أدلى حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي بتصريحات تشير إلى أنهما يريدان تجنب المخاطرة بتوسيع أكبر لنطاق الحرب الدائرة في قطاع غزة، بعد أن قتل هجوم بطائرة مسيّرة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت، مساء الثلاثاء.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب ألقاه في بيروت، الأربعاء، إن قتل العاروري "جريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها".

وحذر نصر الله من أن جماعته ستقاتل حتى النهاية إذا اختارت إسرائيل توسيع الحرب إلى لبنان، لكنه لم يوجه تهديدات محددة بأي تحرك ضد إسرائيل دعما لحماس.

ولم تؤكد إسرائيل أو تنف اغتيال العاروري، لكنها تعهدت بالقضاء على حماس في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة عبر الحدود في السابع من أكتوبر.

وتشن إسرائيل هجوما بريا وجويا عنيفا على غزة، وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن العدد المسجل للفلسطينيين الذين قتلوا من جراء الهجوم الإسرائيلي حتى الأربعاء تخطى 22 ألفا، أو ما يمثل واحدا بالمئة تقريبا من إجمالي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وعندما سأل صحفي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري عما تفعله إسرائيل استعدادا لرد محتمل من حزب الله، قال: "لن أرد على ما ذكرته للتو. إننا نركز على قتال حماس".

لا رغبة في الحرب

وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين عند سؤاله عن خطاب نصر الله: "لم نر حزب الله يهب سريعا لدعم حماس ومساعدتها".

وأشار مسؤول أمريكي آخر، تحدث إلى الصحفيين مشترطا عدم كشف هويته، إلى أن حزب الله وإسرائيل لا يرغبان في دخول حرب.

وتابع المسؤول: "على حد علمنا، لا توجد رغبة واضحة لدى حزب الله في خوض حرب مع إسرائيل والعكس".

وقال مسؤول أميركي كبير، الأربعاء، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيغادر إلى الشرق الأوسط في جولة تشمل زيارة لإسرائيل، بينما تواصل الولايات المتحدة المشاورات الدبلوماسية بشأن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث للصحفيين مشترطا عدم الكشف عن هويته، أن المبعوث الدبلوماسي الأميركي آموس هوكستين سيسافر أيضا إلى إسرائيل للعمل على تهدئة التوتر بينها وبين حزب الله.

مخاوف التمدد

واغتيال العاروري (57 عاما) علامة أخرى على أن الحرب الدائرة منذ ما يقرب من 3 أشهر في غزة قد تمتد أبعد من القطاع، بما يشمل العنف في الضفة الغربية وتبادل إطلاق النار مع حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية إضافة إلى مسارات الشحن في البحر الأحمر.

والعاروري الذي كان يعيش في بيروت أول قيادي سياسي كبير في حماس يغتال خارج الأراضي الفلسطينية، منذ شنت إسرائيل هجوما شرسا على قطاع غزة.

وخاض حزب الله قصفا متبادلا شبه يومي مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ بدء حرب غزة، وقال مصدران أمنيان لـ"رويترز" إن مسؤولا محليا بحزب الله و3 أعضاء آخرين قتلوا الأربعاء في قصف إسرائيلي جنوبي لبنان.

وقتل أكثر من 120 من مقاتلي حزب الله ونحو 24 مدنيا في الأراضي اللبنانية، فضلا عن 9 جنود إسرائيليين على الأقل على الجانب الآخر.

وقال نصر الله: "إذا فكر العدو أن يشن حربا على لبنان سيكون قتالنا بلا سقوف، بلا حدود، بلا قواعد".

ودأبت إسرائيل على اتهام العاروري بتدبير هجمات على إسرائيليين، لكن مسؤولا من حماس قال إنه كان أيضا في "قلب المفاوضات" التي تجريها مصر وقطر بشأن الحرب في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.

وجاء خطاب نصر الله في ذكرى مرور 4 أعوام على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في ضربة أميركية بطائرة مسيرة في العراق.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حسن نصر الله حزب الله حماس إسرائيل حسن نصر الله حزب الله إسرائيل لبنان حسن نصر الله حزب الله حماس إسرائيل أخبار لبنان حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

تفاصيل مقترح الـ60 يوما بشأن غزة.. هذا موقف إسرائيل وحماس

قالت تقارير صحفية إسرائيلية إن مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قدم مؤخرا مقترحا محدّثا لإسرائيل وحماس، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين وتطبيق وقف إطلاق النار في غزة، بينما تتمسك الحركة الفلسطينية بضرورة إنهاء الحرب تماما.

وقالت صحيفة "جيروسالم بوست" إن ويتكوف "يضغط على الطرفين لقبول المقترح الأميركي"، نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ومصدر مطلع على التفاصيل.

ورغم وجود فرق تفاوضية لإسرائيل وحماس في الدوحة، فإن المحادثات بشأن مقترح ويتكوف تجري حاليا عبر قنوات أخرى، وفقا للمصادر.

ولعبت هذه القنوات دورا حاسما في إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر الأسبوع الماضي، وفقا لـ"جيروسالم بوست".

وأعرب مصدر مطلع على الأمر عن خيبة أمل كبار مسؤولي حماس، لأن إطلاق سراح ألكسندر لم يؤد إلى موقف أميركي أكثر إيجابية تجاه الحركة.

ويجري ويتكوف محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشريكه المقرب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومع قيادة حماس في الدوحة، عبر قناة غير مباشرة للمحادثات يديرها رجل الأعمال الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحاح.

ويأتي هذا التقرير بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي عن زيادة وتيرة هجومه العسكري على غزة، وتزامنا مع موافقة نتنياهو على استئناف المساعدات إلى القطاع بشكل محدود، بعد شهرين ونصف من الحصار التام.

ويتشابه المقترح الذي تحدثت عنه "جيروسالم بوست" جزئيا مع مقترحات سابقة، إذ ينص على إطلاق سراح 10 رهائن وحوالي 15 جثة لرهائن متوفين مقابل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 45 و60 يوما والإفراج عن أسرى فلسطينيين، وفقا لمصادر الصحيفة الإسرائيلية.

لكنه المقترح يختلف عن الخطط السابقة في إضافة عدة صيغ جديدة إليه، توضح أن وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى "سيكونان بداية لعملية أوسع قد تفضي إلى إنهاء الحرب".

وتهدف الصياغة الجديدة إلى تقديم ضمانات لحماس بأن نتنياهو لن يتمكن من اتخاذ قرار أحادي الجانب، بإنهاء وقف إطلاق النار واستئناف القتال.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات: "يحاول الاقتراح الجديد إقناع حماس بجدوى المضي قدما في اتفاق جزئي الآن، لأنه قد يؤدي إلى إنهاء الحرب في المستقبل".

وأفادت مصادر أن نتنياهو قدم ردا إيجابيا من حيث المبدأ، لكن مع العديد من الشروط والتحفظات، بينما لم تقدم حماس ردا بعد، وتطالب الحركة بوعد واضح بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيؤدي إلى إنهاء الحرب.

وتفيد تقارير أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط لمنع أي عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق أخرى في قطاع غزة، مع السعي لإطلاق سراح المزيد من الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لمنع حدوث مجاعة.

قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "جيروسالم بوست": "محادثات الدوحة التي جرت في الأيام الأخيرة مجرد ترتيبات مسبقة. هذا ليس المكان الذي تجري فيه المحادثات الحقيقية حاليا. إذا وافقت حماس وإسرائيل على مبادئ اقتراح ويتكوف فسيتم نقل المحادثات إلى الدوحة لإجراء مناقشات مفصلة".

في المقابل، نفى القيادي بحماس سامي أبو زهري الأنباء المتداولة بشأن موافقة الحركة على صفقة تشمل الإفراج عن 9 رهائن إسرائيليين مقابل هدنة مؤقتة لمدة شهرين، مؤكدا رفض الحركة أي اتفاق لا يشمل وقفا شاملا ودائما للحرب وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وقال أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية للحركة في الخارج، في بيان، مساء الأحد ، إن هذه الأخبار "مزيفة وتهدف إلى إرباك الساحة والضغط على المقاومة".

وأضاف أن الحركة سلمت ألكسندر "كمبادرة لإثبات الجدية في التوصل إلى اتفاق شامل، إلا أن الإدارة الأميركية لم تتعاط بشكل إيجابي مع الخطوة".

وأوضح أن حماس مستعدة للإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، شرط التزام إسرائيل بوقف الحرب وضمان تنفيذ الاتفاق برعاية دولية.

وتبقى المفاوضات في مرحلة حساسة وسط استمرار الوساطة الدولية، بينما لم تصدر إشارات واضحة حتى الآن حول حدوث اختراق وشيك في مسار التفاهمات.

مقالات مشابهة

  • مصطفى الفقي: لهجة الغرب تجاه إسرائيل تغيّرت والضمير الدولي بدأ في الاستيقاظ
  • نساء غزة.. أيقونات الصمود بين الأنقاض والنار
  • إعلام عبري: لا تقدم في مفاوضات الدوحة وإسرائيل تدرس إعادة وفدها
  • تفاصيل مقترح الـ60 يوما بشأن غزة.. هذا موقف إسرائيل وحماس
  • عود نفسك كل صباح أن تقول: أدعية وأذكار
  • الاستبانة وأسباب خروج بعض المستثمرين (2)
  • إسرائيل “منفتحة” على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • إسرائيل منفتحة على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • خط أحمر لحماس.. مصدر إسرائيلي يكشف شرط إسرائيل لـإنهاء الحرب في غزة
  • حماس تشيد بالموقف اليمني المساند لغزة والصمود في وجه أمريكا وإسرائيل (تفاصيل)