«كنت أؤدّي امتحان الرياضيات على حاسوب الجامعة، وفجأة أظلمت الدنيا».. هكذا بدأ الشاب البحريني سلمان محمد علي (19 عامًا) ساردًا قصته الغريبة لـ«الأيام». إذ ناشد سلمان - الذي حضر بمعية والديه - مَن يملك أيّ معلومات عن علاج يُقدّم للمرض الذي أصيب به في أيّ مكان في العالم، فقد تم تشخيصه بمرض نادر جدًا، وهو «اعتلال الأعصاب البصري الوراثي ليبر» (LHON)، مشيرًا الى أنه الحالة الأولى المصابة بهذا المرض التي تم تسجيلها في مملكة البحرين.

وعن حيثيات قصته، قال: «فجأة لم أتمكن من رؤية الحاسوب، وبسبب ذلك أنهيت أداء الامتحان، واتصلت بوالدي وأخبرته أنني لا أستطيع الرؤية بشكل صحيح، وفورًا حجزنا بمستشفى خاص للكشف على عيني، وحتى أتمكن من معرفة أسباب ذلك، والحصول على علاج مناسب له أو لبس النظارات». وتابع: «تقرّر أنني سألبس نظارة، وفي اليوم التالي ذهبت لاستلام عدسات النظارة، ولكن لم أتمكن من الرؤية، ولذا قرّرنا الذهاب إلى المركز الصحي الذي بدوره أحالنا فورًا إلى قسم الطوارئ بمجمّع السلمانية الطبي، ثم تم تحويلنا إلى استشاري العيون، وبدأت رحلة التشخيص». ويواصل الشاب سلمان ساردًا قصته: «بعد التشخيص، أخبرتنا الطبيبة المسؤولة بوجود مشكلة وراثية هي السبب وراء إصابتي بالعمى. كان الأهل في قمّة الغضب وغير متقبّلين للتشخيص، وعشت خلال هذه الفترة أوضاعًا مريرة من الحزن. لا أعرف ما يحصل بي وكيف أتعامل مع الوضع الجديد». وتابع: «راجعنا أكثر من 5 مستشفيات و112 طبيبًا لمحاولة معرفة التشخيص والعلاج المناسب، وواصلت المتابعة في مستشفى السلمانية، وقد تم إخبارنا أنه لا يوجد علاج متاح لهذا المرض». وذكر سلمان: «نتيجة لذلك، توقفت عن الجامعة لفصل دراسي واحد؛ حتى أتمكّن من التركيز على صحتي، وكان هذا القرار الأصعب على الإطلاق؛ لأنهم قالوا لي إما أن تخسر وإما أن تأخذ إجازةً وتذهب وتبحث عن علاج وتعود، فأخذت إجازةً، ومرّت بضعة أشهر ولم تتمكّن عائلتي من الحصول على العلاج المناسب». وعن طبيعة المرض الذي أصيب به، قال: «هو مرض نادر، ولأول مرة يكتشف في مستشفى السلمانية، وحتى في البحرين، هذا ما قالته لنا الطبيبة المسؤولة، وقالت لنا إنه لا يوجد علاج لهذا الحالة. والمرض الذي أعاني منه يسمى (LHON)، وهي مشكلة وراثية تؤثر في عيني وعظامي، وقد أُخذت عيّنات من جميع أفراد أسرتي، وتبيّن أن الجين المسؤول عن إصابتي موجود لدى أخي أيضًا ولكنه غير نشط، ويمكن أن يكون نشطًا في وقت ما، ولذلك فعائلتي بحاجة لإجراء فحوصات دورية كلّ 6 أشهر». وعن التعامل مع الدراسة قال: «في البداية قرّرت ألّا أواصل الدراسة، فكيف لي أن أدرس ولا أستطيع النظر؟ كيف يمكنني القراءة؟! كيف يمكنني الكتابة؟! كيف يمكنني استخدام الحاسب المحمول؟! كيف يمكنني الجلوس مع أشخاص آخرين والقيام بالمشروع الجماعي؟! كيف يمكنني المشاركة في الفصل؟! كيف يجب أن أقوم بالامتحان؟! هذه الأسئلة كانت تسيطر عليّ». ويردف: «لكنّ والدتي أخبرتني أنه يمكن ذلك، وشجّعتني كثيرًا، وذهبت إلى الجامعة وأخبرتهم بقصتي، إذ تعاطفوا معي وقرّروا مساعدتي. وبالفعل، في الثالث عشر من سبتمبر 2022، كان أول يوم لي في الجامعة وكان رائعًا، فقد التقيت بالطلاب والمدرّسين وشعرت بترحيبهم الحار بي، وفي أثناء الامتحانات كان المعلّمون يساعدوني كثيرًا. حاولت بقصارى جهدي اجتياز كلّ مادة، حتى وصل الفصل الدراسي التالي وبدأ الأمر أصبح أكثر جدّيةً، وها أنا ادخل فصلاً دراسيًا جديدًا، هذا الفصل الدراسي أكثر ترحيبًا وأكثر متعةً وقليلاً من النضال، لكنّني أبذل قصارى جهدي لمواصلة الجدّ والاجتهاد».
وللوالدين كلمة..
في مستهلّ حديثهما، ثمّن والد ووالدة الشاب سلمان الدعم المتواصل من لدن الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بشأن تقديم العلاج لجميع المواطنين. كما وجّها الشكر الجزيل إلى وزارة الصحة ومجمّع السلمانية الطبية؛ على مواقفهم الطيّبة والنبيلة مع حالة سلمان، وعلى وجه الخصوص الدكتورة زهرة السهلاوي؛ على متابعتها الدائمة لحالة سلمان، مشيدين بالجهود الكبيرة والاستثنائية التي قامت بها حتى في أيام إجازتها والتواصل مع الأطباء خارج المملكة بحثًا عن إيجاد العلاج المناسب له، والتي أظهرت بجلاء مدى التفاني والإخلاص والعمل الدؤوب والمتواصل التي تقوم به هذه الدكتورة من أجل البحث عن أفضل العلاجات المتوافرة في الخارج، والتي ما زالت قيد التجارب وبانتظار الاعتماد من المنظمات الصحية. وقال الوالدان: «نأمل من المعنيّين بوزارة الصحة متابعة حالة سلمان، وعدم إغفالها، والمتابعة المستمرة مع الجهات الخارجية التي تم التواصل معها من قبل الدكتورة زهرة السهلاوي، والتي تشير إلى وجود علاج قيد التجارب إلى الآن في أوروبا، وأن يتم إرسال سلمان حال اعتماد العلاج، وهو علاج طبيعي للجينات نأمل أن يُعيد البصر لسلمان بإذنه تعالى». كما ناشدا كلّ مَن يملك أيّ معلومات عن توافر علاج معيّن لحالة سلمان بتزويدهما بها.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا کیف یمکننی

إقرأ أيضاً:

من الإطار إلى طاولة الشراكة: العراق نحو صياغة معادلة السلطة

12 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: يشهد المشهد السياسي العراقي تحولاً حاسماً مع إعلان عضو الإطار التنسيقي محمود الحياني عن عقد اجتماع واسع يجمع جميع المكونات الوطنية ، بهدف حسم ملف الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة الجديدة.

يأتي هذا الاجتماع، الذي يضم ممثلين عن الكتل البرلمانية والأحزاب الرئيسية، في سياق يتجاوز الروتين السياسي المعتاد، حيث يركز على وضع المعايير النهائية لاختيار مرشحي الرئاسات، إلى جانب رسم الخطوط العامة للبرنامج الحكومي المرتقب، وسط آمال متزايدة في تجاوز التعثر الذي طال أمده بعد الانتخابات الأخيرة.

ومع ذلك، يبرز هذا اللقاء كخطوة جريئة نحو الانفتاح بين القوى السياسية، بعيداً عن السياق التقليدي الذي يشهد فيه السنة والشيعة والكرد اجتماعات منفصلة، مما يعكس رغبة ملحة في بناء جسور الثقة.

يجلس ممثلو الكتل الكبرى على طاولة واحدة لأول مرة منذ فترة، يناقشون تقسيم الوزارات والهيئات الحكومية، قبل أن يخرجوا بإعلان موحد.

هذا النهج، الذي يعتمد على الشراكة الوطنية كوصفة علاجية، يعيد إلى الأذهان تجارب سابقة نجحت جزئياً في تهدئة التوترات، لكنه يواجه تحديات في ظل الضغوط الاقتصادية والأمنية المتصاعدة.

من جانب آخر، تظل المعادلة غير المكتوبة التي تحكم تشكيل السلطات في العراق قاعدة أساسية لهذا الاجتماع، حيث يحتفظ الشيعة بمنصب رئيس الوزراء، والسنة برئاسة البرلمان، والكرد برئاسة الجمهورية، مع حصص موازية في الوزارات والأجهزة والمؤسسات.

وتُبنى هذه المعادلة على سنوات من التفاوض الشاق، تضمن تمثيلاً عادلاً يمنع التهميش، لكنها تثير تساؤلات حول قدرتها على دفع إصلاحات جذرية.

و تبرز فكرة “حكومة الجميع” كرمز للانتقال من التوازنات المؤقتة إلى شراكة مستدامة، تجمع تحت مظلتها الأقليات والقوى الناشئة، لتكون أكثر شمولاً مما كانت عليه الحكومات السابقة.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد هذا المشروع الشامل الخيار الوحيد الواقعي للعراق في ظروفها الحالية، حيث يجمع بين الاستقرار السياسي والاستجابة للتحديات الاقتصادية، بعيداً عن مخاطر الفراغ الحكومي أو التصعيد الطائفي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • من الإطار إلى طاولة الشراكة: العراق نحو صياغة معادلة السلطة
  • تجديد الثقة في أمل يوسف عميدًا لكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة
  • ما الذي تم من تطوير بمستشفى قصر العيني وأهم التحديات؟..رئيس جامعة القاهرة يجيب
  • هدم أجزاء من منزل في الأغوار الشمالية بعد انهياره فجأة
  • قرار جمهوري بتعيين أمل يوسف عميدًا لكلية علاج طبيعي جامعة القاهرة
  • الاحتلال يرفض علاج طفل بأراضي الـ48 لكونه من غزة
  • علاج سرطان الثدي .. تفاعلات دوائية وتحذيرات جديدة للمرضى
  • علاج جيني للّوكيميا يمنح المرضى أملا في الشفاء
  • إسرائيل تمنع طفلا من رام الله من تلقي علاج منقذ للحياة
  • المؤتمر الدولي لأورام الصدر : 26 ألف حالة إصابة جديدة سنويا بمصر بسرطان الرئة