جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-02@20:47:47 GMT

آفاق العملة الخليجية الموحدة

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

آفاق العملة الخليجية الموحدة

 

علي حبيب اللواتي

وقَّعت كل من إيران وروسيا اتفاقًا يهدف إلى استبدال الدولار الأمريكي بعملتيهما المحليتين في التعاملات التجارية بين البلدين، وفق ما نقلته وكالة رويترز عن وسائل إعلام رسمية إيرانية، وأضافت الوكالة أن الاتفاق جرى توقيعه خلال اجتماع بين محافظي البنكين المركزيين للبلدين في روسيا.

 

وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية فإنه "يمكن للبنوك والجهات الاقتصادية الفاعلة الآن استخدام البنى التحتية بما في ذلك الأنظمة المصرفية الداخلية بين البنوك، دون الحاجة إلى استخدام نظام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت)، للتعامل بالعملات المحلية".

 

ومنذ عدة شهور وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقاً مشابهاً مع جمهورية الصين الشعبية. الواضح أن أعضاء تحالف "بريكس" يتحركون في هذه المرحلة لتوقيع اتفاقيات متبادلة بتمكين التبادل التجاري بينهم بالعملات المحلية الوطنية.

لكن.. ماذا يعني ذلك؟

أولًا أن تلك الدول تتمكن من تطوير علاقاتها التجارية بحُريَّة، بعيدًا من العقوبات الأحادية الأمريكية التي ليس لها سند قانوني إنما هي مجرد هيمنة تفرض على الدولة التي لا تتماشى مع التوجهات الأمريكية.

كما إن هذا الإجراء يعزز من قيمة تلك العملات المحلية ويحافظ على ثباتها وعدم تأثرها. وفي هذا الإطار، فإننا نرى أن إصدار العملة الخليجية الموحدة قد بات الآن في غاية الأهمية، خاصة وسط التكتلات الاقتصادية المنتشرة في العالم كالاتحاد الأوروبي بعملته اليورو. والعملة الخليجية الموحدة يمكن استخدامها؛ كمرحلة أولى في جميع التعاملات التجارية وتشمل أيضًا بيع النفط والغاز من خلالها، وهذا الإجراء سيساهم في ثبات قيمة العملة الخليجية وعدم تأثرها بمتغيرات سعر الدولار.

وهنا نسأل ما الفوائد التي ستجنيها منظومة التعاون الخليجي في حالة تم اعتماد إصدار عملة موحدة رديفة للعملات المحلية؟

بلا شك هناك العديد من النتائج الإيجابية التي يمكن أن تتحقق، استعرض بعضًا منها:

1. العملة الخليجية تتحول إلى عملة عالمية يسهُل تداولها عالميًا.

2. تعزيز وزيادة معدل مستوى التجارة البينية في دول الخليج.

3. تسهيل انتقال رؤوس الأموال المحلية والأجنبية والاستثمارات بين دول الخليج.

4. تعزيز موقف منظومة دول الخليج لتنفيذ الصفقات التجارية الجماعية الموحدة.

5. التأسيس لكيان مالي خليجي على المستوى العالمي يسهل عليها تحقيق طفرات اقتصادية مستقبلًا.

6. رفع تصنيف دول الخليج إلى الدرجة الممتازة بفضل الوفرة المالية التي ستتحقق لاقتصاديات دول الخليج.

7. تحوُّل كل مبيعات النفط والغاز الخليجي بالعملة الموحدة، وهو ما سيؤدي إلى ثبات وقوة ومتانة العملة الجديدة.

8. سيتجنب المتعاملون والمستثمرون دفع رسوم تغيير وتبديل العملة عند نقل الأموال من دولة خليجية إلى أخرى.

9. مع مرور الزمن سيساهم ذلك في تحول الاقتصاديات الخليجية من المنافسة إلى التكاملية فيما بينها.

10. تحول دول الخليج إلى كتلة مالية موحدة يمكنها أن تواجه التكتلات الاقتصادية العالمية باقتدار.

11. إضفاء صفة العالمية على العملة الموحدة، مع رغبة العالم في الاحتفاظ بها كاستثمار بالعملات كما هو الحال مع بقية العملات الدولية الأخرى.

12. تسهيل المسارات الاقتصادية وحركة النقل ورسوم الجمارك وتبادل الخدمات.

13. تسهيل انتقال القوى البشرية الخليجية بين دول الخليج بعد بدء بتطبيق نظام معاملة موحدة لمواطني مجلس التعاون عند التوظيف والتقاعد.

14. تسهيل توقيع المعاهدات والاتفاقات الاقتصادية الدولية مع دول الخليج.

ونلاحظ أن هناك توجهًا كبيرًا لتقوية مظلة مجلس التعاون في جميع المجالات، فقد تم اعتماد مشروع التأشيرة الموحدة التي تسهل حرية تنقل الأجانب بسهولة في ربوع بلدان الخليج؛ مما سيساعد في تنشيط اقتصادياتها وتنشيط أسواقها والتجارة البينية بينها.

وهناك اتفاقية أبرمت سابقًا بين 4 دول خليجية؛ هي: السعودية والكويت والبحرين وقطر لإنشاء الاتحاد النقدي الذي يتضمن إيجاد عملة موحدة، إضافة الى إنشاء مجلس النقد الخليجي ومقره الرياض، والتحضيرات الأولية لإصدار العملة الموحدة، أصبحت شبه جاهزة، ويُنتظر تنفيذ المشروع قرار هذه الدول للمضي قدمًا في إصدارها.

هذا إلى جانب عدة مشاريع ستتبع إصدار العملة الخليجية الموحدة، في إطار الوحدة الاقتصادية، مثل: إنشاء السوق الخليجية المشتركة، وتنفيذ ضوابط الاتحاد الجمركي الموحد، وتفعيل فتح أسواق العمل والمعاملة الوطنية والتنقل بحريّة بين دول المجلس وأن تحظى بمعاملة العمالة الوطنية في كل دولة.

إنَّ مجموع هذه المشاريع الأساسية سيمثل مرحلة تكامل جديدة ونقلة نوعية لجميع دول الخليج. إنه حلم كل مجتمعات وأبناء الخليج؛ فالجميع ينتظر خطوات تحقيق هذا الحلم المنشود.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للإعلام» تحصد 8 جوائز في «الخليج للإذاعة والتلفزيون»

حصدت شبكة أبوظبي للإعلام، ثماني جوائز ضمن الفئتين الذهبية والفضية وفئة جوائز «الدانة للدارما» خلال مشاركتها في مسابقات الدورة ال16 من مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي أقيم بمملكة البحرين خلال الفترة من 28- 30 مايو.

وفازت شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي بجائزتين ذهبيتين عن برنامجي «تحدي الكنعد»، و«فراسة الصحراء»، إضافة إلى فضيتين عن برنامجي «عمر جديد» و«تعايش». كما نجح مسلسل «البوم»، أحد أضخم إنتاجات شبكة أبوظبي للإعلام التي عُرضت خلال شهر رمضان الفائت، بنيل جائزة «الدانة للدراما» التي تعتمد على تصويت الجمهور، وذلك ضمن فئة أفضل موسيقى تصويرية من توقيع المؤلف الموسيقي سليم عرجون. في حين، حصلت شبكة أبوظبي الإذاعية على ثلاث جوائز فضية عن برامجها الإذاعية «عوشة» و«بودكاست» و«اليوم للغد».

وقال راشد القبيسي، الرئيس التنفيذي لشبكة أبوظبي للإعلام: «يُشكل فوز الشبكة بهذه الباقة المتميزة من الجوائز إنجازاً جديداً يجسد نتاج جهود كل فرق العمل على تعزيز المشهد الإعلامي العام وتقديم المحتوى الإبداعي والمُبتكر، بالاستناد إلى كفاءة قنواتنا ومنصاتنا الإعلامية وكوادرها الموهوبة».

وأضاف القبيسي: «نحرص على المشاركة في الفعاليات التي تحتفي بالإنجازات النوعية في مجال الإنتاج التلفزيوني والإذاعي على المستوى العربي، وتشكل منصةً لمشاركة الرؤى والأفكار ومناقشة الفرص والتحديات للارتقاء بالمشهد الإعلامي، مثل مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي استضافته مملكة البحرين هذا العام. إذ يعكس هذا الحضور، التزامنا المستمر بالمضي في رحلة النمو والتطور، وتجسيد مستهدفات رؤية استراتيجية شبكة أبوظبي للإعلام الجديدة في تعزيز المحتوى الإعلامي الهادف، وبناء منظومة إعلامية وطنية شاملة ومتكاملة».

وقال عيسى سيف المزروعي، الرئيس التنفيذي لمركز المحتوى: «هذا الاستحقاق نتيجة إبداع وتميز إنتاجات شبكة أبوظبي للإعلام وبرامجها التي تحرص على تقديم محتوى ترفيهي وتثقيفي ونوعي يلبي جميع اهتمامات وتفضيلات مختلف شرائح الجمهور، وإيصال رسالة إعلامية تلامس الواقع وتحاكي فكر المشاهدين والمستمعين، بما يعزز مكانة الشبكة المتميزة ضمن قائمة أبرز المنصات الإعلامية العربية التي تواصل مسيرة الابتكار والتطوير والتميز في المشهد الإعلامي».

مقالات مشابهة

  • فن الدبلوماسية الاقتصادية لمواجهة المربكات العالمية
  • انضم لها البنك المركزي العماني: ماذا تعرف عن نظام المدفوعات الخليجية “آفاق”؟
  • «أبوظبي للإعلام» تحصد 8 جوائز في «الخليج للإذاعة والتلفزيون»
  • مصر تشارك في مؤتمر «آفاق العمل الرقمي من الشرق الأوسط وإفريقيا» 2024
  • البنك المركزي العماني يعلن انضمامه لنظام المدفوعات الخليجية “آفاق”
  • النعامة..آفاق واعدة للاستثمار في الزراعات والسلالات المحلية
  • وزير الفلاحة: نعكف على توفير الأوعية العقارية اللازمة لإنجاز المشاريع الإستثمارية المدمجة
  • سفير المملكة: آفاق جديدة للعلاقات السعودية اليابانية خلال 70 سنة مقبلة
  • منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي-الصيني يستكشف آفاق الشراكة المزدهرة بين البلدين
  • هل ستنهار العملة اليمنية نهائياً؟.. الحكومة تُقدم على خطوة مخيفة وكارثية لمعالجة الأزمة المالية