وأكدت اللجنة أن تلك الجرائم التي يندى لها الجبين إضافة إلى نزع الملابس عن مدنيين يوم أمس وسط غزة وتصويرهم على ذلك النحو الذي شاهده الجميع في إطار نهج الصهاينة لإذلال أبناء الشعب الفلسطيني، ينبغي أن تستفز مشاعر كل أبناء الأمة والأحرار حول العالم والمبادرة إلى إدانتها باعتبارها انتهاكات جسيمة بحق الإنسانية.

وطالبت المنظمات الحقوقية الدولية إلى إجراء تحقيق حول تلك الجرائم والانتهاكات وإدانة هذه الممارسات المهينة بحق شعب أعزل.. داعية وسائل الإعلام اليمنية والعربية والإسلامية والدولية الحرة بما في ذلك الإعلام الإلكتروني إلى فضح هذه الجرائم والانتهاكات بحق الإنسان الفلسطيني وما يمارس عليه من قتل وتنكيل يومي من قبل العدو الإسرائيلي المتجرد من كل ذرة إنسانية وأخلاقية.

وأشادت اللجنة العليا بالدور الكبير والتاريخي الذي تقوم به القوات المسلحة اليمنية وقوتها الصاروخية والمسيرة والبحرية، في إطار مسئوليتها الإسلامية والإنسانية والأخلاقية لنصرة أبناء الشعب الفلسطيني والمستضعفين في غزة على وجه الخصوص الذين يتعرضون لتطهير عرقي تجاوز في بشاعته واجرامه كل الحدود.

ونوهت بالآثار الكبيرة التي يصنعها الموقف اليمني الأخوي المشرف لصالح القضية الفلسطينية وضد مصالح العدو الإسرائيلي واقتصاده من خلال استمرار منع مرور سفنه في البحرين العربي والأحمر، وكافة السفن الأخرى الذاهبة إلى موانئه واستهداف أي سفينة لا تستجيب لتحذيرات القوات البحرية وإجبارها على العودة من حيث أتت.. مؤكدة على أهمية استمرار العمليات العسكرية للقوات المسلحة وتطوير الموقف اليمني بما ينسجم وقوة الموقف الشعبي لأبناء اليمن وأحرار الأمة.

وشددت اللجنة العليا على ضرورة استحضار الأمة العربية والإسلامية لمسؤولياتها وواجباتها الدينية والأخلاقية لنصرة إخوانهم في فلسطين المحتلة الذين يتعرضون لبطش الإجرام الصهيوني، بدعم معلن من أمريكا التي تحشد العالم للوقوف في صف العدو الإسرائيلي والتغطية على جرائمه دون أن يحرك ذلك في الأنظمة العربية ساكنا.

واستكرت بهذا الشأن الموقف السلبي للأنظمة العربية التي لم تكتف بدعم الصهاينة أو السكوت عن جرائمهم ومجازرهم اليومية بحق أهلنا في غزة بل وتقوم باعتراض الصواريخ والمسيرات التي يطلقها الجيش اليمني إلى عمق العدو الصهيوني بل وانتقاد موقف اليمن السليم فيما يخص حصار العدو الصهيوني حتى يوقف عدوانه ويرفع الحصار عن أهل غزة ودخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية إلى القطاع المحاصر.

وحيت اللجنة الموقف الكبير والمشرف لأبناء الشعب اليمني الذي لا يضاهيه موقف عربي أو دولي في نصرة إخوانهم الفلسطينيين سواء من خلال دعمهم المعنوي بخروجهم المستمر في المسيرات الأسبوعية أو من خلال استمرار مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية وكافة الشركات الداعمة لكيان العدو الإسرائيلي أو بتبرعهم للأشقاء في فلسطين برغم ما يعانيه من أوضاع معيشية صعبة نتيجة تسع سنوات من العدوان والحصار.

واستعرضت اللجنة العليا أبرز المهام والأنشطة المقرر تنفيذها خلال الفترة المقبلة على المستويين الرسمي والشعبي في إطار برنامج التعبئة العامة ومسار التوعية الشاملة بمختلف الأبعاد المتصلة بالقضية الفلسطينية، وأهمية استمرار وتنامي الموقف الرسمي والشعبي في مواجهة العدو الإسرائيلي بمختلف الوسائل المتاحة كالتزام أخوي وأخلاقي وإنساني على الجميع.

وحددت اللجنة العليا لنصرة الأقصى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء لإقامة المسيرة الجماهيرية الكبرى يوم الجمعة المقبلة، مسيرة الغضب والتأييد نصرة للشعب الفلسطيني وانتصارا لحقه في مقاومة المحتل الإسرائيلي والدفاع عن أرضه وعرضه وكذا دعما للعمليات العسكرية التي تقوم القوات المسلحة اليمنية، ومواصلة التنديد بجرائم ومجازر العدو بحق أبناء غزة وحصارهم وتجويعهم المتواصل.

وحثت بهذا الشأن كافة أبناء الشعب اليمني بمختلف شرائحه الاجتماعية على الحضور المشرف وعلى نحو أكبر من المسيرات السابقة انطلاقا من الأهمية الكبيرة لهذه المسيرات المباركة في دعم المستضعفين في غزة والمقاومة الفلسطينية الحرة الشجاعة وبعث رسالة قوية للعدو الصهيوني وأمريكا بأن الشعب اليمني لا يمكن أن يتخلى عن موقفه وواجباته في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق المظلوم. وكانت اللجنة العليا قد استعرضت محضر اجتماعها السابق وأقرته.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی اللجنة العلیا أبناء الشعب

إقرأ أيضاً:

اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى

 

مثّلت الحرب الشاملة التي شُنّت على اليمن في مارس 2015، التدشين العملي والأخطر لمؤامرة دولية مركبة، حيكت خيوطها بعناية فائقة في الغرف المظلمة بين واشنطن وتل أبيب؛ فالموقع الجيوسياسي لليمن، الحاكم على رئة العالم في باب المندب، جعل منه هدفاً دائماً لأطماع قوى الاستكبار التي ترى في استقلال هذا البلد تهديداً وجودياً لمشاريعها في المنطقة، ولعل المتأمل في مسار الأحداث يدرك بيقين أن ما يجري هو عقاب جماعي لشعب قرر الخروج من عباءة الوصاية.

إن القراءة المتأنية للرؤية الأمريكية والإسرائيلية تجاه اليمن تكشف تحولاً جذرياً في التعامل مع هذا الملف، فمنذ نجاح الثورة الشعبية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، أدرك العقل الاستراتيجي في البيت الأبيض والكيان الصهيوني أن اليمن قد غادر مربع التبعية التي كرسها “سفراء الدول العشر” لسنوات طويلة، وأن القرار اليمني لم يعد يصاغ في السفارات الأجنبية. لقد كانت تلك اللحظة بمثابة زلزال سياسي دفع بنيامين نتنياهو مبكراً للتحذير من أن سيطرة القوى الثورية الوطنية على باب المندب تشكل خطراً يفوق الخطر النووي، وهو ما يفسر الجنون الهستيري الذي طبع العدوان لاحقاً. وقد تجلت هذه الرؤية بوضوح صارخ في المرحلة الحالية، وتحديداً مع انخراط اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، حيث سقطت الأقنعة تماماً، وانتقلت أمريكا من إدارة الحرب عبر وكلائها الإقليميين إلى المواجهة المباشرة بالأساطيل وحاملات الطائرات، بعد أن أدركت أن أدواتها في المنطقة عجزت عن كبح جماح المارد اليمني الذي بات يهدد شريان الحياة للاقتصاد الصهيوني.

وعند النظر إلى الخارطة العملياتية للمؤامرة، نجد أن العدو اعتمد استراتيجية خبيثة تقوم على تقسيم الجغرافيا اليمنية وظيفياً، والتعامل مع كل جزء بأسلوب مختلف يحقق غاية واحدة هي “التدمير والإنهاك”. ففي المناطق والمحافظات الحرة التي رفضت الخضوع، لجأ التحالف الأمريكي إلى استراتيجية “الخنق والتجويع” كبديل عن الحسم العسكري المستحيل؛ فكان قرار نقل وظائف البنك المركزي في سبتمبر 2016 الضربة الاقتصادية الأخطر التي هدفت لضرب العملة الوطنية وتجفيف السيولة، مترافقة مع حصار مطبق على الموانئ والمطارات، في محاولة بائسة لكسر الإرادة الشعبية عبر لقمة العيش، ومؤخراً محاولة عزل البنوك اليمنية عن النظام المالي العالمي، وهي ورقة ضغط أخيرة تم إحراقها بفضل معادلات الردع الصارمة التي فرضتها صنعاء.

أما في الجانب الآخر من المشهد، وتحديداً في المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة، فتتجلى المؤامرة في أبشع صورها عبر استراتيجية “الفوضى والنهب”، حيث يعمل المحتل على هندسة واقع سياسي وعسكري ممزق يمنع قيام أي دولة قوية؛ فمن عسكرة الجزر الاستراتيجية وتحويل “سقطرى” إلى قاعدة استخباراتية متقدمة للموساد وأبو ظبي، وبناء المدارج العسكرية في جزيرة “ميون” للتحكم بمضيق باب المندب، إلى النهب الممنهج لثروات الشعب من النفط والغاز في شبوة وحضرموت، بينما يكتوي المواطن هناك بنار الغلاء وانعدام الخدمات. إنهم يريدون جنوباً مفككاً تتنازعه الميليشيات المتناحرة، ليبقى مسرحاً مفتوحاً للمطامع الاستعمارية دون أي سيادة وطنية.

وأمام هذا الطوفان من التآمر، لم يقف اليمن مكتوف الأيدي، بل اجترح معجزة الصمود وبناء القوة، مستنداً إلى استراتيجية “الحماية والمواجهة” التي رسمتها القيادة الثورية بحكمة واقتدار. لقد تحول اليمن في زمن قياسي من وضع الدفاع وتلقي الضربات إلى موقع الهجوم وصناعة المعادلات، عبر بناء ترسانة عسكرية رادعة من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة التي وصلت إلى عمق عواصم العدوان، بل وتجاوزتها لتدك “أم الرشراش” وتفرض حصاراً بحرياً تاريخياً على الكيان الصهيوني، مسقطة بذلك هيبة الردع الأمريكية في البحر الأحمر. هذا المسار العسكري وازاه مسار اقتصادي يرفع شعار الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو الزراعة لكسر سلاح التجويع، ومسار تحصين الجبهة الداخلية عبر ترسيخ الهوية الإيمانية التي كانت السد المنيع أمام الحرب الناعمة.

خلاصة المشهد، أن اليمن اليوم، وبعد سنوات من العدوان والحصار، لم يعد ذلك “الحديقة الخلفية” لأحد، بل أصبح رقماً صعباً ولاعباً إقليمياً ودولياً يغير موازين القوى، وأن المؤامرة التي أرادت دفن هذا البلد تحت ركام الحرب، هي نفسها التي أحيت فيه روح المجد، ليصبح اليمن اليوم في طليعة محور الجهاد والمقاومة، شاهداً على أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من ترسانات الإمبراطوريات.

 

مقالات مشابهة

  • وقفات حاشدة في ريمة نصرة لغزة وتأكيدًا على الجهوزية للتصدي للأعداء
  • وقفات في مأرب نصرة لغزة وتأكيدًا على الجهوزية للتصدي للأعداء
  • تجدد الوقفات الشعبية بصنعاء والمحافظات نصرة لغزة وتاكيد الجهوزية
  • وقفات حاشدة في المحويت تؤكد جهوزية واستعداد والتعبئة مستمرة
  • الحديدة تشهد وقفات شعبية نصرة لغزة وتأكيد الجهوزية
  • منظمة انتصاف تنتقد الصمت العالمي والأممي إزاء حرمان الشعب اليمني من حقوقه الأساسية
  • لقاء مسلح لقبائل بني عبد في مأرب تأكيدًا على الجهوزية لمواجهة الأعداء
  • خلاف نادر بين واشنطن وتل أبيب بسبب الموقف الإسرائيلي بسوريا
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • «الشعب اليمني سيبقى موحدا».. مصطفى بكري: بيان مجموعة الدول الـ 18 أبلغ رد على دعاوى انفصال جنوب اليمن