د. منجي على بدر يكتب.. «حياة كريمة» اقتصاديا
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
نحتفى هذه الأيام بالذكرى الخامسة للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وهى المشروع القومى لتطوير الريف المصرى، وهى مبادرة متعدّدة الأركان أطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى عام 2019، وتهدف إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصرى، بحيث تتكامل الجهود بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى وشركاء التنمية فى مصر، كما تهدف المبادرة إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات، تشمل الجوانب الصحية والاجتماعية والمجتمعية.
وتتمثّل محاور المبادرة فى: سكن كريم وبناء مجمعات سكنية فى القرى الأكثر احتياجاً، ومد وصلات مياه نقية وصرف صحى وغاز وكهرباء داخل المنازل ومشروعات متناهية الصغر وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية فى القرى وبناء مستشفيات ووحدات صحية وتجهيزها وبناء ورفع كفاءة المدارس وتجهيزها وتوفير الكوادر التعليمية وإنشاء فصول محو الأمية، وتشغيل مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر وإنشاء مجمّعات صناعية وحرفية وتوفير فرص عمل، ويتمثّل أهم محور فى المبادرة فى بناء وتأهيل الإنسان المصرى وتستهدف الأسرة والطفل والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
المبادرة الوطنية التى أطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة متعدّدة فى أركانها ومتكاملة فى ملامحها وتنبع هذه المبادرة من مسئولية حضارية وبُعد إنسانى قبل أى شىء آخر، وأنها أبعد من كونها مبادرة تهدف إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصرى، وتسعى إلى التدخّل الفورى والعاجل لتكريم الإنسان المصرى وحفظ كرامته وحقه فى العيش الكريم، ذلك المواطن الذى تحمّل فاتورة الإصلاح الاقتصادى، والذى كان خير مساند للدولة فى معركتها نحو البناء والتنمية، وهو البطل الحقيقى الذى تحمّل جميع الظروف والمراحل الصعبة بكل إخلاص وحب للوطن.
وأظهرت مبادرة «حياة كريمة» أهمية تحويل القرية المصرية من مستهلكة إلى قرية إنتاجية، بهدف القضاء على البطالة المقنّعة، وإنهاء ظاهرة التمايز الثقافى بين القرية والمدينة، مما أفرز نوعاً من الهجرة العكسية من المدينة بصخبها إلى القرية بهدوئها النسبى، وأيضاً تهدف المبادرة لتحقيق التنمية الشاملة للتجمّعات الريفية الأكثر احتياجاً بهدف القضاء على الفقر مُتعدّد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية، والارتقاء بالمستوى الاجتماعى والاقتصادى والبيئى للأسر المستهدَفة.
وكذلك توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمّعاتهم المحلية، وإشعار المجتمع المحلى بالقرية بالفارق الإيجابى فى مستوى معيشتهم، وتنظيم صفوف المجتمع المدنى وزيادة الثقة فى مؤسسات الدولة، والاستثمار فى تنمية وتطوير فكر وثقافة الإنسان المصرى، وسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى، بالإضافة إلى إحياء قيم المسئولية المشتركة بين جميع الجهات الشريكة لتوحيد الجهود التنموية فى المراكز والقرى.
وقد أدرجت الأمم المتحدة مبادرة حياة كريمة ضمن أفضل الممارسات الدولية للكثير من الأسباب، منها: المبادرة لديها مستهدفات كمية واضحة قابلة للقياس وتتبع مستوى الإنجاز، قابلة للتحقّق لدخولها حيز التنفيذ، وتوافر الموارد التى تضمن تنفيذها، ولها نطاق زمنى محدّد، وتلتقى أهدافها مع الكثير من أهداف التنمية المستدامة 2030.
إن الاقتصاد المصرى رغم الأزمات العالمية الأخيرة ظل صامداً فى مواجهتها، حيث تم تنفيذ الكثير من المشروعات وإطلاق مبادرات، منها «حياة كريمة» و«تكافل وكرامة»، ومنح حوافز مختلفة على أرض الواقع لتشجيع الاستثمار ودعم القطاعات الصناعية والزراعية، ونحتاج إلى التسويق الجيد للاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة وتعزيز دور القطاع الخاص ورفع نسبة مساهمته فى الاقتصاد المصرى إلى 65%، وهو ما سيكون له مردود إيجابى على الاقتصاد المصرى.
هذا ونرى أهمية استكمال مصر للمشروعات القومية، لأنها قاطرة النمو ولها ارتباطات متعدّدة وإيجابية فى كل الاتجاهات، وتشجيع الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، خاصة الصناعات الغذائية والكيماوية والتكنولوجية والتحويلية، واستكمال برنامج الإصلاح الهيكلى للوصول إلى اقتصاد إنتاجى يعتمد على قطاعى الزراعة والصناعة بشكل أساسى والعمل على توطين الصناعة، مع تطوير قطاع الخدمات الذى تتميز فيه مصر، وذلك فى ظل إرهاصات نظام عالمى جديد متعدّد الأقطاب سوف يعود بالفائدة على اقتصادات الدول الناشئة.
الوزير المفوض السابق بجامعة الدول العربية
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المبادرة الرئاسية حياة كريمة حیاة کریمة متعد د
إقرأ أيضاً:
اكتشافات غيّرت حياة البشر: من البذرة إلى الشبكة الدولية
منذ أن خطا الإنسان خطواته الأولى على الأرض، لم يتوقف فضوله ولم تتوقف محاولاته لتحسين ظروف حياته. أدى ذلك إلى ظهور اكتشافات عظيمة عبر العصور غيرت حياة البشرية جمعاء ومكنت الإنسان من تحقيق إنجازات وتطوير نمط العيش نحو الأفضل، بل أعادت تشكيل الحضارات، وأنتجت أدوات لبناء العالم الذي نعيش فيه اليوم.
هذه أبرز تلك الاكتشافات:
1- الزراعة تُمهد لاستقرار الإنسان
قبل أكثر من 10 آلاف عام، تعلّم الإنسان زراعة الأرض وتدجين الحيوانات، لتنتهي بذلك حقبة الترحال والجمع والالتقاط بحثا عن الطعام.
علاوة على توفير الطعام، أسّست الزراعة لمجتمعات مستقرة، مهدت لبناء القرى، ونشوء الاقتصاد، والبدء في تقسيم العمل، مما شكّل حجر الأساس للحضارة.
2- الكتابة: جسر يربط بين الأجيال
ظهرت الكتابة في حضارة سومر كوسيلة لتسجيل المعاملات التجارية، لكنها سرعان ما أصبحت أداة لحفظ التاريخ، ونقل العلم والتجارب إلى الأجيال المقبلة، ونشر القوانين.
من المسمارية إلى الهيروغليفية، فتحت الكتابة أبواب المعرفة، وشكلت جسرا بين الأجيال عبر الزمان.
3- العجلة: ثورة النقل
لم يكن اختراع العجلة في الألفية الرابعة قبل الميلاد مجرد وسيلة نقل فحسب، بل أداة أحدثت ثورة في البناء والزراعة والتقنيات البدائية.
من العربات إلى الآلات البسيطة، غيّرت العجلة مفهوم الحركة. وسهلت على الإنسان التنقل حاملا معه وسائل الإنتاج والبناء.
4- الحديد يفتح عصر القوة
حين تعلم الإنسان صهر الحديد وصنع الأدوات منه، أصبح بإمكانه الزراعة بفعالية أكبر، وبناء هياكل أقوى، وتطوير أسلحة أكثر فتكا.
وإذا كان ذلك قد أدى إلى تطور المجتمعات، فإنه تسبب أيضا في تنامي الهيمنة العسكرية لبعض الحضارات.
5 – البوصلة.. وإعادة رسم الخريطة
اخترع الصينيون البوصلة، فحرّكت عجلة الاستكشافات الكبرى، وربطت الشرق بالغرب عبر تسهيل الملاحة البحرية.
فتحت هذه الأداة السحرية الباب لعصر الكشوف الجغرافية، واستكشاف قارات جديدة، وتبادل حضاري لم يعرف له العالم مثيلًا قبل ذلك.
6 - المطبعة تُشعل نهضة المعرفة
مع اختراع الألماني يوهان غوتنبرغ للمطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي، لم تعد المعرفة حكرًا على النخبة.
انتشرت الكتب بسرعة ومعها بات التعلم أكثر يسرا، وبدأت ثورات فكرية وثقافية، مما جعل المطبعة من أعظم محركات التغيير.
7- اللقاح: القطرة المنقذة
في عام 1796 م، طوّر الطبيب البريطاني إدوارد جينر لقاحًا ضد مرض الجدري، الذي كان يفتك بالملايين، باستخدام فيروس شبيه من البقر. من أجل هذا الاكتشاف، استحق جينر لقب "أبو علم المناعة".
فتح هذا الاكتشاف الباب أمام علم اللقاحات، ومكن من بدء فصل جديد في الحرب ضد الأمراض المعدية، منهيا قرونا من المعاناة.
8- الكهرباء تُولد العصر الحديث
من تجارب بنجامين فرانكلين إلى محركات مايكل فاراداي، ومن مصباح توماس إديسون إلى شبكات الطاقة، غيّرت الكهرباء حياة البشر بشكل جذري.
أصبحت الطاقة الكهربائية أساس الصناعة، والاتصالات، والحياة اليومية في العصر الحديث.
9- البنسلين: ثورة في الطب
اكتشف العالم الاسكتلندي ألكسندر فليمنغ في عام 1928م أن نوعًا من العفن يقتل البكتيريا.
وقد قادت هذه الصدفة إلى تطوير أول مضاد حيوي في التاريخ "البنسلين"، وأنقذت حياة ملايين البشر الذين كانوا يموتون بسبب جرح بسيط، وأطلقت ثورة في علم الأدوية.
10 – الإنترنت: عالم بلا حدود
في أواخر القرن العشرين، خرجت الإنترنت من المختبرات العسكرية إلى كل بيت، وغيّرت جذريًا طريقة تواصل البشر، وتبادلهم للمعرفة، والتجارة، والتعليم.
أصبحت الإنترنت (الشبكة الدولية) قلب العالم النابض، ومحور كل تطور تقني لاحق ومكنت من تحويل ما كان يعتبر ضربا من الخيال إلى واقع: الذكاء الاصطناعي.
كل واحد من هذه الاكتشافات مثل للإنسان قفزة كبيرة نحو التقدّم، ورسخ مكانته ككائن يسعى للفهم، والابتكار، والتحسين المستمر من نمط حياته. وما زالت المسيرة مستمرة... فمن يدري ما الاكتشاف الذي سيُكتب له أن يغير وجه العالم في العقود القادمة؟.
مصطفى أوفى (أبوظبي)