الخليج الجديد:
2025-12-01@14:29:45 GMT

جوهر المشروع الصهيوني

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

جوهر المشروع الصهيوني

جوهر المشروع الصهيوني

إن انتصار المقاومة وصمودها اليوم يمثلان أخطر كوابيس النظام العالمي وأخطر تحدياته.

كشفت مجازر غزة جوهر الكيان المحتل كمشروع عالمي تسنده أضخم جيوش الأرض وأساطيلها ومرتزقتها ودباباتها وقنابلها وأقمارها الصناعية وإعلامها الغارق في التضليل.

يظهر الدور الصهيوني في فلسطين فيما يتبادله مع الأنظمة بالمنطقة من معلومات ومعطيات لتأبيد الهيمنة الغربية على شعوب المنطقة وثرواتها ومعابرها البحرية والمائية.

لا يقتصر هذا الوعي الجديد على تحول موقف الرأي العام الدولي الكبير من الصراع الفلسطيني الصهيوني بل يشمل وعي الجمهور العربي بالصراع وجوهر المشروع الصهيوني.

سقوط المشروع الصهيوني أو تفككه في فلسطين يعني منطقيا انهيار المشاريع الإقليمية والدولية المرتبطة به بالمشرق بما تضمه من مصادر طاقة وأسواق ومواقع استراتيجية وثقافة.

* * *

خلّفت الحرب الوحشية الأخيرة على غزة دمارا واسعا وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين لكنها خلفت أيضا وعيا جديدا بطبيعة الكيان المحتل وماهيته ووظيفته.

لا يقتصر هذا الوعي على التحول الكبير الذي يعرفه الرأي العام الدولي في الموقف من الصراع الفلسطيني الصهيوني بل يشمل كذلك وعي الجمهور العربي بطبيعة الصراع وبجوهر المشروع الصهيوني.

دوليا هناك تحولات عميقة في الوعي الشعبي وحتى النخبوي فيما يتعلق بطبيعة الصراع في هذه المنطقة من العالم وهو ما صرّح به أكثر من مسؤول غربي محذرا الكيان المحتل من الانقلاب الكبير الذي يعرفه الرأي العام العالمي من طبيعة هذا الكيان.

سابقا اقتصر الوعي بالطبيعة الاستيطانية الاستعمارية لهذا الكيان على نخبة من النشطاء أو المفكرين ممن اطّلعوا فعلا وعن قرب على واقع الحياة الفلسطينية وما يعانيه أهلها من نظام الفصل العنصري هناك.

أما اليوم ومع انفجار العالم الرقمي متعدد الوسائط فقد صار متاحا للأجيال الجديدة ولشريحة كبيرة من الناس الاطلاع مباشرة على حجم الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأرض المحتلة.

أما عربيا فقد كشفت الحرب الأخيرة عن فظاعات لا توصف وبرهنت عن طبيعة الكيان المحتل بما هو كيان جاء لإبادة شعب ومحو تاريخه وطمس هويته ونهب أرضه وقتل أطفاله.

كشفت مجازر غزة عن جوهر الكيان المحتل بما هو مشروع عالمي تسنده أضخم جيوش الأرض بأساطيلها ومرتزقتها ودباباتها وقنابلها وأقمارها الصناعية وإعلامها الغارق في التزييف والتضليل.

الكيان المحتل ليس مشروعا صهيونيا فقط بل ليس هذا إلا رأس جبل الجليد. فهو تاريخيا وعسكريا - وبالنظر إلى طبيعة التحالفات التي تدعمه بما فيها الأنظمة العربية المتحالفة معه سرا وعلنا - إنما يمثل مشروعا متقدما وقاعدة عسكرية ضخمة للنظام العالمي الذي تأسس إثر الحرب العالمية الثانية.

المشروع الصهيوني مشروع عالمي لا يكتفي بنهب أرض فلسطين التاريخية وضم المناطق المقدسة وتهجير السكان الأصليين بل يتمثل دوره في رعاية المصالح الاستعمارية الكبرى عبر الهيمنة على منطقة المشرق العربي ومراقبتها.

إن الدور الصهيوني في فلسطين إنما يظهر فيما يتبادله مع أنظمة الوكالة في المنطقة من معلومات ومعطيات أساسية لتأبيد الهيمنة الغربية على شعوب المنطقة وثرواتها ومعابرها البحرية والمائية. إن سقوط المشروع الصهيوني أو تفككه في فلسطين إنما يعني منطقيا انهيار كل المشاريع الإقليمية والدولية المرتبطة به في المشرق بما تضمه من مصادر الطاقة والأسواق والمواقع الاستراتيجية والثقافة.

إن انتصار المقاومة وصمودها اليوم يمثلان أخطر كوابيس النظام العالمي وأخطر تحدياته.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين المقاومة المشروع الصهيوني الكيان المحتل النظام العالمي الهيمنة الغربية الرأي العام العالمي الکیان المحتل فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يجدد توغله في القنيطرة السوري

الثورة نت /..

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوّة تابعة لقوات العدو الإسرائيلي توغلت في محيط بلدة صيدا الجولان “الحانوت” بريف القنيطرة الجنوبي، حيث دخلت القوّة العسكرية إلى المنطقة لساعات قبل أن تعود إلى مواقعها داخل الجولان المحتل.

وأضاف المرصد على موقعه الالكتروني، أن قوات إسرائيلية نصبت حاجزًا عسكريًا مؤقّتًا على الطريق الواصل بين عين البيضة وجباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي، وسط تفتيش للمركبات ورصد لتحركات السكان في المنطقة الحدودية.

وفي سياق متصل، أفرجت قوات إسرائيلية عن مواطن من أبناء بلدة بيت جن بريف دمشق، كان قد احتُجز خلال العدوان الأخير على المنطقة، دون معرفة أسباب الإفراج أو ظروف الاحتجاز.

ويأتي ذلك في ظل تصاعد وتيرة التوغلات والتحركات العسكرية الإسرائيلية على طول الشريط الحدودي في الأسابيع الأخيرة.

ويوم أمس، شهد ريف القنيطرة الشمالي توغّلًا للقوات الإسرائيلية، حيث دخلت قوة عسكرية إسرائيلية إلى المدخل الشرقي لقرية الحميدية، وفقًا لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب المعلومات، فقد ضمّت القوة المتوغّلة مدرعة عسكرية وسيارة تقلّ ستة جنود إسرائيليين، قبل أن تقوم بنصب حاجز مؤقت على مدخل القرية، وسط استنفار وحالة توتر سادت المنطقة.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يجدد توغله في القنيطرة السوري
  • في ذكرى الجلاء.. الجنوب يشتعل  بصراعات تحت رعاية المحتل
  • حشد مليوني تاريخي بالعاصمة صنعاء في عيد الجلاء والشعب يؤكد: سندحر المحتل الجديد ولن نترك فلسطين
  • مسيرات جماهيرية في محافظة صنعاء تأكيداً على الجهوزية للجولة القادمة من الصراع
  • في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين مظاهرات مؤيدة بأيرلندا
  • القائد العام للجيش الإيراني يهدد بـ رد حاسم وساحق ضد الكيان الصهيوني
  • لأول مرة.. الجيش الإيراني يكشف تفاصيل حدثت خلال حرب الـ12 يوما مع الكيان الصهيوني
  • وزارة الخارجية تُدين العدوان الصهيوني المستمر على فلسطين وسوريا
  • يوم التضامن العالمي مع فلسطين.. الأردنيون يجددون العهد
  • لجان المقاومة: العدوان على سوريا يثبت أن الكيان الصهيوني عدو للأمة كلها