تدخل الخطة التنموية الخمسية العاشرة عامها الرابع بدءا من اليوم معززة بتقدم كبير في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية لخطة التنمية 2021-2025 ورؤية عمان المستقبلية «عمان 2040»، وذلك في كلا الجانبين المالي والاقتصادي مع سعي جاد نحو مواكبة المتغيرات المحلية والعالمية، والتغلب على التحديات خاصة التحديات المتعلقة بآفاق التشغيل وتوفير فرص العمل المجدية للمواطنين، وتعزيز النمو في بعض القطاعات غير النفطية خاصة قطاع الصناعة والحفاظ على نمو الناتج المحلي الإجمالي عند معدلاته المستهدفة خلال مدة تنفيذ الخطة.

يأتي نجاح العديد من مستهدفات الخطة العاشرة في ظل نمو متواصل في حجم الناتج المحلي الإجمالي على مدار السنوات الثلاث الأولى من مدة تنفيذ الخطة العاشرة 2021-2025، وتحسن في كافة المؤشرات المالية والاقتصادية خاصة تراجع حجم الدين العام والارتفاع المتواصل للتصنيف الائتماني الذي يقترب حاليا من درجة الجدارة الاستثمارية، مع تحول إيجابي في وضع موازين الحسابات الخارجية والمركز المالي للدولة.

تعزيز النمو في القطاعات غير النفطية

وفي الجانب الاقتصادي، شهدت الخطة الخمسية توسعا كبيرا في تعزيز النمو في القطاعات غير النفطية التي ارتفعت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي من 22 مليار ريال عماني قبل بدء تنفيذ الخطة الخمسية إلى 24 مليار ريال عماني في نهاية أول سنوات الخطة في عام 2021 ثم قفزت إلى نحو 29 مليار ريال عماني بنهاية عام 2022 كما صعدت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي إلى 21.8 مليار ريال عماني منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الربع الثالث مسجلة نموا جيدا خلال 2023 مما يضع القطاعات غير النفطية على مسار قيادة النمو الاقتصادي وإكسابه القدرة على الاستدامة.

وبلغ حجم القيمة المضافة الجديدة للاقتصاد من الأنشطة غير النفطية خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023 نحو 486 مليون ريال عماني بالأسعار الثابتة وتتجاوز 400 مليون ريال عماني بالأسعار الجارية وذلك مقارنة مع نفس الفترة من عام 2022، وبالأسعار الثابتة تمثل مساهمة الأنشطة غير النفطية نحو 65 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي فيما تصل مساهمتها في الناتج المحلي مقوما بالأسعار الثابتة إلى 70 بالمائة.

وتستهدف سلطنة عمان رفع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي إلى 90 بالمائة بحلول عام 2040، ولتحقيق ذلك حددت القطاعات الاقتصادية المستهدفة كركائز لتعزيز النمو ومنها الصناعات التحويلية والثروة السمكية والقطاع اللوجستي والسياحة والتعدين والأمن الغذائي.

الناتج المحلي الإجمالي

وحقق الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان نموا متصلا منذ بدء تنفيذ الخطة العاشرة، وزاد الناتج المحلي من 28.4 مليار ريال عماني بنهاية عام 2020، أي قبل بدء تنفيذ الخطة الخمسية الحالية إلى نحو 34 مليار ريال عماني بنهاية أول سنوات الخطة في عام 2021، وتجاوز الناتج المحلي الإجمالي 44 مليار ريال عماني بنهاية عام 2022 كما سجل نموا حقيقيا بنسبة 2.2 بالمائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2023 وبلغ 31.4 مليار ريال عماني بالأسعار الجارية وأكثر من 26 مليار ريال عماني بالأسعار الثابتة، وجاء النمو على الرغم من تراجع إنتاج النفط والتحديات العالمية المتصاعدة التي تؤثر سلبا على آفاق نمو الاقتصاد العالمي.

وتعكس معدلات النمو الجيدة التي حققتها سلطنة عمان خلال الخطة الخمسية الحالية ما تشهده من تحول جذري نحو التنويع وقدرتها المتزايدة على إكساب الاقتصاد زخم النمو وقدرة على تذليل التحديات.

وفي الجانب المالي، وباستثناء رفع الإنفاق العام على المساهمات والدعم والجوانب الاجتماعية، والذي شهد زيادة خلال الأعوام الماضية ضمن توجهات سلطنة عمان نحو تحسين مستوى معيشة المواطنين وتخفيف الأعباء المعيشية التي نجمت عن تفشي الجائحة، أبدت الخطة الخمسية العاشرة التزاما كبيرا بالإطار المالي المحدد للخطة من حيث حجم المصروفات وحافظت على وضع سعر تحفظي للنفط عند إعداد التقديرات المالية للميزانية السنوية، وفي جانب احتواء العجز المالي، جاء ارتفاع أسعار النفط ليحول التوقعات المبدئية بتحقيق عجز مالي سنوي خلال الجزء الأكبر من مدة تنفيذ الخطة الخمسية العاشرة إلى الوصول لأقل عجز تم تسجيله منذ سنوات خلال عام 2021، وتبع ذلك تسجيل فائض مالي فعلي على مدار عامي 2022 و2023، وتم توجيه عائدات النفط الإضافية نحو تسريع سداد الدين العام وخفض أعبائه وإيصاله لحدود آمنة، وهو ما مهد للانتقال إلى مرحلة جديدة لم يعد الدين العام بمخاطره يمثل الأولوية القصوى وهو ما يعطي أفقا أوسع للتركيز على أولويات النمو والاستدامة المالية والاقتصادية.

تراجع حجم الدين العام

وتراجع حجم الدين العام بشكل ملموس على مدار السنوات الثلاث الماضية، من 20.8 مليار ريال عُماني في نهاية عام 2021 إلى 17.7 مليار ريال عُماني في عام 2022، كما انخفضت نسبة الدين العام للناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير خلال عامي 2022 و2023 مقارنة بالنسبة التي كانت مقدرة مبدئيا في الخطة المالية متوسطة المدى والبالغة نحو 83 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

ومن جانب آخر، ساهم ارتفاع الإيرادات العامة وسداد القروض والإدارة الناجحة للملف المالي وحسن استغلال العائدات الإضافية في خفض خدمة الدين العام وتخفيف الأعباء عن الميزانية العامة، وانخفضت مخصصات خدمة الدين العام من مليار و294 مليون ريال عُماني المعتمد لهذا البند في بداية عام 2022، إلى نحو مليار و140 مليون ريال عُماني المخصص الفعلي لخدمة الدين في نهاية العام نفسه، وواصل منحنى الدين التراجع خلال عام 2023 في ظل استمرار سداد القروض، وانخفض حجم الدين إلى 16.3 مليار ريال عماني.

وقد رصدت بيانات لوزارة المالية أن خدمة الدين العام سجلت 833 مليون ريال عماني حتى نهاية أكتوبر الماضي، ويأتي تراجع حجم أعباء الدين بفضل التوجه نحو استباقية سداد الديون واستبدال القروض ذات الكلفة العالية بأخرى أقل كلفة كما شهدت الحاجة لتمويل الميزانية عبر القروض تراجعا حادا حيث لم تقم سلطنة عمان بالسحب من الاحتياطيات خلال العام الماضي وقد أعلنت في بداية 2023 أنها لن تلجأ إلى الاقتراض والسحب من الاحتياطات لتمويل عجز ميزانية عام 2023 في حال ارتفاع الإيرادات العامة وتحقيق إيرادات مالية إضافية، لا سيما ارتفاع متوسط سعر برميل النفط الفعلي عما هو مقدر مبدئيا في الميزانية، وقد ساهم ارتفاع سعر النفط في تسجيل فائض مالي خلال العام الماضي.

رفع مخصصات بند سداد الديون

وتعزيزا لهوامش الأمان المالية، نجحت سلطنة عمان في رفع مخصصات بند سداد الديون المستقبلية في الميزانية العامة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال عام 2023، ووضعت سلطنة عمان هدفا لتخصيص 400 مليون ريال عماني خلال عام 2023 وقد تم فعليا رفع مخصصات هذا البند من 200 مليون ريال عماني خلال عام 2022 إلى 333 مليون ريال عماني خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، وتسعى سلطنة عمان إلى رفع تدريجي لمخصصات سداد الديون المستقبلية خلال الفترة المتبقية من الخطة العاشرة إلى ما يصل إلى 600 مليون ريال عماني سنويا، وسيكون تحقيق هذا المستهدف خطوة مهمة على الطريق نحو الاستدامة المالية.

وكان قد تم استحداث هذا البند في الميزانية العامة ضمن جملة المبادرات والجهود التي تستهدف تقليص المخاطر المالية والحفاظ على استدامة الوضع المالي.

وفي ظل ما أبدته من التزام جاد بالتنويع الاقتصادي وتوجيه الوضع المالي نحو الاستدامة، نجحت سلطنة عمان خلال السنوات الثلاث الأولى من الخطة الخمسية الحالية في تحقيق نتائج تفوق التوقعات في رفع جدارتها الائتمانية وتعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي وجذب الاستثمارات الجديدة ودعم نمو روافد النمو في القطاعات غير النفطية، وتأتي أهمية هذا النجاحات كون الخطة العاشرة هي الخطة التنفيذية الأولى من رؤية «عمان 2040» ويعد ما تحقق من إنجازات مالية واقتصادية خلال سنوات الخطة العاشرة أساسا جيدا وقويا نحو الوصول إلى ما تتضمنه رؤية عمان المستقبلية من أولويات وطموحات وطنية تمهد لنقلة حقيقية في الوصول إلى استدامة الوضعين المالي والاقتصادي.

تعليق الصور

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ملیار ریال عمانی بنهایة الناتج المحلی الإجمالی القطاعات غیر النفطیة بالأسعار الثابتة ملیون ریال عمانی فی الناتج المحلی الخطة الخمسیة ملیار ریال ع ملیون ریال ع الدین العام تنفیذ الخطة ریال ع مانی سلطنة عمان حجم الدین نهایة عام الأولى من تراجع حجم النمو فی خلال عام عام 2021 عام 2022 عام 2023

إقرأ أيضاً:

بـ1.5 مليار ريال عُماني.. طلعت مصطفى توقع اتفاقية لتطوير مشروعين

وقَّعت مجموعة طلعت مصطفى المصرية، الرائدة في التطوير العقاري على مستوى الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، اتفاقية مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني؛ لتطوير مشروعين عقاري وسياحي في مسقط، تحت رعاية صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، حيث وقع الاتفاقية معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني، ورجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة طلعت مصطفى مسقط للتطوير العقاري.

وكشف رجل الأعمال هشام طلعت عن أن إجمالي القيمة الاستثمارية للمشروعين تصل إلى نحو 1.5 مليار ريال عُماني، ويوفران نحو 13 ألف وحدة سكنية وفندقية على مساحة تربو على 4.9 مليون متر مربع، مشيرًا إلى أنه سيتم تطوير المشروعين بشكل مُتزامن على قطعتي أرض غرب العاصمة مسقط، وسيجرى ربطهما من خلال قطار كهربائي.

مشروع سكني متكامل بمدينة السلطان هيثم

وتمتد قطعة الأرض الأولى على مساحة 2.7 مليون متر مربع بمدينة السلطان هيثم، وسيتم تطويرها لتكون مدينة سكنية ذكية متكاملة الخدمات، على غرار مشروعات مجموعة طلعت مصطفى في مصر مثل "مدينتي". ويضم المشروع السكني نماذج متنوعة من الفيلات والشقق، إضافة إلى نادٍ اجتماعي رياضي على مساحة 190 ألف متر مربع، ومناطق تجارية وخدمية على مساحة 140 ألف متر مربع. ويقع المشروع في موقع متميز على بُعد دقائق من مطار مسقط الدولي.

مشروع سياحي عالمي بإطلالة فريدة على بحر عُمان

فيما تقع قطعة الأرض الثانية، في منطقة الشخاخيط الساحلية، وسيتم تطويرها لتكون مشروعًا سياحيًا عالميًا يقع علي ساحل بحر عُمان؛ بمساحة تُقدَّر بحوالي 2.2 مليون متر مربع. ويتمتع المشروع بواجهة شاطئية تصل إلي حوالي 1760 مترًا. ويضم المشروع مارينا لليخوت وفندقًا سياحيًا ومناطق فيلات متنوعة بإطلالات فريدة على البحر، ومتصلة ببحيرات صناعية، ومجموعة من الكبائن والبنايات السكنية "شقق".

ويتمتع المشروع السياحي بموقع استراتيجي على بُعد حوالي 4 كيلومترات من مدينة السلطان هيثم، وعلى بُعد دقائق من مطار مسقط الدولي. ويتخلل المشروع حديقة النسيم التراثية الترفيهية بمسطح 215 ألف متر مربع، توفر مساحات خضراء شاسعة وإطلالة مميزة لمختلف وحدات المشروع.

مساحات خضراء شاسعة وخدمات متكاملة

ويشتمل كلا المشروعين العقاري والسياحي على كافة الخدمات، من أجل توفير جودة حياة وتلبية كافة احتياجات الساكنين؛ إذ يتميز المشروعان بالمساحات الخضراء الشاسعة والمناطق المفتوحة التي تمثل أكثر من 50% من إجمالي مساحة المشروعين، كما تتوفر خدمات دينية وصحية وترفيهية ورياضية، إضافة إلى الأنشطة التجارية اليومية والموسمية، كما تتم إدارة وتشغيل المشروعين بأحدث التقنيات الذكية.

مقالات مشابهة

  • محافظ أسوان: مهلة أسبوع لنهو مشروعات الخطة الاستثمارية للعام المالي الحالى
  • التخطيط: 63.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسكندرية للعام المالي الجاري
  • 63.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسكندرية للعام المالي الجاري لتنفيذ 548 مشروعًا
  • 5 مشروبات تقوي المناعة وتحسن الهضم
  • وزير الاقتصاد: المملكة تستهدف وصول مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 5.7 % من الناتج المحلي
  • بـ1.5 مليار ريال عُماني.. طلعت مصطفى توقع اتفاقية لتطوير مشروعين
  • 149.4 مليار درهم حجم مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي للدولة
  • 2 تريليون ريال أصول القطاع المصرفي.. البنوك تتوسع في السوق المحلي وتمويل مشاريع التنمية
  • طلعت مصطفى توقع اتفاقية مع وزارة الإسكان بسلطنة عمان لتطوير مشروعين عقاري وسياحي باستثمارات 1.5 مليار ريال عماني
  • صالح:نسبة الدين العام الخارجي والداخلي لا تتعدى (33%) من الناتج المحلي الإجمالي