كتبت" الاخبار": لم تحسم التحقيقات الأمنية والعسكرية في عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، صالح العاروري، ما إذا كان الاستهداف قد نفّذته طائرة حربية إسرائيلية، أو عبر مسيّرة، نظراً الى كون المتعاملين مع التحقيقات ليسوا جهة واحدة. وقد تبيّن للجهات المعنية، أنه قبل حصول العملية، رصدت الرادارات وجود طيران حربي فوق البحر وطيران مسيّر فوق بيروت والضاحية.

إضافة الى أن الصواريخ التي استخدمت جعلت النقاش يتعمق أكثر، بعدما تبيّن أن عدة صواريخ أطلقت، وأن اثنين منها، على الأقل، نجحا في اختراق سقفين قبل الوصول الى الغرفة، حيث كان الشهداء. وقالت مصادر معنية إنه ظهر في سطح المبنى 3 فتحات، وإن نوعية الصواريخ، هي من النوع ذات الحجم الصغير، لكنها تحمل رأساً تفجيرياً يحوي مواد شديدة الانفجار، وليست من النوع الذي يستخدم لهدم المبنى بل لقتل الموجودين فيه.يشار الى أن الشقة المستهدفة هي مكتب قديم لحركة «حماس»، وهو أمر معروف في المنطقة ولدى الأجهزة الأمنية وحزب الله وإسرائيل. وهي من بين الشقق التي رصدها عملاء ألقي القبض عليهم خلال السنوات الماضية. وقد أخلتها حركة حماس بعد عملية طوفان الأقصى، وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها أول من أمس، حيث كان الاجتماع الذي حضره العاروري، وقد عاد الى بيروت قبل بضعة أيام، بعد سفر امتدّ لعدة أسابيع أمضاها بين قطر وتركيا. وقد حرصت حكومة أنقرة على نفي ما تسرّب في كيان العدوّ من أنها طلبت منه مغادرة أراضيها، حيث تقيم عائلته، الى بيروت.

بعد الانفجار، فرض الحزب طوقاً أمنياً كبيراً قبل وصول مخابرات الجيش. وتبيّن أن الشقة كانت تحتوي على وثائق وأغراض تخصّ حركة حماس. وعملت فرق من الحزب على نقلها إلى مكان آخر. فيما واصلت الفرق الفنية في عدة أجهزة العمل على التثبّت من وجود خرق تقني أدّى إلى كشف مكان العاروري، وخصوصاً أن حزب الله كان قد حذّره قبل مدة وجيزة من أن العدوّ يرصده في كل تحركاته.   وكتبت" الديار": شكلت عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري ضربة موجعة لمحور المقاومة وخرقا امنيا خطرا يتطلب المزيد من الاجراءات والجهد لكشف الفاعلين.
وفي المعلومات، ان عملية الاغتيال شكلت خللا امنيا، لجهة وصول مسيرة الى اجواء بيروت واطلاقها عدة صواريخ على مكتب لحركة حماس في الضاحية، بغض النظر عن مكان انطلاق المسيرة وطول المسافة او قصرها، رغم المعلومات التي اشارت، الى ان المسيرة التي نفذت الهجوم متطورة جدا ولا يمكن كشفها، وهي من نوع» براديت» اميركية الصنع واستخدمها الجيش الاميركي في افغانستان، وكان هناك قرار اميركي بعدم تصديرها الى الخارج، ومن الممكن ان «اسرائيل» حصلت على مثل هذه المسيرات مؤخرا او انها ادخلت التقنيات الاميركية على مسيراتها، لان الصواريخ التي اطلقت من الاحجام الكبيرة والمدمرة ولايمكن للمسيرة العادية حمل مثل هذه الصواريخ التي احدثت دمارا في الطبقات الاربع من المبنى المستهدف، وهذه المعلومات كشفتها وسائل اعلام اجنبية لكنها قد تكون غير صحيحة في ظل الغموض المحيط بعملية التنفيذ، ومن المؤكد ان الايام المقبلة ستكشف كيف تمت العملية وكيف نفذت؟ علما ان الجيش قام باجراء التحقيقات وعاين مكان الانفجار وكشف عن حجم الاضرار.

وفي المعلومات ايضا، ان عملية كهذه مهما بلغ حجم تطور المسيرة، تحتاج لتنفيذها الى تعاون وتنسيق مخابراتي على الارض وربما بين اكثر من جهة، ولا شك في انها نفذت بقرار واشراف اميركي - اسرائيلي - اوروبي - عربي وتعاون واسع، وهكذا عملية تتطلب حسب مصادر فلسطينية في بيروت جهودا ومتابعة ورصدا ومراقبة دائمة وعملاء واتصالات وحركة طيران تجسسية لدول عديدة لم تغب عن اجواء العاصمة والضاحية طوال الاسابيع الماضية، وهكذا عملية لا يمكن انجازها من فريق واحد، خصوصا ان الشهيد العاروري كان على راس قائمة المستهدفين من هذه الدول، والشهيد سمير فندي بعد العاروري مباشرة على لائحة الاغتيالات، فالشهيد فخري كان المسؤول الامني والمالي لحركة حماس، اما الشهيد الاقرع فكان المسؤول العسكري للقسام في لبنان، وبالتالي فان عملية الاغتيال جرى التحضير لها منذ فترة طويلة، مهدت لها المخابرات الاميركية منذ عام 2018 بالاعلان عن تقديم جائزة مالية بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي باي معلومات عن الشهيد العاروري، كما ركزت الصحف الاسرائيلية منذ اشهر على العاروري ورفاقه ووجودهم في الضاحية الجنوبية وممارسة حرب نفسية والادعاء بتحديد اماكن وجودهم، كما شاركت وسائل اعلام عربية ومحلية في الحملة والتحريض على وجود العاروري ورفاقه في الضاحية واسباب هذا الوجود، وان من شان ذلك تعريض لبنان لمخاطر جمة من قبل العدو الاسرائيلي، وطالبوا بترحيلهم، حتى ان موفدين اجانب سألوا مسؤولين لبنانيين عن اسباب اقامة العاروري في الضاحية وضرورة ترحيله تجنبا للرد الاسرائيلي، وحملوا حزب الله المسؤولية كونه يؤمن الغطاء والحماية لهؤلاء القادة في بيروت.
فالشهيد العاروري، وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، كان من اوائل العاملين على فتح صفحة جديدة بين حماس ومحور المقاومة وعودة العلاقات الطبيعية مع سوريا، حتى انه لم ينقطع عن زيارة دمشق في اوج الخلاف بين سوريا وحماس، وعمل ايضا على تمتين التحالف وتعزيزه مع حزب الله ويرتبط بعلاقة اخوية مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ويلتقيان بشكل دائم، ووقف بقوة ضد بعض الانتقادات التي وجهت لحزب الله من قبل قيادات حماس ومطالبتهم بضرورة الانخراط بشكل اقوى في المعركة، وعمل اثناء وجوده في بيروت على وحدة الموقف الفلسطيني وازالة التباينات، ويحظى باحترام كبير بين جميع الفصائل الفلسطينية، ونسج علاقات ممتازة مع معظم القيادات الفلسطينية في السجن حيث قضى 15 سنة وخرج عام 2007 ثم اعتقل بعد 3 اشهر وقضى في السجن 3 سنوات وتم ترحيله الى تركيا، وبعد مقتل 3 مستوطنين عام 2012 تم ترحيله من تركيا الى قطر بطلب اسرائيلي، ثم انتقل الى بيروت، كما انه من اشد العاملين على تعزيز العلاقات بين حماس وايران وارتبط في السجن ايضا بعلاقات نضالية مع القائدين يحيى السنوار ومحمد الضيف وساهموا في ولادة كتائب القسام وتعزيزها وتطويرها وتدريبها، ويعتبر العاروري المسؤول العسكري الاول عن القسام وبناء الجيل الثاني، كما ساهم في انتشار القسام في الضفة ولبنان كما يرتبط بعلاقات مع قادة عرب الـ 48، و شكل مع السنوار والضيف ومروان عيسى وابو عبيدة حلقة واحدة في التخطيط لعملية طوفان الاقصى وادارة غرفة العمليات المشتركة، كما مثل الشهيد العاروري حركة حماس في غرفة عمليات محور المقاومة.

وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان القيادة الاستثنائية للعاروري ودوره في الضفة وغزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن ومع جميع حركات التحرر جعلاه هدفا دائما للمخابرا ت الاسرائيلية والدولية، ووصفته الصحف الاسرائيلية بانه « مهندس الساحات لمحور المقاومة والرجل الاستراتيجي «وباستطاعة نتنياهو التباهي بهذه العملية وهذا الانجاز للتعويض عن هزائمه على ابواب غزة، ولذلك سارع الى استقبال رئيس الموساد بعد العملية وهنأه، والكشف عنها، رغم ان الموساد لا يعلن مباشرة عن هكذا عمليات الا بعد مدة، وهذا ما يؤكد مدى حاجة نتنياهو الى انجاز كهذا، واعلانه امام جيشه ومعارضيه والرأي العام بعد اخلاء المواقع وسحب الالوية، الى خارج القطاع، فيما كان شعاره تدمير غزة وسحق حماس وتسليمها الى ادارة جديدة تحت اشراف الموساد.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الشهید العاروری فی الضاحیة فی بیروت

إقرأ أيضاً:

اتساع الهوة بين إسرائيل وسوريا.. خلاف نادر بين تل أبيب وواشنطن حول مسار الاتفاق الأمني

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن الفجوة بين إسرائيل وسوريا حول الاتفاق الأمني الذي ترعاه واشنطن "اتسعت بشكل غير مسبوق"، مؤكداً أن تل أبيب "أبعد ما تكون عن التوصل إلى تفاهم مع دمشق مما كانت عليه قبل أسابيع قليلة".

وجاءت تصريحات ساعر في وقت كشفت فيه صحيفة "وول ستريت جورنال" عن بروز خلاف غير معتاد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب ما وصفته بالموقف "العدائي" لتل أبيب تجاه سوريا، في ظل سعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض مستوى التوتر بين البلدين.

القيادة الوسطى الأمريكية: تعاون متزايد مع الشركاء في سوريا للقضاء على فلول تنظيم الدولةطائرات إسرائيلية تحلق فوق حمص وحماة وسط سورياالسعودية: دعم المملكة لجهود سوريا في إعادة بناء اقتصادهاوزير الخارجية الأمريكي: ازدهار سوريا رهن تعايشها السلمي مع جيرانها

ووفقاً للتقرير، فإن المفاوضات التي انطلقت قبل أشهر من أجل صياغة اتفاقية أمنية بين سوريا وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود، بينما يضغط البيت الأبيض على تل أبيب للقبول بتفاهمات جديدة مع دمشق. وتخشى أطراف إسرائيلية، بحسب الصحيفة، من أن تؤثر السياسات الإسرائيلية الأخيرة على مستوى التنسيق الاستراتيجي مع واشنطن.

التصعيد الأخير على الأرض جاء أواخر نوفمبر الماضي عندما شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على منطقة بيت جن قرب دمشق، ما أدى – وفق بيانات أولية – إلى مقتل 13 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وإصابة 25 آخرين. وتبعت الغارات مواجهات بين قوة إسرائيلية مكلفة بعملية توقيف وسكان محليين اعترضوا طريقها.

وبعد التغيير السياسي في سوريا نهاية 2024 وتولي الرئيس المؤقت أحمد الشرع السلطة، فرضت إسرائيل سيطرتها على منطقة عازلة في الجولان الجنوبي ونفذت عمليات عسكرية ضد ما تبقى من قوات النظام السابق، مبررة هذه الخطوات بأنها تهدف إلى حماية المستوطنات والمدن الشمالية ومنع وصول السلاح إلى السلطة الجديدة في دمشق.

وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن تعثر المفاوضات يعود أساساً لرفض إسرائيل سحب قواتها من المواقع التي سيطرت عليها جنوب سوريا، وهو مطلب رئيسي للقيادة السورية الجديدة. كما نقلت الصحيفة عن مصادر أن تل أبيب تبحث خيار الانسحاب من بعض النقاط فقط مقابل اتفاق سلام شامل، غير أن فرص تحقيق هذا السيناريو تبدو ضعيفة في المرحلة الراهنة.

طباعة شارك الولايات المتحدة وإسرائيل الفجوة بين إسرائيل وسوريا إسرائيل وسوريا حول الاتفاق الأمني اتفاقية أمنية بين سوريا وإسرائيل البيت الأبيض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • القناة 12 الإسرائيلية: المستوى الأمني يضغط باتجاه شن عملية تستهدف حزب الله
  • عاجل: فضيحة إعلامية للانتقالي: قتلى وجرحى شبوة كانت بسبب محاولة سرقة شيول تابع لوزارة الدفاع وقيادي جنوبي ينفي استهداف قوات دفاع شبوة بطيران مسيّر
  • روبيو يبحث مع وزير الخارجية الإسرائيلي تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة
  • كشف تفاصيل عملية سرّية إسرائيلية بغزة قبل يوم من هجوم 7 أكتوبر
  • مطالب سورية جديدة في مباحثات الملف الأمني مع إسرائيل
  • اتساع الهوة بين إسرائيل وسوريا.. خلاف نادر بين تل أبيب وواشنطن حول مسار الاتفاق الأمني
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • اجتماع بمسقط لمناقشة التنسيق الأمني والعدلي بين عُمان والسعودية
  • إسرائيل تنفي وصول الاتفاق الأمني مع سوريا إلى طريق مسدود