الخميس، رئيسا للبنك الإفريقي للتنمية، خلفا للنيجيري أكينوومي أديسينا، على رأس المؤسسة التي تواجه تحديات في ظل رئاسة دونالد ترامب.
ولم يستغرق الأمر سوى ثلاث جولات من التصويت ليفوز ولد التاه، بحصوله على 76,18% من الأصوات، متقدما بفارق كبير على منافسه الزامبي صامويل مونزيلي مايمبو الذي حصل على 20,26%.
تأسس البنك الإفريقي للتنمية عام 1964، ويضم في عضويته 81 دولة، 54 منها إفريقية، وهو أحد أكبر البنوك الإنمائية المتعددة الأطراف.
وتأتي موارده خصوصا من مساهمات الدول الأعضاء، والقروض الممنوحة في الأسواق الدولية، فضلا عن عائدات القروض وفوائدها.
وللفوز في الانتخابات، على المرشح الحصول على غالبية مزدوجة: غالبية أصوات الدول الأعضاء، وكذلك غالبية أصوات الدول الإفريقية.
وسيقود الرئيس الجديد المؤسسة في بيئة اقتصادية دولية مضطربة، وخصوصا بسبب ما تعلنه إدارة ترامب من قرارات.
بالإضافة إلى الرسوم الجمركية، فإن بعض القرارات تؤثر بشكل مباشر على البنك الإفريقي للتنمية، إذ تريد الولايات المتحدة سحب مساهمتها البالغة نصف مليار دولار في صندوق البنك، والمخصصة للدول المنخفضة الدخل في القارة.
وتنافس خمسة مرشحين في الانتخابات التي جرت الخميس في أبيدجان العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، حيث يقع المقر الرئيسي للمؤسسة.
خلال جولات التصويت، نجح ولد التاه في حشد أصوات العديد من البلدان، إذ يختلف وزن الدول بحسب مساهمة كل منها في رأس مال البنك. والمساهمون الأفارقة الخمسة الأكبر هم نيجيريا ومصر والجزائر وجنوب إفريقيا والمغرب، أما الولايات المتحدة واليابان فهما أكبر مساهمين من خارج القارة.
خلال توليه المنصب المرموق في المؤسسة التي رسخت مكانتها على الصعيد الدولي، ينبغي على سيدي ولد التاه أن يستغل على النحو الأمثل السنوات العشر التي قضاها على رأس مؤسسة أخرى متعددة الأطراف، هي المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (باديا).
وقد ساهم البنك الإفريقي للتنمية في بناء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في القارة في الجبل الأصفر في مصر، وساهم في بناء جسر بين السنغال وغامبيا، وتوسيع ميناء لومي في توغو، ومشاريع صرف صحي في ليسوتو، والوصول إلى الكهرباء في كينيا.
خلال السنوات العشر التي تولى فيها أكينوومي أديسينا رئاسة البنك، تضاعف أيضا رأس مال المؤسسة ثلاث مرات من 93 إلى 318 مليار دولار.