كشفت صحيفة هآرتس، مساء الاثنين، أنه في حين تنهار منظومة الصحة النفسية في إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن عشرات الأطباء العاملين في المجال غادروا إسرائيل إلى بريطانيا. وقبلها صرح مديرو مراكز الصحة النفسية أن أحداث 7 أكتوبر تسببت بوجود نحو 300 ألف مريض نفسي إضافي.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا على غزة خلّفت حتى الاثنين 21 ألفا و978 قتيلا و57 ألفا و697 مصابا، ودمارا هائلا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وقالت الصحيفة إن العشرات من الأطباء النفسيين الذين يعملون في منظومة الصحة العامة غادروا مؤخرا إلى بريطانيا، بحسب مصادر في المجال.

وأضافت أن موجة المغادرة تأتي في وقت يتزايد فيه الطلب على المساعدة في مجال الصحة النفسية في البلاد في ظل الحرب، والآن يواجه نظام الصحة النفسية مشكلة حقيقية.

وأوضحت أن خطط رحيل الأطباء النفسيين بدأت حتى قبل الحرب، على خلفية خطة الإصلاح القضائي التي تتبناها الحكومة، وتصفها المعارضة بالانقلاب.

ونقلت عن أحد كبار مديري منظومة الصحة النفسية، الذي تحدث مع أحد الأطباء المغادرين (لم تسمه) قوله: "لن يتمتعوا في بريطانيا بالضرورة براتب أعلى، لكن ما يدفعهم إلى المغادرة هو الإحباط الناجم عن عبء العمل الثقيل، والشعور بأنهم يجدون صعوبة في رؤية كيف سيتحسن الوضع في المستقبل".

ووفقا للمتحدث نفسه، فإن نظام الصحة النفسية في بريطانيا أكثر تنظيما، وهو أخف ازدحاما، وساعات العمل أقل.

وبحسب الصحيفة، فإنه حتى قبل موجة المغادرة الحالية، يعاني نظام الصحة النفسية من نقص حاد في الأطباء النفسيين، ويزداد الأمر سوءا بشكل مطرد، ووفق بيانات رسمية، يوجد في إسرائيل طبيب نفسي واحد في الخدمة العامة لكل 11 ألفا و705 من السكان.

300 ألف مريض نفسي إضافي

وقال الدكتور شموئيل هيرشمان، رئيس منتدى مديري مراكز الصحة النفسية، إن هناك حاليا نقصا بنحو 400 طبيب نفسي في نظام الصحة النفسية، وحذر أنه خلال 5 سنوات سيكون هناك نقص مضاعف، لأن كثيرا منهم يقترب من سن التقاعد أو بعده، وفق المصدر ذاته.

وذكرت هآرتس أن منتدى مديري مراكز الصحة النفسية وجّه، الخميس، رسالة إلى مراقب الدولة متانياهو إنغلمان، كتب فيها: "نتوجه إليك بصرخة ويأس، بشأن الوضع الصعب لنظام الصحة النفسية".

وكتب المديرون في رسالتهم: "أحداث 7 أكتوبر تسببت بوجود نحو 300 ألف مريض نفسي إضافي، سيحتاجون إلى العلاج على يد متخصص مدرب في إسرائيل".

وقالوا: "علاوة على ذلك، من غير المعروف حتى الآن من القتال الدائر في قطاع غزة، عدد القوات المقاتلة التي ستعاني من ردود فعل المعركة، إننا نشهد بالفعل زيادة في الطلب على خدمات الصحة النفسية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تحذّر إسرائيل: أوقفوا المجازر في غزة أو واجهوا إجراءات حاسمة

هددت المملكة المتحدة باتخاذ "إجراءات حاسمة" ضد إسرائيل إذا لم توقف هجومها العسكري المتجدد على قطاع غزة وترفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. 

جاء هذا التحذير عقب لقاء جمع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بملك الأردن عبد الله الثاني في لندن، حيث ناقشا خطورة الوضع الإنساني في غزة والتطورات المثيرة للقلق في الضفة الغربية. 

صرّح متحدث باسم الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء شدد على أنه إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري وترفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، فإن المملكة المتحدة وشركاءها سيتخذون مزيدًا من الإجراءات الحاسمة ردًا على ذلك. 

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، خاصة بعد مقتل عشرات المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية. وصف وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، هاميش فالكونر، الإجراءات الإسرائيلية بأنها "غير إنسانية وتزيد من معاناة المدنيين"، داعيًا إلى تحقيق مستقل في الحوادث التي وقعت عند نقاط توزيع المساعدات. 

الفيدرالي الروسي: بريطانيا هي المصدر الرئيسي لمعظم الأزمات العالميةبريطانيا: بناء 12 غواصة و6 مصانع أسلحة ضمن مراجعة استراتيجية الدفاع

على الصعيد السياسي، تواجه حكومة ستارمر ضغوطًا متزايدة من داخل البرلمان وخارجه، حيث طالب نواب من مختلف الأحزاب بفرض عقوبات على إسرائيل ووقف تصدير الأسلحة إليها. كما شهدت لندن مظاهرات حاشدة تطالب بإنهاء الدعم البريطاني لإسرائيل في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. 

في هذا السياق، أرسل أكثر من 800 محامٍ وقاضٍ وأكاديمي بريطاني رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء، دعوه فيها إلى فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية واتخاذ خطوات لمنع ومعاقبة "الإبادة الجماعية" في غزة، مؤكدين على ضرورة التزام المملكة المتحدة بواجباتها القانونية الدولية. 

وتُعد هذه التطورات مؤشرًا على تحول في الموقف البريطاني تجاه الصراع في غزة، مع تصاعد الدعوات لاتخاذ إجراءات ملموسة لوقف العنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين.

طباعة شارك المملكة المتحدة إسرائيل الحكومة البريطانية الانتقادات الدولية كير ستارمر ملك الأردن

مقالات مشابهة

  • ألكسندر فوتشيتش يكشف: صربيا دعمت إسرائيل عسكريًا بعد 7 أكتوبر رغم الإنتقادات الأوروبية
  • لماذا يتجنب السيسي مكالمات رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر؟
  • هل درّبت بريطانيا الشرع على التفاوض والقيادة؟
  • بريطانيا تحذّر إسرائيل: أوقفوا المجازر في غزة أو واجهوا إجراءات حاسمة
  • ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».. قافلة طبية في بلبيس تقدم الخدمة لأكثر من 1600 مريض
  • مناورة ومسير في بيت الفقيه بالحديدة لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • عرضان شعبيان لـ 6 ألف من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة إسنادًا لغزة
  • صحة غزة: استهداف إسرائيل "مستشفى الأقصى" تقويض لمنظومة الصحة
  • رتيبة النتشة عن جرائم إسرائيل: استخدام الجوع كسلاح أبشع أنواع الحروب النفسية والبدنية|فيديو
  • مصر: بلاغ للنائب العام من وزير الصحة ضد نقابة الأطباء بتهمة نشر الاشاعات