الوطن:
2025-12-13@13:56:35 GMT

«المسرح الكوميدي».. بداية «راقية» ونهاية «غليظة»

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

«المسرح الكوميدي».. بداية «راقية» ونهاية «غليظة»

تمتلك مصر تاريخاً طويلاً من الحركات المسرحية؛ لاسيما المسرح الكوميدى الذى تخطى 120 عاماً، حيث بدأ مع نهاية القرن التاسع عشر، وتضمن عدة فرق مسرحية شهيرة مثل «عزيز عيد - على الكسار - نجيب الريحانى»، وكان المسرح آنذاك مخصصاً، ويُقدم أنواعاً مختلفة مثل الروايات، التى كانت تقدمها فرقة رمسيس المتمثلة فى مسرح يوسف وهبى، إلى جانب المسرح الجاد الذى كان يقدمه جورج أبيض، إضافة للكوميديا والضحك من خلال فرقتَى «الريحانى والكسار»، واللذين كان لهما مدرسة خاصة.

«المضحكون الجدد» اعتمدوا على الإفيهات اللفظية والكاركتر المتكرر

وفى فترة الخمسينات تطور نوع الكوميديا تباعاً مع تطور مفردات اللغة، وأفرزت تلك الحقبة عدداً من النجوم الجدد مثل الفنان إسماعيل ياسين، الذى كان ملكاً بالضحك فى ذلك الوقت، ويُعد ورقة رابحة للكوميديا بتلقائيته وإفيهاته التى أصبحت علامة مسجلة باسمه.

«التليفزيون» قدم مواهب كبيرة أبرزهم فؤاد المهندس ومحمد عوض

ومع ظهور التليفزيون؛ بدأ توافد نجوم آخرين للمسرح الكوميدى من بينهم فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى ومحمد عوض، الذين وضح عليهم تأثرهم بمدرسة نجيب الريحانى، التى اعتمدت على كوميديا الموقف لأنهم كانوا يؤمنون بأن «النكتة» لا تعيش طويلاً، إضافة إلى بهجت قمر فكان تجربة مختلفة فى الكوميديا الراقية بفترة الستينات وبداية السبعينات.

ومع حقبة السبعينات، بدأ ظهور مسرحيات أمثال «مدرسة المشاغبين»، التى حققت نجاحاً مدوياً جاء من خلال الخروج عن النص، لتبدأ الكوميديا فى الاختلاف والخروج عن المألوف كشىء أساسى، لترسم ضحكة تلقائية للجمهور على المسرح، وذلك على عكس جيل الستينات الذين كانوا يلتزمون بالنص ويضيفون مسبقاً قبل العرض على أن يكون ذلك بالاتفاق، ومن هنا بدأ الارتجال فى الانتشار؛ ما أعطى الفرصة لظهور نجوم آخرين أمثال عادل إمام ويونس شلبى وسعيد صالح.

«خيرالله»: جيل إسماعيل ياسين كان صاحب مدرسة مختلفة

من جانبها، قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن كل مرحلة فى مصر كان لها نجومها من فنانى المسرح، وأفرزت نوعاً مختلفاً من الكوميديا التى تختلف من جيل لآخر، مشيرة إلى أن نجيب الريحانى وبديع خيرى، لديهما مدرسة تخرج منها نجوم ذوو مواهب حقيقية، ولديهم حس عالٍ بما يحدث فى المجتمع، وينحازون للمواطن البسيط، وأزماته وكانوا يعبرون عن شكل مصر من خلال أعمالهم المسرحية، مشيرة إلى أنهم كانوا يعتمدون على كوميديا الموقف، وليست الإفيهات اللفظية؛ إلا إذا كانت فى أضيق الحدود.

وأضافت «خيرالله» أنه بعد تلك الفترة الزمنية تلاها جيل الراحل إسماعيل ياسين، واصفة إياه بالمدرسة المختلفة، التى تعتمد على إبراز عيوب الشخصية لتكوين المواطن الذى ينتصر على الأشرار، على الرغم من قلة حيلته، ولكن فى قالب كوميدى من نوع خاص، والذى جعل الأطفال تحبه أيضاً، ويكون لهم نموذجاً مميزاً ومحبباً إلى قلوبهم، لأنه كان يتصرف ببراءة وبساطة شديدة.

وأوضحت الناقدة الفنية أنه بعد هذه الفترة ظهر مسرح التليفزيون الذى أسفر على ظهور العديد من المواهب الكوميدية إلى الساحة، من بينهم فؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدى، وكان لكل فرد منهم لون مختلف ولكنهم يعودون فى نهاية الأمر إلى شجرة نجيب الريحانى، لافتة إلى أن «المضحكين الجدد» الذين ظهروا فى أواخر الثمانينات والتسعينات مثل وحيد سيف وسيد زيان، اعتمدوا على الإفيهات اللفظية والكاركتر المتكرر بكل مسرحياتهم.

وأردفت «خيرالله» أن تجربة فرقة المتحدين ومسرح سمير خفاجى كانت مميزة، لأنه يمتلك الشجاعة والمغامرة فى تقديم مسرحيات قوية للجمهور مثل «سيدتى الجميلة» و«هالو شلبى» و«مدرسة المشاغبين» التى أنتجت كوميديانات ذلك العصر وتألقوا فى رسم الضحكة داخل قلوب الجمهور، حيث كان يعتمد على ترجمة النصوص العالمية وتمصيرها فى صورة كوميدية، موضحة أنه قدم عدة نجوم جُدد أمثال الزعيم عادل إمام ويونس شلبى وسعيد صالح، وقدموا عدة مسرحيات استعراضية على الرغم من عدم تصوير بعض منها، قائلة: «كانت عندهم حصيلة كبيرة جداً لأن مسرح سمير خفاجى كان جامد جداً، وما زالت مسرحياته تجذب الجمهور والضحك مع اختلاف الزمن».

وتابعت فى تصريحاتها لـ«الوطن»، أن الجيل الذى تلاه وتضمن مواهب شبابية أمثال محمد هنيدى ومحمد سعد، كانوا مثل «عود الكبربت»، قائلة: «دول نجحوا أوى فى أنهم يضحكوا الجمهور ويرسموا البهجة على وشوشهم لكنهم هيفضلوا عايشين كذا سنة على نفس النجاح والمستوى وتخمد موهبتهم».

وأوضحت «خيرالله» أن الفنان محمد صبحى كان لديه مدرسة مختلفة تماماً تعتمد على النصوص المحلية والعالمية وقام بإعادة تقديمها مرة أخرى، مستشهدة بمسرحيات «لعبة الست وكارمن وسكة السلامة»، والتى عرضها للجمهور بوجهة نظر جديدة تعبر عنه وتناسب الزمن الحالى.

وأشارت إلى أن آخر جيل من الكوميديا فى مصر الذى تم تسميته بـ«مسرح مصر»، لا يمكن وصفه سوى بـ«الكارثى»، لأنه مسرح ارتجالى ولا يوجد خلاله نص.

من جانبه، قال الناقد الفنى أحمد سعد الدين، إن فترة السبعينات شهدت انتعاشة من خلال فرقة تحية كاريوكا وفايز حلاوة، وتوقفت فى نهاية السبعينات، وفى زمن الثمانينات كان هناك 3 نجوم مختلفين وهم عادل إمام وسمير غانم ومحمد صبحى، الذين كانوا بمثابة «فرسان الكوميديا» بذلك الوقت، لافتاً إلى أن «صبحى» كان لديه شراكة فنية متكاملة مع الراحل لينين الرملى.

وأضاف «سعد الدين» أنه على الرغم من وجود نوع آخر من المسارح الأقل جودة والتى أطلق عليها «الكباريه الصيفى»، والتى تضمنت تقديم عروض مسرحية فى القاهرة والإسكندرية بالصيف لمدة شهرين، ولم يكن خلالها الالتزام بالنص أو الارتجال؛ إنما الضحك للضحك، فقد تمكنت من صنع حالة خاصة بتلك المرحلة.

وتابع الناقد الفنى أنه فى مرحلة التسعينات اختلفت الكوميديا، وبدأ ظهور مجموعة جديدة من الشباب مثل الفنان هانى رمزى، محمد هنيدى، أشرف عبدالباقى، وقدموا نوعاً من الكوميديا الجيدة والمُضحكة للجمهور، ولكنه غير مشبع لأنها غير ثابتة فى الأذهان بسبب النص غير الكوميدى، ومن ثم بدأ انحدار مسرح القطاع الخاص، منوهاً بأن الفنان عادل إمام وسمير غانم حملا على عاتقهما استمرار تقديم عروض مسرحية بقيمة وفكرة مختلفة مع الحفاظ على الضحك للجمهور، إلى جانب الفنان محمد صبحى وفرقته الخاصة، فقدم مسرحية «ماما أمريكا» وغيرها، قائلاً: «مسرح القطاع الخاص تقريباً قفل لمدة 8 سنين بداية من عام 2013 حتى وقتنا الحالى، أصبحت الانتعاشة لصالح مسرح قطاع الدولة بشكل ملحوظ»، لافتاً إلى أنه لا يقدم كوميديا بشكل صريح؛ حيث إن أغلب مسرحياته تكون جادة والتى يتم اقتباسها من الأدب العالمى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صناع السعادة عادل إمام من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

«السيسى» وبناء الدولة

تستحق مصر برلماناً يليق بتاريخها النيابى، الذى يعود إلى قرابة قرنين من الزمان، وتحديداً منذ عام 1824، منذ إنشاء المجلس العالى بموجب الأمر الصادر فى 27 نوفمبر 1824، ثم إنشاء مجلس الثورة عام 1827، ومجلس شورى الدولة عام 1854، ومجلس شورى النواب عام 1866، ومجلس شورى القوانين عام 1883، والجمعية التشريعية عام 1913، التى فاز فيها سعد باشا زغلول فى دائرتين، وتوقفت الحياة النيابية فى مصر بسبب الحرب العالمية الأولى، لتعود بعدها بصدور دستور 1923، وقد خص المجلس النيابى بغرفتين «مجلس النواب» و«مجلس الشيوخ».

استحقاق مصر لهذا البرلمان القوى الذى نرنو إليه فى تمثيل الشعب المصرى تمثيلاً حقيقياً للقيام بسلطة التشريع وإقرار السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والموازنة العامة للدولة، ويمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ليس من باب الأمانى لأن مصر دولة كبيرة، أقدم دولة عرفها التاريخ، نشأت بها واحدة من أقدم الحضارات البشرية وقامت فيها أول دولة موحدة حوالى 3100 سنة قبل الميلاد، تمتلك أطول تاريخ مستمر لدولة فى العالم، وهى مهد الحضارات القديمة وملتقى القارات وأول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة، وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، حكمت العالم القديم من الأناضول للجندل الرابع حين بدأ العالم يفتح عينيه على العلوم والتعليم، فقد جاءت مصر، ثم جاء التاريخ عندما قامت مصر حضارة قائمة بذاتها قبل أن يبدأ تدوين التاريخ بشكل منظم.

هى دى مصر التى تعرضت لموجات استعمارية عاتية، ثم عادت لحكم أبنائها، محافظة على لغتها العربية، حاربت وانتصرت فى أعظم حرب عرفها التاريخ، حرب أكتوبر، ثم تعرضت لمحنة كادت تعصف بها على يد جماعة إرهابية لا يعرفون قدرها، وتعاملوا معها على أنها حفنة تراب، وكادت تضيع لولا أن هيأ الله لها جنداً أخذوا بيدها إلى بر الأمان على يد أحد أبنائها المخلصين الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أخذ على عاتقه مهمة بنائها من جديد حتى تبوأت مكانتها المرموقة بين الدول المتقدمة التى يحسب لها ألف حساب، أنقذ «السيسى» مصر من حكم الظلام، ثم أنقذها من الإرهاب المدعوم من الداخل والخارج والذى أرهقها عدة سنوات، ولم يكن «السيسى» طامعاً فى السلطة، ولكنه نفذ أمر الشعب الذى نزل بالملايين إلى الميادين يطالبه باستكمال مسيرة البناء. قبل «السيسى» المهمة الصعبة رئيساً للبلاد، فى وقت صعب وانحاز للشعب الذى انحاز له، وجعل «السيسى» الشعب له ظهيراً، لم ينتم لحزب، ولم يكن له حزب من الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، وطبق الدستور كما يجب، وعندما لاحظ ارتباك الأحزاب السياسية بسبب التخمة الموجودة هى الساحة قدم نصيحة كم ذهب لو أخذت بها الأحزاب لكانت أوضاعاً كثيرة تغيرت أقلها نشأة البرلمان القوى الذى ننشده وتستحقه مصر، عندما اقترح الرئيس السيسى على الأحزاب أن تندمج، وأن يبقى على الساحة السياسية ثلاثة أو أربعة أو خمسة أحزاب قوية يتنافسون فى الانتخابات البرلمانية ليظهر منها حرب الأغلبية، ولكن الأحزاب الى أصبحت تزيد على المائة فضلت المظاهر والمناصب الحزبية على العمل الحزبى الحقيقى.

انحياز «السيسى» للشعب عندما أصدر «ڤيتو» لأول مرة يتخذه حاكم مصرى منذ فجر التاريخ، وهو تصحيح مسار الانتخابات البرلمانية هو انحياز للدستور الذى أكد أن السيادة للشعب وحده، يمارسها ويحميها وهو مصدر السلطات، والبرلمان هو الضلع الثالث فى مثلث الحكم مع السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والمسار الذى حدده «السيسى» هو ألا يدخل مجلس النواب إلا من يختاره الناخبون من خلال انتخابات حرة نزيهة، تحية لرئيس مصر الذى يبنى دولة الحضارة من جديد.

مقالات مشابهة

  • درجات الحرارة تتراجع .. ونهاية الأجواء الصيفية
  • «فخ» كأس العرب
  • صورة لغوريلا مرحة تفوز بمسابقة التصوير الكوميدي للحياة البرية
  • عودة عرض "العيال فهمت" على مسرح ميامي احتفالًا برأس السنة وعيد الميلاد
  • عودة عرض العيال فهمت على مسرح ميامي احتفالا برأس السنة وعيد الميلاد
  • الوجوه الثلاثة!!
  • محمد العدل يهاجم محمد صبحي بعد توبيخ سائقه الخاص: «بقت قلوبكم غليظة»
  • «توتر متصاعد ونهاية تقترب».. صحيفة بيلد تكشف تفاصيل أزمة صلاح مع ليفربول
  • مسرح الجنوب يطلق اسم المخرج الكبير عصام السيد على دورته العاشرة
  • «السيسى» وبناء الدولة