رأي اليوم:
2025-05-28@01:49:35 GMT

أحمد العكيدي: صناعة الثقافة إلى أين؟

تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT

أحمد العكيدي: صناعة الثقافة إلى أين؟

أحمد العكيدي يعود أصل مفهوم صناعة الثقافة إلى كل من الفيلسوف النقدي الألماني تيودور أدورنو والفيلسوف ماكس هوركهايمر خلال القرن الماضي في كتاب معنون ب” جدل التنوير”. وكان يقصد به حينها الثقافات الشعبية التي تذر أرباحا على أصحابها من خلال تسويقها مثل: الأغاني والأفلام و الفلكلور وغيرها. هذه الثقافة المصنوعة يتم عادة إنتاجها وتسويقها بهدف التلاعب بالمجتمع وإغراقه في السلبية، وقد لا تبدع بالضرورة من طرف الجماهير.

كما أنها لا تسمو بالذوق العام وبالفكر وبالأخلاق أو تعزز استقلالية الفرد، بل على عكس ذلك تجعله يسعى وراء متعة لحظية غايتها تحقيق الربح على حساب الثقافة الحقيقية والإبداع. في حين تعتبر اليونسكو الصناعات الثقافية كل إنتاج أو سلع أو خدمات أو غيرها يصطبغ بألوان الثقافة، وتشمل عموما النصوص الأدبية والموسيقى والتلفزيون والأفلام والنشر والحرف اليدوية والتصاميم، وأحيانا يندرج في لائحتها الطويلة كل ما يتعلق بالعمارة والرياضة والسياحة الثقافية وما إلى ذلك. عموما هذا المفهوم حظي باهتمام الكثير من الباحثين والدارسين، لكل منهم أدلته ومصوغاته ومذاهبه وإيديولوجياته المتخندق بها، مما جعله يبدوا مطاطيا وملتبسا. لكنه في المجمل يتخذ من الثقافة غطاء له، يتسع باتساعها وقد لا يضيق بضيقها. المشترك بين كل عناصره الثقافة والاقتصاد أو بتعبير أدق كل منتج يدخل في خانة الثقافة يدر ثروة مادية. بيد أن السؤال الملح: ألا يؤثر التسليع سلبا في الثقافة؟ من المؤكد أن المنجز الثقافي، كتابا كان أو نصا أدبيا أو فلما سينمائيا أو غيره، لا بد له من موارد مالية تدعم انتشاره وبقائه وبدونها لن يكتب له وجود، وهذا من مسلمات الحياة. غير أن ربط الثقافة تعسفا بالربح قد يضر بأهدافها النبيلة في شقيها المادي و اللامادي. ويجعلها مجرد بضاعة، وفق التصور الرأسمالي، خاضعة لقوانين الاقتصاد التي تهتم بالكم، وتقايس قيمة المنتج بالنقود أساسا، وما نراه مثلا من أغاني سريعة تنبعث فجأة كموجة متدفقة على الشاطئ، تبهر الناظرين وتشغل الناس لحظة ثم تعود لتخبو كأنها لم تكن، قد تحقق عائدا ماديا هائلا لكن قيمتها الفنية تنحدر غالبا نحو الصفر. في حين تبقى الأغاني الخالدة ذات الرسالة الهادفة والذوق الرفيع، حبيسة الخزانات أو مجرد أفكار قد لا ترى النور أبدا. في المقابل ورغم ما أتينا على ذكره من سلبيات، لا يمكننا أن نجحد  لهذا النمط ايجابياته، فهو يساهم في دمقرطة المنتجات الثقافية ويسهل وصولها إلى عامة الشعب حسب إمكاناتهم المالية وأذواقهم الفنية، ويقلص الهوة بينهم وبين ثقافة النخبة والطبقات المقتدرة. لنضرب مثلا باللوحات المستنسخة الزهيدة الثمن التي أصبحت بديلا من اللوحات الأصلية، والأمر نفسه بالنسبة للمنحوتات، وأضحت تؤثث معظم المنازل والمكاتب، مستندة في ذلك  إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة التي ساعدت في تسريع هذا التحول. كما أن الصناعات الثقافية تساهم بنسب مهمة في الناتج الوطني الخام للعديد من الدول وتعتبر من القطاعات الأسرع نموا اقتصاديا، إضافة إلى مساهمتها في فرص الشغل وخفض معدل الفقر… في المحصلة وبعيدا عن مناصري تيارات التسليع والتيارات المضادة، للثقافة خصوصية تقتضي صياغة نموذج خاص يطوع مفاهيم الاقتصاد ليحافظ لها على قيمها الأصيلة، ويصون للمبدع  حقه في حرية الإبداع والخيال دون ضغوط، يضع بينه وبين السوق حاجز أمان يجعل من الإبداع والجمال الفني والجودة  والذوق الرفيع، وغيرها من المعاير الفنية أساسا لإنتاج أي عمل ثقافي. ليصبح بذلك الثقافي في خدمة التنمية من غير أن ينساق وراء قواعد التسليع بسلبياته، ولا يكون هاجس الربح المادي أكبر، وكأن الثقافة مجرد سلعة استهلاكية خاضعة لخطوط إنتاج نمطية. المغرب

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

المرحوم هو يفتتح فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح بالغربية.. صور

شهد مسرح 23 يوليو بمدينة المحلة الكبرى، افتتاح فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح بمحافظة الغربية، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، وضمن فعاليات العروض المسرحية لوزارة الثقافة.
شهد اليوم الأول، الذي أقيم بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، عرض مسرحية "المرحوم هو"، لفرقة قصر ثقافة غزل المحلة المسرحية.

افتتاح المهرجان المسرحي 

كما دارت أحداثها في إطار إجتماعي، حول شخصية "المهرج" الذي قام بالعمل بالسيرك هربا من ماضيه الأليم المليئ بالقهر والخيانة من أقاربه، وأصدقاءه، وزوجته، حتى تعلق قلبه براقصة التانجو التي تعمل معه داخل السيرك، فيما تتصاعد الأحداث ليقرر "المهرج" قتل الراقصة ليمنعها من الزواج بالبارون الثري.
"المرحوم هو" مزيج فني بين نصي "هو الذي يصفع"، للكاتب ليونيد أندرييف، و"المرحوم"، للمؤلف برانيسلاف نوشيتش، من بطولة: ريم أدهم، زياد أدهم، فريدة المصري، ماسة أحمد، محمد الشربيني، أحمد فهيم، هناء فؤاد، بسمله سامح، لوجين علي، ماريانا فيكتور، وفوزي عبد الستار، دراماتورج حسام العجوز، ومحمد العدل، ديكور محمد فياض، ستايليست حسام عبد الحميد، تأليف موسيقي وألحان رائف يوسف، استعراضات كريم خليل، وإخراج محمد العدل.
على خشبة مسرح المركز الثقافي بطنطا، تابع الجمهور أحداث العرض المسرحي "الطوق والأسورة"، للمخرج الشاب محمد عفيفي، الذي قال عن العرض بأنه يقوم بسرد حياة الفتاة "حزينة" وزوجها العجوز، والتي تزوج ابنتها "فهيمة" لـ "حداد"، وهو يعاني من مشكلات صحية تمنعه من الزواج، لكن تقوم الأم بتدبير أمر حمل ابنتها "فهيمة"، التي تموت بالحمى وتترك طفلتها لأمها لتكبر بعد سنوات وتحمل سفاحا من صديق الطفولة، حتى يقوم خالها بقتلها.

"الطوق والأسورة" 


"الطوق والأسورة" عن رائعة الكاتب المصري يحيى الطاهر عبد الله، ومن بطولة فرقة طنطا المسرحية، ومن بينهم: عبد الله صالح، مي الخولي، عمر فتحي، يارا علي، شيماء السيد، نورين إبراهيم، هاجر مختار، كريم بيومي، ورباب عامر، أشعار سامح رخا، موسيقى وألحان عاصم علاء، دراماتورج محمد عبد الله، ديكور وملابس نهلة مرسي، تنفيذ ديكور أحمد البحاري، وأحمد يس، إضاءة محمود علاء، استعراضات ودراما حركية رضوى إيهاب، مخرج منفذ محمد قطب، إعداد وإخراج محمد عفيفي. 
يذكر أن عروض المهرجان الإقليمي للمسرح بالغربية من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير، ويقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي بإدارة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية برئاسة وائل شاهين، وبحضور لجنة مشاهدة الأعمال الفنية المكونة من: الناقد يسري حسان، والناقد طارق مرسي، ومهندس الديكور يحيى صبيح.

طباعة شارك مهرجان مسرحي افتتاح هيئة قصور الثقافة الغربية دعم الأسر المواهب

مقالات مشابهة

  • سيفقد أولاد دقلو كل المدن التي سيطروا عليها وسيتحولون إلى مجرد مجرمين هاربين
  • أحمد بن محمد: الإعلام شريك في صناعة المستقبل
  • أسرار المال والميراث.. حكاية نوال الدجوي وأسرار الطلقة التي هزت كيان الأسرة
  • بيت التحميص: رحلة سعودية مُتمكنة تستثمر الذكاء الاصطناعي لتحقيق ريادة عالمية في صناعة القهوة المختصة
  • المرحوم هو يفتتح فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح بالغربية.. صور
  • جوميز: مستمر مع الفتح السعودي.. واتفاقي لتدريب الأهلي مجرد شائعات
  • أحمد موسى يكشف عدد الشركات الأمريكية التي تعمل في مصر
  • وزير الثقافة: قصر ثقافة أبو سمبل يُمثل إضافة نوعية ضمن خطة الوزارة لإنشاء وتطوير المنشآت الثقافية في مختلف المحافظات
  • هنو لـالنواب: لا يوجد أي قرار بغلق بيوت الثقافة أو المقرات الفنية
  • لغز السيارة التي تتبعت أحمد الدجوي.. محاميه يكشف التفاصيل