تحولات دراماتيكية تعزز سيناريو انكسار ترسانة الجيش الذي لايقهر بغزة وتضع إسرائيل في مواجهة كابوس العقد الثامن
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
فرضت التحولات الدراماتيكية التي طرأت منذ السابع من أكتوبر 2023م والسقوط المدوي للمنظومة الامنية والاستخباراتية للكيان الإسرائيلي في مواجهة نجاح فاق التوقعات لانطلاقة عملية طوفان الأقصى خياران لا ثالث لهما أمام الحكومة الإسرائيلية فأما المضي في الحرب المعلنة على غزة وتحقيق الأهداف المحددة والمتمثلة في القضاء على حركة المقاومة وتصفية جناحها العسكري المتمثل في كتائب الأقصى وإنجاز نصر عسكري كامل وأما التقهقر والانكفاء والعودة إلى ما وراء السياج الامني الفاصل بين حدود قطاع غزة ومنطقة الغلاف وهو سيناريو متوقع بل ومرجح في حال صمدت المقاومة وتمكنت من استنزاف القوات الإسرائيلية وكبدت الأخيرة خسائر فادحة في الأرواح وفي حال تحقق هذا السيناريو ستكون إسرائيل على موعد مع تداعيات داخلية لن تتوقف عند مجرد النهاية القاتمة للمستقبل السياسي لرئيس الوزراء نتنياهو وانتقال الاخير من مكتبه المكيف في مقر الحكومة بتل ابيب إلى السجن بل ستتجاوز ذلك بكثير إلى حد حدوث انهيارات غير مسبوقة بدا بثقة المستوطنين سكان المدن المحتلة في قدرة وكفاءة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وجيش الدفاع على الحفاظ على أمنهم وسلامتهم بعد الهزيمة بغزة وانتهاء بسقوط المؤسسات الحكومية والبورصة وتوقف عجلة الاقتصاد وأخيرا الفرار الجماعي لألاف المستوطنين الى أمريكا واروبا.
تحذيرات إسرائيلية مبكرة:
حذر رئيس حكومة الكيان نتنياهو في مقابلته مع شبكة فوكس نيوز، الغربيين من أن فشل "إسرائيل" في الحرب سيؤدي إلى انهيار استراتيجية الغرب الرئيسية والحل الأساسي في آسيا، وبالتالي يجب ألا يسمحوا بان تخسرإسرائيل في حرب غزة تحت أية ظروف. بعد الحرب العالمية الثانية، كانت الإستراتيجية الأساسية للدول الأوروبية والأمريكية هي الحفاظ على مبدأ الهيمنة على الحكومات وموارد دول غرب آسيا من خلال إنشاء "قاعدة آمنة"، ولهذا الغرض، فقد انبثق الكيان الإسرائيلي من رماد فترة الوصاية البريطانية والفرنسية على الدول العربية في المنطقة وتم تقديم دعم مستديم له وأصبح مبدأ لا يجوز المساس به في السياسة الخارجية الغربية . وفي ذلك الوقت، كانت المهمة الموكلة إلى الصهاينة تتجاوز بكثير إنشاء حكومة قومية يهودية على أرض فلسطين، وبالتالي، قامت الوكالة اليهودية، رغم أنها واجهت مشاكل كبيرة ولم يكن لديها أي آفاق للاستيطان في فلسطين، بتوسيع نطاق حكومتها من النيل الى الفرات وبعبارة اخرى في غرب آسيا برمتها وبعد ذلك فقد اعترف الغرب بها في هذا الكيان وهذا الإقليم وبذل جهودا كبيرة لتأسيسه. وفي الوقت الحالي، فان نتنياهو يذكر الغربيين بماهية تأسيس "إسرائيل"؟ ويشير إلى أن "إسرائيل" أنشئت للهيمنة على الشرق الأوسط وتحقيق مصالح الغرب، وبقاؤها رهن بالانتصار في حرب غزة.
سيناريو الانهيار الداخلي :
يمثل انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة بداية انهيار محتوم للجبهة الداخلية في إسرائيل حيث سيفرض انكسار الجيش الإسرائيلي وهزيمته في غزة تداعيات كارثية على الداخل الإسرائيلي من ابرزها التالي :
-سقوط حكومة "نتنياهو" وخضوع الأخير وبقية أعضاء مجلس الحرب المصغر للمحاسبة والمحاكمة .
-ارتفاع قياسي لظاهرة الهجرة العكسية من إسرائيل الى الولايات المتحدة واروبا.
- ترسخ عقدة العقد الثامن وتصاعد التوجسات في أوساط المستوطنيين من انهيار وشيك لدولة إسرائيل.
-تغير موازين القوى وبروز مغايرة لثقافة المقاومة كخيار وحيد لاستعادة الأرض المسلوبة .
-سقوط الدول المطبعة مع إسرائيل واحتمال تعرضها لمتغيرات داخلية عاصفة.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
“انهيار التنسيق وفرار الجنود”.. جيش الاحتلال يُقرّ بفشله في “كيسوفيم”
#سواليف
نشر #جيش_الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، نتائج تحقيقاته الرسمية حول #الفشل_العسكري في مستوطنة “كيبوتس #كيسوفيم” خلال معارك السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي شكّلت واحدة من أبرز نقاط #الانهيار في منظومة الأمن العسكري الإسرائيلي خلال هجوم المقاومة الفلسطينية.
وأقرّ التقرير أن القوات الإسرائيلية فشلت في تنفيذ مهمتها الأساسية بحماية مستوطني “كيسوفيم”، مشيرًا إلى أن القوات واجهت صعوبة كبيرة في العمل كوحدة منسقة، بسبب كثافة المقاومين وسرعة تحركهم، وهو ما أربك القيادة وأفشل محاولات التصدي للهجوم.
وكشف التحقيق أن السيناريو الذي جرى التحضير له مسبقًا من قِبل الجيش كان “خاطئًا من الأساس”، حيث لم تتناسب التجهيزات الميدانية مع طبيعة التهديد الحقيقي، في حين أن القوات لم تكن مدرّبة بشكل كافٍ على القتال داخل مستوطنة إسرائيلية مكتظة بالمهاجمين.
مقالات ذات صلة شهداء ومصابون في قصف لمنزل بدير البلح / شاهد 2025/05/22وأشار التقرير إلى أن استعادة السيطرة على “الكيبوتس” تأخرت بشكل كبير، وأن القوات التي دخلت لم تنفذ عمليات تفتيش ميداني منهجية واحترافية، ما سمح للمهاجمين بالمناورة داخل الموقع لفترة طويلة.
ولفت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يكن عاملاً رئيسيًا في التصدي للهجوم، وهو ما أضعف قدرة الجيش على استعادة السيطرة في الوقت المناسب.
وعلى مستوى القيادة والسيطرة، أشار التحقيق إلى أن أداء الكتيبة في ساعات الصباح كان “جيدًا”، لكنه تراجع بشكل لافت خلال العمليات داخل “الكيبوتس”، حيث كانت القيادة “أقل فعالية” مما تطلبه الموقف الميداني.
وخلال عرض نتائج التحقيق أمام سكان “كيبوتس ميفلاسيم”، ظهرت مشاهد توثّق لحظات تقاعس مثيرة للجدل، من بينها توثيق لسيارتين عسكريتين من طراز “داود” وصلتا إلى مدخل الكيبوتس تقلّان جنودًا، لكن الجنود لم ينزلوا من العربات ولاذوا بالفرار، في مؤشر على حالة من الإرباك والتردد في مواجهة مقاتلي المقاومة.
يأتي هذا التحقيق في إطار سلسلة من المراجعات التي يجريها جيش الاحتلال عقب الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية ضمن عملية “طوفان الأقصى”، والتي كشفت عن ثغرات أمنية وعسكرية عميقة داخل منظومة الاحتلال، وأثارت انتقادات واسعة في الأوساط الإسرائيلية.